Arabic    

إلى محمد السويدي - كل عام وأنت بخير


2017-09-10 00:00:00
View In Facebook
Category : Team Members

 
 
 
 
 
إلى «محمد السويدي» Mohammed Alsowaidi في6/9 «1984» مرّة ، كل عام وأنت بخير
مني، ومن «تشارلز ديكينز» و «أوليفر تويست» و.. «جورج أورويل» And Co.
بقلم: د. «مازن مصطفى»
كيف لـ «لندن» أن تحتفي معنا بعيد ميلاد أخٍ ٍ حبيب، وشاعرٍ مجدد، ومثقف يطوي ما في الكتب طياً في جوانحه، ويطوي الأرض ارتحالاً، يكتب عن، وعلى خطوِ أعلامها، «غوتة» و«همنغواي» و«المايدي» (الماجدي)، وقبلهم «أبو الطيب المتنبي» و«ابن بطوطة» وفي ذهنه اعتمالات نقاش صامت مع «نيرودا» و«اكتافيو باث» و«ميشيل فوكو»، وإحالات شعرية وفلسفية وموسيقية وسينيمائية على طول ممشانا ذلك اليوم الأثير.
أوقفني في باب التذكّر على أرض «تشارلز ديكنز» في شمال العاصمة البريطانيّة (لندن)، وقال لي : (هذي أرض روايته). وأشار إلى أكثر من زقاق بين أبنية قديمة تنضح برطوبة لندن، وأخرى تمّ تحديثها بأغلفة الزجاج. (هنا مراتع الصبيّ أوليفر تويست).
المكان هو: الجهة الجنوبية من حي إيزلينغتون قرب محطة «فارينغتون»
ألزمان: 1837 - رجعُ ماضٍ بعيد، بل رجوعٌ إلى الماضي، رجوعٌ يقتضي حالة تموضع نفسيّ وبصريّ.
كيف؟!
حسناٍ ، أسدل على عين الحاضر غشاوة الحالم ، وأنِر صحوةَ المعنى ، وسترى، أنك لا ترى السابلة "الموديرن" المنكبين على اجهزة (السوشال ميديا) انكباب ساعاتي على تصليح ساعة صغيرة، من طلبةالكليات الجامعية الكثيرة في المحيط ، وموظفي البورصة القريبة والبنوك ببدلهم السود اللامعة من وسخ الطاولات .. والايام ، والباعة ينظفون بسأمٍ واجهات محالهم التجارية ويلمعون الجمال الميت لعارضات الشمع كما يلمع اليابانيون موتاهم قبل دفنهم.
ستجد أن عينك لا تقع إلّا على إحداثيات الرواية ، أسماء الشوارع والأزقة التي عبر منها الصبي الصغير الأشقر، «أوليفر» بثيابه الرثّة وطاقيته الأوسع من حجم رأسه .هنا كل شيْ تقع عليه عينك ينطق بالحدث الديكنزيِّ وزمنه ، حتى تصل إلى حان الحي المُسمى هو أيضا باسم عمّة أوليفر ،تروت وود ،وصورتها المتخيلة تعلو البناية كعلم فوق قلعة من قلاع اللوردات.وأوليفر يطل عليك من هذه الزاوية ويطلع لك من تلك الورقة من الكتاب وتكاد تتعثر به.
تشارلز ديكنز بنفسه كان يرافقنا أيضا ويشير إلى الحدائق التي جالس فيها السناجب محدثا نفسه بالرواية او محدثا شخوصها على الأغلب . ويوصلنا إلى المسرح الذي اعتاد فيه مشاهدة مسرحيات وعروض راقصة والتي هي من امتيازات ذلك المسرح ،مسرح سادلر ويلز.
ألصفة الأخيرة "ويلز" تعني آبار ، وسادلر هذا اكتشف بالمصادفة آبار مياه معدنية تحت مسرحه ،الذي بني عام 1683 فأضاف إلى تجارة العروض المسرحية الراقصة ،وكان أول مسرح إنكليزي يسمح للنساء بالتمثيل ، تجارة أخرى هي الاستحمام بالمياه المعدنية.
على اليمين وعلى الشمال من طريقنا ،علت بعض الأبواب يافطات السيراميك الزُرق منوهة بمن ولد فيها أو سكنها من الشعراء والفنانين والكتاب ،ومن بينهم ناشر كتب ديكنز وكذلك بيت كاتب سيرته.
مضينا شمالاً ،ومررنا ببيت سلمان رشدي صاحب"آيات شيطانية"وكان غادره بطلبٍ من الأمن البريطاني لحمايته بعد صدور الفتوى بقتله من إيران ، فاختفى في بريطانيا ثم سافر إلى اميركا.
تغير فحوى حديثنا ،وصار بدل ديكنز وعلاقته بالزمان والمكان إلى الفتوى وعلاقة المثقف بالسلطة.
في المنحنى الموازي للشارع مدخل الى مسار للمشاة لا تقع على بوابته عين المسرع المُنبت، ويسمى بمسار النهر الجديد "نيو ريفر" ذلك أنه نهر اصطناعي تم شقّه عام 1613 لجر مياه الشرب إلى لندن من منطقة هاتفورد شاير على بعد خمسين كيلو متر ،والسباحة فيه ممنوعة كما تشير التعليمات القديمة ، وإن لم يك ذكّرني تماما بمشروع النهر الكبير في ليبيا ، فمن شدة العناية به والمحافظة على صفاء مائه ذكّرني بنهر بردى في دمشق الشام ،وكيف كانت مياهه تسيل من بيت الى بيت عبر نوافير "بحرات" في ساحات البيوت دون أن يلوثها أحد وتشرب منها كل أحياء دمشق ،وهو نموذج راق جدا للمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمدن الإسلامية العريقة . بالطبع فإن النهر الانكليزي الجديد مسقوف الآن وما بقي منه هو تفريعة صغيرة منه تبرر جمال المسار.
إنتهى بنا المشي إلى بيت «جورج أورويل» صاحب"مزرعة الحيوان" و"1984".
هنا تغير فحوى حديثنا ،غاب زمن ديكنز الفيكتوري، ولم يبتعد كثيرا زمن رشدي وحل مكانه زمن الأخ الأكبر حسب وصف أورويل للديكتاتور والنظام الشمولي، زمن «دونالد ترامب».
طرقنا الباب فلم نلق جوابا، وحاولنا افتراضيا الاتصال به تلفونيا فلا سمعنا رنينا ولا رد علينا بـ"هالو"، مع أننا لسنا ولن نكون من زمرة الأخ الأكبر!!
هل كان علينا أن نطرق الباب 1984 طرقة ؟!
نظرت، قائلاً لأخي المحبوب محمد بن أحمد السويدي Mohammed Alsowaidi : «كل عام وأنت بخير 1984 مرة»...
مازن مصطفى Mazen Mustafa
لندن، 6 /9 /2017

