Arabic |
يوميات دير العاقول
سيرة أبو الطيب المتنبي
بقلم: محمد أحمد السويدي
"يوميات دير العاقول" هي مخطوطة عثر عليها أحدهم في مكتبة مهجورة في زاوية من مسجد قديم في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، والتي لقي فيها الشاعر أبو الطيب المتنبي مصرعه.
بدت المخطوطة قديمة بالية و مجهولة النسب، و لعل من عثر عليها تبين له بعد جهد، أنها نسخة دقيقة نقلت قبل قرن من الزمان عن أصل دوّنه المتنبي.
ومن الحكايات التي وردت في المخطوطة حكاية (كرم طاهر الهاشمي)، قال أبو الطيّب:
كان في حلب شخص يقال له طاهر بن محمد الهاشمي، مات أبوه وخلّف له مقدار مائة ألف دينار، فأنفقها على الشعراء والزوّار في سبيل الله، فقصده البحتري (ت 897م) من العراق، فلما وصل إلى حلب قيل له: إنه قد قعد في بيته لديون ركبته، فاغتمّ البحتري لذلك غمّاً شديداً وبعث المدحة إليه في بعض مواليه، فلما وصلته ووقف عليها بكى، ودعا بغلام له، وقال له: بع داري، فقال له: أتبيع دارك وتبقى على رؤوس الناس؟ فقال: لا بد من بيعها، فباعها بثلثمائة دينار، فأخذ صرّة وربط فيها مائة دينار، وأنفذها إلى البحتري، وكتب إليه معه رقعة، ضمّنها الأبيات التالية:
لو يكون الحباء حسب الذي أن *** ت لدينا به محلّ وأهل
لحبيت اللجين والدرّ واليا *** قوت حثواً وكان ذاك يقلّ
والأديب الأريب يسمح بالعذ *** ر إذا قصرّ الصديق المقلّ
فلما وصلت الرقعة إلى البحتري ردّ الدنانير، وكتب إليه:
بأبي أنت أنت للبرّ أهل *** والمساعي بعد وسعيك قبل
والنوال القليل يكثر إن شا *** ء مرجّيك والكثير يقلّ
غير أني رددت برّك إذ كا *** ن رِباً منك، والرِبا لا يحلّ
وإذا ما جزيت شعراً بشعر *** قُضي الحقّ، والدنانير فضل
فلما عادت الدنانير إليه حلّ الصرة، وضم خمسين ديناراً أخرى، وحلف أنه لا يردّها عليه، وسيّرها، فلما وصلت إلى البحتري أنشأ يقول:
شكرتك إن الشكر للعبد نعمة *** ومن يشكر المعروف فالله زائده
لكل زمانٍ واحد يقتدى به *** وهذا زمان أنت لا شكّ واحده
![]() سَملُ المسْتَكْفِي | ![]() هذا من ذاك | ![]() هلاك الوزير ابن مقلة | ![]() يوميات دير العاقول |