يسرنا أن نصطحبكم في رحلة افتراضية إلى الأمكنة التي زارها أعظم شعراء اليابان (باشو) العظيم، والذي قام برحلة كبرى إلى شمال البلاد،
(ماتسوو باشو) هو أحد أعمدة الأدب الياباني في الفترة التي عرفت بـ"قرن أوساكا الذهبي" عاش (1644-1694 م)
قام باشو برحلة على قدميه استمرت مئة وخمسين يوما، وقطع خلالها نحو ثلاثمئة كيلومتر، وقد دوَّن هذه الرحلة في كتابه "الدرب الضيق إلى أوكو".
أو رحلة إلى شمال البلاد.
كما ندعوكم لإبداء الرأي في مختاراتنا من هذه الرحلة لتكونوا جزءًا من بعثة رحالة #القرية_الإلكترونية التي ستزور هذه الأماكن برعاية الشاعر #محمد_أحمد_السويدي لاقتفاء أثر هذه الرحلة في #اليابان قريباً
ماتسوشيما | رحلة إلى شمال البلاد | باشو
صحيح أن منظر ماتسوشيما، مهما قيل عنه، هو الأجمل في اليابان، وليس بأي حال أقل روعة من تونغ-تينغ أو البحيرة الغربية في الصين. يمتد البحر من الجنوب الشرقي مشكلا خليجا بعرض سبعة أميال، وتتدفق أمواج المد بغزارة، كما هي الحال في تشيه-تشيانغ. وثمة جزر لا حصر لها. بعضها يرتفع ويشرئب نحو السماء؛ والمنخفضة منها تزحف تحت الأمواج. هناك جزر تتراكم متضاعفة أو حتى ثلاثة أضعاف بارتفاعها. تنتصب الجزر إلى الشمال متفرقة، وإلى اليمين متصلة معا. يبدو بعضها وكأنه يحمل جزرا صغيرة على ظهره، وأخرى كأنها تحتضن الجزر بين ذراعيها، مستدعية حب الأم لأطفالها. خضرة الصنوبر ذات دكنة رائعة، وأغصانها محنية دائما بفعل رياح البحر، لذلك تبدو وكأن التواءها ينتمي لطبيعة الأشجار. إن المشهد مفعم بسحر خفي لوجه امرأة جميلة. وأنا أتساءل هل إله الجبال هو الذي خلق ماتسوشيما، في عصور الآلهة؟ وهل من إنسان قادر على أن يبدع في لوحة أو قصيدة مثل هذه الروعة في جمال الطبيعة؟