          إلى «محمد السويدي» Mohammed Alsowaidi في6/9 «1984» مرّة ، كل عام وأنت بخير مني، ومن «تشارلز ديكينز» و «أوليفر تويست» و.. «جورج أورويل» And Co. بقلم: د. «مازن مصطفى» كيف لـ «لندن» أن تحتفي معنا بعيد ميلاد أخٍ ٍ حبيب، وشاعرٍ مجدد، ومثقف يطوي ما في الكتب طياً في جوانحه، ويطوي الأرض ارتحالاً، يكتب عن، وعلى خطوِ أعلامها، «غوتة» و«همنغواي» و«المايدي» (الماجدي)، وقبلهم «أبو الطيب المتنبي» و«ابن بطوطة» وفي ذهنه اعتمالات نقاش صامت مع «نيرودا» و«اكتافيو باث» و«ميشيل فوكو»، وإحالات شعرية وفلسفية وموسيقية وسينيمائية على طول ممشانا ذلك اليوم الأثير. أوقفني في باب التذكّر على أرض «تشارلز ديكنز» في شمال العاصمة البريطانيّة (لندن)، وقال لي : (هذي أرض روايته). وأشار إلى أكثر من زقاق بين أبنية قديمة تنضح برطوبة لندن، وأخرى تمّ تحديثها بأغلفة الزجاج. (هنا مراتع الصبيّ أوليفر تويست). المكان هو: الجهة الجنوبية من حي إيزلينغتون قرب محطة «فارينغتون» ألزمان: 1837 - رجعُ ماضٍ بعيد، بل رجوعٌ إلى الماضي، رجوعٌ يقتضي حالة تموضع نفسيّ وبصريّ. كيف؟! حسناٍ ، أسدل على عين الحاضر غشاوة الحالم ، وأنِر صحوةَ المعنى ، وسترى، أنك لا ترى السابلة "الموديرن" المنكبين على اجهزة (السوشال ميديا) انكباب ساعاتي على تصليح ساعة صغيرة، من طلبةالكليات الجامعية الكثيرة في المحيط ، وموظفي البورصة القريبة والبنوك ببدلهم السود اللامعة من وسخ الطاولات .. والايام ، والباعة ينظفون بسأمٍ واجهات محالهم التجارية ويلمعون الجمال الميت لعارضات الشمع كما يلمع اليابانيون موتاهم قبل دفنهم. ستجد أن عينك لا تقع إلّا على إحداثيات الرواية ، أسماء الشوارع والأزقة التي عبر منها الصبي الصغير الأشقر، «أوليفر» بثيابه الرثّة وطاقيته الأوسع من حجم رأسه .هنا كل شيْ تقع عليه عينك ينطق بالحدث الديكنزيِّ وزمنه ، حتى تصل إلى حان الحي المُسمى هو أيضا باسم عمّة أوليفر ،تروت وود ،وصورتها المتخيلة تعلو البناية كعلم فوق قلعة من قلاع اللوردات.وأوليفر يطل عليك من هذه الزاوية ويطلع لك من تلك الورقة من الكتاب وتكاد تتعثر به. تشارلز ديكنز بنفسه كان يرافقنا أيضا ويشير إلى الحدائق التي جالس فيها السناجب محدثا نفسه بالرواية او محدثا شخوصها على الأغلب . ويوصلنا إلى المسرح الذي اعتاد فيه مشاهدة مسرحيات وعروض راقصة والتي هي من امتيازات ذلك المسرح ،مسرح سادلر ويلز. ألصفة الأخيرة "ويلز" تعني آبار ، وسادلر هذا اكتشف بالمصادفة آبار مياه معدنية تحت مسرحه ،الذي بني عام 1683 فأضاف إلى تجارة العروض المسرحية الراقصة ،وكان أول مسرح إنكليزي يسمح للنساء بالتمثيل ، تجارة أخرى هي الاستحمام بالمياه المعدنية. على اليمين وعلى الشمال من طريقنا ،علت بعض الأبواب يافطات السيراميك الزُرق منوهة بمن ولد فيها أو سكنها من الشعراء والفنانين والكتاب ،ومن بينهم ناشر كتب ديكنز وكذلك بيت كاتب سيرته. مضينا شمالاً ،ومررنا ببيت سلمان رشدي صاحب"آيات شيطانية"وكان غادره بطلبٍ من الأمن البريطاني لحمايته بعد صدور الفتوى بقتله من إيران ، فاختفى في بريطانيا ثم سافر إلى اميركا. تغير فحوى حديثنا ،وصار بدل ديكنز وعلاقته بالزمان والمكان إلى الفتوى وعلاقة المثقف بالسلطة. في المنحنى الموازي للشارع مدخل الى مسار للمشاة لا تقع على بوابته عين المسرع المُنبت، ويسمى بمسار النهر الجديد "نيو ريفر" ذلك أنه نهر اصطناعي تم شقّه عام 1613 لجر مياه الشرب إلى لندن من منطقة هاتفورد شاير على بعد خمسين كيلو متر ،والسباحة فيه ممنوعة كما تشير التعليمات القديمة ، وإن لم يك ذكّرني تماما بمشروع النهر الكبير في ليبيا ، فمن شدة العناية به والمحافظة على صفاء مائه ذكّرني بنهر بردى في دمشق الشام ،وكيف كانت مياهه تسيل من بيت الى بيت عبر نوافير "بحرات" في ساحات البيوت دون أن يلوثها أحد وتشرب منها كل أحياء دمشق ،وهو نموذج راق جدا للمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للمدن الإسلامية العريقة . بالطبع فإن النهر الانكليزي الجديد مسقوف الآن وما بقي منه هو تفريعة صغيرة منه تبرر جمال المسار. إنتهى بنا المشي إلى بيت «جورج أورويل» صاحب"مزرعة الحيوان" و"1984". هنا تغير فحوى حديثنا ،غاب زمن ديكنز الفيكتوري، ولم يبتعد كثيرا زمن رشدي وحل مكانه زمن الأخ الأكبر حسب وصف أورويل للديكتاتور والنظام الشمولي، زمن «دونالد ترامب». طرقنا الباب فلم نلق جوابا، وحاولنا افتراضيا الاتصال به تلفونيا فلا سمعنا رنينا ولا رد علينا بـ"هالو"، مع أننا لسنا ولن نكون من زمرة الأخ الأكبر!! هل كان علينا أن نطرق الباب 1984 طرقة ؟! نظرت، قائلاً لأخي المحبوب محمد بن أحمد السويدي Mohammed Alsowaidi : «كل عام وأنت بخير 1984 مرة»... مازن مصطفى Mazen Mustafa لندن، 6 /9 /2017 , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,

Related Articles

نستقبل عامًا جديدًا ونودع عاماً مضى
نصف المعركة
إلى محمد السويدي - كل عام وأنت بخير
كلمة توقيع الاتفاقية مع الأهرام
First Anniversary of our Social Media Channels