صفقة زواج
صفقة زواج
بلغني أنّه لمّا عاد الإخشيد محمد بن طغج من الرقّة إلى حلب وسار إلى مصر، ولّى بحلب من قبله أبا الفتح عثمان بن سعيد بن العباس بن الوليد الكلابي وولّى أخاه أنطاكية. فحسد أبا الفتح إخوته الكلابيون، وراسلوا سيف الدولة بن حمدان ليسلمّوا إليه حلب، وكان قد طلب سيف الدولة من أخيه ناصر الدولة ولاية، فقال له ناصر الدولة: الشام أمامك، وما من أحد يمنعك منها. وعرف سيف الدولة اختلاف الكلابيين، وضعف أبي الفتح عن مقاومته، فسار إلى حلب، فلما وصل إلى الفرات خرج إخوة أبي الفتح عثمان بن سعيد بأجمعهم للقاء سيف الدولة، فرأى أبو الفتح أنه مغلوب إن جلس عنهم، وعلم حسدهم له، فخرج معهم. فلما قطع سيف الدولة الفرات، أكرم أبا الفتح دون إخوته، وأركبه معه و أجلسه معه على السرير. ثم إن الإخشيد سيّر عسكراً إلى حلب مع كافور ويأنس المؤنسي، وكان الأمير سيف الدولة غازياً بأرض الروم ، فرجع وسار لطيّته إلى الإخشيدية، فلقيهم بالرستن. فحمل سيف الدولة على كافور، فانهزم، وازدحم أصحابه في جسر الرستن، فوقع في النهر منهم جماعة. ورفع سيف الدولة السيف، فأمر غلمانه أن لا يقتلوا أحداً منهم. وقال: الدم لي، والمال لكم. فأسر منهم نحو أربعة آلاف من الأمراء وغيرهم، واحتوى على جميع سواده.
ومضى كافور هارباً إلى حمص، وسار منها إلى دمشق، وكتب إلى الإخشيد يعلمه بهزيمته، وأطلق سيف الدولة الأسارى جيمعهم، فمضوا وشكروا فعله. ورحل سيف الدولة بعد هزيمتهم إلى دمشق، ودخلها في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأقام بها. وكاتبه الإخشيد يلتمس منه الموادعة، والاقتصار على مافي يده، فلم يفعل. وخرج سيف الدولة إلى الأعراب، فلما عاد منعه أهل دمشق من دخولها. فبلغ الإخشيد ذلك فسار من الرملة، وتوجه يطلب سيف الدولة، فلما وصل طبرية عاد سيف الدولة إلى حلب بغير حرب، لأن أكثر أصحابه وعسكره استأمنوا إلى الإخشيد. فاتبعه الإخشيد إلى أن نزل معرة النعمان في جيش عظيم، فجمع سيف الدولة، ولقيه بأرض قنّسرين، في شوال من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وكان الإخشيد قد جعل مطارده وبوقاته في المقدمة، وانتقى من عسكره نحو عشرة آلاف، وسماهم الصابريّة فوقف بهم في الساقة. فحمل سيف الدولة على مقدمة الإخشيد فهزمها، وقصد قبته وخيمته، وهو يظنه في المقدمة، فحمل الإخشيد ومعه الصابريّة فاستخلص سواده. ولم يقتل من العسكرين غير معاذ بن سعيد والي معرّة النعمان من قبل الإخشيد، فإنه حمل على سيف الدولة ليأسره، فضربه سيف الدولة بمستوفى كان معه فقتله. وهرب سيف الدولة فلم يتبعه أحد من عسكر الإخشيد، وسار على حاله إلى الجزيرة فدخل الرقة. ودخل الإخشيد حلب، وأفسد أصحابه في جميع النواحي، وقطعت الأشجار التي كانت في ظاهر حلب وكانت عظيمة جداً. ونزل عسكر الإخشيد على الناس بحلب، وبالغوا في أذى الناس لميلهم إلى سيف الدولة. وعاد الإخشيد إلى دمشق بعد أن ترددت الرسل بينه وبين سيف الدولة. واستقر الأمر على أن أفرج الإخشيد له عن حلب وحمص وأنطاكية. وقرر عن دمشق مالاً يحمله إليه في كل سنة. وتزوج سيف الدولة بابنة أخي الإخشيذ عبيد الله بن طغج. وها أنذا في أنطاكية أصبح بصفقة زواج أحد رعاياه.
محمد أحمد السويدي
#يوميات_دير_العاقول
-__
"يوميات دير العاقول" سيرة أبو الطيب المتنبي
يوميات متخيلة بقلم: محمد أحمد السويدي جاء في مقدمتها:
مخطوطة عثر عليها أحدهم في مكتبة مهجورة في زاوية من مسجد قديم في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، والتي لقي فيها الشاعر أبو الطيب المتنبي مصرعه. بدت المخطوطة قديمة بالية و مجهولة النسب، و لعل من عثر عليها تبين له بعد جهد، أنها نسخة دقيقة نقلت قبل قرن من الزمان عن أصل دوّنه المتنبي.
صفقة زواج
بلغني أنّه لمّا عاد الإخشيد محمد بن طغج من الرقّة إلى حلب وسار إلى مصر، ولّى بحلب من قبله أبا الفتح عثمان بن سعيد بن العباس بن الوليد الكلابي وولّى أخاه أنطاكية. فحسد أبا الفتح إخوته الكلابيون، وراسلوا سيف الدولة بن حمدان ليسلمّوا إليه حلب، وكان قد طلب سيف الدولة من أخيه ناصر الدولة ولاية، فقال له ناصر الدولة: الشام أمامك، وما من أحد يمنعك منها. وعرف سيف الدولة اختلاف الكلابيين، وضعف أبي الفتح عن مقاومته، فسار إلى حلب، فلما وصل إلى الفرات خرج إخوة أبي الفتح عثمان بن سعيد بأجمعهم للقاء سيف الدولة، فرأى أبو الفتح أنه مغلوب إن جلس عنهم، وعلم حسدهم له، فخرج معهم. فلما قطع سيف الدولة الفرات، أكرم أبا الفتح دون إخوته، وأركبه معه و أجلسه معه على السرير. ثم إن الإخشيد سيّر عسكراً إلى حلب مع كافور ويأنس المؤنسي، وكان الأمير سيف الدولة غازياً بأرض الروم ، فرجع وسار لطيّته إلى الإخشيدية، فلقيهم بالرستن. فحمل سيف الدولة على كافور، فانهزم، وازدحم أصحابه في جسر الرستن، فوقع في النهر منهم جماعة. ورفع سيف الدولة السيف، فأمر غلمانه أن لا يقتلوا أحداً منهم. وقال: الدم لي، والمال لكم. فأسر منهم نحو أربعة آلاف من الأمراء وغيرهم، واحتوى على جميع سواده.
ومضى كافور هارباً إلى حمص، وسار منها إلى دمشق، وكتب إلى الإخشيد يعلمه بهزيمته، وأطلق سيف الدولة الأسارى جيمعهم، فمضوا وشكروا فعله. ورحل سيف الدولة بعد هزيمتهم إلى دمشق، ودخلها في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأقام بها. وكاتبه الإخشيد يلتمس منه الموادعة، والاقتصار على مافي يده، فلم يفعل. وخرج سيف الدولة إلى الأعراب، فلما عاد منعه أهل دمشق من دخولها. فبلغ الإخشيد ذلك فسار من الرملة، وتوجه يطلب سيف الدولة، فلما وصل طبرية عاد سيف الدولة إلى حلب بغير حرب، لأن أكثر أصحابه وعسكره استأمنوا إلى الإخشيد. فاتبعه الإخشيد إلى أن نزل معرة النعمان في جيش عظيم، فجمع سيف الدولة، ولقيه بأرض قنّسرين، في شوال من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وكان الإخشيد قد جعل مطارده وبوقاته في المقدمة، وانتقى من عسكره نحو عشرة آلاف، وسماهم الصابريّة فوقف بهم في الساقة. فحمل سيف الدولة على مقدمة الإخشيد فهزمها، وقصد قبته وخيمته، وهو يظنه في المقدمة، فحمل الإخشيد ومعه الصابريّة فاستخلص سواده. ولم يقتل من العسكرين غير معاذ بن سعيد والي معرّة النعمان من قبل الإخشيد، فإنه حمل على سيف الدولة ليأسره، فضربه سيف الدولة بمستوفى كان معه فقتله. وهرب سيف الدولة فلم يتبعه أحد من عسكر الإخشيد، وسار على حاله إلى الجزيرة فدخل الرقة. ودخل الإخشيد حلب، وأفسد أصحابه في جميع النواحي، وقطعت الأشجار التي كانت في ظاهر حلب وكانت عظيمة جداً. ونزل عسكر الإخشيد على الناس بحلب، وبالغوا في أذى الناس لميلهم إلى سيف الدولة. وعاد الإخشيد إلى دمشق بعد أن ترددت الرسل بينه وبين سيف الدولة. واستقر الأمر على أن أفرج الإخشيد له عن حلب وحمص وأنطاكية. وقرر عن دمشق مالاً يحمله إليه في كل سنة. وتزوج سيف الدولة بابنة أخي الإخشيذ عبيد الله بن طغج. وها أنذا في أنطاكية أصبح بصفقة زواج أحد رعاياه.
محمد أحمد السويدي
#يوميات_دير_العاقول
-__
"يوميات دير العاقول" سيرة أبو الطيب المتنبي
يوميات متخيلة بقلم: محمد أحمد السويدي جاء في مقدمتها:
مخطوطة عثر عليها أحدهم في مكتبة مهجورة في زاوية من مسجد قديم في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، والتي لقي فيها الشاعر أبو الطيب المتنبي مصرعه. بدت المخطوطة قديمة بالية و مجهولة النسب، و لعل من عثر عليها تبين له بعد جهد، أنها نسخة دقيقة نقلت قبل قرن من الزمان عن أصل دوّنه المتنبي.
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles