, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi الجزء الخامس عشر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بدافع من الشغف بجوته وبكل ما كتب عنه، بترجمة يوميات من حياة شاعر ألمانيا....
اقرأ المزيد ... الجزء الخامس عشر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بدافع من الشغف بجوته وبكل ما كتب عنه، بترجمة يوميات من حياة شاعر ألمانيا الكبير "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.___________________________________*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. https://plus.google.com/+HisExcellencyMohammedAhmedAlSuwaidi/posts/8VKcqm4i54k محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر---الجزء الخامس عشر "لقد درس بشكل عميق للغاية المسار المتغير لمسيرتي الدنيوية، وحالتي الذهنية، وكان لديه القدرة على رؤية ما لم أعرب عنه، وما يمكن أن يقرأ بين السطور، إذا جاز التعبير. كيف لاحظ حقًا أنني بالكاد قمت بأي شيء خلال السنوات العشر الأولى من حياتي العملية والمحاكمية في فايمار. هذا اليأس قادني إلى إيطاليا. ومع فرحة الإنتاج الجديدة، قرأت تاريخ تاسو لتحرير نفسي من الانطباعات المرهقة والمؤلمة والموجعة في حياتي في فايمار من خلال معالجة هذا الموضوع المقبول. لذلك فقد سمي تاسو المرحلة الأسمى لآلام الشاب فرتر."وفيما يتعلق بفاوست، فإنَّ ملاحظاته ليست أقل ذكاءً، حيث أنه لا يلاحظ فقط السخرية القاتمة والساخنة للشخصية الرئيسية كجزء من نفسي، ولكن أيضًا الاحتقار والحقد المرير لمفستوفيليس".بروح مماثلة من التقدير، كثيرًا ما تحدث غوته عن إمبير. كنا نتحدث عنه باهتمام؛ سعينا لتصور مظهره، وبما أننا لم ننجح في ذلك، اتفقنا على الأقل أنه يجب أن يكون رجلًا في منتصف العمر لفهم الفعل المتبادل للحياة والشعر على بعضهما البعض. لذلك، فوجئنا للغاية عندما وصل إمبير إلى فايمار قبل بضعة أيام، وبدا أنه شاب نشيط، عمره نحو العشرين عامًا، ولم نكن أقل دهشة عندما أخبرنا في سياق تواصل آخر أنَّ جميع المساهمين في "غلوب"، الذين أعجبنا دومًا بحكمتهم واعتدالهم، ودرجة تهذيبهم العالية كانوا كلهم شبابًا مثله.قلت، "أستطيع أن أفهم جيدًا أنَّ المرء يمكن أن يكون شابًا وينتج شيئًا من الأهمية - مثل بروسبير ميريميه، على سبيل المثال، الذي كتب قصصًا ممتازة في سن العشرين؛ لكن أن يملك شخص في عمر مبكر مثل هذه الرؤية الشاملة، وهذه البصيرة العميقة، للوصول إلى حكم ناضج مثل سادة "غلوب"، هو بالنسبة لي شيئًا جديدًا تمامًا".أجاب غوته، "بالنسبة لك في شبابك لم يكن الأمر سهلًا للغاية؛ ونحن أيضًا أجبرنا في ألمانيا الوسطى، على شراء حِكْمَتنا الصغيرة بثمنٍ غالٍ. علاوة على أننا جميعًا عشنا حياة بائسة ومعزولة جدًا! وكذلك لأننا نستمد من الناس ثقافة قليلة جدًا. كما تنتشر مواهبنا ورجالنا العباقرة في جميع أنحاء ألمانيا. بعضهم في فيينا، وآخرون في برلين، وآخرون في كونيغسبرغ، وآخر في بون أو دوسلدورف- كلهم على بعد مائة ميل بعيدًا عن بعضهم البعض، بحيث يمكن اعتبار الاتصال الشخصي والتبادل الشخصي للفكر ندرة. أشعر بهذا على وجه الخصوص عندما يأتي شخص مثل ألكسندر فون هومبولت إلى هنا، وفي يوم واحد يقودني إلى ما أسعى إليه، وما أحتاج إلى معرفته، وما كان ينبغي لي أن أفعله بسنوات وحدتي.''ولكن الآن تصور مدينة مثل باريس، حيث يتم تجميع جميع المواهب العليا في مملكة عظيمة في مكان واحد، وبتبادل المعرفة اليومي، والكفاح، والمنافسة، يوجهون ويدعمون بعضهم البعض؛ حيث أفضل الأعمال، سواء من الطبيعة أو الفن، من كل ممالك الأرض، مفتوحة للفحص اليومي؛ - تصور تلك المدينة العالمية، حيث كل نزهة على جسر أو عبر ساحة تذكرك بماضٍ عظيم، وحيث يرتبط حدث تاريخي بكل ركن من أركان الشارع. بالإضافة إلى كل هذا، لا تتصور باريس المملة، اللا روحية، ولكن باريس في القرن التاسع عشر، والتي خلال ثلاثة أجيال، حافظ رجال مثل موليير، فولتير، ديدرو على مثل هذا تيار فكري كما لا يمكن العثور عليه مرتين في مكان واحد في العالم كله، وسوف تفهم أنَّ رجلًا موهوبًا مثل أمبير، الذي نشأ وسط هذه الوفرة، يمكن بسهولة أن يحقق شيئًا في سنته الرابعة والعشرين".قال غوته، "لقد قلت للتو إنه بإمكانك أن تفهم جيدًا كيف يمكن لأي شخص في سنته العشرين أن يكتب قطعًا جيدة مثل تلك التي قدمها ميريميه. ليس لديَّ شيء لمعارضة هذا؛ وأنا، على وجه العموم، متفق مع وجهة نظرك أنَّ الإنتاج الجيد أسهل من الحكم الجيد في سن الشباب. ولكن في ألمانيا من الأفضل أن لا يحاول المرء عندما يكون شابًا مثل ميريميه أن ينتج شيئًا ناضجًا كما فعل مريميه في عمله "كلارا جازول". صحيح أنَّ شيلر كان صغيرًا جدًا عندما كتب "اللصوص"، "الحب والمكيدة"، و "المؤامرة"؛ ولكن، للتعبير عن الحقيقة، فإنَّ جميع الأجزاء الثلاثة هي بالأحرى إشارة لموهبة استثنائية أكثر من كونها علامات على نضج المؤلف. مع ذلك، هذا ليس خطأ شيلر، بل نتيجة لحالة ثقافة أمتنا، والصعوبة الكبيرة التي نواجهها جميعًا في مساعدة أنفسنا لإيجاد طريقنا الفردي. "من ناحية أخرى دعنا نتناول بيرنغر. ابن أبوين فقيرين، سليل خياط فقير. وفي وقت ما، متدرب فقير، تم وضعه لاحقًا في أحد المكاتب براتب صغير: لم يذهب أبدًا إلى مدرسة أو جامعة كلاسيكية؛ ومع ذلك، فإنَّ أغانيه مليئة بالموهبة الناضجة، ومليئة بالذكاء والمفارقة الأكثر صقلًا، كما أنه يمتلك الكمال الفني والمعالجة المتقنة للغة، وهو يستحق الإعجاب بسبب ذلك، ليس فقط في فرنسا، بل بكل أوروبا المتحضرة."لكن تخيل هذا البيرنغر نفسه - بدلًا من أن يولد في باريس، وينشأ في تلك المدينة العالمية - كان ابن خياط فقير في فيينا أو فايمار، ودعه يبدأ مسيرته، بطريقة بائسة بالقدر نفسه، في أماكن صغيرة، واسأل نفسك ما الفاكهة التي يمكن أن تنتجها هذه الشجرة نفسها التي نمت في مثل هذه التربة وفي مثل هذا الجو."لذلك، يا صديقي العزيز، أكرر ذلك، إذا تطورت الموهبة بسرعة وبسعادة، فإنَّ النقطة العظيمة هي أنه يجب أن يكون هناك قدر كبير من الفكر والثقافة السليمة في الدولة. "نحن معجبون بتراجيديات الإغريق القدماء. ولكن، لكي نلقي نظرة صحيحة على الحالة، يجب علينا أن نعجب بالفترة والأمة التي كان إنتاج المؤلفين الفرديين فيها ممكنًا؛ على الرغم من أنَّ هذه القطع تختلف قليلًا عن بعضها البعض، وعلى الرغم من أنَّ أحد هؤلاء الشعراء يظهر بشكل أكبر وأكمل من الآخرين، لكن بأخذ كل الأشياء معًا، إلا أنَّ شخصية واحدة فقط تتجه نحو الكل."هذه هي طبيعة العظمة، واللياقة، والسلامة، والكمال البشري، والحكمة المرتفعة، والفكر السامي، والحدس البحت والقوي، وكل الصفات الأخرى التي يمكن تعدادها. لكن عندما نجد كل هذه الصفات، ليس فقط في الأعمال الدراماتيكية التي جاءت إلينا، ولكن أيضًا في الأعمال الغنائية والملحمية، في الفلاسفة، والخطباء، والمؤرخين، و بالدرجة العالية نفسها في أعمال الفن التشكيلي الذي يأتي إلينا، يجب أن نشعر بأننا مقتنعون بأنَّ هذه الصفات لا تنتمي فقط للأفراد، بل هي ملكية حالية للأمة والفترة بأكملها."الآن ، تناول روبرت برنز. كم هو عظيم، فقد نشأ من خلال الظروف التي عاشتها جميع أغاني أسلافه في فم الشعب ، - التي، إذا جاز التعبير، غنيت له في مهده. إنه كصبي نشأ بينهم، وبفضل التميز العالي لهذه النماذج كان لديه أساس جيد يستطيع المضي قدمًا من خلاله. مرة أخرى، لماذا هو عظيم، ولمَ وجدت أغانيه الخاصة آذاناً حساسة بين مواطنيه وغناها الحاصدون والفلاحون، ورددوها مراراً وتكراراً في الحقل، وأنَّ أصحابه الرائعين كانوا يغنونها للترحيب به في المنزل؟ لذلك لا بد أنَّ شيئًا من هذا القبيل قد تمت كتابته من قبل."من ناحية أخرى ، يالها من كتابات مثيرة للرثاء، تلك التي صنعناها نحن الألمان! من أغانينا القديمة - التي لا تقل أهمية عن تلك الموجودة في اسكتلندا - بدأ هيردر وخلفاؤه في جمع تلك الأغاني وإنقاذها من النسيان؛ ثم تمت طباعتها على الأقل في المكتبات. ثم في الآونة الأخيرة، كم من تلك الأغنيات لحنها بورغر وفوس! من يستطيع أن يقول إنها أقل أهمية أو أقل شعبية من تلك الخاصة ببرنز؟ تلك الأغنيات تتم كتابتها وطبعها، وتبقى في المكتبات، بما يتفق مع المصير العام للشعراء الألمان. ربما تغني واحدة من تلك الأغنيات فتاةٌ جميلةٌ على البيانو؛ لكن بين الناس، ليس لديهم صوت.نحن الألمان من الماضي. لقد كانت موهبتنا تنمو بشكل صحيح لقرن من الزمان؛ لكن ستمضي بضعة قرون أخرى قبل أن تصبح العقول العبقرية والثقافة العالية متداولة بين شعوبنا لدرجة أن يتمكنوا من تقدير جمال كتابات كالتي قدمها الإغريق، ويبتهجون بأغنية جميلة. الجمعة، 4 مايو 1827.أقيم عشاءٌ كبيرٌ في منزل غوته، تكريمًا لأمبير وصديقه ستابفر. كانت المحادثة صاخبة ومبهجة ومتنوعة. أخبر أمبير غوته الكثير عن ميريميه، ألفريد دي فيجني، ومواهب أخرى ذات أهمية. كما قيل الكثير عن بيرنغر، الذي تسيطر أغانيه يوميًا على أفكار غوته. كان هناك نقاش حول ما إذا كانت أغاني بيرنغر الغرامية المبهجة أو أغانيه السياسية تستحق الأفضلية. عندئذ، أعرب غوته عن رأيه بأنَّ الموضوع الشاعري البحت يتفوق على الموضوع السياسي بشكل عام، لأنَّ الحقيقة الخالدة الأبدية للطبيعة هي روح الشيء. استمر غوته، "ومع ذلك أظهر بيرنغر نفسه في قصائده السياسية كفاعل خير لأمته. بعد غزو الحلفاء، وجد الفرنسيون فيه أفضل موصِّل لمشاعرهم المكبوتة. وقد حول انتباههم إلى مجد جيشهم في ظل الإمبراطور، الذي لا تزال ذاكرته تعيش في كل كوخ، وخصائصه التي أحبها الشاعر، دون الرغبة في استمرار نفوذه الاستبدادي. والآن، في ظل البوربون، لا يبدو مرتاحًا للغاية، لأنهم في الواقع عرق متدهور؛ والفرنسي في يومنا هذا يريد من يملكون صفات عظيمة على العرش، رغم أنه يحب المشاركة في الحكومة، ويضع كلمته الخاصة".بعد العشاء تفرق الجمع في الحديقة، وأشار لي غوته لنقوم بجولة حول الغابة على الطريق إلى تايفورت، بينما كان في العربة بدا مسرورًا ولطيفًا للغاية. وأعرب عن سعادته بتشكيله علاقة حميمة مع أمبير، ووعد نفسه، نتيجة لذلك، بعواقب مبشرة فيما يتعلق بالاعتراف بالأدب الألماني ونشره في فرنسا.قال غوته، "أمبير متفوق بالفعل في الثقافة حتى إنَّ التحيزات الوطنية، المخاوف، وضيق أفق العديد من مواطنيه، لا تؤثر عليه أبدًا؛ وبعقليته المتفتحة فهو يبدو كمواطنٍ عالمي أكثر بكثير من كونه مواطنًا باريسيًا. لكنني أرى أنَّ الوقت سيأتي عندما يكون هناك الآلاف في فرنسا الذين يفكرون مثله. الأحد، 6 مايو 1827.حفلة عشاء ثانية في منزل غوته، جاء فيها الأشخاص نفسهم من يوم أمس. قيل الكثير عن "هيلينا" و "تاسو". أخبرنا غوته أنّه في العام 1797، شكّل خطة لمعالجة فلهلم تل كقصيدة ملحمية سداسية التفاعيل والتي كتبها شيلر لاحقًا كمسرحية.قال، "في العام نفسه كنت قد قمت بزيارة المقاطعات الصغيرة، وبحيرة المقاطعات الأربع، وتلك الطبيعة الساحرة الرائعة مدتني بذلك الانطباع، لدرجة أنها دفعتني لكتابة قصيدة متنوعة وثرية بالمناظر الطبيعية التي لا تضاهى. ولكن بطريقة نثرية لإضفاء المزيد من السحر، والاهتمام، والحياة في عملي، اعتبرت أنه من الجيد للناس أن يروا هذه المنطقة المثيرة للإنتباه مع شخصياتها المدهشة بالقدر نفسه، ولهذا السبب بدا لي أنَّ الإعدادات المتعلقة بفلهلم تل مجهزة بشكل مثير للإعجاب."صورت تل لنفسى كرجل بطولى، يمتلك قوة قومية، لكنه راض عن نفسه، وفى حالة من البراءة الطفولية. كان تل يعبر المقاطعات ويعمل حمالًا، ومعروفًا ومحبوبًا فى كل مكان، وفى كل مكان جاهز للمساعدة. يعمل بشكل سلمي، ويوفر الطعام لزوجته وطفله، ولا يزعج نفسه من اللورد أو من التابع."غيسلر، على النقيض من ذلك، تصورته كطاغية. كرجل شخصيته متناقضة، يفعل الخير عندما يناسبه ذلك ويسبب الأذى عندما يناسبه ذلك، ولا يبالي بالناس في سرائه أو ضرائه وكأنهم غير موجودين."الصفات الأسمى والأفضل للطبيعة البشرية، كحب الوطن، والشعور بالحرية والأمان في ظل حماية قوانين البلاد، والشعور بخزي القهر، وأحيانًا سوء المعاملة، من قبل فاسق أجنبي، وأخيرًا، قوة العقل الناضج للتصميم على التخلص من كل هذا البغض، - كل هذه الصفات العظيمة والجيدة قسمتها بين الرجال النبلاء، والتر فورست، ستاوفاشر، وينكلريد، وآخرين؛ وهؤلاء كانوا أبطالي اللائقين، أصحاب السلطات العليا، الذي يتصرفون بوعي، في حين أنَّ تل وغيسلر، اللذيْن كانا يظهران في بعض الأحيان، كانا على العموم شخصيتين ذات طبيعة سلبية."لقد كنت متحمسًا تمامًا لهذا الموضوع الجميل، وكنت أقوم بالفعل بطباعة قصائدي سداسية التفاعيل. رأيت البحيرة في ضوء القمر الهادئ، وسحبًا مضاءة في عمق الجبال. ثم رأيت ذلك في ضوء الشمس الأكثر جمالًا في الصباح - رأيت الابتهاج والحياة في الغابة والمرج. ثم وصفت عاصفة، عاصفة رعدية، اجتاحت البحيرة. لم يكن هناك أي عوز لسكون الليل، ولا اجتماعات سرية في الجسور."لقد أخبرت شيلر بكل هذا، وشكّلت مشاهدي الطبيعية وشخصياتي التمثيلية نفسيهما في دراما داخل روحه. ولأنه كانت لدي أشياء أخرى للقيام بها، قررت تأجيل تنفيذ العمل أكثر فأكثر، ومن ثم تخليت عن موضوعي كليًا لشيلر، الذي قام بعد ذلك بكتابة مسرحيته المثيرة للإعجاب".كنا سعداء بهذا التواصل، الذي كان ممتعًا لنا جميعًا. لاحظت أنه يبدو لي كما لو أنَّ الوصف الرائع لشروق الشمس، في المشهد الأول من الفصل الثاني من "فاوست"، الذي كتب كموشح، تم تأسيسه على انطباعات مستوحاة من بحيرة المقاطعات الأربع.قل غوته، "لن أنكر أنَّ هذه التأملات تنطلق من ذلك المصدر؛ بل إنه من دون الانطباعات الجديدة من تلك المشاهد الرائعة، لم أكن لأتصور أبدًا موضوع ذلك الموشح. ولكن هذا هو كل ما صغته، وتركت الباقي لشيلر، الذي، كما نعلم، استخدمه بأجمل طريقة ممكنة". تحولت المحادثة الآن إلى "تاسو"، والفكرة التي سعى غوته لتمثيلها بها.قال غوته "الفكرة! في الحقيقة فأنا لا أعرف أي شيء عنها. كان لي حياة تاسو، كان لي حياتي الخاصة. وعندما جمعت شخصيتين غريبتين في خصالهما، نشأت صورة تاسو في ذهني، والتي عارضتها باعتبارها نقيضًا نثريًا لأنطونيو، الذي لم أفتقر إلى نماذج منه أيضًا. كانت التفاصيل الإضافية لحياة البلاط وشؤون الحب في فايمار كما كانت في فيرارا، ويمكنني أن أقول حقًا عن إنتاجي، إنه جزء من عظامي ولحم جسدي."الألمان، بالتأكيد، أناس غريبون. بأفكارهم العميقة التي يسعون إليها في كل شيء ويضمنونها في كل شيء، يجعلون الحياة أكثر صعوبة مما هو ضروري. ليس عليك سوى التحلي بالشجاعة للاستسلام لانطباعاتك، اسمح لنفسك أن تشعر بالسعادة، انتقل، ارتقِ، لا بل تثقف واحصل على الإلهام لأجل شيء عظيم. لكن لا تتخيل كل شيء هباء، إذا لم يكن مجرد فكرة مجردة."ثم يأتون ويسألون، ما الفكرة التي قصدت تجسيدها في فاوست؟" كما لو كنت أعرف، وبإمكاني أن أخبرهم. من السماء، خلال العالم، إلى الجحيم، سيكون في الواقع شيء ما؛ لكن هذه ليست فكرة، فقط مسار عمل. والأكثر من ذلك، أنَّ الشيطان يفقد الرهان؛ وأنه يجب إعتاق الرجل الذي يكافح باستمرار من المشاكل الصعبة التي تواجهه في بحثه عن شيء أفضل، وبالنسبة للكثيرين قد تبدو هذه فكرة جيدة؛ لكنها ليست فكرة تكمن في أساس العمل بأكمله، وفي كل مشهد فردي. كان ليكون الأمر رائعًا في الواقع إذا تمكنت من تقديم حياة غنية ومتنوعة وزاخرة للغاية كتلك التي قدمتها في فاوست على سلسلة نحيلة من فكرة واحدة منتشرة.تابع غوته، "باختصار لم يكن بمقدوري حينها كشاعر أن أسعى جاهدًا لتجسيد أي شيء مجرد. تلقيت في ذهني انطباعات حسية وتعابير ساحرة ومتنوعة، من مئات الأنواع، تمامًا كما قدمها لي الخيال المفعم بالحيوية؛ ولم يكن بإمكاني كشاعر سوى تشكيل وإكمال هذه الآراء والانطباعات فنيًا ووضعها، وتقديمها بشكل حيوي بحيث حين يحصل الآخرين على الانطباع نفسه لدى سماع أو قراءة العمل. "إذا ظلت الرغبة في تقديم فكرة حية داخلي دائمًا فسأفعلها في القصائد القصيرة، حيث يمكن أن تسود الوفرة، وحيث سيكون المسح الشامل ممكنًا. على سبيل المثال، في استحالة الحيوانات التي تعيش في الكوكب، فإنَّ قصيدة إرث (Vermachtniss) وقصائد أخرى تقدم مثالًا جيدًا جدًا. إنَّ الإنتاج الوحيد إلى حد كبير الذي أدرك فيه أنني قد جاهدت لطرح فكرة منتشرة، هو على الأرجح الانتماءات الاختيارية (Wahlverwandtschaften). وبالتالي أصبحت هذه الرواية مفهومة للإدراك. لكنني لن أقول إنها أفضل بسبب ذلك. أنا مع وجهة النظر القائلة، إنه كلما كان الإنتاج الشعري غير متناظر، وأكثر استعصاء على الفهم كان ذلك أفضل بكثير. الثلاثاء 15 مايو، 1827.لقد كان هير فون فونتي، من باريس، موجودًا هنا منذ بعض الوقت، وقد حظي باستقبال كبير في كل مكان، بسبب شخصيته وموهبته. كما تشكلت علاقة ودية للغاية بينه وبين غوته وعائلته.كان غوته يزور حديقة منزله لعدة أيام متتالية، حيث كان سعيدًا جدًا بنشاطه الهادئ. ذهبت إليه هناك اليوم، ووجدته مع هير فون هولتي والكونت شولنبرغ، الذي كان أول من أخذ إجازته من أجل الذهاب إلى برلين مع أمبير.الأربعاء 20 يونيو 1827.تم تجهيز الطاولة لخمسة أفراد. كانت الغرف شاغرة ومنعشة ومرضية للغاية، بالنظر إلى درجة الحرارة المرتفعة في الخارج. ذهبت إلى غرفة فسيحة بجوار قاعة الطعام، حيث السجاد المنسوج والتمثال الضخم لجونو.بعد أن تمشيت جيئة وذهابًا لفترة قصيرة، سرعان ما جاء غوته من غرفة العمل، واستقبلني بأسلوبه الودي. كان يجلس على كرسي بجانب النافذة. قال، "خذ كرسيًا أيضًا واجلس معي؛ سنتحدث قليلًا قبل وصول الآخرين. أنا سعيد لأنك تعرفت على الكونت ستيرنبرغ في منزلي. لقد غادر، وأنا الآن مرة أخرى في حالتي المتميزة والنشطة".قلت، "إنَّ مظهر وطريقة الكونت كانا رائعين جدًا بالنسبة لي، فضلًا عن إنجازاته العظيمة. مهما التهبت المحادثة يكون دائمًا هادئًا، ويتحدث عن كل شيء بأقصى الدرجات سهولة، وإن كان بعمق ودقة". قال غوته، "نعم، إنه رجل رائع للغاية، ونفوذه واتصالاته في ألمانيا واسعة للغاية. إنه عالم نبات، وهو معروف في جميع أنحاء أوروبا بفضل " فلورا سوبترانيريا"، وهو متميز بشكل استثنائي أيضًا في علم المعادن. هل تعرف تاريخه؟"قلت، "لا، لكنني أود أن أسمع شيئًا عنه. لقد رأيته ككونت ورجل من العالم، وأيضًا كشخصٍ ضليعٍ في مختلف فروع العلم. هذا لغز أود أن أراه يُحل".أخبرني غوته أنَّ الكونت في شبابه كان مقدرًا للكهنوت، وبدأ دراسته في روما. ولكن بعد ذلك، عندما سحبت النمسا بعض المزايا، ذهب إلى نابولي. بعد ذلك، واصل غوته بطريقة أكثر عمقًا وإثارة للاهتمام، ليحكي حياة رائعة، كانت ستزين سنوات المغامرة ''Wanderjahre''، لكنني لا أشعر أنني أستطيع أن أكررها هنا، وكان من دواعي سروري أن أستمع إليه، وشكرته بروحي كلها على ذلك. تحولت المحادثة الآن إلى المدارس البوهيمية، ومزاياها الكبيرة، لا سيما من أجل ثقافة جمالية شاملة.أتت فراو فون غوته، غوته الصغير وفريولين أولريكا، وجلسنا على الطاولة. كانت المحادثة لطيفة ومتنوعة، وكان بعض أهل مدن شمال ألمانيا الورعين موضوعًا غالبًا ما عُدنا إليه. كان من الملاحظ أنَّ هذا الفصل بدعوى الورع قد دمر انسجام العائلات بأكملها.استطعت أن أعطي مثالًا من هذا النوع، بعد أن فقدت صديقًا ممتازًا لأنه لم يستطع أن يحولني إلى آرائه. كان، كما قلت، مقتنعًا تمامًا بأنَّ الأعمال الصالحة والامتيازات الخاصة بالمؤسسة ليست مجدية، وأنَّ الرجل لا يمكن أن يربح إلا مع الألوهية بنعمة المسيح. عقَّبت فراو فون غوته، "امرأة صديقة قالت لي شيئًا من هذا القبيل. لكن حتى الآن بالكاد أعرف ما المقصود بالنعمة وما هي الأعمال الصالحة".قال غوته، "وفقًا للمناهج الحالية للعالم، في التحدث عن كل هذه المواضيع لا يوجد شيء سوى مزيج؛ وربما لا يعلم أحد منكم من أين يأتي. سأخبركم. إنَّ عقيدة الأعمال الصالحة هي عقيدة كاثوليكية - أي أن الإنسان وبالأفعال الجيدة والموروثات والمؤسسات النافعة - يمكن أن يتجنب عقوبة الخطيئة ويعمل لصالح الله. لكن الإصلاحيين، وبهدف المعارضة، رفضوا هذه العقيدة، وأعلنوا بدلًا من ذلك أنَّ على الإنسان أن يسعى فقط إلى الاعتراف بمزايا المسيح، وأن يصبح شريكًا في نعمته. وذلك سيؤدي دون أدنى شك إلى أعمال جيدة. لكن في الوقت الحاضر، اختلط كل هذا معًا، ولا أحد يعرف من أين يأتي أي شيء".لاحظت في تفكيري وربما لم أشارك ذلك علنًا من قبل، أنَّ اختلاف الرأي في الأمور الدينية كان دائمًا يزرع الخلاف بين الرجال، ويجعلهم أعداء؛ بل إنَّ أول جريمة قتل كان سببها اختلاف في طريقة عبادة الرب. قلت إنني كنت أقرأ مؤخرًا عمل اللورد بايرون "قابيل"، وقد صُدمت بشكل خاص من المشهد الثالث، والطريقة التي يتم بها القتل.قال غوته، "إنه بالفعل عملٌ مثير للإعجاب"، وأضاف "وجماله من النوع الذي لن نراه مرة ثانية في العالم".قلت، "كانت مسرحية قابيل محظورة في البداية في إنجلترا؛ ولكن الآن الجميع يقرأها، وعادة ما يحمل المسافرون الصغار الإنجليز أعمال اللورد بايرون الكاملة معهم".قال غوته، "لقد كانت حماقة، لأنه، في الواقع، لا يوجد شيء في كل مسرحية قابيل لم يتم تدريسه من قبل الأساقفة الإنجليز أنفسهم".تم الإعلان عن وصول المستشار. دخل وجلس معنا على الطاولة. أحفاد غوته، والتر وولفجانج، دخلوا أيضًا، قفزوا واحدًا تلو الآخر. اقترب وولف من المستشار. قال غوته، "أحضر ألبومك، ودع المستشار يرى أميرتك، وما كتبه لك الكونت ستيرنبرغ".اندفع وولف وأحضر كتابه. نظر المستشار إلى بورتريه الأميرة، مع المقاطع التي كتبها غوته. وبينما يقلب في الصفحات رأى عبارة مقتبسة من زيلتر، وقرأ بصوت عالٍ، تعلم الطاعة، (Lerne gehorchen)."هذه هي الكلمات العقلانية الوحيدة في الكتاب كله"، قال غوته، ضاحكًا؛ "كما أنَّ زيلتر مهيب دائمًا ويوضح نقطته بدقة. أنا الآن أقرأ رسائله لريمر؛ وهي تحتوي على أشياء لا تقدر بثمن. وتلك الرسائل التي كتبها لي في رحلاته مهمة جدًا؛ لأنه يملك، كمهندس معماري سليم وموسيقي، ميزة أنه لا يمكن أبدًا أن يتحدث في مواضيع مثيرة للنقد، فبمجرد دخوله إلى مدينة، تقف الأبنية أمامه، وتخبره كل بناية بمزاياها وأخطائها."ثم تستقبله الجمعيات الموسيقية في آن واحد، وتظهر نفسها للسيد بفضائلها وعيوبها. إذا استطاع كاتب أن يسجل محادثاته مع طلابه الموسيقيين، فسينقل لنا شيئًا فريدًا من نوعه. في مثل هذه الأمور يكون زيلتر رائعًا وعاطفيًا، ويصيب دائمًا مقصدة الذي سعى إليه دائمًا". الأربعاء، 5 يوليو 1827.نحو المساء، التقيت غوته في المنتزه عائدًا من رحلة. وأثناء مروره، أخبرني بالمجيء لرؤيته. ذهبت على الفور إلى منزله، حيث وجدت كودراي. صعدنا مع غوته للطابق العلوي. جلسنا إلى الطاولة المستديرة في غرفة تسمى جونو، ولم نتحدث سوى بضع دقائق قبل أن يحضر المستشار وينضم إلينا. تحول الحديث حول مواضيع سياسية - سفارة ويلينغتون إلى سانت بطرسبورغ، وعواقبها المحتملة، كابو ديستريا، تحرير اليونان المتأخر، القيود المفروضة على الأتراك في القسطنطينية، وما شابه ذلك.تحدثنا أيضًا عن أوقات نابليون، خاصة حول دوق إيغين، الذي نوقش الكثير حول سلوكه الثوري.ثم وصلنا إلى مواضيع أكثر سلمية، وقد كان قبر ويلاند في مانشتدت موضوعًا مثمرًا للخطاب. أخبرنا كودراي أنه كان يفكر في وضع سياج حديدي حول القبر. أعطانا فكرة واضحة عن نيته لرسم شكل السياج الحديدي على قطعة من الورق.عندما غادر المستشار و كودراي، طلب غوته مني البقاء معه لفترة قصيرة. قال، "بالنسبة لشخص مثلي، عاش على مر العصور، يبدو الأمر دائمًا غريبًا عندما أسمع عن التماثيل والآثار. لا أستطيع أبدا أن أفكر في تمثال أقيم تكريمًا لرجل بارز دون أن أراه يحطم بواسطة المحاربين في المستقبل. أرى بالفعل سياج كودراي الحديدي حول قبر ويلاند يحول إلى حدوات أحصنة، ويشرق تحت أقدام فرسان المستقبل؛ وقد أقول إنني شاهدت مثل هذه الحالة في فرانكفورت".تبادلنا بعض الدعابات الجيدة حول التباين الرهيب للأشياء الأرضية، ومن ثم، عدنا إلى رسم كودراي، كنا مسروريْن بالدقة الدقيقة والحادة لأقلام الرصاص الإنجليزية، التي تطاوع الرسام، بحيث يتم نقل الفكر على الفور إلى الورقة، دون أدنى خسارة. قاد هذا الحوار إلى الرسم، وأراني غوته لوحة جيدة رسمها رسام إيطالي تمثل الصبي يسوع في المعبد مع الأطباء. ثم أطلعني على نقشٍ بعد الانتهاء من اللوحة حول هذا الموضوع؛ وقدمت العديد من الملاحظات، وكلها حول الرسومات.وقال: "لقد كنت محظوظًا في الفترة الأخيرة، حيث أشتريت بسعر معقول العديد من الرسومات الممتازة لرسامين مشهورين. هذه الرسومات لا تقدر بثمن، ليس فقط لأنها تعطي في نقاوتها النية العقلية للفنان، لكن لأنها تربطنا مباشرة بحالته المزاجية في لحظة الخلق. في كل جزء من رسمة الفتى يسوع في المعبد، ندرك الوضوح الكبير، والهدوء، والحل الهادئ، في ذهن الفنان وهذا المزاج المفيد يخالجنا بينما نتأمل العمل. فنون الرسم والنحت لديها ميزة كبيرة في حقيقة أنها موضوعية بحتة، وتجذبنا دون إثارة مشاعرنا بعنف. من ناحية أخرى، فإنَّ القصيدة تترك انطباعًا أكثر غموضًا، ويثير مشاعرَ مختلفة في كل شخص، حسب طبيعته وقدرته".قلت، "لقد كنت أقرأ مؤخرًا رواية سموليت الممتازة لـ"Roderick Random". لقد أعطتني تقريبًا الانطباع نفسه الذي استلهمه من الرسومات الجيدة. إنه تمثيل مباشر للموضوع، بدون أي أثر لميل نحو عاطفة؛ الحياة الفعلية تقف أمامنا كما هي، في كثير من الأحيان مقيتة ومثيرة للاشمئزاز، ومع ذلك، ككل، يعطي انطباعًا لطيفًا حسب الواقع المتفق عليه"."لقد سمعت في كثير من الأحيان أراءً جيدة حول "Roderick Random"، وأؤمن بما تقوله عنها، ولكنني لم أقرأها أبدًا. هل تعرف رواية "Rasselas" لجونسون؟ اقرأها وأخبرني برأيك" وعدت بالقيام بذلك.قلت، "في أعمال اللورد بايرون كثيرًا ما أجد فقرات تجلب الأشياء أمامنا، دون التأثير على مشاعرنا أكثر مما يفعل رسم رسام جيد. وعمله "دون خوان"، غني بشكل خاص بفقرات من هذا النوع".قال غوته، "نعم، في دون خوان كان اللورد بايرون عظيمًا. في صُورِه نسيمٌ من الواقع، وألقيت بخفة كما لو كانت مرتجلة. لا أتذكر الكثير من دون خوان، لكنني أتذكر مقاطع من قصائده الأخرى، وخاصة مشاهد البحر، مع شراع يتحرك هنا وهناك، والتي لا تقدر بثمن، لأنها تجعلنا نشعر بأنَّ نسيم البحر يهب".قلت، "في كتابه دون خوان أعجبت بشكل خاص بتمثيل لندن، الذي تجلبه آبياته الطائشة أمام أعيننا. كان دقيقًا تمامًا في رؤية ما إذا كانت الموضوعات شاعرية أم لا، لكنه استخدمها جميعًا تمامًا كما رأها، وصولًا إلى الشعر المستعار في نافذة الحلاقة، والرجال الذين يملؤون مصابيح الشوارع بالنفط".يقول غوته، "إنَّ شعبنا الجمالي الألماني، يتحدث دائمًا عن الشعرية واللا شعرية والموضوعات؛ وهم ليسوا مخطئين تمامًا؛ ومع ذلك، في الأسفل، لا يوجد موضوع حقيقي غير شعري، إذا كان الشاعر يعرف كيفية استخدامه بشكل صحيح".قلت، "صحيح، وأتمنى أن يتم تبني وجهة النظر هذه كمبدأ عام".ثم تحدثنا عن "The Two Foscari"، ولاحظت أنَّ بايرون أدرج بعض النساء الممتازات. قال غوته، "إنَّ نساءه جيدات. في الواقع، لا يمكن فعل شيء بالرجال. لقد وضع هومر كل شيء سلفًا في أخيل وأوليسيس، الأشجع والأكثر حكمة".تابعت، "هناك شيء رهيب في Foscari، بسبب الظهور المتكرر لمخلعة التعذيب. لا يمكن للمرء أن يتصور كيف يمكن أن يستغرق اللورد بايرون لفترة طويلة في آلة التعذيب هذه، من أجل القطعة المسرحية".قال غوته، "كانت هذه الأشياء هي إحدى عناصر بايرون؛ كان دائمًا معذّبًا ذاتيًا؛ وبالتالي كانت هذه المواضيع هي موضوعات محببة بالنسبة له، كما ترى في جميع أعماله، نادرًا ما يكون لأحدها موضوع مبهج. لكن تنفيذ "Foscari" يستحق الثناء العظيم - أليس كذلك؟"قلت، "مثير للإعجاب جدًا! كل كلمة قوية، مهمة، وخاضعة للهدف؛ بشكل عام، لم أجد حتى الآن أي فقرات ضعيفة للورد بايرون. دائمًا أتخيل أنني أراه مرتفعًا من أمواج البحر، منتعشًا ومليئًا بالطاقة الإبداعية. كلما قرأته، كلما أعجبت أكثر بعظمة موهبته. وأعتقد أنك كنت على حق في أن تقدم له هذا النصب الخالد من الحب في 'هيلينا'.قال غوته، "لم أستطع إيجاد أي رجل يمثل الحقبة الشعرية الحديثة باستثنائه، ولا شك أنه يعتبر أعظم عبقري في قرننا. مرة أخرى، بايرون ليست قديمًا ولا رومانسيًا، ولكن مثل اليوم الحالي نفسه. هذا هو نوع الرجل الذي أردته في عملي.ثم إنه كان ملائمًا لي بسبب طبيعته الاستثنائية وميله إلى الحرب، مما أدى إلى وفاته في ميسولونغي. أطروحة حول بايرون لن تكون مريحة ولا مستحسنة؛ لكنني لن أستريح حتى أظهر له التقدير الذي يستحقه وأشير إليه في الأوقات المناسبة".تحدث غوته أكثر من "هيلينا"، التي أصبحت الآن موضوعًا للمحادثة مجددًا. وقال، "كنت في البداية أفكر في خاتمة مختلفة للغاية. لقد عدّلتها بطرق مختلفة، لكنني لن أخبرك كيف.ومن ثم الخاتمة المتعلقة باللورد بايرون وميسولونغي راودتني خلال ما تبقى من اليوم، وتنازلت عن الباقي. لقد لاحظت أنَّ شخصية الجوقة قد دُمِّرت تمامًا بالأغنية الحزينة: وحتى هذا الوقت بقيت عتيقة تمامًا، أو لم تناقض أبدًا طبيعتها النثرية؛ لكن هنا بشكل مفاجئ، يصبح الأمر انعكاسًا ناعمًا، ويقول أشياء لم تخطر ببال أي أحد من قبل".قلت، "بالتأكيد، لقد لاحظت ذلك؛ لكن منذ أن رأيت لوحة روبنز ذات الظل المزدوج، صرت أمتلك نظرة ثاقبة أكثر حول فكرة الخيال، وأصبحت مثل هذه الأشياء لا تزعجني. هذه التناقضات الصغيرة ليس لها أي نتيجة، إذا تم تحقيق درجة أعلى من الجمال من خلالها. يجب أن تغنى الأغنية، بطريقة أو بأخرى؛ وحيث لم يكن هناك جوقة أخرى، أجبرت الفتيات على غنائها". قال غوته، وهو يضحك: "أتساءل" ما الذي سيقوله النقاد الألمان؟ هل سيكون لديهم الحرية والجرأة الكافية للتغلب على هذا؟ إنَّ التفهم سيكون في طريق الفرنسيين؛ فهم لن يفكروا في أنَّ الخيال لديه قوانينه الخاصة التي لا يمكن ولا يجب اختراقها."إذا لم يولِّد الخيالُ أشياءَ يمكن أن تسبب مشاكل في الفهم، فلن يكون هناك سوى القليل من الخيال. هذا هو الذي يفصل الشعر عن النثر؛ حيث يكون الفهم الأخير دائمًا، ويجب أن يكون دائمًا في المنزل".لقد سررت بهذه الملاحظة الهامة، التي كنت أعتز بها. قررت العودة إلى المنزل الآن لأنَّ الساعة تجاوزت العاشرة. كنا جالسين بدون شموع؛ سطعت أمسية الصيف الصافية من الشمال فوق إترسبيرغ. مساء الاثنين 9 يوليو 1827.لقد وجدت غوته بمفرده، يفحص القوالب الجصية التي تم أخذها من خزانة ستوش. وقال، "أصدقائي من برلين كانوا لطفاء جدًا ليرسلوا لي هذه المجموعة بأكملها للنظر فيها. إنني أعرف بالفعل معظم هذه الأشياء الجميلة؛ لكنني الآن أراها في الترتيب التوجيهي لفينكلمان. أستخدم وصفه، وأستشيره في الحالات التي أشك فيها بنفسي".تحدثنا لفترة قصيرة قبل أن يأتي المستشار وينضم إلينا. أطلعنا على أخبار الصحف العامة، ومن بين أمور أخرى، قصة حارس حديقة، قتل أسدًا وطبخ قطعة كبيرة منه من شدة شوقه لجسد الأسد. قال غوته، "أنا أتساءل، لمَ لمْ يجرب القرد بدلًا من ذلك؛ كان من الممكن أن يكون لحمه لذيذًا ولينًا". تحدثنا عن قبح تلك الوحوش، ولاحظنا أنهم كل ما أصبحوا بشعين أكثر صاروا يشبهون الرجال أكثر."أنا لا أفهم،" قال المستشار، "كيف يمكن للأمراء أن يحافظوا على هذه الحيوانات بالقرب منهم، بل ويشعروا بالسعادة بوجودهم".يقول غوته: "إنَّ الأمراء يتعذبون كثيرًا بسبب الرجال المزعجين، ولذلك فهم يفضلون هذه الحيوانات الأكثر رعبًا كوسيلة لتحقيق التوازن بين الانطباعات المزعجة الأخرى. نحن الأشخاص العاديون نكره بالطبع القردة وصراخ الببغاوات، لأننا نراها في ظروف لم تصنعها هي. إذا كنا قادرين على ركوب الأفيال بين أشجار النخيل، يجب علينا أن نجد القِردة والببغاوات في مكانها الصحيح، وربما اعتبرنا الأمر لطيفًا. ولكن، كما قلت، الأمراء على حق في طرد شيء بشع باستخدام شيء أكثر بشاعة.قال غوته، "من خلال هذه النقطة تذكرت بعض الآبيات التي ربما ستتذكرونها أيضًا:لو كان على الرجال أن يصبحوا وحوشًا.فإجلب البهائم فقط إلى غرفتك.وسيتناقص شعورك بالقرف؛لأننا جميعًا أبناء آدم.حوَّل المستشار الحوار للوضع الحالي للمعارضة، والحزب الوزاري في باريس، مكررًا كلمة بكلمة خطابًا قويًا قدمه ديمقراطي جريء للغاية ضد الوزير، مدافعًا عن نفسه أمام محكمة العدل. لقد أتيحت لنا الفرصة مرة أخرى للإعجاب بالذاكرة القوية للمستشار. كان هناك الكثير من الحديث حول هذا الموضوع، وخاصةً عن رقابة الصحافة، بين غوته والمستشار. أثبت الموضوع خصوبته، حيث أظهر غوته نفسه كالعادة، أرستقراطيًا معتدلًا، وصديقه، كالعادة، يبدو أنه يأخذ جانب العامة.يقول غوته، "ليس لدي أي مخاوف بالنسبة للفرنسيين، فهم يمتلكون وجهة نظر تاريخية عميقة جدًا، ولا يمكن قمع أذهانهم بأي شكل من الأشكال. القانون الذي يقيِّد الصحافة، لا يمكن أن يكون له سوى تأثير نافع. لا سيما أنَّ قيوده لا تعني شيئًا أساسيًا، بل هي ضد شخصيات فقط. المعارضة التي لا حدود لها هي أمر تافه، في حين أنَّ الحدود تشحذ ذكاءها، وهذه ميزة عظيمة. التعبير عن الرأي بشكل مباشر وخشن يكون عذرًا فقط عندما يكون المرء على حق تمامًا؛ لذلك فإنَّ الطريقة غير المباشرة التي يعد الفرنسيون نماذجَ رائعة لها هي الأفضل. في بعض الأحيان أقول لخادمي بوضوح "اخلع لي حذائي"، ويفهم؛ ولكن إذا كنت مع صديق، وأردت منه خدمة، يجب أن لا أتكلم بعدم لباقة، ويجب أن أجد طريقة لطيفة وودية، لأطلب منه القيام بهذه المهمة. هذه الضرورة تثير ذهني. وللسبب نفسه كما قلت، أنا أحب بعض الرقابة على الصحافة. لطالما كان الفرنسيون يتمتعون بسمعة كونهم أكثر الأمم روحية، ويجب عليهم الحفاظ عليها. نحن الألمان نتحدث عن آرائنا بطريقة مباشرة، ولم نكتسب مهارة كبيرة في اللغة غير المباشرة."لا تزال الأحزاب في باريس أكبر مما هي عليه، لأنها أكثر ليبرالية وحرية، وتفهم بعضها البعض بشكل أفضل. إنهم متفوقون من خلال وجهة نظر تاريخية على الإنجليز؛ ويتألف برلمانهم من قوى معارضة قوية، تشل بعضها البعض، وحيث يكون الاختراق الكبير للفرد صعبًا، كما نرى من خلال المضايقات العديدة التي تحدق برجل دولة عظيم مثل كاننغ".نهضنا لنمضي، لكن غوته كان مليئًا بالحياة لدرجة أنَّ المحادثة استمرت ونحن واقفان. أخيرًا، قدم لنا وداعًا حنونًا، ورافقت المستشار إلى منزله. كانت أمسية جميلة، وتحدثنا كثيرًا عن غوته بينما كنا نسير، وكررنا تصريحه بأنَّ المعارضة غير المحدودة تصبح أمرًا تافهًا. الأحد 15 يوليو 1827.ذهبت في الساعة الثامنة من هذا المساء لرؤية غوته، الذي وجدته عاد للتو من حديقته.قال، "انظر ماذا يوجد هناك؟ قصة رومانسية في ثلاثة مجلدات وبواسطة من في رأيك؟ مانزوني".نظرت إلى الكتب، التي كانت مغلفة بشكل رائع للغاية، ومهداة إلى غوته. قلت، "إنَّ مانزوني مجتهد"، قال غوته، "نعم، إنه مجتهد جدًا".قلت، "لا أعرف شيئًا عن مانزوني سوى قصيدته الغنائية التي كتبها عن نابليون، والتي قرأتها مؤخرًا بترجمتك، ولقد أعجبتني لأقصى حدٍ ممكن. كل فقرة تقدم صورة".قال غوته، "أنت على حق، القصيدة ممتازة، لكن لا يمكنك أن تجد أي شخص يتحدث عنها في ألمانيا؟ كما لو أنها ليست موجودة حتى، على الرغم من أنها أفضل قصيدة تمت كتابتها حول هذا الموضوع".استمر غوته في قراءة الصحف الإنجليزية، التي وجدته يتصفحها عندما دخلت. تناولت المجلد الذي يحوي ترجمة كارلايل لـ "الرومانسية الألمانية" والذي يحتوي على أعمال موسايوس وفوكه. كان ذلك الرجل الإنجليزي الذي كان على دراية وثيقة بأدبنا، قد أضاف في كل ترجمة دراسة ونقدًا حول المؤلف. قرأت الدراسة والنقد اللذين قدمهما حول فوكه، ولاحظت بسرور أنَّ السيرة الذاتية قد كُتبت بكثير من التفكير والتفصيل، وأنَّ وجهة النظر المعقدة، التي كان يكتب من خلالها هذا المؤلف المفضل، قد أشير إليها بفهم عميق وهادئ، وباختراق معتدل للمزايا الشعرية. في فقرة ما يقارن الإنجليزي الذكي فوكه بصوت المغني، الذي لا يملك نطاقًا صوتيًا عظيمًا، لكن ذلك النطاق القليل الذي يملكه جيد ومنغمٌ بشكل جميل. لتوضيح مقصده أكثر، يأخذ تشبيهًا من النظام الكنسي، قائلًا إنَّ فوكه لن يأخذ في الكنيسة الشعرية مكان أسقف أو أحد وجهاء الدرجة الأولى، بل يرضي نفسه بواجبات القسيس، ويبدو مرتاحًا جدًا في هذه المحطة المتواضعة. بينما كنت أقرأ هذا، ذهب غوته إلى الغرفة الخلفية. وبعث خادمه، الذي دعاني أن آتي إليه هناك.قال، "اجلس، ودعنا نتحدث قليلًا. لقد وصلت للتو ترجمة جديدة لـ سوفوكليس. تقرأ بسهولة، ويبدو أنها ممتازة؛ سأقارنها مع سولغر. والآن، ماذا تقول عن كارلايل؟"قلت له ما كنت أقرأه عن فوكه. قال غوته: "أليس هذا جيدًا جدًا؟ نعم، هناك أشخاص أذكياء عبر المحيط، يعرفوننا ويمكنهم تقديرنا.واصل غوته، "في أقسام أخرى، ليس هناك نقص في العقول الجيدة حتى بين الألمان. لقد قرأت سجل برلين، وهو انتقاد كتبه مؤرخ حول شلوسر، وقد كان رائعًا جدًا. تم التوقيع عليه من قبل هاينريش ليو، وهو شخص لم أسمع عنه من قبل، ولكن يجب علينا الاستفسار عنه. إنه يتفوق على الفرنسيين، ومن وجهة نظر تاريخية فهو يقول شيئًا. إنهم يلتزمون كثيرًا بالواقع، ولا يستطيعون الحصول على المثالية في رؤوسهم؛ لكن الألمان بارعون في هذا الأمر تمامًا. ليو لديه وجهات نظر مثيرة للإعجاب حول الطوائف في الهند. وهناك الكثير الذي يمكن قوله عن الأرستقراطية والديمقراطية، لكن القضية كلها ببساطة هي: في الشباب، عندما لا نملك شيئًا، أو لا نعرف كيف نقدر ممتلكاتنا، نكون ديمقراطيين. ولكن عندما نتمتع بممتلكات عقب حياة طويلة، فإننا نرغب في ألا نكون آمنين فحسب، بل أيضًا أن يكون أطفالنا وأحفادنا آمنين لوراثتها والاستمتاع بها بهدوء. لذلك، في سن الشيخوخة، نكون دائمًا أرستقراطيين. تحدث ليو باتساع حول هذه النقطة.'' نحن الأضعف في القسم الجمالي، وربما ننتظر فترة طويلة قبل أن نلتقي برجل مثل كارلايل. من اللطيف رؤية هذا اللقاء القريب جدًا بين الفرنسيين والإنجليز والألمان، بحيث نكون قادرين على تصحيح بعضنا البعض. هذا هو أكبر استخدام للأدب العالمي، الذي سيظهر نفسه أكثر فأكثر.كتب كارلايل عن حياة شيلر، وحكم عليه لأنه من الصعب على الألماني أن يحكم عليه. من ناحية أخرى، نحن واضحون بشأن شكسبير وبايرون، ويمكننا، ربما، أن نقدر مزاياهم بشكل أفضل من الإنجليز أنفسهم". الأربعاء 18 يوليو 1827.أول شيء قاله غوته على العشاء كان،"يجب أن أعلن لك أنَّ رواية مانزوني تسمو فوق كل ما نعرفه من هذا النوع. ولا أحتاج أن أقول لك شيئًا آخر، عدا عن الحياة الداخلية - كل ما يأتي من روح الشاعر مثالي تمامًا - تصوير المناطق المحلية، وما شابه، ليس بأي حال من الأحوال أدنى من ذلك". لقد أدهشني وسرني سماع هذا.تابع غوته، "الانطباع في القراءة هو أننا نمر باستمرار من العاطفة إلى الإعجاب، ومن جديد من الإعجاب إلى العاطفة؛ حتى نكون دائمًا خاضعين لواحدة من تلك المؤثرات العظيمة؛ وأكثر من ذلك، لا أعتقد أننا نستطيع أن نتقدم، في هذه الرواية، رأينا أولًا ما هي طبيعة مانزوني. وهنا تظهر صورته الداخلية المثالية، والتي لم تكن لديه فرصة لعرضها في أعماله الدرامية. سأقرأ الآن أفضل رواية للسير والتر سكوت، ربما ويفرلي، التي لم أقرأها بعد، - وسأرى كيف هو مانزوني بالمقارنة مع هذا الكاتب الإنجليزي العظيم.تظهر ثقافة مانزوني الداخلية هنا عالية جدًا، بحيث لا يكاد أي شيء يقترب منها. إنه يرضينا مثل الثمار الناضجة تمامًا. بعد ذلك، في معالجته وعرضه للتفاصيل، فهو واضح مثل السماء الإيطالية نفسها".أجاب غوته، "هل لديه أي علامات عاطفية؟" قلت، "لا شيء على الإطلاق. لديه شعور، لكنه خال تمامًا من العاطفة، وشعوره في كل حالة رجولي وحقيقي. لكنني لن أقول أكثر اليوم. ما زلت في المجلد الأول؛ قريبا ستسمع المزيد". 20 , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء الخامس عشر "لقد درس بشكل عميق للغاية المسار المتغير لمسيرتي الدنيوية، وحالتي الذهنية، وكان لديه القدرة على رؤية ما لم أعرب عنه، وما يمكن أن....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء الخامس عشر "لقد درس بشكل عميق للغاية المسار المتغير لمسيرتي الدنيوية، وحالتي الذهنية، وكان لديه القدرة على رؤية ما لم أعرب عنه، وما يمكن أن يقرأ بين السطور، إذا جاز التعبير. كيف لاحظ حقًا أنني بالكاد قمت بأي شيء خلال السنوات العشر الأولى من حياتي العملية والمحاكمية في فايمار. هذا اليأس قادني إلى إيطاليا. ومع فرحة الإنتاج الجديدة، قرأت تاريخ تاسو لتحرير نفسي من الانطباعات المرهقة والمؤلمة والموجعة في حياتي في فايمار من خلال معالجة هذا الموضوع المقبول. لذلك فقد سمي تاسو المرحلة الأسمى لآلام الشاب فرتر. "وفيما يتعلق بفاوست، فإنَّ ملاحظاته ليست أقل ذكاءً، حيث أنه لا يلاحظ فقط السخرية القاتمة والساخنة للشخصية الرئيسية كجزء من نفسي، ولكن أيضًا الاحتقار والحقد المرير لمفستوفيليس". بروح مماثلة من التقدير، كثيرًا ما تحدث غوته عن إمبير. كنا نتحدث عنه باهتمام؛ سعينا لتصور مظهره، وبما أننا لم ننجح في ذلك، اتفقنا على الأقل أنه يجب أن يكون رجلًا في منتصف العمر لفهم الفعل المتبادل للحياة والشعر على بعضهما البعض. لذلك، فوجئنا للغاية عندما وصل إمبير إلى فايمار قبل بضعة أيام، وبدا أنه شاب نشيط، عمره نحو العشرين عامًا، ولم نكن أقل دهشة عندما أخبرنا في سياق تواصل آخر أنَّ جميع المساهمين في "غلوب"، الذين أعجبنا دومًا بحكمتهم واعتدالهم، ودرجة تهذيبهم العالية كانوا كلهم شبابًا مثله. قلت، "أستطيع أن أفهم جيدًا أنَّ المرء يمكن أن يكون شابًا وينتج شيئًا من الأهمية - مثل بروسبير ميريميه، على سبيل المثال، الذي كتب قصصًا ممتازة في سن العشرين؛ لكن أن يملك شخص في عمر مبكر مثل هذه الرؤية الشاملة، وهذه البصيرة العميقة، للوصول إلى حكم ناضج مثل سادة "غلوب"، هو بالنسبة لي شيئًا جديدًا تمامًا". أجاب غوته، "بالنسبة لك في شبابك لم يكن الأمر سهلًا للغاية؛ ونحن أيضًا أجبرنا في ألمانيا الوسطى، على شراء حِكْمَتنا الصغيرة بثمنٍ غالٍ. علاوة على أننا جميعًا عشنا حياة بائسة ومعزولة جدًا! وكذلك لأننا نستمد من الناس ثقافة قليلة جدًا. كما تنتشر مواهبنا ورجالنا العباقرة في جميع أنحاء ألمانيا. بعضهم في فيينا، وآخرون في برلين، وآخرون في كونيغسبرغ، وآخر في بون أو دوسلدورف- كلهم على بعد مائة ميل بعيدًا عن بعضهم البعض، بحيث يمكن اعتبار الاتصال الشخصي والتبادل الشخصي للفكر ندرة. أشعر بهذا على وجه الخصوص عندما يأتي شخص مثل ألكسندر فون هومبولت إلى هنا، وفي يوم واحد يقودني إلى ما أسعى إليه، وما أحتاج إلى معرفته، وما كان ينبغي لي أن أفعله بسنوات وحدتي. ''ولكن الآن تصور مدينة مثل باريس، حيث يتم تجميع جميع المواهب العليا في مملكة عظيمة في مكان واحد، وبتبادل المعرفة اليومي، والكفاح، والمنافسة، يوجهون ويدعمون بعضهم البعض؛ حيث أفضل الأعمال، سواء من الطبيعة أو الفن، من كل ممالك الأرض، مفتوحة للفحص اليومي؛ - تصور تلك المدينة العالمية، حيث كل نزهة على جسر أو عبر ساحة تذكرك بماضٍ عظيم، وحيث يرتبط حدث تاريخي بكل ركن من أركان الشارع. بالإضافة إلى كل هذا، لا تتصور باريس المملة، اللا روحية، ولكن باريس في القرن التاسع عشر، والتي خلال ثلاثة أجيال، حافظ رجال مثل موليير، فولتير، ديدرو على مثل هذا تيار فكري كما لا يمكن العثور عليه مرتين في مكان واحد في العالم كله، وسوف تفهم أنَّ رجلًا موهوبًا مثل أمبير، الذي نشأ وسط هذه الوفرة، يمكن بسهولة أن يحقق شيئًا في سنته الرابعة والعشرين". قال غوته، "لقد قلت للتو إنه بإمكانك أن تفهم جيدًا كيف يمكن لأي شخص في سنته العشرين أن يكتب قطعًا جيدة مثل تلك التي قدمها ميريميه. ليس لديَّ شيء لمعارضة هذا؛ وأنا، على وجه العموم، متفق مع وجهة نظرك أنَّ الإنتاج الجيد أسهل من الحكم الجيد في سن الشباب. ولكن في ألمانيا من الأفضل أن لا يحاول المرء عندما يكون شابًا مثل ميريميه أن ينتج شيئًا ناضجًا كما فعل مريميه في عمله "كلارا جازول". صحيح أنَّ شيلر كان صغيرًا جدًا عندما كتب "اللصوص"، "الحب والمكيدة"، و "المؤامرة"؛ ولكن، للتعبير عن الحقيقة، فإنَّ جميع الأجزاء الثلاثة هي بالأحرى إشارة لموهبة استثنائية أكثر من كونها علامات على نضج المؤلف. مع ذلك، هذا ليس خطأ شيلر، بل نتيجة لحالة ثقافة أمتنا، والصعوبة الكبيرة التي نواجهها جميعًا في مساعدة أنفسنا لإيجاد طريقنا الفردي. "من ناحية أخرى دعنا نتناول بيرنغر. ابن أبوين فقيرين، سليل خياط فقير. وفي وقت ما، متدرب فقير، تم وضعه لاحقًا في أحد المكاتب براتب صغير: لم يذهب أبدًا إلى مدرسة أو جامعة كلاسيكية؛ ومع ذلك، فإنَّ أغانيه مليئة بالموهبة الناضجة، ومليئة بالذكاء والمفارقة الأكثر صقلًا، كما أنه يمتلك الكمال الفني والمعالجة المتقنة للغة، وهو يستحق الإعجاب بسبب ذلك، ليس فقط في فرنسا، بل بكل أوروبا المتحضرة. "لكن تخيل هذا البيرنغر نفسه - بدلًا من أن يولد في باريس، وينشأ في تلك المدينة العالمية - كان ابن خياط فقير في فيينا أو فايمار، ودعه يبدأ مسيرته، بطريقة بائسة بالقدر نفسه، في أماكن صغيرة، واسأل نفسك ما الفاكهة التي يمكن أن تنتجها هذه الشجرة نفسها التي نمت في مثل هذه التربة وفي مثل هذا الجو. "لذلك، يا صديقي العزيز، أكرر ذلك، إذا تطورت الموهبة بسرعة وبسعادة، فإنَّ النقطة العظيمة هي أنه يجب أن يكون هناك قدر كبير من الفكر والثقافة السليمة في الدولة. "نحن معجبون بتراجيديات الإغريق القدماء. ولكن، لكي نلقي نظرة صحيحة على الحالة، يجب علينا أن نعجب بالفترة والأمة التي كان إنتاج المؤلفين الفرديين فيها ممكنًا؛ على الرغم من أنَّ هذه القطع تختلف قليلًا عن بعضها البعض، وعلى الرغم من أنَّ أحد هؤلاء الشعراء يظهر بشكل أكبر وأكمل من الآخرين، لكن بأخذ كل الأشياء معًا، إلا أنَّ شخصية واحدة فقط تتجه نحو الكل. "هذه هي طبيعة العظمة، واللياقة، والسلامة، والكمال البشري، والحكمة المرتفعة، والفكر السامي، والحدس البحت والقوي، وكل الصفات الأخرى التي يمكن تعدادها. لكن عندما نجد كل هذه الصفات، ليس فقط في الأعمال الدراماتيكية التي جاءت إلينا، ولكن أيضًا في الأعمال الغنائية والملحمية، في الفلاسفة، والخطباء، والمؤرخين، و بالدرجة العالية نفسها في أعمال الفن التشكيلي الذي يأتي إلينا، يجب أن نشعر بأننا مقتنعون بأنَّ هذه الصفات لا تنتمي فقط للأفراد، بل هي ملكية حالية للأمة والفترة بأكملها. "الآن ، تناول روبرت برنز. كم هو عظيم، فقد نشأ من خلال الظروف التي عاشتها جميع أغاني أسلافه في فم الشعب ، - التي، إذا جاز التعبير، غنيت له في مهده. إنه كصبي نشأ بينهم، وبفضل التميز العالي لهذه النماذج كان لديه أساس جيد يستطيع المضي قدمًا من خلاله. مرة أخرى، لماذا هو عظيم، ولمَ وجدت أغانيه الخاصة آذاناً حساسة بين مواطنيه وغناها الحاصدون والفلاحون، ورددوها مراراً وتكراراً في الحقل، وأنَّ أصحابه الرائعين كانوا يغنونها للترحيب به في المنزل؟ لذلك لا بد أنَّ شيئًا من هذا القبيل قد تمت كتابته من قبل. "من ناحية أخرى ، يالها من كتابات مثيرة للرثاء، تلك التي صنعناها نحن الألمان! من أغانينا القديمة - التي لا تقل أهمية عن تلك الموجودة في اسكتلندا - بدأ هيردر وخلفاؤه في جمع تلك الأغاني وإنقاذها من النسيان؛ ثم تمت طباعتها على الأقل في المكتبات. ثم في الآونة الأخيرة، كم من تلك الأغنيات لحنها بورغر وفوس! من يستطيع أن يقول إنها أقل أهمية أو أقل شعبية من تلك الخاصة ببرنز؟ تلك الأغنيات تتم كتابتها وطبعها، وتبقى في المكتبات، بما يتفق مع المصير العام للشعراء الألمان. ربما تغني واحدة من تلك الأغنيات فتاةٌ جميلةٌ على البيانو؛ لكن بين الناس، ليس لديهم صوت. نحن الألمان من الماضي. لقد كانت موهبتنا تنمو بشكل صحيح لقرن من الزمان؛ لكن ستمضي بضعة قرون أخرى قبل أن تصبح العقول العبقرية والثقافة العالية متداولة بين شعوبنا لدرجة أن يتمكنوا من تقدير جمال كتابات كالتي قدمها الإغريق، ويبتهجون بأغنية جميلة. الجمعة، 4 مايو 1827. أقيم عشاءٌ كبيرٌ في منزل غوته، تكريمًا لأمبير وصديقه ستابفر. كانت المحادثة صاخبة ومبهجة ومتنوعة. أخبر أمبير غوته الكثير عن ميريميه، ألفريد دي فيجني، ومواهب أخرى ذات أهمية. كما قيل الكثير عن بيرنغر، الذي تسيطر أغانيه يوميًا على أفكار غوته. كان هناك نقاش حول ما إذا كانت أغاني بيرنغر الغرامية المبهجة أو أغانيه السياسية تستحق الأفضلية. عندئذ، أعرب غوته عن رأيه بأنَّ الموضوع الشاعري البحت يتفوق على الموضوع السياسي بشكل عام، لأنَّ الحقيقة الخالدة الأبدية للطبيعة هي روح الشيء. استمر غوته، "ومع ذلك أظهر بيرنغر نفسه في قصائده السياسية كفاعل خير لأمته. بعد غزو الحلفاء، وجد الفرنسيون فيه أفضل موصِّل لمشاعرهم المكبوتة. وقد حول انتباههم إلى مجد جيشهم في ظل الإمبراطور، الذي لا تزال ذاكرته تعيش في كل كوخ، وخصائصه التي أحبها الشاعر، دون الرغبة في استمرار نفوذه الاستبدادي. والآن، في ظل البوربون، لا يبدو مرتاحًا للغاية، لأنهم في الواقع عرق متدهور؛ والفرنسي في يومنا هذا يريد من يملكون صفات عظيمة على العرش، رغم أنه يحب المشاركة في الحكومة، ويضع كلمته الخاصة". بعد العشاء تفرق الجمع في الحديقة، وأشار لي غوته لنقوم بجولة حول الغابة على الطريق إلى تايفورت، بينما كان في العربة بدا مسرورًا ولطيفًا للغاية. وأعرب عن سعادته بتشكيله علاقة حميمة مع أمبير، ووعد نفسه، نتيجة لذلك، بعواقب مبشرة فيما يتعلق بالاعتراف بالأدب الألماني ونشره في فرنسا. قال غوته، "أمبير متفوق بالفعل في الثقافة حتى إنَّ التحيزات الوطنية، المخاوف، وضيق أفق العديد من مواطنيه، لا تؤثر عليه أبدًا؛ وبعقليته المتفتحة فهو يبدو كمواطنٍ عالمي أكثر بكثير من كونه مواطنًا باريسيًا. لكنني أرى أنَّ الوقت سيأتي عندما يكون هناك الآلاف في فرنسا الذين يفكرون مثله. الأحد، 6 مايو 1827. حفلة عشاء ثانية في منزل غوته، جاء فيها الأشخاص نفسهم من يوم أمس. قيل الكثير عن "هيلينا" و "تاسو". أخبرنا غوته أنّه في العام 1797، شكّل خطة لمعالجة فلهلم تل كقصيدة ملحمية سداسية التفاعيل والتي كتبها شيلر لاحقًا كمسرحية. قال، "في العام نفسه كنت قد قمت بزيارة المقاطعات الصغيرة، وبحيرة المقاطعات الأربع، وتلك الطبيعة الساحرة الرائعة مدتني بذلك الانطباع، لدرجة أنها دفعتني لكتابة قصيدة متنوعة وثرية بالمناظر الطبيعية التي لا تضاهى. ولكن بطريقة نثرية لإضفاء المزيد من السحر، والاهتمام، والحياة في عملي، اعتبرت أنه من الجيد للناس أن يروا هذه المنطقة المثيرة للإنتباه مع شخصياتها المدهشة بالقدر نفسه، ولهذا السبب بدا لي أنَّ الإعدادات المتعلقة بفلهلم تل مجهزة بشكل مثير للإعجاب. "صورت تل لنفسى كرجل بطولى، يمتلك قوة قومية، لكنه راض عن نفسه، وفى حالة من البراءة الطفولية. كان تل يعبر المقاطعات ويعمل حمالًا، ومعروفًا ومحبوبًا فى كل مكان، وفى كل مكان جاهز للمساعدة. يعمل بشكل سلمي، ويوفر الطعام لزوجته وطفله، ولا يزعج نفسه من اللورد أو من التابع. "غيسلر، على النقيض من ذلك، تصورته كطاغية. كرجل شخصيته متناقضة، يفعل الخير عندما يناسبه ذلك ويسبب الأذى عندما يناسبه ذلك، ولا يبالي بالناس في سرائه أو ضرائه وكأنهم غير موجودين. "الصفات الأسمى والأفضل للطبيعة البشرية، كحب الوطن، والشعور بالحرية والأمان في ظل حماية قوانين البلاد، والشعور بخزي القهر، وأحيانًا سوء المعاملة، من قبل فاسق أجنبي، وأخيرًا، قوة العقل الناضج للتصميم على التخلص من كل هذا البغض، - كل هذه الصفات العظيمة والجيدة قسمتها بين الرجال النبلاء، والتر فورست، ستاوفاشر، وينكلريد، وآخرين؛ وهؤلاء كانوا أبطالي اللائقين، أصحاب السلطات العليا، الذي يتصرفون بوعي، في حين أنَّ تل وغيسلر، اللذيْن كانا يظهران في بعض الأحيان، كانا على العموم شخصيتين ذات طبيعة سلبية. "لقد كنت متحمسًا تمامًا لهذا الموضوع الجميل، وكنت أقوم بالفعل بطباعة قصائدي سداسية التفاعيل. رأيت البحيرة في ضوء القمر الهادئ، وسحبًا مضاءة في عمق الجبال. ثم رأيت ذلك في ضوء الشمس الأكثر جمالًا في الصباح - رأيت الابتهاج والحياة في الغابة والمرج. ثم وصفت عاصفة، عاصفة رعدية، اجتاحت البحيرة. لم يكن هناك أي عوز لسكون الليل، ولا اجتماعات سرية في الجسور. "لقد أخبرت شيلر بكل هذا، وشكّلت مشاهدي الطبيعية وشخصياتي التمثيلية نفسيهما في دراما داخل روحه. ولأنه كانت لدي أشياء أخرى للقيام بها، قررت تأجيل تنفيذ العمل أكثر فأكثر، ومن ثم تخليت عن موضوعي كليًا لشيلر، الذي قام بعد ذلك بكتابة مسرحيته المثيرة للإعجاب". كنا سعداء بهذا التواصل، الذي كان ممتعًا لنا جميعًا. لاحظت أنه يبدو لي كما لو أنَّ الوصف الرائع لشروق الشمس، في المشهد الأول من الفصل الثاني من "فاوست"، الذي كتب كموشح، تم تأسيسه على انطباعات مستوحاة من بحيرة المقاطعات الأربع. قل غوته، "لن أنكر أنَّ هذه التأملات تنطلق من ذلك المصدر؛ بل إنه من دون الانطباعات الجديدة من تلك المشاهد الرائعة، لم أكن لأتصور أبدًا موضوع ذلك الموشح. ولكن هذا هو كل ما صغته، وتركت الباقي لشيلر، الذي، كما نعلم، استخدمه بأجمل طريقة ممكنة". تحولت المحادثة الآن إلى "تاسو"، والفكرة التي سعى غوته لتمثيلها بها. قال غوته "الفكرة! في الحقيقة فأنا لا أعرف أي شيء عنها. كان لي حياة تاسو، كان لي حياتي الخاصة. وعندما جمعت شخصيتين غريبتين في خصالهما، نشأت صورة تاسو في ذهني، والتي عارضتها باعتبارها نقيضًا نثريًا لأنطونيو، الذي لم أفتقر إلى نماذج منه أيضًا. كانت التفاصيل الإضافية لحياة البلاط وشؤون الحب في فايمار كما كانت في فيرارا، ويمكنني أن أقول حقًا عن إنتاجي، إنه جزء من عظامي ولحم جسدي. "الألمان، بالتأكيد، أناس غريبون. بأفكارهم العميقة التي يسعون إليها في كل شيء ويضمنونها في كل شيء، يجعلون الحياة أكثر صعوبة مما هو ضروري. ليس عليك سوى التحلي بالشجاعة للاستسلام لانطباعاتك، اسمح لنفسك أن تشعر بالسعادة، انتقل، ارتقِ، لا بل تثقف واحصل على الإلهام لأجل شيء عظيم. لكن لا تتخيل كل شيء هباء، إذا لم يكن مجرد فكرة مجردة. "ثم يأتون ويسألون، ما الفكرة التي قصدت تجسيدها في فاوست؟" كما لو كنت أعرف، وبإمكاني أن أخبرهم. من السماء، خلال العالم، إلى الجحيم، سيكون في الواقع شيء ما؛ لكن هذه ليست فكرة، فقط مسار عمل. والأكثر من ذلك، أنَّ الشيطان يفقد الرهان؛ وأنه يجب إعتاق الرجل الذي يكافح باستمرار من المشاكل الصعبة التي تواجهه في بحثه عن شيء أفضل، وبالنسبة للكثيرين قد تبدو هذه فكرة جيدة؛ لكنها ليست فكرة تكمن في أساس العمل بأكمله، وفي كل مشهد فردي. كان ليكون الأمر رائعًا في الواقع إذا تمكنت من تقديم حياة غنية ومتنوعة وزاخرة للغاية كتلك التي قدمتها في فاوست على سلسلة نحيلة من فكرة واحدة منتشرة. تابع غوته، "باختصار لم يكن بمقدوري حينها كشاعر أن أسعى جاهدًا لتجسيد أي شيء مجرد. تلقيت في ذهني انطباعات حسية وتعابير ساحرة ومتنوعة، من مئات الأنواع، تمامًا كما قدمها لي الخيال المفعم بالحيوية؛ ولم يكن بإمكاني كشاعر سوى تشكيل وإكمال هذه الآراء والانطباعات فنيًا ووضعها، وتقديمها بشكل حيوي بحيث حين يحصل الآخرين على الانطباع نفسه لدى سماع أو قراءة العمل. "إذا ظلت الرغبة في تقديم فكرة حية داخلي دائمًا فسأفعلها في القصائد القصيرة، حيث يمكن أن تسود الوفرة، وحيث سيكون المسح الشامل ممكنًا. على سبيل المثال، في استحالة الحيوانات التي تعيش في الكوكب، فإنَّ قصيدة إرث (Vermachtniss) وقصائد أخرى تقدم مثالًا جيدًا جدًا. إنَّ الإنتاج الوحيد إلى حد كبير الذي أدرك فيه أنني قد جاهدت لطرح فكرة منتشرة، هو على الأرجح الانتماءات الاختيارية (Wahlverwandtschaften). وبالتالي أصبحت هذه الرواية مفهومة للإدراك. لكنني لن أقول إنها أفضل بسبب ذلك. أنا مع وجهة النظر القائلة، إنه كلما كان الإنتاج الشعري غير متناظر، وأكثر استعصاء على الفهم كان ذلك أفضل بكثير. الثلاثاء 15 مايو، 1827. لقد كان هير فون فونتي، من باريس، موجودًا هنا منذ بعض الوقت، وقد حظي باستقبال كبير في كل مكان، بسبب شخصيته وموهبته. كما تشكلت علاقة ودية للغاية بينه وبين غوته وعائلته. كان غوته يزور حديقة منزله لعدة أيام متتالية، حيث كان سعيدًا جدًا بنشاطه الهادئ. ذهبت إليه هناك اليوم، ووجدته مع هير فون هولتي والكونت شولنبرغ، الذي كان أول من أخذ إجازته من أجل الذهاب إلى برلين مع أمبير. الأربعاء 20 يونيو 1827. تم تجهيز الطاولة لخمسة أفراد. كانت الغرف شاغرة ومنعشة ومرضية للغاية، بالنظر إلى درجة الحرارة المرتفعة في الخارج. ذهبت إلى غرفة فسيحة بجوار قاعة الطعام، حيث السجاد المنسوج والتمثال الضخم لجونو. بعد أن تمشيت جيئة وذهابًا لفترة قصيرة، سرعان ما جاء غوته من غرفة العمل، واستقبلني بأسلوبه الودي. كان يجلس على كرسي بجانب النافذة. قال، "خذ كرسيًا أيضًا واجلس معي؛ سنتحدث قليلًا قبل وصول الآخرين. أنا سعيد لأنك تعرفت على الكونت ستيرنبرغ في منزلي. لقد غادر، وأنا الآن مرة أخرى في حالتي المتميزة والنشطة". قلت، "إنَّ مظهر وطريقة الكونت كانا رائعين جدًا بالنسبة لي، فضلًا عن إنجازاته العظيمة. مهما التهبت المحادثة يكون دائمًا هادئًا، ويتحدث عن كل شيء بأقصى الدرجات سهولة، وإن كان بعمق ودقة". قال غوته، "نعم، إنه رجل رائع للغاية، ونفوذه واتصالاته في ألمانيا واسعة للغاية. إنه عالم نبات، وهو معروف في جميع أنحاء أوروبا بفضل " فلورا سوبترانيريا"، وهو متميز بشكل استثنائي أيضًا في علم المعادن. هل تعرف تاريخه؟" قلت، "لا، لكنني أود أن أسمع شيئًا عنه. لقد رأيته ككونت ورجل من العالم، وأيضًا كشخصٍ ضليعٍ في مختلف فروع العلم. هذا لغز أود أن أراه يُحل". أخبرني غوته أنَّ الكونت في شبابه كان مقدرًا للكهنوت، وبدأ دراسته في روما. ولكن بعد ذلك، عندما سحبت النمسا بعض المزايا، ذهب إلى نابولي. بعد ذلك، واصل غوته بطريقة أكثر عمقًا وإثارة للاهتمام، ليحكي حياة رائعة، كانت ستزين سنوات المغامرة ''Wanderjahre''، لكنني لا أشعر أنني أستطيع أن أكررها هنا، وكان من دواعي سروري أن أستمع إليه، وشكرته بروحي كلها على ذلك. تحولت المحادثة الآن إلى المدارس البوهيمية، ومزاياها الكبيرة، لا سيما من أجل ثقافة جمالية شاملة. أتت فراو فون غوته، غوته الصغير وفريولين أولريكا، وجلسنا على الطاولة. كانت المحادثة لطيفة ومتنوعة، وكان بعض أهل مدن شمال ألمانيا الورعين موضوعًا غالبًا ما عُدنا إليه. كان من الملاحظ أنَّ هذا الفصل بدعوى الورع قد دمر انسجام العائلات بأكملها. استطعت أن أعطي مثالًا من هذا النوع، بعد أن فقدت صديقًا ممتازًا لأنه لم يستطع أن يحولني إلى آرائه. كان، كما قلت، مقتنعًا تمامًا بأنَّ الأعمال الصالحة والامتيازات الخاصة بالمؤسسة ليست مجدية، وأنَّ الرجل لا يمكن أن يربح إلا مع الألوهية بنعمة المسيح. عقَّبت فراو فون غوته، "امرأة صديقة قالت لي شيئًا من هذا القبيل. لكن حتى الآن بالكاد أعرف ما المقصود بالنعمة وما هي الأعمال الصالحة". قال غوته، "وفقًا للمناهج الحالية للعالم، في التحدث عن كل هذه المواضيع لا يوجد شيء سوى مزيج؛ وربما لا يعلم أحد منكم من أين يأتي. سأخبركم. إنَّ عقيدة الأعمال الصالحة هي عقيدة كاثوليكية - أي أن الإنسان وبالأفعال الجيدة والموروثات والمؤسسات النافعة - يمكن أن يتجنب عقوبة الخطيئة ويعمل لصالح الله. لكن الإصلاحيين، وبهدف المعارضة، رفضوا هذه العقيدة، وأعلنوا بدلًا من ذلك أنَّ على الإنسان أن يسعى فقط إلى الاعتراف بمزايا المسيح، وأن يصبح شريكًا في نعمته. وذلك سيؤدي دون أدنى شك إلى أعمال جيدة. لكن في الوقت الحاضر، اختلط كل هذا معًا، ولا أحد يعرف من أين يأتي أي شيء". لاحظت في تفكيري وربما لم أشارك ذلك علنًا من قبل، أنَّ اختلاف الرأي في الأمور الدينية كان دائمًا يزرع الخلاف بين الرجال، ويجعلهم أعداء؛ بل إنَّ أول جريمة قتل كان سببها اختلاف في طريقة عبادة الرب. قلت إنني كنت أقرأ مؤخرًا عمل اللورد بايرون "قابيل"، وقد صُدمت بشكل خاص من المشهد الثالث، والطريقة التي يتم بها القتل. قال غوته، "إنه بالفعل عملٌ مثير للإعجاب"، وأضاف "وجماله من النوع الذي لن نراه مرة ثانية في العالم". قلت، "كانت مسرحية قابيل محظورة في البداية في إنجلترا؛ ولكن الآن الجميع يقرأها، وعادة ما يحمل المسافرون الصغار الإنجليز أعمال اللورد بايرون الكاملة معهم". قال غوته، "لقد كانت حماقة، لأنه، في الواقع، لا يوجد شيء في كل مسرحية قابيل لم يتم تدريسه من قبل الأساقفة الإنجليز أنفسهم". تم الإعلان عن وصول المستشار. دخل وجلس معنا على الطاولة. أحفاد غوته، والتر وولفجانج، دخلوا أيضًا، قفزوا واحدًا تلو الآخر. اقترب وولف من المستشار. قال غوته، "أحضر ألبومك، ودع المستشار يرى أميرتك، وما كتبه لك الكونت ستيرنبرغ". اندفع وولف وأحضر كتابه. نظر المستشار إلى بورتريه الأميرة، مع المقاطع التي كتبها غوته. وبينما يقلب في الصفحات رأى عبارة مقتبسة من زيلتر، وقرأ بصوت عالٍ، تعلم الطاعة، (Lerne gehorchen). "هذه هي الكلمات العقلانية الوحيدة في الكتاب كله"، قال غوته، ضاحكًا؛ "كما أنَّ زيلتر مهيب دائمًا ويوضح نقطته بدقة. أنا الآن أقرأ رسائله لريمر؛ وهي تحتوي على أشياء لا تقدر بثمن. وتلك الرسائل التي كتبها لي في رحلاته مهمة جدًا؛ لأنه يملك، كمهندس معماري سليم وموسيقي، ميزة أنه لا يمكن أبدًا أن يتحدث في مواضيع مثيرة للنقد، فبمجرد دخوله إلى مدينة، تقف الأبنية أمامه، وتخبره كل بناية بمزاياها وأخطائها. "ثم تستقبله الجمعيات الموسيقية في آن واحد، وتظهر نفسها للسيد بفضائلها وعيوبها. إذا استطاع كاتب أن يسجل محادثاته مع طلابه الموسيقيين، فسينقل لنا شيئًا فريدًا من نوعه. في مثل هذه الأمور يكون زيلتر رائعًا وعاطفيًا، ويصيب دائمًا مقصدة الذي سعى إليه دائمًا". الأربعاء، 5 يوليو 1827. نحو المساء، التقيت غوته في المنتزه عائدًا من رحلة. وأثناء مروره، أخبرني بالمجيء لرؤيته. ذهبت على الفور إلى منزله، حيث وجدت كودراي. صعدنا مع غوته للطابق العلوي. جلسنا إلى الطاولة المستديرة في غرفة تسمى جونو، ولم نتحدث سوى بضع دقائق قبل أن يحضر المستشار وينضم إلينا. تحول الحديث حول مواضيع سياسية - سفارة ويلينغتون إلى سانت بطرسبورغ، وعواقبها المحتملة، كابو ديستريا، تحرير اليونان المتأخر، القيود المفروضة على الأتراك في القسطنطينية، وما شابه ذلك. تحدثنا أيضًا عن أوقات نابليون، خاصة حول دوق إيغين، الذي نوقش الكثير حول سلوكه الثوري. ثم وصلنا إلى مواضيع أكثر سلمية، وقد كان قبر ويلاند في مانشتدت موضوعًا مثمرًا للخطاب. أخبرنا كودراي أنه كان يفكر في وضع سياج حديدي حول القبر. أعطانا فكرة واضحة عن نيته لرسم شكل السياج الحديدي على قطعة من الورق. عندما غادر المستشار و كودراي، طلب غوته مني البقاء معه لفترة قصيرة. قال، "بالنسبة لشخص مثلي، عاش على مر العصور، يبدو الأمر دائمًا غريبًا عندما أسمع عن التماثيل والآثار. لا أستطيع أبدا أن أفكر في تمثال أقيم تكريمًا لرجل بارز دون أن أراه يحطم بواسطة المحاربين في المستقبل. أرى بالفعل سياج كودراي الحديدي حول قبر ويلاند يحول إلى حدوات أحصنة، ويشرق تحت أقدام فرسان المستقبل؛ وقد أقول إنني شاهدت مثل هذه الحالة في فرانكفورت". تبادلنا بعض الدعابات الجيدة حول التباين الرهيب للأشياء الأرضية، ومن ثم، عدنا إلى رسم كودراي، كنا مسروريْن بالدقة الدقيقة والحادة لأقلام الرصاص الإنجليزية، التي تطاوع الرسام، بحيث يتم نقل الفكر على الفور إلى الورقة، دون أدنى خسارة. قاد هذا الحوار إلى الرسم، وأراني غوته لوحة جيدة رسمها رسام إيطالي تمثل الصبي يسوع في المعبد مع الأطباء. ثم أطلعني على نقشٍ بعد الانتهاء من اللوحة حول هذا الموضوع؛ وقدمت العديد من الملاحظات، وكلها حول الرسومات. وقال: "لقد كنت محظوظًا في الفترة الأخيرة، حيث أشتريت بسعر معقول العديد من الرسومات الممتازة لرسامين مشهورين. هذه الرسومات لا تقدر بثمن، ليس فقط لأنها تعطي في نقاوتها النية العقلية للفنان، لكن لأنها تربطنا مباشرة بحالته المزاجية في لحظة الخلق. في كل جزء من رسمة الفتى يسوع في المعبد، ندرك الوضوح الكبير، والهدوء، والحل الهادئ، في ذهن الفنان وهذا المزاج المفيد يخالجنا بينما نتأمل العمل. فنون الرسم والنحت لديها ميزة كبيرة في حقيقة أنها موضوعية بحتة، وتجذبنا دون إثارة مشاعرنا بعنف. من ناحية أخرى، فإنَّ القصيدة تترك انطباعًا أكثر غموضًا، ويثير مشاعرَ مختلفة في كل شخص، حسب طبيعته وقدرته". قلت، "لقد كنت أقرأ مؤخرًا رواية سموليت الممتازة لـ"Roderick Random". لقد أعطتني تقريبًا الانطباع نفسه الذي استلهمه من الرسومات الجيدة. إنه تمثيل مباشر للموضوع، بدون أي أثر لميل نحو عاطفة؛ الحياة الفعلية تقف أمامنا كما هي، في كثير من الأحيان مقيتة ومثيرة للاشمئزاز، ومع ذلك، ككل، يعطي انطباعًا لطيفًا حسب الواقع المتفق عليه". "لقد سمعت في كثير من الأحيان أراءً جيدة حول "Roderick Random"، وأؤمن بما تقوله عنها، ولكنني لم أقرأها أبدًا. هل تعرف رواية "Rasselas" لجونسون؟ اقرأها وأخبرني برأيك" وعدت بالقيام بذلك. قلت، "في أعمال اللورد بايرون كثيرًا ما أجد فقرات تجلب الأشياء أمامنا، دون التأثير على مشاعرنا أكثر مما يفعل رسم رسام جيد. وعمله "دون خوان"، غني بشكل خاص بفقرات من هذا النوع". قال غوته، "نعم، في دون خوان كان اللورد بايرون عظيمًا. في صُورِه نسيمٌ من الواقع، وألقيت بخفة كما لو كانت مرتجلة. لا أتذكر الكثير من دون خوان، لكنني أتذكر مقاطع من قصائده الأخرى، وخاصة مشاهد البحر، مع شراع يتحرك هنا وهناك، والتي لا تقدر بثمن، لأنها تجعلنا نشعر بأنَّ نسيم البحر يهب". قلت، "في كتابه دون خوان أعجبت بشكل خاص بتمثيل لندن، الذي تجلبه آبياته الطائشة أمام أعيننا. كان دقيقًا تمامًا في رؤية ما إذا كانت الموضوعات شاعرية أم لا، لكنه استخدمها جميعًا تمامًا كما رأها، وصولًا إلى الشعر المستعار في نافذة الحلاقة، والرجال الذين يملؤون مصابيح الشوارع بالنفط". يقول غوته، "إنَّ شعبنا الجمالي الألماني، يتحدث دائمًا عن الشعرية واللا شعرية والموضوعات؛ وهم ليسوا مخطئين تمامًا؛ ومع ذلك، في الأسفل، لا يوجد موضوع حقيقي غير شعري، إذا كان الشاعر يعرف كيفية استخدامه بشكل صحيح". قلت، "صحيح، وأتمنى أن يتم تبني وجهة النظر هذه كمبدأ عام". ثم تحدثنا عن "The Two Foscari"، ولاحظت أنَّ بايرون أدرج بعض النساء الممتازات. قال غوته، "إنَّ نساءه جيدات. في الواقع، لا يمكن فعل شيء بالرجال. لقد وضع هومر كل شيء سلفًا في أخيل وأوليسيس، الأشجع والأكثر حكمة". تابعت، "هناك شيء رهيب في Foscari، بسبب الظهور المتكرر لمخلعة التعذيب. لا يمكن للمرء أن يتصور كيف يمكن أن يستغرق اللورد بايرون لفترة طويلة في آلة التعذيب هذه، من أجل القطعة المسرحية". قال غوته، "كانت هذه الأشياء هي إحدى عناصر بايرون؛ كان دائمًا معذّبًا ذاتيًا؛ وبالتالي كانت هذه المواضيع هي موضوعات محببة بالنسبة له، كما ترى في جميع أعماله، نادرًا ما يكون لأحدها موضوع مبهج. لكن تنفيذ "Foscari" يستحق الثناء العظيم - أليس كذلك؟" قلت، "مثير للإعجاب جدًا! كل كلمة قوية، مهمة، وخاضعة للهدف؛ بشكل عام، لم أجد حتى الآن أي فقرات ضعيفة للورد بايرون. دائمًا أتخيل أنني أراه مرتفعًا من أمواج البحر، منتعشًا ومليئًا بالطاقة الإبداعية. كلما قرأته، كلما أعجبت أكثر بعظمة موهبته. وأعتقد أنك كنت على حق في أن تقدم له هذا النصب الخالد من الحب في 'هيلينا'. قال غوته، "لم أستطع إيجاد أي رجل يمثل الحقبة الشعرية الحديثة باستثنائه، ولا شك أنه يعتبر أعظم عبقري في قرننا. مرة أخرى، بايرون ليست قديمًا ولا رومانسيًا، ولكن مثل اليوم الحالي نفسه. هذا هو نوع الرجل الذي أردته في عملي. ثم إنه كان ملائمًا لي بسبب طبيعته الاستثنائية وميله إلى الحرب، مما أدى إلى وفاته في ميسولونغي. أطروحة حول بايرون لن تكون مريحة ولا مستحسنة؛ لكنني لن أستريح حتى أظهر له التقدير الذي يستحقه وأشير إليه في الأوقات المناسبة". تحدث غوته أكثر من "هيلينا"، التي أصبحت الآن موضوعًا للمحادثة مجددًا. وقال، "كنت في البداية أفكر في خاتمة مختلفة للغاية. لقد عدّلتها بطرق مختلفة، لكنني لن أخبرك كيف. ومن ثم الخاتمة المتعلقة باللورد بايرون وميسولونغي راودتني خلال ما تبقى من اليوم، وتنازلت عن الباقي. لقد لاحظت أنَّ شخصية الجوقة قد دُمِّرت تمامًا بالأغنية الحزينة: وحتى هذا الوقت بقيت عتيقة تمامًا، أو لم تناقض أبدًا طبيعتها النثرية؛ لكن هنا بشكل مفاجئ، يصبح الأمر انعكاسًا ناعمًا، ويقول أشياء لم تخطر ببال أي أحد من قبل". قلت، "بالتأكيد، لقد لاحظت ذلك؛ لكن منذ أن رأيت لوحة روبنز ذات الظل المزدوج، صرت أمتلك نظرة ثاقبة أكثر حول فكرة الخيال، وأصبحت مثل هذه الأشياء لا تزعجني. هذه التناقضات الصغيرة ليس لها أي نتيجة، إذا تم تحقيق درجة أعلى من الجمال من خلالها. يجب أن تغنى الأغنية، بطريقة أو بأخرى؛ وحيث لم يكن هناك جوقة أخرى، أجبرت الفتيات على غنائها". قال غوته، وهو يضحك: "أتساءل" ما الذي سيقوله النقاد الألمان؟ هل سيكون لديهم الحرية والجرأة الكافية للتغلب على هذا؟ إنَّ التفهم سيكون في طريق الفرنسيين؛ فهم لن يفكروا في أنَّ الخيال لديه قوانينه الخاصة التي لا يمكن ولا يجب اختراقها. "إذا لم يولِّد الخيالُ أشياءَ يمكن أن تسبب مشاكل في الفهم، فلن يكون هناك سوى القليل من الخيال. هذا هو الذي يفصل الشعر عن النثر؛ حيث يكون الفهم الأخير دائمًا، ويجب أن يكون دائمًا في المنزل". لقد سررت بهذه الملاحظة الهامة، التي كنت أعتز بها. قررت العودة إلى المنزل الآن لأنَّ الساعة تجاوزت العاشرة. كنا جالسين بدون شموع؛ سطعت أمسية الصيف الصافية من الشمال فوق إترسبيرغ. مساء الاثنين 9 يوليو 1827. لقد وجدت غوته بمفرده، يفحص القوالب الجصية التي تم أخذها من خزانة ستوش. وقال، "أصدقائي من برلين كانوا لطفاء جدًا ليرسلوا لي هذه المجموعة بأكملها للنظر فيها. إنني أعرف بالفعل معظم هذه الأشياء الجميلة؛ لكنني الآن أراها في الترتيب التوجيهي لفينكلمان. أستخدم وصفه، وأستشيره في الحالات التي أشك فيها بنفسي". تحدثنا لفترة قصيرة قبل أن يأتي المستشار وينضم إلينا. أطلعنا على أخبار الصحف العامة، ومن بين أمور أخرى، قصة حارس حديقة، قتل أسدًا وطبخ قطعة كبيرة منه من شدة شوقه لجسد الأسد. قال غوته، "أنا أتساءل، لمَ لمْ يجرب القرد بدلًا من ذلك؛ كان من الممكن أن يكون لحمه لذيذًا ولينًا". تحدثنا عن قبح تلك الوحوش، ولاحظنا أنهم كل ما أصبحوا بشعين أكثر صاروا يشبهون الرجال أكثر. "أنا لا أفهم،" قال المستشار، "كيف يمكن للأمراء أن يحافظوا على هذه الحيوانات بالقرب منهم، بل ويشعروا بالسعادة بوجودهم". يقول غوته: "إنَّ الأمراء يتعذبون كثيرًا بسبب الرجال المزعجين، ولذلك فهم يفضلون هذه الحيوانات الأكثر رعبًا كوسيلة لتحقيق التوازن بين الانطباعات المزعجة الأخرى. نحن الأشخاص العاديون نكره بالطبع القردة وصراخ الببغاوات، لأننا نراها في ظروف لم تصنعها هي. إذا كنا قادرين على ركوب الأفيال بين أشجار النخيل، يجب علينا أن نجد القِردة والببغاوات في مكانها الصحيح، وربما اعتبرنا الأمر لطيفًا. ولكن، كما قلت، الأمراء على حق في طرد شيء بشع باستخدام شيء أكثر بشاعة. قال غوته، "من خلال هذه النقطة تذكرت بعض الآبيات التي ربما ستتذكرونها أيضًا: لو كان على الرجال أن يصبحوا وحوشًا. فإجلب البهائم فقط إلى غرفتك. وسيتناقص شعورك بالقرف؛ لأننا جميعًا أبناء آدم. حوَّل المستشار الحوار للوضع الحالي للمعارضة، والحزب الوزاري في باريس، مكررًا كلمة بكلمة خطابًا قويًا قدمه ديمقراطي جريء للغاية ضد الوزير، مدافعًا عن نفسه أمام محكمة العدل. لقد أتيحت لنا الفرصة مرة أخرى للإعجاب بالذاكرة القوية للمستشار. كان هناك الكثير من الحديث حول هذا الموضوع، وخاصةً عن رقابة الصحافة، بين غوته والمستشار. أثبت الموضوع خصوبته، حيث أظهر غوته نفسه كالعادة، أرستقراطيًا معتدلًا، وصديقه، كالعادة، يبدو أنه يأخذ جانب العامة. يقول غوته، "ليس لدي أي مخاوف بالنسبة للفرنسيين، فهم يمتلكون وجهة نظر تاريخية عميقة جدًا، ولا يمكن قمع أذهانهم بأي شكل من الأشكال. القانون الذي يقيِّد الصحافة، لا يمكن أن يكون له سوى تأثير نافع. لا سيما أنَّ قيوده لا تعني شيئًا أساسيًا، بل هي ضد شخصيات فقط. المعارضة التي لا حدود لها هي أمر تافه، في حين أنَّ الحدود تشحذ ذكاءها، وهذه ميزة عظيمة. التعبير عن الرأي بشكل مباشر وخشن يكون عذرًا فقط عندما يكون المرء على حق تمامًا؛ لذلك فإنَّ الطريقة غير المباشرة التي يعد الفرنسيون نماذجَ رائعة لها هي الأفضل. في بعض الأحيان أقول لخادمي بوضوح "اخلع لي حذائي"، ويفهم؛ ولكن إذا كنت مع صديق، وأردت منه خدمة، يجب أن لا أتكلم بعدم لباقة، ويجب أن أجد طريقة لطيفة وودية، لأطلب منه القيام بهذه المهمة. هذه الضرورة تثير ذهني. وللسبب نفسه كما قلت، أنا أحب بعض الرقابة على الصحافة. لطالما كان الفرنسيون يتمتعون بسمعة كونهم أكثر الأمم روحية، ويجب عليهم الحفاظ عليها. نحن الألمان نتحدث عن آرائنا بطريقة مباشرة، ولم نكتسب مهارة كبيرة في اللغة غير المباشرة. "لا تزال الأحزاب في باريس أكبر مما هي عليه، لأنها أكثر ليبرالية وحرية، وتفهم بعضها البعض بشكل أفضل. إنهم متفوقون من خلال وجهة نظر تاريخية على الإنجليز؛ ويتألف برلمانهم من قوى معارضة قوية، تشل بعضها البعض، وحيث يكون الاختراق الكبير للفرد صعبًا، كما نرى من خلال المضايقات العديدة التي تحدق برجل دولة عظيم مثل كاننغ". نهضنا لنمضي، لكن غوته كان مليئًا بالحياة لدرجة أنَّ المحادثة استمرت ونحن واقفان. أخيرًا، قدم لنا وداعًا حنونًا، ورافقت المستشار إلى منزله. كانت أمسية جميلة، وتحدثنا كثيرًا عن غوته بينما كنا نسير، وكررنا تصريحه بأنَّ المعارضة غير المحدودة تصبح أمرًا تافهًا. الأحد 15 يوليو 1827. ذهبت في الساعة الثامنة من هذا المساء لرؤية غوته، الذي وجدته عاد للتو من حديقته. قال، "انظر ماذا يوجد هناك؟ قصة رومانسية في ثلاثة مجلدات وبواسطة من في رأيك؟ مانزوني". نظرت إلى الكتب، التي كانت مغلفة بشكل رائع للغاية، ومهداة إلى غوته. قلت، "إنَّ مانزوني مجتهد"، قال غوته، "نعم، إنه مجتهد جدًا". قلت، "لا أعرف شيئًا عن مانزوني سوى قصيدته الغنائية التي كتبها عن نابليون، والتي قرأتها مؤخرًا بترجمتك، ولقد أعجبتني لأقصى حدٍ ممكن. كل فقرة تقدم صورة". قال غوته، "أنت على حق، القصيدة ممتازة، لكن لا يمكنك أن تجد أي شخص يتحدث عنها في ألمانيا؟ كما لو أنها ليست موجودة حتى، على الرغم من أنها أفضل قصيدة تمت كتابتها حول هذا الموضوع". استمر غوته في قراءة الصحف الإنجليزية، التي وجدته يتصفحها عندما دخلت. تناولت المجلد الذي يحوي ترجمة كارلايل لـ "الرومانسية الألمانية" والذي يحتوي على أعمال موسايوس وفوكه. كان ذلك الرجل الإنجليزي الذي كان على دراية وثيقة بأدبنا، قد أضاف في كل ترجمة دراسة ونقدًا حول المؤلف. قرأت الدراسة والنقد اللذين قدمهما حول فوكه، ولاحظت بسرور أنَّ السيرة الذاتية قد كُتبت بكثير من التفكير والتفصيل، وأنَّ وجهة النظر المعقدة، التي كان يكتب من خلالها هذا المؤلف المفضل، قد أشير إليها بفهم عميق وهادئ، وباختراق معتدل للمزايا الشعرية. في فقرة ما يقارن الإنجليزي الذكي فوكه بصوت المغني، الذي لا يملك نطاقًا صوتيًا عظيمًا، لكن ذلك النطاق القليل الذي يملكه جيد ومنغمٌ بشكل جميل. لتوضيح مقصده أكثر، يأخذ تشبيهًا من النظام الكنسي، قائلًا إنَّ فوكه لن يأخذ في الكنيسة الشعرية مكان أسقف أو أحد وجهاء الدرجة الأولى، بل يرضي نفسه بواجبات القسيس، ويبدو مرتاحًا جدًا في هذه المحطة المتواضعة. بينما كنت أقرأ هذا، ذهب غوته إلى الغرفة الخلفية. وبعث خادمه، الذي دعاني أن آتي إليه هناك. قال، "اجلس، ودعنا نتحدث قليلًا. لقد وصلت للتو ترجمة جديدة لـ سوفوكليس. تقرأ بسهولة، ويبدو أنها ممتازة؛ سأقارنها مع سولغر. والآن، ماذا تقول عن كارلايل؟" قلت له ما كنت أقرأه عن فوكه. قال غوته: "أليس هذا جيدًا جدًا؟ نعم، هناك أشخاص أذكياء عبر المحيط، يعرفوننا ويمكنهم تقديرنا. واصل غوته، "في أقسام أخرى، ليس هناك نقص في العقول الجيدة حتى بين الألمان. لقد قرأت سجل برلين، وهو انتقاد كتبه مؤرخ حول شلوسر، وقد كان رائعًا جدًا. تم التوقيع عليه من قبل هاينريش ليو، وهو شخص لم أسمع عنه من قبل، ولكن يجب علينا الاستفسار عنه. إنه يتفوق على الفرنسيين، ومن وجهة نظر تاريخية فهو يقول شيئًا. إنهم يلتزمون كثيرًا بالواقع، ولا يستطيعون الحصول على المثالية في رؤوسهم؛ لكن الألمان بارعون في هذا الأمر تمامًا. ليو لديه وجهات نظر مثيرة للإعجاب حول الطوائف في الهند. وهناك الكثير الذي يمكن قوله عن الأرستقراطية والديمقراطية، لكن القضية كلها ببساطة هي: في الشباب، عندما لا نملك شيئًا، أو لا نعرف كيف نقدر ممتلكاتنا، نكون ديمقراطيين. ولكن عندما نتمتع بممتلكات عقب حياة طويلة، فإننا نرغب في ألا نكون آمنين فحسب، بل أيضًا أن يكون أطفالنا وأحفادنا آمنين لوراثتها والاستمتاع بها بهدوء. لذلك، في سن الشيخوخة، نكون دائمًا أرستقراطيين. تحدث ليو باتساع حول هذه النقطة. '' نحن الأضعف في القسم الجمالي، وربما ننتظر فترة طويلة قبل أن نلتقي برجل مثل كارلايل. من اللطيف رؤية هذا اللقاء القريب جدًا بين الفرنسيين والإنجليز والألمان، بحيث نكون قادرين على تصحيح بعضنا البعض. هذا هو أكبر استخدام للأدب العالمي، الذي سيظهر نفسه أكثر فأكثر. كتب كارلايل عن حياة شيلر، وحكم عليه لأنه من الصعب على الألماني أن يحكم عليه. من ناحية أخرى، نحن واضحون بشأن شكسبير وبايرون، ويمكننا، ربما، أن نقدر مزاياهم بشكل أفضل من الإنجليز أنفسهم". الأربعاء 18 يوليو 1827. أول شيء قاله غوته على العشاء كان،"يجب أن أعلن لك أنَّ رواية مانزوني تسمو فوق كل ما نعرفه من هذا النوع. ولا أحتاج أن أقول لك شيئًا آخر، عدا عن الحياة الداخلية - كل ما يأتي من روح الشاعر مثالي تمامًا - تصوير المناطق المحلية، وما شابه، ليس بأي حال من الأحوال أدنى من ذلك". لقد أدهشني وسرني سماع هذا. تابع غوته، "الانطباع في القراءة هو أننا نمر باستمرار من العاطفة إلى الإعجاب، ومن جديد من الإعجاب إلى العاطفة؛ حتى نكون دائمًا خاضعين لواحدة من تلك المؤثرات العظيمة؛ وأكثر من ذلك، لا أعتقد أننا نستطيع أن نتقدم، في هذه الرواية، رأينا أولًا ما هي طبيعة مانزوني. وهنا تظهر صورته الداخلية المثالية، والتي لم تكن لديه فرصة لعرضها في أعماله الدرامية. سأقرأ الآن أفضل رواية للسير والتر سكوت، ربما ويفرلي، التي لم أقرأها بعد، - وسأرى كيف هو مانزوني بالمقارنة مع هذا الكاتب الإنجليزي العظيم. تظهر ثقافة مانزوني الداخلية هنا عالية جدًا، بحيث لا يكاد أي شيء يقترب منها. إنه يرضينا مثل الثمار الناضجة تمامًا. بعد ذلك، في معالجته وعرضه للتفاصيل، فهو واضح مثل السماء الإيطالية نفسها". أجاب غوته، "هل لديه أي علامات عاطفية؟" قلت، "لا شيء على الإطلاق. لديه شعور، لكنه خال تمامًا من العاطفة، وشعوره في كل حالة رجولي وحقيقي. لكنني لن أقول أكثر اليوم. ما زلت في المجلد الأول؛ قريبا ستسمع المزيد". ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء الرابع عشرالأربعاء 7 فبراير 1827تحدث غوته اليوم بقسوة عن بعض النقاد الذين لم يكونوا راضين عن ليسينغ، ووصفوه بصفات غير عادلة. قال، "عندما يقارن....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء الرابع عشرالأربعاء 7 فبراير 1827تحدث غوته اليوم بقسوة عن بعض النقاد الذين لم يكونوا راضين عن ليسينغ، ووصفوه بصفات غير عادلة. قال، "عندما يقارن الناس بين أعمال ليسينغ وأعمال القدماء، ويطلقون عليه صفات تافهة وبائسة، ما الذي يعنيه ذلك؟ بدلًا من أن يشفقوا على الرجل الاستثنائي لكونه مضطرًا للعيش في وقت بائس، والذي لم يمنحه أي مواد أفضل من التي كتبها في أعماله، لاموه، لأنه في "مينا فون بارنهيلم"، لم يجد شيئًا أفضل من التدخّل في الشجار الجاري بين ولاية ساكسونيا وبروسيا. لكن نتاجه الجدلي المستمر نتج أيضًا عن سوء وقته. في "إميليا غيلوتي"، نفَّسَ عن غضبه على الأمير. في "ناثان / ضد الكهنة. الجمعة 16 فبراير 1827 لقد أخبرت غوته بأنني كنت أقوم مؤخرًا بقراءة عمل وينكلمان حول تقليد الأعمال الفنية الإغريقية، واعترفت أنه غالبًا ما بدا لي أنَّ وينكلمان لم يكن واضحًا تمامًا بشأن موضوعه. قال غوته، "أنت على حق تمامًا، في بعض الأحيان نجد أنه يتلمس طريقه؛ لكن المسألة العظيمة هي أن ذاك الطريق دائمًا ما يؤدي إلى شيء ما. هو مثل كولومبوس، عندما لم يكن قد اكتشف العالم الجديد بعد، ومع ذلك كانت لديه فكرة حوله في ذهنه. قد لا نتعلم شيئًا من خلال قراءة أعماله، لكننا نصبح شيئًا. "لكن ماير ذهب إلى أبعد من ذلك، وحمل المعرفة الفنية إلى أعلى نقطة لها. إنَّ تاريخه الفني عمل خالد. لكنه لم يكن ليصبح ما هو عليه، إذا لم يكن، في شبابه، قد شكل نفسه من خلال قراءة وينكلمان، وسار في الطريق الذي عبدّه وينكلمان. "وهكذا ترى مرة أخرى كيف يمكن لرجل أن يستفيد من وجود سلف عظيم، ومميزات الاستفادة المثلى منه". الأربعاء، 21 فبراير، 1827 تناولت الغداء مع غوته. تحدث كثيرًا وبإعجاب عن ألكسندر فون هومبولت، الذي بدأ يقرأ أعماله حول كوبا وكولومبيا، والذي يبدو أنَّ آراءه بشأن مشروع المرور عبر خليج بنما تلاقي اهتمامًا خاصًا عنده. قال غوته، " لدى هامبولت معرفة كبيرة بموضوعه، مع ملاحظة أنه من خلال الاستفادة من بعض الجداول التي تتدفق إلى خليج المكسيك، ربما تكون تلك نهاية أفضل من خليج بنما. كل هذا مرهون بالمستقبل وبروح مغامرة. ومع ذلك، فمن المؤكد أنهم إذا نجحوا في قطع مثل هذه القناة، فإنَّ السفن من أي حمولة وحجم يمكن أن تنتقل عبرها من الخليج المكسيكي إلى المحيط الهادئ، و فوائد لا حصر لها ستنتج للجنس البشري بأكمله، المتحضر، وغير المتحضر. لكن عليّ أن أتساءل ما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح بأن يفقدوا فرصة الحصول على مثل هذا العمل من بين أيديهم. قد يكون من المتوقع أنَّ هذه الدولة الشابة، مع ميلها المتقن إلى الغرب، سوف تحتل وتؤهل مساحة كبيرة من الأرض خارج جبال الروكي خلال ثلاثين أو أربعين عامًا. علاوة على ذلك، يمكن توقع ذلك أيضًا على طول ساحل المحيط الهادي، حيث شكلت الطبيعة بالفعل أكثر المرافئ رحابة وتأمينًا، ستنشأ تدريجيًا مدن تجارية هامة، من أجل تعزيز الاتفاقية الكبيرة بين الصين وجزر الهند الشرقية والولايات المتحدة. في مثل هذه الحالة، لن يكون من المرغوب فقط، ولكن من الضروري تقريبًا، الحفاظ على تواصل أسرع بين الشواطئ الشرقية والغربية لأمريكا الشمالية، سواء بواسطة السفن التجارية أو رجال الحرب. لذلك أكرر أنه أمر ضروري للغاية للولايات المتحدة أن تدخل ممرًا من الخليج المكسيكي إلى المحيط الهادئ، وأنا متأكد من أنهم سيفعلون ذلك. "يمكنني العيش لرؤية ذلك! - لكنني لا أريد. أود أن أرى شيئًا آخر - تقاطع نهر الدانوب والراين. لكن هذا عمل ضخم للغاية لدرجة أنَّ لديَّ شكوكًا في اكتماله، خاصة بالأخذ في الاعتبار مواردنا الألمانية. وثالثًا، وأخيرًا، أود أن أرى إنجلترا تبني قناة عبر خليج السويس. هل يمكن أن أعيش لأرى هذه الأعمال الثلاثة العظيمة! سيستحق الأمر عناء العيش لأكثر من خمسين سنة أخرى لرؤيته". الخميس 1 مارس 1827 تناولت الغداء مع غوته. وقد أخبرني بأنه تلقى رسالتين من الكونت ستيرنبرغ وزوبر، منحتاه متعة كبيرة. ثم تحدثنا كثيرًا عن نظرية الألوان والتجارب الموشورية الذاتية والقوانين التي يتكون بها قوس قزح. كان سعيدًا باهتمامي المتزايد باستمرار حول هذه الموضوعات الصعبة. الأربعاء، 21 مارس، 1827 أراني غوته كتابًا صغيرًا من تأليف هاينرش، عن جوهر المأساة العتيقة. قال، "لقد قرأت ذلك باهتمام كبير، أخذ هاينرش عمليْ أوديب وأنتيغون لسوفوكليس كأساس لتطوير وجهات نظره. إنه كتاب رائع جدًا. وسأقرضه لك لتقرأه، وقد نكون قادرين على التحدث حوله. أنا لا أتفق مع رأيه. ولكن من المفيد للغاية أن نرى كيف ينظر رجل بمثل هذه الثقافة الفلسفية إلى العمل الفني الشعري من وجهة نظر غريبة بالنسبة لمدرسته. لن أقول اليوم أكثر من ذلك، لكي لا يؤثر ذلك على رأيك. فقط اقرأه، وسوف تجد أنه ينتج كل أنواع الأفكار ". الأربعاء 28 مارس 1827 أحضرت إلى غوته كتاب هاينرش، الذي قرأته بانتباه. قرأت مرة أخرى أيضًا جميع مسرحيات سوفوكليس، لأتمكن من موضوعي بشكل كامل. قال غوته، هل أعجبك؟ إنه ينتقد الأمر بشكل جيد أليس كذلك؟" قلت، "أثر هذا الكتاب عليّ بشكل غريب جدًا، ولم يثر داخلي أي كتاب آخر الكثير من أفكاري حول هذا الأمر من قبل؛ ومع ذلك، لا يوجد أي كتاب شعرت بالتناقض معه إلى هذا الحد". قال غوته، هذه هي النقطة بالضبط. ما نتفق معه يجعلنا غير نشطين ولكن التناقض يجعلنا منتجين". قلت، "إنَّ نواياه تبدو جديرة بالثناء لأقصى درجة، وهو لا يقيد نفسه بأي حال من الأحوال بالأشياء السطحية. ولكنه في كثير من الأحيان يفقد نفسه في التحسينات والدوافع - بطريقة ذاتية للغاية- إنه يفقد الجانب الحقيقي من الموضوع في التفاصيل، وكذلك في المسح الشامل؛ وفي مثل هذه الحالة، يجبر المرء أن يقسو على نفسه وعلى موضوع التفكير كما فعل هاينرش. إلى جانب ذلك، كثيرًا ما كنت أتصور أنَّ تفكيري لم يكن جيدًا بما فيه الكفاية للقبض على الدقّة غير الاعتيادية لتميزه". قال غوته، "إذا أعدت تفكيرك فلسفيًا مثله، فسيكون ذلك أفضل. لكن، لأتكلم بصراحة، أنا أأسف أنَّ رجلًا ذا قوة فطرية من الساحل الشمالي لألمانيا، مثل هاينرش، يجب أن تفسده فلسفة هيغل حيث يفقد كل الملاحظات والفكر غير المقيد والطبيعي، ويصبح أسلوبه تدريجيًا مصطنعًا وثقيلًا، في كل من الفكر والتعبير؛ حتى أننا نجد فقرات في كتابه حيث يصبح إدراكنا متجمدًا، ولا نعود نعرف ما نقرأه ". قلت، "لقد كونت الانطباع ذاته. لكنني سعدت مع ذلك أيضًا بإيجاد بعض الفقرات التي بدت لي واضحة تمامًا وملائمة للإنسانية بشكل عام، على سبيل المثال، مثل علاقته بحكاية أوديب". قال غوته، هنا اضطر إلى أن يحصر نفسه في موضوعه بدقة. ولكن هناك عدة فقرات في كتابه لا يتطور فيها الفكر، وتتحرك فيها اللغة الغامضة باستمرار في المكان نفسه وفي الدائرة ذاتها، تمامًا مثل "جداول ضرب" الساحرة في عملي فاوست أعطاني الكتاب مرة أخرى وقال من محاضرته السادسة حول الجوقة، نادرًا ما فهمت أي شيء. ما رأيك في هذا المقطع على سبيل المثال، والذي يحدث بالقرب من النهاية": هذا الإدراك دلالة حقيقية له! على هذا الأساس، إدراكه الحقيقي، الذي كحقيقة ويقين لنفسه، يشكل بالتالي اليقين العقلي عالميًا، والذي هو بالتأكيد في الوقت نفسه تكفير يقين الجوقة، بحيث في هذا اليقين وحده، الذي أظهر نفسه على أنه نتيجة الحركة المشتركة للعمل المأساوي، تحافظ الجوقة على علاقتها الملائمة بالوعي الشعبي العالمي، وبهذه الصفة لا تمثل فقط الناس، بل يقينها أيضًا. "أعتقد أننا اكتفينا من هذا. كيف يمكن للإنجليز والفرنسيين أن يفهموا لغة فلاسفتنا، بينما نحن الإلمان أنفسنا لا نفهمها". قلت، "وعلى الرغم من كل هذا، كلانا نتفق على أنَّ هدفًا نبيلًا يكمن في أساس الكتاب، وأنه يمتلك جودة في الأفكار". قال غوته، إنَّ فكرته عن العلاقة بين الأسرة والدولة والصراعات المأساوية التي قد تنشأ عنهم هي بالتأكيد جيدة وموحية؛ ولكنني لا زلت لا أستطيع أن أفكر بأنَّ هذه هي الفكرة الوحيدة الصحيحة، أو حتى الأفضل للفن المأساوي. فنحن جميعًا أعضاء في عائلة ودولة، والمصير المأساوي لا يصيبنا في كثير من الأحيان ولا يجرحنا بكلتا الطريقتين. ومع ذلك قد نكون شخصيات مأساوية جيدة جدًا، إذا كنا مجرد أعضاء في عائلة أو دولة؛ لأنَّ النقطة الوحيدة على أي حال هي تنشئة صراع لا وجود لحل له، وقد ينشأ هذا من موقف عدائي في أي علاقة مهما كانت، بشرط أن يكون للشخص أساس طبيعي حقًا، ومأساوي في مجمله حقًا، وهكذا يقع أياكس ضحية شيطان الشرف المجروح، وهرقل ضحية شيطان الغيرة، وفي أي من هاتين الحالتين هل هناك صراع بين التقوى العائلية والفضيلة السياسية لأنه وطبقًا لهاينرش هذان هما عنصرا المأساة الإغريقية. قلت، المرء يرى بوضوح أنه كان يضع أنتيغون في ذهنه خلال هذ الأمر. ويبدو أيضًا أنه فكر فقط في شخصية وطريقة عمل هذه البطلة، لأنه يؤكد دائمًا على أنَّ تقوى الأسرة تبدو أكثر نقاء في المرأة، وخاصة في الأخت؛ وأنَّ الأخت لا تحب الأخ سوى بنقاء تام ودون شعور جنسي. أجاب غوته، يجب أن أفكر أنَّ حب الأخت لأختها كان ولا يزال أكثر نقاء وغير جنسي. بينما نحن نعلم أنَّ هناك حالات عديدة حدثت فيها ميول حسية كبيرة بين الأخ والأخت، بعلم ودون علم! تابع غوته، يجب أن تكون قد لاحظت بشكل عام أنَّ هاينرش ليس ملمًا بفكرة المأساة الإغريقية؛ وأنه ينظر إلى سوفوكليس كمن يخترع ويرتب قطعه ومن ثم ينطلق وبعدها يعد العلاقات الحسية بين شخصياته بحسب ذلك. لكن سوفوكليس عندما كتب قطعه، لم يبدأ من فكرة؛ بل على العكس، فقد بحث في بعض التقاليد الشعبية التي كانت توجد فيها فكرة جيدة. وفكر فقط في تكييفها بأفضل الطرق وأكثرها فعالية للمسرح. لن يسمح أتيريديس بدفن أياكس؛ ولكن كما هو الحال في أنتيغون، تكافح الأخت من أجل الأخ، لذا في أياكس يكافح الأخ من أجل الأخ. تتولى الأخت مسئولية بولينيس غير المدفون، ويتولى الأخ مسئولية "أياكس"، كظرف طارئ، لا ينتمي إلى اختراع الشاعر، ولكن إلى التقاليد التي يتبعها الشاعر أو التي اضطر إلى إتباعها أجبت، ما قاله عن سلوك كريون يبدو أنه لا يمكن الدفاع عنه بالمثل. يحاول أن يثبت أنه، في منع دفن بولينيكس، يعمل كريون من الفضيلة السياسية الخالصة، وبما أنَّ كريون ليس مجرد رجل، ولكنه أمير أيضًا، يضع الاقتراح، حيث أنَّ الرجل يمثل القوة المأساوية للدولة، فإنَّ هذا الرجل لا يمكن أن يكون غير الشخص نفسه الذي هو تجسيد للدولة نفسها - أي الأمير. أجاب غوته بابتسامة، هناك تأكيدات لا أحد سيؤمن بها، إلى جانب ذلك، لا يتصرف كريون بأي حال من الأحوال من الفضيلة السياسية، ولكن من الكراهية تجاه الموتى. عندما سعى بولينيكس لإعادة تحصيل ميراث الأب الذي حرم منه بالقوة، لم يرتكب مثل هذه الجريمة الوحشية ضد الدولة التي تقول بأنَّ موته كان غير كاف، وأنَّ العقاب الإضافي للجثة البريئة كان مطلوبًا. لا ينبغي أبدًا أن يوضع أي إجراء في فئة الفضيلة السياسية التي تعارض الفضيلة بشكل عام. عندما تمنع كريون عن دفن بولينيس، ولم يملأ فقط الهواء بالجثة المتحللة ولكنه سمح أيضًا للكلاب والطيور الجارحة أن تأكل القطع الممزقة من الجثة الميتة، وبالتالي نجس المذابح - فإنَّ عملًا هجوميًا كهذا على الآلهة والرجال لا يُعدُّ بأي حال من الأحوال فاضلًا سياسيًا، بل على العكس، جريمة سياسية. إلى جانب ذلك، فالجميع في المسرحية ضده. شيوخ الدولة الذين يشكلون الجوقة ضده. الشعب كله ضده. ترسياس ضده. عائلته ضده. لكنه لا يسمع، ويستمر بالعناد في المعصية، حتى إنه جلب الخراب لجميع الذين ينتمون إليه، وهو نفسه في النهاية لا شيء سوى ظل". قلت، ومع ذلك، عندما يسمعه المرء يتكلم، لا يمكن للمرء سوى الاعتقاد بأنه في الجانب الصحيح إلى حد ما. قال غوته "هذا هو الشيء ذاته، الذي يسيطر من خلاله سوفوكليس. والذي يتكون في الحياة الدرامية بشكل عام. تمتلك شخصياته هبة البلاغة، وتعرف كيف تشرح دوافع أعمالها بشكل مقنع، بحيث يكون السامع دائمًا إلى جانب المتكلم الأخير. يمكن للمرء أن يرى أنه حصل على تعليم بلاغي ممتاز في شبابه، والذي أصبح من خلاله مدربًا على البحث عن جميع الدوافع والأسباب الظاهرة للأشياء. ومع ذلك، فإنَّ موهبته العظيمة في هذا الصدد قد جعلته يقع في الأخطاء، لأنه كان يذهب بعيدًا في بعض الأحيان. هناك مقطع في أنتيغون أراه دائمًا على أنه عيب، وسأقدم الكثير لعالم لغوي لإثبات أنه مقتبس وكاذب. بعد أن تشرح البطلة، في سياق المقطوعة، الدوافع النبيلة لعملها، وتعرض نقاوة روحها العالية، أخيرًا، عندما تقاد إلى الموت، تقدم دافعًا هزيلًا، ومضحكًا". "تقول إنها لو كانت أمًا، لما كانت قد فعلت الأمر نفسه، سواء لأطفالها الميتين أو لزوجها الميت، ما فعلته لأخيها. تقول: "إذا مات زوجي لكنت قد حصلت على آخر، وإذا مات أطفالي، كان يمكن أن يكون لديّ أطفال جدد من زوجي. لكن مع أخي، القضية مختلفة. لا يمكنني الحصول على شقيق آخر، أمي وأبي ميتان، لا يوجد أحد ليلد أحدًا". "هذا هو، على الأقل، الإحساس العاري لهذا المقطع، الذي في رأيي، عندما يوضع في فم بطلة تذهب إلى موتها، يزعج النغمة المأساوية، ويبدو لي بعيد المنال، - لتذوقه أيضًا الكثير من الحسابات الجدلية. كما قلت، أود أن يطلعنا عالم فقه اللغة أنَّ هذا المقطع زائف". ثم تحدثنا بعد ذلك عن سوفوكليس، مشيرًا إلى أنه في كتبه كان دائمًا أقل نظرًا إلى النزعة الأخلاقية من بحثه عن معالجة ملائمة للموضوع، خاصة في ما يتعلق بالتأثير المسرحي. قال غوته، "لا أعترض على أن تكون للشاعر الدرامي نزعة أخلاقية، ولكن عندما يتعلق الأمر بتنفيذ موضوعه بوضوح وفعالية أمام جمهوره، فإنَّ غرضه الأخلاقي يثبت أنه قليل الاستخدام، ويصبح بحاجة إلى الكثير من الفهم والإلمام بالمسرح لمعرفة ما يجب فعله وما يجب تركه. وإذا كان هناك تأثير أخلاقي في الموضوع فسوف يظهر، وليس على الشاعر التفكير في شيء سوى المعالجة الفعالة والفنية لموضوعه. ولو كانت للشاعر روح عالية مثل سوفوكليس، فإنَّ نفوذه سيكون دائمًا أخلاقيًا، ولذلك فبإمكانه أن يفعل ما يريد. إلى جانب ذلك فقد كان سوفوكليس يعرف المسرح ويفهم حرفته بدقة. أجبت، "أجل معرفته بالمسرح جيدة، وتأثيره المسرحي قوي، نحن نرى في كتابه "فيلوكتيتس "، التشابه الكبير الذي تحمله هذه القطعة مع "أوديب، في كولونوس"، من خلال الترتيب ومسار العمل. "في كلتا الحالتين نرى البطل في حالة عاجزة. كلاهما من كبار السن ويعاني ضعفًا جسديًا. أوديب لديه ابنته إلى جانبه كدليل وداعم. فلوكتيتس لديه قوسه. ولا يزال التشابه مستمرًا. كلاهما تم دفعه جانبًا ليعاني. ولكن عندما يقول وسيط الوحي إنه لا يمكن الحصول على النصر إلا بمساعدتهما فقط، يتم السعي لاستعادتهما مرة أخرى؛ يوليسييس يأتي إلى فلوكتيتس، ويذهب كريون لأوديب. كلاهما يبدآن خطابهما بكلمات مكرمة وشريفة. ولكن عندما يصبح خطاباهما دون جدوى، فإنهما يستخدمان العنف، ونرى فيلوكتيتس يحرم من قوسه، وأوديب من ابنته". يقول غوته، "إنَّ أعمال العنف هذه، تعطي فرصة للمداخلات الممتازة، ومثل هذه الحالات من العجز تثير مشاعر الجمهور، والتي يستخدمها الشاعر الذي هدفه إحداث تأثير على الجمهور. من أجل تعزيز هذا التأثير في أوديب، يكون فيلوكتيتس رجلًا عجوزًا ضعيفًا، بينما يجب أن يكون وفقًا لمختلف الظروف رجلًا في مقتبل العمر. ولكن لم يكن باستطاعة الشاعر استخدام فكرة الرجل الحيوي في مقتبل عمره في مسرحيته؛ إذ لم يكن لها أي تأثير، ولذلك جعله رجلًا ضعيفًا، عجوزًا ضعيفًا". أكملت، "إنَّ التشابه مع فلوكتيتس لا يزال أبعد من ذلك. البطل، في كلا القطعتين، لا ينفعل، لكنه يعاني الأمرين. من ناحية أخرى، يجد هذين البطلين الضعيفين أن هناك شخصيتان قويتان ضد كل منهما. قال غوته، "أوديب أمامه كريون وبولينيس، وفيلوكتيتس أمامه نيوبتوليموس ويوليسييس. كان من الضروري وجود شخصين متعارضين لمناقشة الموضوع من جميع الجوانب، والحصول على الأحداث والانفعال اللازمين للقطعة. قد تضيف، أنَّ كلتا الحالتين تحملان هذا التشابه الإضافي، الذي نراه في كل من الوضع الفعال للغاية للتغير السعيد، حيث أنَّ أحد أبطاله، في وضعه المشين، قد استعاد ابنته المحبوبة، واستعاد الآخر قوسه المحبوب". الاستنتاجات السعيدة من هاتين القطعتين متشابهة أيضًا. يتم تخليص كلا البطلين من أحزانهما: ينتزع أوديب بسعادة بعيدًا، وبالنسبة إلى فيلوكتيتس، فإننا نعرف من خلال الوسيط أنَّ علاجه سيتم في طروادة، بواسطة أَسْكْلِيپْيُوسْ . واصل غوته، "موليير هو الرجل الذي يجب أن نبحث في أعماله، عندما نرغب في تعلم كيفية التصرف على المسرح لنصل لأهدافنا الحديثة". "هل تعرف مسرحية (المريض الوهمي؟ ) هناك مشهد فيها، يبدو لي رمزًا للمعرفة الكاملة. أعني المشهد حيث يسأل (المريض الوهمي) ابنته الصغيرة لويسون إذا كان هناك شاب في غرفة شقيقتها الكبرى. "الآن، أي شخص آخر لا يفهم حرفته بشكل جيد، كان سيسمح للويسون الصغيرة أن تقول الحقيقة على الفور، وبذلك كانت ستنتهي الحبكة كلها. "ولكن ما هي الدوافع المختلفة للتأخير التي قدمها موليير في هذا العمل أملًا في الحياة والتأثير. هو أولًا يجعل لويسون الصغيرة كما لو أنها لم تفهم والدها. ثم تنكر أنها تعرف أي شيء. ثم تهدد أن تطعن نفسها بالقضيب وتسقط كما لو أنها ميتة. ثم، عندما ينفجر والدها في يأس، تنبثق من إغمائها المتجهم بفرحة صارمة، وأخيرًا، شيئًا فشيئًا، تعترف بكل شيء. "إنَّ شرحي يمكن أن يعطيك فكرة ضئيلة للغاية عن حركة المشهد، ولكن اقرأ هذا المشهد بنفسك حتى تصبح متأثرًا تمامًا بقيمته المسرحية، وسوف تعترف بأنَّ هناك إرشادات عملية واردة فيه أكثر من جميع نظريات في العالم. تابع غوته، "لقد عرفت وأحببت موليير خلال شبابي، وتعلمت منه خلال حياتي كلها. دائمًا ما أقوم بقراءة بعض مسرحياته كل عام، حتى أتمكن من مواصلة الاجتماع المستمر مع ما هو ممتاز. إنه ليس مجرد العلاج الفني المثالي الذي يسعدني. ولكن على وجه الخصوص الطبيعة اللطيفة، والعقل المتشعب للشاعر، يوجد فيهما نعمة وشعور بالفخر، ونبرة المجتمع الجيد، التي لا يمكن أن تحققها طبيعته الفطرية إلا بالجماع اليومي مع أبرز رجال عصره. أعرف فقط أجزاء قليلة من أعمال ميناندر؛ لكنها تعطيني فكرة عالية عنه، وأنظر إلى هذا الإغريقي العظيم باعتباره الرجل الوحيد الذي يمكن مقارنته بموليير. قلت، "أنا سعيد لسماعك تتحدث بشكل طيب عن موليير. هذا يبدو مختلفًا قليلًا عما يقوله فون شليغل! لقد استمعت اليوم بامتعاض عظيم ما يقوله بشأن موليير في محاضراته عن الشعر الدرامي. إنه ينظر إليه نظرة متواضعة، باعتباره مهرجًا مبتذلًا، لم ير سوى المجتمع الجيد، والذي كان من اختصاصه أن يبتكر كل أنواع المتعة لتسلية سيده". أجاب غوته، "بالنسبة لرجل مثل شليغل فالطبيعة الأصيلة لموليير تعتبر قبحًا حقيقيًا. فهو يشعر أنه ليس لديه أي شيء مشترك معه، ولا يمكنه تحمله. "بُغضِ البشرية"، التي قرأتها مرارًا وتكرارًا، كواحدة من أكثر القطع المفضلة لدي، تعتبر عملًا بغيضًا بالنسبة له. يضطر إلى الثناء على "طرطوف " قليلًا، لكنه ينتقده مرة أخرى بقدر ما يستطيع. لا يستطيع شليغل أن يسامح موليير بسبب السخرية من تأثير النساء، وكما أشار أحد أصدقائي، أنه كان سيُسخر منهن لو أنه عاش مع موليير. قال غوته، "لا يجب أن ننكر أنَّ شليغل يعرف الكثير، والمرء يشعر بالرعب تقريبًا من معرفته الاستثنائية وقراءته الواسعة. لكن هذا لا يكفى. كل التعلم في العالم دون حكمة لا يكفي. نقده من جانب واحد تمامًا، لأنه في جميع القطع المسرحية يرى فقط هيكل الحبكة والترتيب، ويشير فقط إلى نقاط صغيرة تشابه الأسلاف العظماء، دون أن يزعج نفسه على الأقل بما يقدمه المؤلف من حياة رشيقة وثقافة عالية الروح. ولكن ما الفائدة من كل فنون الموهبة، إذا لم نجد في قطعة مسرحية شخصية مؤثرة أو عظيمة للمؤلف؟ هذا وحده يؤثر على الشعب. إنني أنظر إلى الطريقة التي تناول بها شليغل الدراما الفرنسية كطريقة لتشكيل منتقد سيئ، يمحض كل شيء لأجل تبجيل التفوق، ويمر على الطبيعة السليمة لشخصية رائعة كما لو كانت قشًا وتبنًا". أجبته، "لكنه تعامل مع شكسبير وكالديرون، من ناحية أخرى، بعدالة ومودة" أجاب غوته، "كلاهما من النوع الذي لا يمكن للمرء أن يقول ما يكفي لمدحهم، على الرغم من أنني لا يجب أن أتساءل عما إذا كان شليغل قد انتقدهما أيضًا. هكذا هو أيضًا في ما يخص أخيل وسوفوكليس. في الواقع، شخص شليغل الصغير ليس كافيًا لفهم وتقدير هذه الطبيعة السامية. إذا كان هذا هو الحال، لكان قد تعمق في عمل يوربيديس بطريقة مختلفة. لكنه يعرف أنَّ علماء اللغة لا يقدرونه كثيرًا، ولذلك فهو يشعر بالفرح الشديد لأنه يملك مثل هذه السلطة العليا، فهو يبحث عن الأخطاء في عمل ذلك السلف العظيم يوربيديس، ويحاول أن يوبخه بقدر استطاعته. أنا لا أنكر أنَّ يوربيديس لديه أخطاؤه، لكنه كان دائمًا منافسًا محترمًا جدًا لسوفوكليس وأخيل. رغم أنه لم يكن يملك الجدية العظيمة والاكتمال الفني الشديد لسلفيه السابقين، وتعامل مع الأمور بطريقة أكثر تساهلًا وإنسانية كشاعر درامي، إلا أنه كان يعرف جمهوره الأثيني جيدًا بما يكفي ليدرك أنَّ الوتر الذي ضربه كان الأفضل. الشاعر الذي وصفه سقراط بصديقه، الذي أشاد به أرسطو، والذي أعجب به ميناندر، والذي حزن عليه سوفوكليس ومدينة أثينا عند سماع نبأ بوفاته، لا شك أنه كان شخصًا مميزًا. وإذا كان على رجل معاصر مثل شليغل أن يبحث عن أخطاء سلف عظيم مثله، فعليه أن يفعلها وهو راكع على ركبتيه". الأحد، 1 أبريل، 1827 في المساء وأنا جالس مع غوته تحدثت معه حول أداء عمله مسرحيًا "إيفيجينيا" بالأمس والذي مثل فيه هير كروغر، من المسرح الملكي في برلين، دور أوريستيس بشكل جيد جدًا. وقال غوته "تعاني القطعة من بعض الصعوبات. فهي غنية من الداخل ولكنها فقيرة في الحياة الخارجية: النقطة هي جعل الحياة الداخلية تظهر. القطعة مليئة بأكثر الوسائل فعالية، الناتجة عن مختلف الأهوال التي تشكل أساسها. الكلمات المطبوعة هي في الواقع مجرد منعكس خافت للحياة التي تحركت داخلي خلال الاختراع؛ ولكن يجب على الممثل إعادتنا إلى ذلك الوهج الأول الذي حرك الشاعر فيما يتعلق بموضوعه. نرغب في رؤية الإغريق الأقوياء والأبطال، مع نسائم البحر العذبة التي تهب حولهم، الذين يتعرضون للقمع والمعاناة من قبل مختلف المأسي والمخاطر، ولكنهم يتحدثون بقوة كما توجههم قلوبهم. لكننا لا نريد أيًا من هؤلاء الممثلين العاطفيين الضعفاء الذين تعلّموا فقط دورهم عن ظهر قلب، وما زلنا أقل رغبةً في أن يكون هؤلاء الأشخاص غير مثاليين في أجزائهم. واصل غوته، "يجب أن أعترف بأنني لم أنجح أبدًا في أن أشهد تمثيلًا مثاليًا لـ" إيفيجينيا ". كان هذا هو السبب في أنني لم أذهب أمس. لأني أعاني بشكل مروع عندما أضطر إلى مشاهدة هذه الأحداث التي لا تعبر عن نفسها كما ينبغي ". قلت، "من المحتمل أنك كنت لتصبح راضيًا عن أورستيس حين مثله هير كروغر، لأنَّ أداءه كان صافيًا، بحيث لم يكن هناك شيء أكثر قابلية للفهم من الأداء الخاص به: بدا وكأنه يشتمل على كل شيء. ولن أنسى أبدًا كلماته وإيماءاته. "كل ما ينتمي إلى الحدس الأعلى - إلى الرؤية في هذا الجزء، تم تقديمه من خلال حركاته الجسدية، ونغمات صوته المتباينة، التي يمكن للمرء أن يتخيلها بعينيه. ."الجزء المهم كان استيقاظ أورستيس من إغماءته وانتقاله إلى المناطق السفلى، وقد نجح في إثارة دهشتنا. رأينا صفوف الأجداد المشاركين في المحادثة: رأينا أورستيس ينضم إليهم، ويسألهم، ويصبح واحدًا منهم. شعرنا بأنفسنا نُنقل إلى وسط هؤلاء الأشخاص المباركين، لذا كان شعور هذا الفنان فائقًا وعميقًا، وكانت قوته كبيرة في جلب ما هو مثير أمام أعيننا". قال غوته وهو يضحك: "أنت من الأشخاص الذين يجب العمل معهم بحق؛ لكن استمر. يبدو أنه كان جيدًا بالفعل، وقدراته الجسدية كانت رائعة". قلت، "كان واضحًا ورخيمًا، بالإضافة إلى تدربه بشكل جيد، وبالتالي فقد كان قادرًا على الانثناء، ولديه قوة بدنية ونشاط جسدي في تنفيذ كل الصعوبات. يبدو أنه لم يهمل ممارسة التمارين الجسدية المختلفة خلال حياته كلها". قال غوته، "يجب على الممثل أن يذهب إلى مدرسة النحت والرسم؛ لأنه ولكي يمثل شخصية البطل الإغريقي، من الضروري أن يدرس بعناية التماثيل العتيقة التي أتت إلينا، ولكي يمتع عقله بطريقتهم الطبيعية في الجلوس والوقوف والمشي. لكن التجسيد المادي لا يكفي. يجب عليه أيضًا، من خلال الدراسة الدؤوبة لأفضل المؤلفين القدامى والحديثين، أن يشحذ عقلًا عظيمًا. وهذا لن يساعده فقط على فهم دوره، بل سيعطي مكانة أعلى لوجوده كله. لكن أخبرني أكثر! ماذا الذي تراه جيدًا فيه أيضًا؟" قلت،"لقد بدا لي أنه كان يمتلك حبًا كبيرًا لموضوعه. ويبدو أنه قام بعمل دراسة جادة جعلت كل التفاصيل واضحة أمامه، بحيث عاش وتداخل مع بطله بحرية كبيرة؛ ولم يبق شيء من الشخصية لم يتملكه بالكامل. لقد عبَّر بشكل ممتاز عن كل كلمة. إلى جانب ذلك فقد كان المقدم بالنسبة له شخصًا غير ضروري إلى حد كبير". قال غوته، "أنا سعيد بهذا، يجب أن يكون الأمر هكذا دائمًا. ليس هناك ما هو أكثر رعبًا من أن لا يكون الممثلون متمكنين من أجزائهم، وفي كل جملة جديدة يجب أن يستمعوا للمذيع. بهذا يصبح تمثيلهم مبتذلًا، دون أي حياة أو قوة. عندما لا يكون الممثلون مثاليين في أجزائهم في قطعة مثل إيفيجينيا، "من الأفضل عدم لعبها؛ لأنَّ القطعة يمكن أن تنجح فقط عندما يتم تنفيذ كل شيء فيها بشكل مثالي وبتعابير قوية. ومع ذلك، يسعدني أنَّ الأمر سار بشكل جيد مع كروغر. لقد عرفني به زيلتر، وكنت سأنزعج إذا لم يكن قد ظهر بشكل جيد كما فعل. لقد تشاركت معه مزحة صغيرة من قبل، وقدمت له نسخة من مجلّد "إيفيجينيا"، مع بعض الآبيات المنقوشة تكريمًا لأدائه". ثم تحولت المحادثة إلى "أنتيغون" لسوفوكليس، والنبرة الأخلاقية العالية السائدة فيها؛ وأخيرًا، نحو السؤال - كيف جاء العنصر الأخلاقي إلى العالم؟ أجاب غوته، "من خلال الرب نفسه، مثل كل شيء آخر. إنه ليس نتاج انعكاس بشري، بل طبيعة جميلة متأصلة. إنه، بشكل أو بآخر، متأصل في الجنس البشري بشكل عام، ولكن بدرجة عالية في عدد قليل من العقول الموهوبة. وقد أظهر هذا العنصر الأخلاقي طبيعتهم الإلهية من خلال الأعمال العظيمة أو العقائد؛ التي، بعد ذلك، بجمال مظهرها، كسبت حب الرجال، وجذبتهم بقوة إلى الاحترام والمنافسة". "يمكن تحقيق الوعي بقيمة الجمال الأخلاقي من خلال الخبرة والحكمة، حيث أنَّ السوء يظهر نفسه في عواقبه المدمرة للسعادة، سواء في الفرد أو في الجميع، في حين يبدو أنَّ النبل والحق ينتجان ويحميان سعادة الجميع. وهكذا يمكن أن يصبح الجمال الأخلاقي عقيدة، وينشر نفسه على شعوب بأكملها كشيء يعبر عنه بوضوح. قلت، "لقد قرأت مؤخرًا في مكان ما، أنَّ المأساة الإغريقية جعلت الجمال الأخلاقي شيئًا خاصًا". أجاب غوته، "ليس الجمال الأخلاقي فقط بل الإنسانية الخالصة في مجملها؛ لا سيما في المواقف التي يمكن أن يفترض فيها طابع مأساوي، من خلال الاتصال بالسلطة القاسية. في هذه المنطقة، في الواقع، حتى الأخلاق تقف كجزء أساسي من الطبيعة البشرية. "أخلاقية أنتيغون، إلى جانب، لم يخترعها سوفوكليس، بل تم احتواؤها في الموضوع، الذي اختاره سوفوكليس، لأنها توحد تأثيرًا دراماتيكيًا كبيرًا مع الجمال الأخلاقي". ثم تحدث غوته عن شخصيات كريون وإسمين، وعن ضرورة وجود هاتين الشخصتيين لتطوير الروح الجميلة للبطلة. قال، "كل ما هو نبيل، هو في حد ذاته ذو طبيعة هادئة، ويبدو أنه يكون خامدًا حتى يتم إثارته واستدراجه إلى النقيض. كريون على سبيل المثال يتم إحضاره جزئيًا بسبب أنتيغون، ومن أجل أن تعكس طبيعتها النبيلة عن طريقه. "لكن، بما أنَّ سوفوكليس كان يريد إظهار الروح العالية لبطلته، فقد كان هناك تناقض آخر كان من الممكن أن تطور به شخصيتها؛ وهو أختها إسمين. في هذه الشخصية، أعطانا الشاعر معيارًا جميلًا لما هو شائع، بحيث تكون عظمة أنتيغون، التي هي أعلى بكثير من هذا المعيار، أكثر وضوحًا". ثم تحولت المحادثة نحو المؤلفين الدراماتيكيين بشكل عام، وإلى التأثير المهم الذي مارسوه، ويمكنهم أن يمارسوه دائمًا على الكتلة الكبيرة للشعب. قال غوته، "عندما يكون الشاعر الدرامي العظيم منتجًا في ذات الوقت، وتدفعه دوافع نبيلة، وتغلف كل عمله، يمكن أن ينجح في جعل روح عمله تحيط بالجماهير. واعتقد أنَّ هذا أمر يستحق السعي لأجله. واعتقد أنَّ هذا هو ما فعله بيير كورني مع أبطاله. والأمر مشابه مع نابليون الذي احتاج شخصيات بطولية؛ وقد قال نابليون، لو كان كورني لا زال حيًا كنت سأجعله أميرًا. فالشاعر الدارمي الذي يعرف مهنته يجب أن يعمل على تحسين علمه لكي يؤثر على الناس الذين هم نبلاء ومفيدون". "على المرء أن لا يدرس المعاصرين والمنافسين، بل الأسلاف الذين حصل عملهم على الثناء والاعتبار على مر العصور. ومن يملك تلك المقومات سوف يتمكن من تحقيق مبتغاه، خصوصًا لو أنه درس عمل أسلافه. دعنا ندرس موليير، دعنا ندرس شكسبير، ولكن قبل كل شيء دعنا ندرس الأغريق، ودائمًا الأغريق". قلت، "بالنسبة للطبيعة الموهوبة للغاية، لاحظت أنَّ دراسة مؤلفي العصور القديمة قد تكون ذات قيمة كبيرة، ولكن بشكل عام، يبدو أنَّ لها تأثيرًا ضئيلًا على الشخصية. لأنه لو كان لها تأثير أكبر لكان جميع علماء اللغة واللاهوتيين أفضل الرجال. ولكن الأمر ليس بهذا الشكل على الإطلاق، فهؤلاء الخبراء في المؤلفات الإغريقية واللاتينية القديمة هم إما أناسٌ قادرون أو مخلوقات بائسة، وفقًا للصفات الطيبة أو السيئة التي أعطاهم إياها الرب، أو التي ورثوها عن أبيهم وأمهم". أجاب غوته، "لا يوجد ما يقال ضد ذلك، ولكنني لا أظن أنَّ دراسة مؤلفات العصور القديمة لا تأثير لها على تكوين الشخصية. الرجل الضعيف سوف يظل ضعيفًا للأبد، ولكن التفكير الضعيف يمكن تقويته من خلال دارسة عمل الأسلاف. لكن الرجل الذي وضع الرب في روحه القدرة على تحقيق مستقبل عظيم، وعقلًا متحررًا، سوف يستطيع أن يحقق عظمة مشابهة من خلال قراءته لعظمة الأغريق والرومان كل يوم". الأربعاء 11 أبريل 1827 ذهبت اليوم حوالي الساعة الواحدة إلى غوته، الذي دعاني للتجول معه قبل العشاء. اتخذنا الطريق نحو إرفورت، وكان الطقس جيدًا جدًا. كانت حقول الذرة على كلا الجانبين من الطريق تفرح العين باللون الأخضر الأكثر حيوية. بدا غوته مبتهجًا وفتيًا في مشاعره مثل الربيع المبكر، ولكن كان هناك الكثير من الحكمة في كلماته. قال، "أنا أكرر دائمًا، لم يكن العالم ليوجد لو لم يكن بهذه البساطة. هذه التربة الهزيلة حرثت لألف عام، ومع ذلك فإنَّ قوتها هي نفسها دائمًا؛ مطر قليل، شمس قليلة، ويحل كل ربيع أخضر كالذي سبقه تمامًا". لا أستطيع تقديم إجابة أو إضافة على هذه الكلمات. جالت عينا غوته على الحقول الخضراء، ثم توجهت نحوي مرة أخرى، ومن ثم واصلنا التحدث في مواضيع أخرى: "لقد قرأت مؤخرًا شيئًا غريبًا - رسائل جاكوبي وأصدقائه. إنه كتاب رائع، يجب أن تقرأه؛ ليس الهدف أن تتعلم أي شيء منه، بل أن تلقي نظرة على حالة التعليم والأدب في في وقت لا يملك عنه الناس حاليًا أي فكرة، فنحن نرى رجالًا مهمين إلى حدٍ ما، ولكن لا يوجد أي أثر لاتجاه مشابه ومصلحة مشتركة؛ فكل واحد بصفته معزولًا يسير بطريقته الخاصة، دون أن يتعاطف على الإطلاق مع حال الآخر. يبدون لي مثل كرات البلياردو، التي يركض بعضها البعض بشكل أعمى على الغطاء الأخضر، دون أن يعرف أي شيء عن الآخر، والذي إذا انقطع الاتصال به، فإنه ينحسر إلى أبعد من الآخر. "ابتسمت على هذا التشبيه الممتاز. سألت عن الأشخاص المناظرين، وسماهم لي غوته، مع ملاحظة خاصة حول كل منهم. "لقد كان جاكوبي دبلوماسيًا بحق، رجل وسيم ذو بنية نحيلة، أنيق ونبيل. وقد كان يناسب وظيفة السفير تمامًا، لكن كشاعر وفيلسوف فقد كان لديه قصور. كانت علاقته بي غريبة. كان يحبني بشكل شخصي بعيدًا عن منجزاتي: كانت الصداقة مهمة لربطنا معًا. لكن علاقتي بشيلر كانت غريبة لأننا وجدنا أقوى رابطة في اتحاد جهودنا، ولم نكن بحاجة لمن يدعى الصداقة". سألت ما إذا كان ليسينغ ظهر في هذه المراسلات. قال غوته، "لا، لكن هيردر وفيلاند ظهرا، لكن هيردر، على أية حال، لم يستمتع بتلك الصلات؛ لقد بقي بعيدًا إلى حد ما بحيث لن يعيقه هذا الخواء على المدى البعيد. كما تعامل هامان مع هؤلاء الأشخاص بتفوق ذهني ملحوظ". "يظهر فيلاند مبتهجًا ومنتميًا كالعادة في هذه الرسائل. ولم يطرح أي رأي على وجه الخصوص لكنه كان هادئًا بما فيه الكفاية للدخول في كل شيء. كان مثل القصب يتحرك جيئة وذهابًا مع الرياح، ومع ذلك كان ملتزمًا دائمًا بجذره. كانت علاقتي الشخصية مع فيلاند ممتعة للغاية، خاصة في تلك الأيام الأولى التي كان ينتمي فيها لي وحدي. كانت حكاياته الصغيرة مكتوبة من خلال اقتراحات قدمتها له. ولكن عندما جاء هيردر إلى فايمار صار فيلاند مزيفًا بالنسبة لي. أخذه هيردر مني، لأنَّ قوة هذا الرجل الشخصية كانت رائعة جدًا". بدأت العربة الآن في العودة. رأينا باتجاه الشرق العديد من السحب المطيرة التي تقود كل واحدة منها إلى أخرى. قلت، "هذه الغيوم تهدد بنزول المطر في أي لحظة. هل تعتقد أنه من الممكن أن تتبدد، إذا ارتفع مقياس الضغط؟ " قال، "نعم سوف تتفرق من الأعلى إلى الأسفل، وتنفصل مثل المغزل في وقت واحد. قوي جدًا هو إيماني بمقياس الضغط الجوي. أنا دائمًا أقول، إنه إذا ارتفع مقياس الضغط الجوي في ليلة الفيضان الكبير في بطرسبورغ لما فاضت الموجات". "ابني يعتقد أنَّ القمر يؤثر على الطقس، وربما تفكر في الأمر نفسه، وأنا لا ألومك، فالقمر مهم جدًا، يجب أن نعزو له تأثيرًا واضحًا على الأرض؛ لكن تغير الطقس، صعود وسقوط البارومتر، لا يتأثر بالتغيرات التي تحدث في القمر، بل هي تيلوريكية بحتة. "أقارن الأرض وجوها بالمخلوقات الحية العظيمة التي تشهق وتزفر على الدوام. إذا شهقت فإنها تجذب الغلاف الجوي نحوها، بحيث يتم تكثيفه بالقرب من سطحها إلى السحب والأمطار. هذه الحالة أسميها المياه الإيجابية (Wasser-verneinung). ولكن لو استمرت فترة زمنية غير منتظمة، ستغرق الأرض. ولكن الأرض لا تسمح بذلك وتزفر مرة أخرى، وترسل الأبخرة المائية صعودًا، ويتم تبديدها خلال الفضاء الكامل للغلاف الجوي، وتصبح متجددة إلى حد كبير، بحيث لا تخترقها الشمس، ولكن الظلمة الأبديّة للفضاء اللامتناهي تُرى من خلال الزرقة المنعشة. حالة هذا الغلاف الجوي أسميها المياه السلبية (Wasser-verneinung). لأنه تحت التأثير المضاد يأتي الماء بغزارة من فوق، ولا يمكن تجفيف الرطوبة في الأرض وتبديدها، - على العكس من ذلك، في هذه الحالة، لا تأتي الرطوبة من فوق، ولكن رطوبة الأرض نفسها تطير صعودًا؛ بحيث، إذا استمر هذا لفترة غير منتظمة من الزمن، فإنَّ الأرض، حتى لو لم تشرق الشمس، ستتعرض لخطر الجفاف". هكذا تحدث غوته عن هذا الموضوع الهام، واستمعت إليه باهتمام كبير. "الأمر بسيط للغاية، وأنا ألتزم بما هو بسيط وشامل، دون أن يتأثر بالانحرافات العرضية. مقياس ضغط جوي عالٍ، طقس جاف، ريح شرقية. مقياس ضغط جوي منخفض، طقس رطب، رياح غربية. هذه هي القاعدة العامة التي ألتزم بها. لو هبت السحب الرطبة من هذا الجانب من وقت لأخر، عندما يكون مقياس الضغط الجوي مرتفعًا، والرياح شرقًا، أو إذا كانت السماء زرقاء، مع رياح غربية، فهذا لا يزعجني، أو يجعلني أفقد إيماني بالقاعدة العامة. ألاحظ فقط أنَّ هناك العديد من التأثيرات الجانبية للطبيعة التي لم نفهمها بعد". "سأخبرك بشيء، يمكنك الالتزام به خلال حياتك المستقبلية. هناك في الطبيعة أشياء يمكن الوصول إليها وأخرى يتعذر الوصول إليها. كن حذرًا في التمييز بين الاثنين، كن حذرًا، وامضِ قدمًا بخشوع. "نحن نحقق شيئًا من خلال معرفتنا لذلك بطريقة عامة حتى، على الرغم من أنه من الصعب دائمًا رؤية المكان الذي يبدأ فيه المرء وينتهي الأخر. الذي لا يعرف ذلك يعذب نفسه، ربما مدى حياته، حول الأمر الذي تعذر الوصول إليه دون أن يقترب من الحقيقة. لكن من يعرف الأمر بحكمة، سيحصر نفسه بما يمكن الوصول إليه؛ وفي حين يخترق هذه المنطقة في كل اتجاه، ويؤكد نفسه فيها، سوف يكون قادرًا على الكشف عما يتعذر الوصول إليه أيضًا، على الرغم من أنه يجب أن يعترف أنَّ أشياء كثيرة يمكن تناولها فقط إلى درجة معينة، وأنَّ الطبيعة لديها دائمًا شيء إشكالي، لا تكفي كليات الإنسان لفهمه". خلال هذه المحادثة، عدنا إلى المدينة. تحولت المحادثة حول مواضيع غير هامة، بحيث يمكن لهذه الآراء العالية أن تدور لبعض الوقت داخلي . لقد عدنا مبكرًا جدًا لتناول العشاء، وكان لدى غوته الوقت ليريني لوحة لروبنز تمثل أمسية صيفية. على يسار الحانب العلوي من اللوحة رأيت عمالًا ميدانيين يذهبون إلى بيوتهم. في وسط الصورة رأيت قطيعًا من الأغنام يتبع راعيه إلى القرية. على اليمين، وقفت عربة القش وكان الناس مشغولين بتحميلها؛ في حين أنَّ الخيول كانت ترعى بالقرب منها؛ بعيدًا، في المرج والغابة، كانت الأفراس ترعى وبدا أنها ستبقى هناك طوال الليل. كانت العديد من القرى والبلدات تحد الأفق المشرق للصورة، حيث تم التعبير عن أفكار النشاط والراحة بطريقة أكثر روعة. بدا لي وكأنَّ كل ما في اللوحة وضع بطريقة واقعية، ورسمت التفاصيل بأمانة، لدرجة أنني قلت إنَّ روبنز نسخ الصورة من الطبيعة. قال غوته، "لا يمكن رؤية صورة مثالية مثل تلك في الطبيعة بأي حال من الأحوال؛ لكننا مدينون بتشكيلها للعقل الشعري للرسام. ومع ذلك، كان لدى روبنز العظيم ذاكرة استثنائية، وهو يحمل كل الطبيعة في رأسه، وكانت دائمًا في خدمته، في التفاصيل الدقيقة، ومن ثم تأتي هذه الحقيقة في مجملها، والتفاصيل، بحيث نعتقد أنها مجرد نسخة من الطبيعة، لا يتم رسم مثل هذه المناظر الطبيعية الآن. لم تعد هذه الطريقة من الإحساس ورؤية الطبيعة موجودة، فرسامونا يرغبون في الشعر. "لقد تركت مواهبنا الشابة وحيدة دون سادة أحياء ليطلعوهم على أسرار الفن. في الواقع، يمكن تعلم شيء ما من الموتى، ولكن ذلك سيكون فقط طريقة لالتقاط بعض التفاصيل دون أن يحدث اختراق للأفكار العميقة وأسلوب السادة". جاءت فراو فون غوته، وجلسنا لتناول العشاء. تمت مناقشة العديد من المواضيع الحيوية اليوم، مثل المسرح والمحكمة. ولكن سرعان ما وصلنا إلى أمور أكثر جدية، ووجدنا أنفسنا منخرطين بشكل عميق في الحديث حول العقائد الدينية في إنجلترا. قال غوته، "يجب عليك أن تكون قد درست تاريخ الكنيسة لمدة خمسين عامًا مثلي، لكي تفهم كيف ترتبط كل هذه الأشياء معًا. ومن ناحية أخرى، فالنظريات التي يبدأ بها المحمديون في عملية التعليم لافتة للنظر جدًا. كمؤسسة دينية، فهم يقنعون شبابهم بأنه لا يمكن أن يحدث أي شيء للإنسان، إلا ما كان مرسومًا منذ زمن بعيد بواسطة القوة الألهية الحاكمة. وبهذا فهم مستعدون وراضون لحياة كاملة، ونادرًا ما يكونون في حاجة إلى أي شيء آخر. "لن أستفسر عما هو صحيح أو زائف أو مفيد أو خبيث، في هذه العقيدة؛ لكن في الحقيقة شيء من هذا الإيمان موجود فينا جميعًا، حتى بدون تعليمه. يقول الجندي في ميدان المعركة "إن الطلقة التي لم يكتب عليها اسمي، لا يمكن أن تصيبني"؛ وبدون مثل هذا الاعتقاد، كيف يمكن أن يحافظ على هذه الشجاعة والبهجة في أكثر الأخطار الوشيكة؟ تقول العقيدة المسيحية ،"لا يسقط عصفور على الأرض دون موافقة أبينا"، تأتي العبارة من المصدر نفسه، وتوحي بأنَّ هناك تدبيرًا إلهيًا، يحيط بأصغر الأشياء، وبدون إرادته وإذنه لا يمكن أن يحدث شيء. "يبدأ المحمديون بتدريس شبابهم الفلسفة، مع المبدأ القائل بأنه لا يوجد شيء لا يمكن تأكيد عكسه. وهكذا يدربون عقول الشباب، من خلال منحهم مهمة الكشف والتعبير عن عكس كل اقتراح؛ من المؤكد أن يكون هذا عونًا عظيمًا في مهمة التفكير والتحدث. "بالتأكيد، بعد عكس أي اقتراح، نشك في حقيقة ما هو صحيح. لكن ليس هناك دوام في الشك؛ رغم إنه يحرض العقل على التحقيق والتجارب، والتي من خلالها، إذا تمت إدارتها بشكل صحيح، فإنَّ اليقين سيتحقق، وفي هذا وحده يمكن للإنسان أن يجد رضىً تامًا. "ترى أن لا شيء ناقص في هذه العقيدة. وأنه مع كل أنظمتنا، لم نتقدم أكثر؛ وبشكل عام، لا يمكن لأحد أن يتقدم أكثر". قلت، "تذكّرني بالأغريق الذين استخدموا أسلوبًا مشابهًا في التدريس الفلسفي، كما هو واضح من أعمالهم المأساوية التي تقوم بالكامل على فكرة التناقض، بحيث لا يمكن لأحد المتكلمين على الإطلاق أن يقول أي رأي لا يمكن للآخر، ببراعة متساوية مناقضته". قال غوته، "أنت على حق تمامًا، وهذا الشىء هو الذي يشد المتفرج أو القارئ. وهكذا، في النهاية، نصل إلى اليقين، الذي يربط نفسه بالأخلاق، ويتبنى قضيته". تركنا الطاولة، وأخذني غوته معه إلى الحديقة، لمواصلة حوارنا. قلت، "الشيء الرائع في ليسينغ أنه في كتاباته النظرية، على سبيل المثال، في "لاوكون"، لا يقودنا مباشرة إلى النتائج، بل يأخذنا دائمًا بالطريقة الفلسفية للرأي والرأي المعاكس، والشك، قبل أن يسمح لنا بالوصول إلى أي نوع من اليقين. ويدعنا نرى عملية التفكير والبحث، لكي نحصل على وجهات نظر عظيمة وحقائق عظيمة يمكن أن تثير قدراتنا الفكرية، وتجعلنا منتجين". قال غوته، "أنت محق، فقد قال ليسينغ ذات مرة أنه إذا أعطاه الله الحقيقة، فسيرفض تلك الهدية لأنه يفضل البحث عنها بنفسه". "النظام الفلسفي للمحمديين هو مقياس جيد، ويمكن أن نطبقه على أنفسنا والآخرين، للتأكد من درجة التقدم العقلي الذي حققناه. "ليسينغ، بطبيعته الجدلية، أحب منطقة الشك والتناقض. التحليل هو إقليمه وقد ساعده إداركه الجيد بشكل أكثر نبلًا. سوف تجدني على العكس تمامًا. لقد تجنبت دائمًا التناقضات، سعيت لتبديد الشكوك في داخلي، وقلت فقط النتائج التي اكتشفتها ". سألت غوته عن الفلاسفة الجدد الذين اعتبرهم متفوقين. قال، "كانط دون شك. هو الذي لا زالت نظرياته فعالة، وتوغلت بعمق في حضارتنا الألمانية. لقد أثر بك أيضًا، على الرغم من أنك لم تقرأه أبدًا؛ لكنك لست بحاجة إليه بعد الآن، لأنَّ ما يمكن أن يعطيك له، تمتلكه بالفعل. وإذا كنت ترغب بقراءة شيء من أعماله، فإنني أوصيك بـ "نقد سلطة الحكم"، والذي كتب فيه بشكل مثير للإعجاب عن الشعر، وبشكل غير مُرضٍ عن الفن التشكيلي". "هل كان لفخامتك أي اتصال شخصي مع كانط؟" أجاب، "لا، كانط لم يلاحظني أبدًا، على الرغم من تشابه بعض مواضعينا. لقد كتبت "تحول النباتات" قبل أن أعرف أي شيء عن كانط؛ ومع ذلك فهو كتاب في روح مذهبه. فصل الموضوع عن الغاية، وكذلك الرأي القائل إنَّ كل كائن موجود لنفسه، وإنَّ أشجار الفلين لا تنمو فقط لأننا قد نوقف قواريرنا - شاطرني كانط هذا الرأي، وقد فرحت لاتفاقنا على الأمر. بعد ذلك كتبت "مذهب تجربتي"، الذي يعتبر نقدًا للموضوع والغاية، ووساطة بين كليهما". "كان شيلر دائمًا ينصحني بعدم دراسة فلسفة كانط. كان عادة ما يقول إنَّ كانط لا يمكن أن يعطيني شيئًا، لكن هو نفسه درس كانط بحماس كبير؛ وقد درسته أيضًا، وقد كان مفيدًا". بينما نتحدث، كنا نسير جيئة وذهابًا في الحديقة؛ كانت الغيوم تتجمع؛ وبدأ المطر، حتى اضطررنا للعودة إلى المنزل، حيث واصلنا حديثنا لبعض الوقت. الأربعاء 18 أبريل 1827 قبل العشاء، خرجت لأتنزه مع غوته على الطريق إلى إيرفورت. التقينا بجميع أنواع السيارات المحملة بالأدوات للمعرض في ليبسيك؛ أيضًا مجموعة من الخيول، التي كان من بينها بعض الخيول الجميلة جدًا. قال غوته، "لا يسعني إلا أن أضحك على الجماليين، الذين يعذبون أنفسهم في المحاولة بكلمات مجردة، للوصول إلى مفهوم لا يمكن وصفه، والذي نعطيه اسم الجمال. الجمال هو ظاهرة بدائية، لا تظهر أبدًا، لكن انعكاسها مرئي في ألف تعبير مختلف للعقل الإبداعي، وهو مختلف مثل الطبيعة نفسها". قلت، "لقد سمعت مرارًا وتكرارًا أنَّ الطبيعة دائمًا جميلة، وإنها تجعل الفنانين يائسين، لأنهم نادرًا ما يستطيعون الوصول إلى جوهرها تمامًا". قالت غوته، "أعلم جيدًا أنَّ الطبيعة غالبًا ما تكشف عن سحر استثنائي؛ لكنني لا أعتقد أنها جميلة في جميع جوانبها. نواياها جيدة دائمًا. ولكن لا تتحقق الظروف المطلوبة دائمًا لجعلها تظهر بشكل كامل. "وبالتالي، ربما تكون شجرة البلوط جميلة جدًا؛ ولكن كم من الظروف المواتية يجب أن تحدث قبل أن تنجح الطبيعة في إنتاج شجرة جميلة حقًا! إذا نمت شجرة البلوط وسط غابة، بوجود جذوع مجاورة كبيرة، فإنَّ ميلها سيكون دائمًا إلى الأعلى، نحو الهواء الحر والضوء؛ ستنمو الفروع الصغيرة والضعيفة على جوانبها فقط، وستتأثر هذه الفروع عبر الوقت وتتحلل. ولكن إذا نجحت في النهاية في الوصول إلى الهواء الحر في قمته، فسوف تستقر في الاتجاه الصعودي، وتبدأ في الانتشار على جوانبه، وتشكل تاجًا. لكن ذلك يحدث في وقت تكون قد تجاوزت فيه منتصف عمرها بالفعل: سنواتها العديدة في محاولة الصعود استهلكت طاقاتها، وسعيها الحالي لتقليل قوتها من خلال زيادة اتساعها لن يكون له نتائجه الصحيحة. لكن عندما تنمو بالكامل، ستكون عالية، قوية، ونحيلة. ودون هذا التناسب بين تاجها وجذعها لن يظهر جمالها كاملًا. "مرة أخرى؛ إذا نمت شجرة البلوط في مكان رطب، مستنقع، أرض مغذية للغاية، فإنها، ومع المساحة المناسبة، ستنشر العديد من الفروع والأغصان في جميع الجهات: لكنها ستحتاج أيضًا إلى التأثيرات المتخلفة؛ لأنه دون ذلك لن تبدو قوية ولن يكون بالإمكان رؤيتها من مسافة بعيدة وستبدو كشجرة ضعيفة من الأنواع الجيرية. ولن تكون جميلة، على الأقل، كشجرة بلوط. "أخيرًا، إذا نمت على المنحدرات الجبلية، على تربة فقيرة صخرية، فستصبح كثيرة العقد وشائكة، ولكنها ستفتقر إلى التطور الحر: ستصبح واهنة قبل الأوان، ولن تصل إلى مثل هذا الكمال الذي يمكن للمرء أن يقوله عنه، "يوجد شيء يخلق دهشة في شجرة البلوط تلك". فرحت بهذه الكلمات، وقلت، "لقد رأيت أشجار بلوط جميلة جدًا عندما قمت بجولات قصيرة من غوتنغن إلى وادي فيسر قبل بضع سنوات. ولقد وجدت أشجار بلوط رائعة بشكل خاص في حي هوكستر". قال غوته، "إن التربة الرملية، أو التربة الممزوجة بالرمال، حيث يتمكن البلوط من نشر جذوره القوية في كل اتجاه، تبدو الأفضل على الإطلاق؛ ومن ثم تحتاج إلى وضع حيث يكون لديها المساحة اللازمة لتشعر بتأثيرات الضوء والشمس والمطر والرياح على جميغ جوانبها. إذا نمت شجرة البلوط دون توفر القدر المناسب من الرياح والمطر، فإنها ستصبح لا شيء. لكن التصارع مع العناصر يجعلها قوية ومهيمنة، بحيث أنه وبنموها الكبير، فإنَّ وجودها يلهمنا بالدهشة والإعجاب". أجبت، "ألا يمكن للمرء أن يخلص إلى استنتاج من ملاحظاتك تلك، ويقول، "إنَّ المخلوق يصبح جميلًا عندما يصل إلى قمة تطوره الطبيعي؟" أجاب غوته، "بالتأكيد، ولكن لا يزال يجب شرح ما يعنيه المرء بقمة تطوره الطبيعي". أجبت، "ربما يشير ذلك إلى فترة النمو التي يبدو فيها الطابع المميز لأي مخلوق مبهرًا". "قال غوته، "بهذا المعنى، لن يكون هناك شيء نعارضه، خاصة إذا أضفنا ذلك إلى التطور المثالي للشخصية، حيث يجب أن يكون بناء الأعضاء المختلفين في مخلوق مطابقًا لوجهته الطبيعية. "في هذه الحالة، لن تكون الفتاة المتزوجة، والتي مصيرها الطبيعي هو حمل الأطفال وإرضاعهم، جميلة دون الاتساع المناسب للحوض والملاءمة اللازمة للثديين. ومع ذلك، فإنَّ أي فائض في هذه النواحي لن يكون جميلًا، لأنَّ ذلك سيتجاوز المطابقة إلى نهايتها". "بهذا الشكل يمكننا أن نقول إنَّ بعض الخيول المسرجة التي التقيناها منذ فترة وجيزة جميلة، حتى لو كان ذلك وفقًا للياقتهم فقط. إنَّ الأمر لا يقتصر على الأناقة، والخفة، وروعة تحركاتهم، بل إنه شيء أكثر يمكن أن يتحدث عنه خيّال جيد، والذي لا يتلقى منه الآخرون سوى الانطباع العام". قلت، "ربما لا يجب علينا القول إنَّ تلك الخيول المسرجة كانت جميلة، مثلها مثل تلك الخيول التي رأيناها في العربات المتوجهة نحو برابانت؟" قال غوته، "بالتأكيد، ولمَ لا؟ من المحتمل أن يجد الرسام عرضًا أكثر تنوعًا بكثير من جميع أنواع الجمال في ذلك الحصان الذي يجر تلك العربة والذي يحظى بالقوة والتطور القوي للعظم، الأعصاب، والعضلات، من تلك التي يجدها في الحصان الأنيق". تابع غوته، "النقطة الرئيسية هي أنَّ العرق نقي، وأنَّ الرجل لم يدخل يده المشوهة. حصان قطع ذيله، وكلب قطعت أذنه، وشجرة تم تقطيع فروعها القاسية وقطع باقيها إلى أشكال كروية، وفوق كل شيء، فتاة شابة تشوه شكلها بسبب المشد، هي الأشياء التي تثور ضدها الذائقة الجيدة، والتي تشغل مكانًا فقط في تعليم الجمال الشفهي لدى غير المستنير". خلال هذه المحادثات والمحادثات المشابهة، عدنا. مشينا قليلًا في حديقة المنزل قبل العشاء. كان الطقس جميلًا جدًا. كانت شمس الربيع قد بدأت تكبر بقوة، وتظهر كل أنواع الأوراق والأزهار على الشجيرات والوشائع. وقد كان غوته مليئًا بالفكر والأمل لصيف مبهج. خلال العشاء كنا مبتهجين للغاية. كان غوته الصغير قد قرأ عمل والده "هيلينا"، وتحدث معه بكثير من الحكمة والذكاء الطبيعي. وأبدى سعادته من الجزء الذي تم تصويره من العصور القديمة، بينما كان بإمكاننا أن نرى أنه لم يصل بعد إلى النصف الرومانسي الأوبرالي. قال غوته، "أنت على حق. إنه أمر غريب. لا يمكن للمرء أن يقول إنَّ العقلانية دائمًا جميلة، ولكن الجميل دائمًا عقلاني، أو على الأقل، يجب أن يكون كذلك. الجزء المتعلق بالعصور القديمة يرضيك لأنه مفهوم، لأنه يمكنك إجراء مسح على التفاصيل، ومقاربة وجهة نظري وخاصتك. لكن في الجزء الثاني يتم توظيف وتوسيع جميع أنواع الإدراك والمنطق، - ولكن ذلك صعب، ويتطلب بعض الدراسة، قبل أن يتمكن القارئ من الوصول إلى المعنى، ومن خلال منطقه الخاص يكتشف منطق المؤلف". ثم تحدث غوته بكثير من المديح والاعتراف عن قصائد مدام تاسو، التي كان قد قرأها مؤخرًا. عندما غادر الباقون، واستعددت للذهاب، توسل لي أن أبقى فترة أطول قليلًا. وأمر بإحضار ملف به حفر ونقوش بواسطة فنانيين هولنديين. قال، "سوف أريك شيئًا جيدًا". بهذه الكلمات، وضع أمامي منظرًا طبيعيًا لروبنز. قال، "لقد رأيت هذه اللوحة بالفعل، لكن لا يمكن للمرء أن ينظر في كثير من الأحيان بما فيه الكفاية إلى أي شيء ممتاز حقًا؛ - إلى جانب ذلك، هناك شيء خاص جدًا مرتبط بهذا. هل ستخبرني بما تراه؟" قلت، "لقد بدأت من أسفل اللوحة. أرى في الخلفية النائية سماء صافية جدًا، كما لو أنَّ الوقت بعد غروب الشمس. ثم هناك قرية ومدينة تظهران على مسافة قصية في ضوء المساء. في منتصف اللوحة هناك طريق يسير على طوله قطيع من الأغنام نحو القرية، وفي الجهة اليمنى من الصورة توجد أكوام من الأكياس، وعربة تبدو محملة جيدًا، والخيول غير المسرجة ترعى بالقرب منها. على أحد الجوانب، بين الشجيرات، هناك العديد من الأفراس والمهرات، والتي تبدو كما لو أنها ستبقى خارج الأبواب طوال الليل، ثم على مقربة من المقدمة، هناك مجموعة من الأشجار الكبيرة، وأخيرًا، في المقدمة تمامًا إلى اليسار، هناك العديد من العمال الذين يعودون إلى ديارهم". قال غوته، "هذا جيد. يبدو أنك وصفت كل شيء. لكن النقطة الأساسية لا تزال مفقودة. كل هذه الأشياء التي نراها ممثلة، قطيع الأغنام، عربة التبن، الخيول، العمال العائدين،- على أي جانب يتلقون الضوء؟" قلت، "إنهم يتلقون الضوء من الجانب الموجه نحونا، والظل ملقى على الصورة. إنَّ العمال العائدين في مقدمة اللوحة هم في مركز الضوء، مما ينتج عنه تأثير ممتاز". قال غوته، " لكن كيف أنتج روبنز هذا التأثير الجميل؟" قلت، "من خلال جعل الأشياء المضيئة تظهر في خلفية داكنة". وقال غوته، "لكن من أين تنشأ هذه الأرض المظلمة!" قلت، "من الظل القوي الذي ألقته مجموعة الأشجار نحو الأشكال الأخرى". واصلت بدهشة "لكن كيف؟ تلقي الأشكال بظلالها على الصورة؛ مجموعة الأشجار، على العكس من ذلك، تلقي بظلالها نحو المتفرج. وبالتالي لدينا ضوء من جانبين مختلفين، وهو أمر ليس مألوفًا في الطبيعة ". أجاب غوته بابتسامة، "هذه هي النقطة، يثبت روبنز نفسه من خلال هذا، ويظهر للعالم أنه، بروح حرة، يقف فوق الطبيعة، ويعاملها بشكل متناسب مع أغراضه العظيمة. الضوء المزدوج هو بالتأكيد وسيلة عنيفة، وقد قلت بالتأكيد إنَّ هذا مخالف للطبيعة. لكن لو كان ذلك مخالفًا للطبيعة فما زلت أقول إنه أعلى من الطبيعة؛ وأقول إنها ضربة جريئة لسيد مثل روبنز، والذي أوصل للعالم، بطريقة عبقرية، أنَّ الفن لا يخضع بالكامل للضروريات الطبيعية، ولكن لديه قوانينه الخاصة". تابع غوته، "يجب على الفنان أن ينسخ الطبيعة بصدق ووقار في تفاصيله؛ ولكن لا يجب عليه، بشكل تعسفي، أن يغير هيكل العظام، أو مكان عضلات وأوتار الحيوانات، لأنه بذلك يدمر بنية الكائن". هذا سيكون إبادة الطبيعة. ولكن في المناطق الأعلى من الإنتاج الفني، التي تصبح فيها الصورة حقيقة صورة، لديه لعبة أكثر حرية، وهنا قد يلجأ إلى قصص خيالية كما فعل روبنز بالضوء المزدوج في هذا المشهد. "للفنان علاقة مزدوجة بالطبيعة، فهو سيدها وعبدها. هو عبدها، لأنه يجب أن يعمل مع الأشياء الأرضية، لكي يفهم؛ لكنه سيدها، لأنه يخضع هذه الوسائل الأرضية لنواياه العليا ويجعلها خاضعة. "يتحدث الفنان إلى العالم من خلال الكمال؛ ومع ذلك، فإنه لا يجد الكمال في الطبيعة؛ بل ينتجه كثمرة لعقله، أو من خلال إلهام ثمار الأنفاس الإلهية. "إذا لاحظنا هذا المشهد الذي رسمه روبنز، يبدو كل شيء طبيعيًا بالنسبة لنا كما لو كان قد تم نسخه بالضبط من الطبيعة؛ ولكن هذا ليس هو الحال. صورة جميلة إلى هذا الحد لم يسبق أن رأيناها في الطبيعة، ربما رأيناها في لوحات لبوسان أو كلود لورين، والتي تبدو طبيعية جدًا بالنسبة لنا، ولكننا نسعى لرؤيتها عبثًا في العالم الفعلي". قلت، "أليس هناك أعمال جريئة من الخيال الفني، مماثلة لهذا الضوء المزدوج لروبنز، التي يمكن العثور عليها في الأدب؟" قال غوته، "لا يتطلب ذلك الكثير من التفكير، لأنَّ بإمكاني أن أريك اثني عشر منهم في أعمال شكسبير. خذ ماكبث مثلًا. عندما تدفع السيدة زوجها إلى فعل شيء ما، تقول، "إنَّ وظيفتي هي الإرضاع"، سواء كان هذا صحيحًا أم لا، لكن السيدة تقول ذلك، ويجب أن تقوله، لكي تكسب خطابها القوة اللازمة. لكن في سياق المشهد، عندما يسمع اللورد ماكدف عن أمر تدمير عائلته، يصيح في غضب عارم، - إنه ليس لديه أطفال!" هذه الكلمات من ماكدوف تتناقض مع تلك التي قالتها السيدة ماكبث. لكن هذا لا يزعج شكسبير. النقطة الكبرى معه هي قوة كل خطاب. وكما قالت السيدة، لكي تكسب خطابها القوة اللازمة، يجب أن تقول "إنَّ وظيفتي هي الإرضاع"، لذلك، للغرض نفسه، يجب أن يقول ماكدوف "ليس لديه أطفال". استمر غوته، "بشكل عام، لا يجب أن نحكم بدقة على لمسات قلم الرسام، أو كلمات الشاعر؛ علينا بدلًا من ذلك أن نفكر ونستمتع بعمل فني تم إنتاجه بشكل جريء وروح حرة، وإذا أمكن مع الروح نفسها. "لذلك سيكون من الحماقة، إذا استنتجنا من كلمات ماكبث-" اجلب أطفال الرجال فقط!" إنَّ السيدة كانت كنزًا صغيرًا لم ينجب بعد أي أطفال. وسيكون من الغباء أيضًا إذا تعمقنا أكثر، وقلنا إنَّ السيدة يجب أن تكون ممثلة على المسرح كشخص شاب جدًا. "شكسبير بأي حال من الأحوال يجعل ماكبث يقول هذه الكلمات لإظهار شباب السيدة، ولكن هذه الكلمات، مثل تلك التي كتبها ماكبث و ماكدوف، والتي أقتبسها الآن، يتم تقديمها فقط لأغراض بلاغية، ولا تثبت أكثر من أنَّ الشاعر دائمًا ما يجعل شخصيته تقول ما هو مناسب وفعال وجيد في موضع معين، دون أن يزعج نفسه ما إذا كانت هذه الكلمات قد تقع في تناقض واضح مع بعض المقاطع الأخرى. "عندما كتب شكسبير أعماله لم يكن يعتقد أنها ستطبع، أو ستتم دراستها، ومقارنتها بآخرى. كان ينظر إلى مسرحياته كمشهد حيوي ومؤثر، يمر بسرعة أمام العينين والأذنين على المسرح، وليس كعمل يُحفظ بحزم، وتنتقد تفاصيله. ومن ثم، كانت نقطته الوحيدة هي أن تكون أعماله فعالة ومهمة في الوقت الحالي". الثلاثاء 24 أبريل 1827 أتى أغسطس فيلهلم فون شليغل. قبل العشاء جال معه غوته بالسيارة حول ويبشت، وأقام غوته هذا المساء حفل شاي كبيرًا تكريمًا له، وقد حضر الحفل الدكتور ليسين، زميل أسفار شليغل. تم دعوة الجميع في فايمار، من أي رتبة أو اسم، حتى العاملين بالصحافة. كان شليغل محاطًا بالسيّدات تمامًا، وقد أراهن أصنامًا هندية صغيرة، بالإضافة إلى نصين كاملين لشاعرين هنديين كبيرين، لم يفهم أحد منهما ٌ شيئًا سواه هو والدكتور ليسين. كان شليغل يرتدي ملابس فائقة الأناقة، وكان مظهره شابًا ومزدهرًا للغاية، لذلك كان بعض الضيوف سعداء لأنه حافظ على الشكل المهني حتى في محياه. قادني غوته نحو النافذة. "الآن، كيف تجد شليغل؟" أجبت، "لم يكن أفضل مما كنت أتوقع ". تابع غوته، "إنه ليس رجلًا حقيقيًا في كثير من النواحي، ولكن لا يزال، يجب على المرء تحمله قليلًا، بسبب معرفته الواسعة وثقافته العظيمة". الأربعاء 25 أبريل 1827 تناولت الغداء مع غوته والدكتور ليسين. وذهب شليغل مرة أخرى لتناول العشاء في المحكمة. أظهر لنا ليسين معرفة كبيرة بالشعر الهندي، وهو الأمر الذي بدا مقبولًا للغاية بالنسبة لغوته. في المساء قضيت بضع لحظات مع غوته. وقد أخبرني بأنَّ شليغل كان معه سابقًا، وأنهما أجريا محادثة مهمة جدًا حول مواضيع تاريخية وأدبية، كانت مفيدة جدًا له. قال، "لا يجب على المرء ألا يتوقع العنب من الأشواك، أو التين من الحسك؛ عدا عن ذلك فكل شيء ممتاز جدًا". الخميس 3 مايو، 1827 الترجمة الناجحة للغاية لأعمال غوته الدرامية التي قام بها فيليب ألبرت ستابفر، لاحظها جان جاك أمبير في "غلوب الباريسية" في العام الماضي، بطريقة ممتازة تمامًا، وهذا أثر على غوته بشدة لدرجة أنه كثيرًا ما يتذكرها، و يعرب عن امتنانه الكبير لذلك. وقال، "وجهة نظر أمبير هي وجهة نظر عظيمة جدًا. فعندما يبدأ النقاد الألمان في مناسبات مماثلة بتكوين وجهات نظرهم من خلال الفلسفة، وبحث ومناقشة الإنتاج الشعري، تصبح أفكارهم أوضح نحوه. أمبير يظهر نفسه عمليًا وشعبيًا تمامًا مثل شخص يعرف مهنته فهو يوضح العلاقة بين الإنتاج والمنتج، ويحكم على الإنتاجات الشعرية المختلفة على أنها ثمار مختلفة للحقب المختلفة من حياة الشاعر. ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوتة | الجزء الثالث عشر "كان الدوق الأكبر يريد أن يدفع لشيلر مرتبًا قيمته ألف دولار شهريًا عندما كان يقيم هنا، وعرض عليه أن يعطيه ضعف المبلغ في حال تعرضه للمرض....
اقرأ المزيد ... محادثات غوتة | الجزء الثالث عشر "كان الدوق الأكبر يريد أن يدفع لشيلر مرتبًا قيمته ألف دولار شهريًا عندما كان يقيم هنا، وعرض عليه أن يعطيه ضعف المبلغ في حال تعرضه للمرض أثناء العمل. رفض شيلر هذا العرض الأخير، ولم يستفد منه أبداً. قال: "لدي موهبة، ويجب أن أساعد نفسي". ولكن مع توسع عائلته في السنوات الأخيرة، كان ملزمًا بكتابة مادتين دراميتين سنويًا لكسب رزقه؛ ولتحقيق ذلك، أجبر نفسه على الكتابة لأيام وأسابيع عندما كان مريضًا. كان يستطيع أن ينهل من موهبته في أي ساعة. لم يكن يشرب كثيرًا؛ وكان مزاجيًا؛ ولكن في ساعات الضعف الجسدي، اضطر إلى تحفيز قواه من خلال استخدام المشروبات الروحية. هذه العادة أضعفت صحته، وكانت ضارة بمنتجاته كذلك. الأخطاء التي يجدها بعض المتحذلقين في أعماله؛ نتجت من هذا المصدر. جميع المقاطع التي يقولون إنها ليست كما يجب أن تكون، أسميها المقاطع المرضية، لأنه كتبها في تلك الأيام عندما لم تكن لديه قوة للعثور على الدوافع الصحيحة والدقيقة. لديَّ كل الاحترام للضرورات الحتمية. وأعلم مقدار الخير الذي قد ينتج عنها؛ لكن يجب على المرء ألا يحملها إلى أبعد الحدود، لأنَّ فكرة الحرية المثالية هذه لا تؤدي بالتأكيد إلى أي فائدة. وسط هذه الملاحظات المثيرة للاهتمام، وحديث مماثل عن اللورد بايرون والمؤلفين الألمان المشهورين، الذين قال عنهم شيلر، إنه يفضل كوتزيبو أكثر من الباقين لأنه استطاع أن ينتج شيئًا على أي حال، مرت ساعات المساء بسرعة، وأعطاني غوته الرواية حتى أتمكن من دراستها بهدوء في المنزل. مساء الأحد 21 يناير، 1827 ذهبت في السابعة من مساء اليوم إلى غوته، وبقيت معه حوالي ساعة. أطلعني على عدد من القصائد الفرنسية الجديدة التي أصدرتها مجموعة مودموزيل غاي، وتحدث عنها بإشادة كبيرة. وقال: "الفرنسيون يمهدون الطريق لأنفسهم، وهو أمر يستحق الاهتمام. لقد سعيت بجد في الآونة الأخيرة لتشكيل فكرة عن الحالة الراهنة للأدب الفرنسي؛ وإذا نجحت، فسوف أشاركك رأيي. من المهم جدًا ملاحظة أنَّ هذه العناصر التي يكتبون بها الآن، مررنا نحن بها منذ فترة طويلة". "في الواقع الموهبة المتواضعة تفنى دائمًا مع الوقت، ويجب أن تغذيها عناصر الوقت. فبالنسبة للفرنسيين الوضع مشابه لوضعنا، وصولًا إلى الشاعرية الأكثر حداثة، إلا أنهم يجعلون الأمر يبدو أكثر غموضًا وروحانية. ماذا تقول عن بيرنغر، وبروسبير ميريميه مؤلف كتاب "كلارا جازول"؟ قال غوته، "أنا أقبلهم؛ إنهم عباقرة عظيمون، لديهم أساس داخل أنفسهم، ومتحررون من طريقة التفكير التي تنتمي إلى وقتهم". قلت، "أنا سعيد لسماع ذلك، لقد كان لدي شعور مماثل نحوهم أيضًا". انتقلت المحادثة من الأدب الفرنسي إلى الأدب الألماني. "قال غوته، "سأريك شيئًا سيثير اهتمامك كثيرًا. اعطني أحد هذين المجلدين الموضوعين أمامك. أتعرف سولغر؟" قلت، "بالتأكيد، أنا معجب جدًا به، ولديَّ ترجمته لـ سوفوكليس، وقد كونت رأيًا عظيمًا حوله من خلال تلك الترجمة والتمهيد الذي أرفقه بها". قال غوته، "أنت تعرف أنه مات منذ عدة سنوات، والآن يتم نشر مجموعة من الكتابات والرسائل التي تركها. سولغر لم يكن متفائلًا في تحقيقاته الفلسفية، التي قدمها لنا في شكل حوارات أفلاطونية. لكن رسائله ممتازة. لقد كتب رسالة إلى لودفيغ تيك حول روايتي (الانتماءات الاختيارية)، أود أن أقرأها لك؛ لأنه لن يكون من السهل قول أي شيء أفضل عن تلك الرواية". قرأ لي غوته الرسالة الممتازة، وتحدثنا عنها نقطة بنقطة، وأبدينا إعجابنا بالسمات الجليلة لآرائه، والتسلسل المنطقي لتفكيره. على الرغم من أنَّ سولغر اعترف بأنَّ وقائع رواية "الانتماءات الاختيارية" كانت لها جراثيمها في طبيعة جميع الشخصيات، إلا أنه ألقى باللوم على شخصية إدوارد. قال غوته، "أنا لم أناقضه لأنه لم يستطيع تحمل إدوارد. أنا نفسي لا أستطيع تحمله، لكني اضطررت لتعظيم الرجل لإظهار ما وددت قوله. إنه صادق جدًا بفطرته؛ لأنك قد تجد الكثير من الناس الذين في الرتب العليا مثله تمامًا حيث تحل المكابرة محل الشخصية. "وضع سولغر المهندس المعماري فوق كل شيء؛ لأنه في حين أنَّ جميع الأشخاص الآخرين في الرواية يظهرون أنفسهم محبين و ضعفاء، فهو وحده لا يزال قويًا وحرًا؛ وجمال طبيعته لا يتآلف كثيرًا مع القصة، فهو لا يقع في أخطاء الشخصيات الأخرى - ويرجع ذلك إلى أنَّ الشاعر جعله نبيلًا لدرجة أنه لم يستطع أن يتواصل معهم.. كنا سعداء بهذه الملاحظة. قال غوته، "هذا أمر جيد للغاية. قلت،"لقد شعرت بأهمية وخصوصية شخصية المهندس المعماري؛ لكنني لم ألاحظ أبدًا أنه كان ممتازًا جدًا، فقط لأنه بطبيعته لا يقع في حيرة الحب". قال غوته، "لا عجب، لأنني لم أفكر في ذلك أبدًا عندما كنت أصنعه؛ لكن سولغر على حق، هذا بالتأكيد في شخصيته. تابع، "هذه التعليقات كانت مكتوبة في وقت مبكر من عام 1809. وقد كنت فرحًا كثيرًا لأنني سمعت تعليقات جيدة عن" الانتماءات الاختيارية" في ذلك الوقت، وبعد ذلك، لم يكن هناك الكثير من التعليقات اللطيفة حول تلك الرواية. "أرى من هذه الرسائل أنَّ سولغر كان مرتبطًا بي كثيرًا، في إحدى رسائله يشتكي من أنني لم أعطه رأيي حول ترجمة "سوفوكليس" التي أرسلها لي. يا رب السماوات! كيف أجيبه عن هذا الأمر. لقد عرفت أباطرة عظماء تبعث إليهم العديد من الهدايا. وكان لديهم بعض العبارات والصيغ التي يجيبون من خلالها على كل شيء؛ وهكذا كتبوا رسائلَ إلى المئات، كلها متشابهة، وكل العبارات خاوية. وهذا ما لم أكن لأفعله أبداً. إذا لم أستطع أن أقول لكل رجل شيئًا مميزًا ومناسبًا للمناسبة، فأفضّل أن لا أكتب على الإطلاق. أنا لا أجد العبارات السطحية جديرة بالاحترام، وبالتالي فشلت في الإجابة على العديد من الأشخاص الممتازين الذين كنت سأكتب لهم عن طيب خاطر. أنت تعرف مقدار البرقيات والرسائل اليومية التي تتدفق عليّ من كل مكان، ويجب أن تعترف بأنَّ الأمر يحتاج إلى حياة كاملة لأتمكن من الرد على كل تلك الرسائل. لكنني أشعر بالأسف على سولغر؛ لقد كان شخصًا رائعًا ويستحق رسالة ودية أكثر من أي شخص آخر". حولت الحديث نحو الرواية فقد كنت أقرأها وأدرسها كثيرًا في المنزل. قلت، "الجزء الأول مقدمة فقط، ولكن لا شيء فيها يتجاوز ما هو ضروري؛ وقد تم تنفيذ هذه المقدمة الضرورية بطريقة استثنائية، والتي لا يمكننا أن نتخيل أنها مجرد مقدمة لشيء ما، بل سنعطيها قيمة خاصة بها". قال غوته، "إنني مسرور لأنك تشعر بذلك، ولكن يجب أن أفعل شيئًا بعد. ووفقًا لقوانين المقدمة الجيدة، عندما تجتاز الأميرة وعمها المقصورة، يجب على الناس الخروج للترحيب بالأميرة وتكريمها بالزيارة". قلت، "أنا متأكد من أنك على حق، لأنه، بما أنَّ كل ما تبقى مشار إليه في المقدمة، يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص على نفس الشاكلة؛ ومن الطبيعي تمامًا أنه ومع إخلاصهم، لن يسمحوا للأميرة بالمضي دون تحيتها". قال غوته، "أنت تعرف أنه في عمل من هذا النوع حتى عندما يتم الانتهاء منه ككل، لا يزال هناك شيء يجب القيام به في التفاصيل". ثم أخبرني غوته عن أجنبي زاره مؤخرًا، وتحدث عن ترجمة العديد من أعماله. قال غوته، "إنه رجل طيب لكنه يظهر نفسه كهاوٍ في الأدب؛ لأنه لا يعرف اللغة الألمانية على الإطلاق، ويتحدث بالفعل عن الترجمات التي سيقوم بها، وعن الصور الشخصية التي سوف يلحقها بهم. "هذه هي طبيعة موهبة الهواة، فهم لا يملكون أي فكرة عن الصعوبات التي تكمن في موضوع ما، ويرغبون دائمًا في القيام بشيء لا يملكون قدرات له". مساء الخميس، 29 يناير، 1827 في الساعة السابعة ذهبت مع مخطوطة الرواية ونسخة من كتاب بيير جان دي برينغر إلى غوته. ووجدت إم. سورت يتحدث معه حول الأدب الفرنسي الحديث. استمعت باهتمام، وقد كان ملاحظًا أنَّ الكتّاب الجدد قد تعلموا الكثير من دي ليل، بقدر ما يتعلق الأمر بالملاحظة الجيدة. وبما أنَّ إم. سورت مولود في جينيف، فلم يكن يتكلم الألمانية بطلاقة، ولأنَّ غوته يتحدث الفرنسية بشكل جيد، فقد جرت المحادثة بتلك اللغة، وتحولت إلى اللغة الألمانية فقط حينما بدأت التحدث. أخرجت كتاب "برينغر" من جيبي وأعطيته لغوته، الذي كان يرغب في قراءة قصائده الجميلة مرة أخرى. اعتقد سورت أنَّ الصورة التي سبقت القصائد لم تكن جيدة. وقد كان غوته في غاية السرور للحصول على هذه النسخة في يديه. قال، "هذه القصائد يمكن النظر إليها على أنها مثالية، وباعتبارها مختلفة من نوعها، خاصة عندما تلاحظ الخط اللحني فيها والذي بدونه ستكون أكثر جدية، وأكثر حدة، وأكثر ذكاء، بالنسبة لكونها قصائد غنائية. يذكّرني برينغر دائمًا بهوراس و حافظ، اللذيْن كانا متفوقيْن في زمانهما، وقدما فساد الأخلاق بشكل ساخر وهزليّ. ولبرينغر العلاقة نفسها مع معاصريه؛ ولكن لأنه ينتمي إلى الطبقة الدنيا، لذلك لا يجد مانعًا في استخدام الفسوق والبذاءة، ويعاملهم بنوع من التحيز". أبدينا الملاحظات المماثلة حول بيرنغر وغيره من الكتاب الفرنسيين الحديثين، ومن ثم مضى م. سورت وبقيت وحدي مع غوته. وضع غوته يده على حزمة مختومة موضوعة على الطاولة. قال، "هذه روايتي الجديدة "هيلينا "، التي ستذهب إلى المطبعة". شعرت بهذه الكلمات بشكل استثنائي، وشعرت بأهمية اللحظة. لأنه، كما هو الحال مع السفينة المبنية حديثًا التي تنطلق في البحر لأول مرة، والتي لا نعرف ما هي المصائر التي يجب أن تواجهها، وكذلك الحال مع الخلق الفكري لسيد عظيم الذي يخرج أولًا إلى العالم لممارسة نفوذه عبر العصور العديدة، وإنتاج المصائر المتنوعة. قال غوته، "ما زلت أضيف بعض اللمسات وأدخل بعض التعديلات هنا وهناك؛ ولكن يجب أن أنهي الرواية الآن، ويسعدني أنها سوف تذهب إلى المطبعة، وبذلك سأجد متسعًا من الوقت للعمل على أشياء أخرى. دع تلك الرواية تلاقي مصيرها الأمثل. أشعر بالراحة لأنَّ الثقافة العامة لألمانيا تقف عند نقطة عالية بشكل لا يصدق؛ لذا لست بحاجة إلى الخوف من أنَّ مثل هذا الإنتاج سيكون بلا تأثير أو سيساء فهمه لفترة طويلة. قلت، "هناك جزء كامل عن العصور القديمة"، قال غوته،"نعم، سيجد علماء اللغة الرواية مفيدة". قلت، "ليس لديَّ شك حول الجزء المتعلق بالعصور القديمة؛ فهناك تكمن معظم التفاصيل الدقيقة، والتطور الشامل الذي يحدث للأفراد، وكل شخص يقول ما يتوجب عليه. لكن الجزء الرومانسي الحديث صعب للغاية، لأنَّ نصف تاريخ العالم يكمن خلفه. فالمادة غنية . قال غوته، "رغم ذلك، فإنَّ الأمر كله يسعد الحواس، وسيرضي عين المشاهد عند تقديمه في المسرح: وهذا كل ما أبتغيه. دع حشد المتفرجين يستمتع بالمشهد؛ فالمغزى الحقيقي سيكون واضحًا منذ البداية، كما كان الحال مع "الناي السحري" وأشياء أخرى. قلت، "سوف يحدث هذا العمل تأثيرًا غير عادي على المسرح، أعتقد أنه يجب أن يبدأ كمأساة وينتهي كأوبرا. ولكنْ هناك شيء مطلوب لتمثيل عظمة هؤلاء الأشخاص، والتعبير عن اللغة السامية". قال غوته، "يتطلب الجزء الأول ممثلين مأساويين، ويجب أن يضم الجزء الأوبرالي أفضل المطربين، ذكورًا وإناثاً. يجب أن يتم تمثيل دور هيلينا بواسطة امرأتين عظيمتين. ؛ لأننا نادرًا ما نجد أنَّ مطربة جيدة تصلح لتكون ممثلة مأساوية". قلت، "سوف تكون هناك وفرة من المشاهد والأزياء الرائعة، ولا أستطيع أن أنكر أنني أتطلع بسرور لتمثيلها على المسرح. إذا استطعنا فقط إيجاد موسيقار جيد". قال غوته، "يجب أن يكون موسيقارًا جيدًا عاش طويلًا في إيطاليا مثل ميربير، حتى يجمع طبيعته الألمانية مع الأسلوب الإيطالي. على كل حال فسوف نعثر عليه بطريقة أو بأخرى؛ أنا سعيد فقط بإنهائها. كما أنني فخور جدًا بفكرة أنَّ الجوقة لا تنحدر إلى العالم السفلي، بل تنثر نفسها بين العناصر في المصدر البهيج للأرض". قلت، "إنه نوع جديد من الخلود"، تابع غوته، "ما رأيك في الرواية؟" قلت، "لقد أحضرتها معي، بعد أن قرأتها مرة أخرى، وأجد أنَّ فخامتك لا يجب أن تقوم بالتغيير الذي تنتويه. أنْ يظهر الناس لأول مرة بجانب النمر المقتول ككائنات جديدة تمامًا، فذلك سينتج تأثيرًا جيدًا، بأزيائهم وتصرفاتهم الغريبة، ليعلنوا أنفسهم كَمُلاكِ الوحش. وإذا جعلتهم يظهرون أولًا في المقدمة، فإنَّ هذا التأثير سوف يضعف تمامًا، إن لم يتدمر". قال غوته، "أنت على حق، يجب أن أترك الأمر كما هو؛ بدون شك، أنت على حق. عندما خططت لأول مرة لكتابة الرواية، لم أكن أنوي فعل ذلك. كان التغيير المقصود هو تحقيق فهم أوسع، وهو ما كان سيقودني بالتأكيد إلى خطأ. وهذه حالة جديرة بالملاحظة في علم الجمال. تحدثنا عن العنوان الذي ينبغي أن يُعطى للرواية. تم اقتراح العديد من العناوين. البعض يناسب البداية، والبعض الآخر النهاية، ولكن لا شيء يبدو مناسبًا تمامًا للكل. قال غوته، "دعنا نسميها "الرواية"؛ أليست الرواية حدثًا غريبًا لم يسمع به بعد؟ هذا هو المعنى الصحيح لهذا الاسم.؛ والكثير من الكتب التي يتم تمريرها كروايات في ألمانيا ليست روايات على الإطلاق، بل مجرد سرد، أو أي شيء آخر تود تسميته". في المعنى الأصلي لحدث لم يسمع به من قبل، قد يطلق على "الانتماءات الاختيارية" أيضًا "الرواية". قلت، "إذا فكرنا بحق، دائمًا ما تتكون القصيدة في البدء بدون عنوان، وهي ما هي بدون عنوان. لذا بإمكاننا تخيُّل أنَّ العنوان ليس ضروريًا في الواقع". قال غوته، "ليس الأمر كذلك، فالقصائد القديمة لم تكن لها عناوين؛ ولكن هذه عادة حديثة، وبسبب تلك العادة فقد حصلت قصائد الأقدمين على عناوين في وقت لاحق أيضًا. ولكن هذا العرف أتى نتيجة ضرورة تسمية الأشياء وتمييزها عن بعضها البعض، عندما أصبح الأدب واسعًا. قال غوته، "هذا شيء جديد. - اقرأه". بهذه الكلمات، سلّمني ترجمة هير جيرارد لقصيدة صربية. قرأتها بسرور كبير، لأنَّ القصيدة كانت جميلة جدًا، والترجمة بسيطة وواضحة لدرجة أنني لم أكن مضطربًا أبدًا خلال تأمل الموضوع. كان عنوانها "مفتاح السجن". كان مجرى الأحداث رائعًا، لكن الخاتمة بدت لي فجائية وغير مرضية إلى حد ما. قال غوته، "هذا هو جمال ذلك؛ لأنه يترك لدغة في القلب، وسيتمكن خيال القارئ من ابتكار كل حالة ممكنة يمكنه أن يتبعها. وتترك الخاتمة مادة مناسبة لعمل تراجيدي كامل. على العكس من ذلك، فما هو مذكور في القصيدة هو حقًا جديد وجميل، ويتصرف الشاعر بحكمة شديدة في ترسيم هذا وحده، وترك الباقي للقارئ. أود أن أُدرج القصيدة عن طيب خاطر في "الفن والعصور القديمة"، ولكنها طويلة جدًا، من ناحية أخرى، طلبت من هير جيرارد أن يترجم لي تلك القصائد الثلاث بطريقة مقفاة، وسأطبعها في العدد التالي. ما رأيك ؟ استمع فقط". قرأ غوته أولًا قصيدة الرجل العجوز الذي يحب فتاة صغيرة، ثم قصيدة شرب المرأة، وأخيرًا تلك التي تبدأ بـ "أرقص لنا يا ثيودور". قرأها بشكل مثير للإعجاب، كل منها بنبرة مختلفة وبطريقة مختلفة، لن يكون من السهل سماع أي شيء أكثر كمالًا. لقد امتدحنا هير جيرارد لأنه قد اختار أنسب وأكمل عبء في كل مرة، ولأنه نفذ كل شيء بطريقة سهلة ومثالية، لدرجة أننا لم نتمكن بسهولة من تصور أي شيء أفضل للقيام به. قال غوته، "أترى كيف يفيد التدريب العملي شخصًا يتمتع بمواهب كالتي يتمتع بها هير جيرارد؛ ومن حسن حظه أنه لا يمتلك مهنة أدبية فعلية، سوى تلك التي تأخذه يوميًا إلى الحياة العملية. لقد سافر كثيرا في إنجلترا وبلدان أخرى؛ وبالتالي، ومع إحساسه بالواقع، فلديه العديد من المزايا التي لا يمتكلها شعراؤنا الشباب. "إذا حصر نفسه في تقديم ترجمات جيدة، فمن غير المحتمل أن ينتج أي شيء سيء؛ لكن الكتابات الأصلية تتطلب الكثير، ويصعب تنفيذها". كانت هناك بعض التعليقات على إنتاجات أحدث شعرائنا الشباب، وقد لوحظ أن أيًا منهم لم يقدم نثرًا جيدًا. قال غوته، "يمكن تفسير ذلك بسهولة شديدة؛ لكتابة النثر، يجب أن يكون لدى المرء ما يقوله. لكن من لا يملك شيئًا لقوله فبإمكانه أيضًا أن يشكِّل الآبيات والقوافي، حيث يكتب كلمة ويطابقها مع الأخرى، وفي النهاية يخرج شيئًا، والذي هو في الحقيقة لا شيء، ولكن يبدو كما لو أنه شيء ما. الأربعاء 31 يناير 1827 تناولت الغداء مع غوته. قال لي، "في الأيام القليلة الماضية، منذ أن رأيتك قرأت العديد من الأشياء المختلفة، وخاصة رواية صينية لا زالت تشغلني، وتبدو لي رائعة للغاية". قلت،"رواية صينية! لا بد أنها غريبة للغاية". قال غوته، "ليس بقدر ما قد تظن، فالرجل الصيني يفكر ويتصرف ويشعر مثلنا تمامًا، وسرعان ما نكتشف أننا مثلهم، باستثناء أنَّ كل ما يكتبونه أكثر وضوحًا، وأكثر نقاءً، واحتشامًا من كتاباتنا. "كل ما يكتبونه منظم ووطني دون عاطفة كبيرة أو رحلة شعرية؛ وهناك تشابه كبير بين ذاك الكتاب وعملي "هيرمان و دوريثا"، وكذلك روايات رتشاردسون الإنجليزية. هم أيضًا يختلفون عنا في ارتباطهم مع الطبيعة الخارجية وتعاملهم مع الشخصيات البشرية. أنت دائمًا تسمع السمكة الذهبية في البركة ، الطيور دائمًا تغني على الغصن، اليوم هادئ ومشمس دائمًا، والليل واضح دائمًا. هناك الكثير من الحديث عن القمر، لكنه لا يغير المشهد، فضوءه مصمم ليكون ساطعًا مثل النهار. المنازل أنيقة ومنظمة مثل صورهم. على سبيل المثال ، "سمعت الفتيات الجميلات يضحكن، وعندما تمكنت من رؤيتهن، كن يجلسن على كراسي قصب". هنا، ترى أجمل وضع. فكرسي القصب يرتبط بالضرورة بالخفة والأناقة. ثم هناك عدد لا حصر له من الأساطير التي يتم إدخالها باستمرار في السرد، ويتم إدراجها تقريبًا كالأمثال. على سبيل المثال، كانت هناك فتاة قدماها خفيفتان ورشيقتان جدًا، وبإمكانها أن توازن نفسها على زهرة دون أن تكسرها؛ ثم هناك شاب ثلاثيني فاضل وشجاع نال شرف التحدث مع الإمبراطور؛ ثم هناك عاشقان أظهرا نقاوة عظيمة خلال فترة طويلة من التعارف، حتى إنه ورغم اضطرارهما في مناسبة ما أن يقضيا الليلة في الغرفة نفسها، فقد انفقا الوقت في التحادث، ولم يقتربا من بعضهما البعض. "و بالطريقة ذاتها، هناك العديد من الأساطير الأخرى التي لا تعد ولا تحصى، وكلها تتحول إلى ما هو أخلاقي ومناسب. ومن خلال هذا الاعتدال الشديد في كل شيء، استمرت الإمبراطورية الصينية في الحفاظ على نفسها لآلاف السنين، وستستمر فيما بعد. "أجد تباينًا رائعًا جدًا لهذه الرواية الصينية في"قصائد برينغر"، التي في كل واحدة منها تقريبًا، موضوع غير أخلاقي في بنيتها، والتي ستكون بغيضة جدًا بالنسبة لي إذا تم إدارتها بواسطة عبقرية أدنى من برينغر. ومع ذلك، فقد جعلهم محبوبين، بل ومرضيين. أخبرني بنفسك، أليس من اللافت للنظر أن يكون موضوع الشاعر الصيني أخلاقيًا للغاية، وأنَّ الشاعر الفرنسي في يومنا هذا هو بالضبط عكس ذلك؟ قلت، "أنا موهبة مثل برينغر لن تجد أي مجال في المواضيع الأخلاقية". قل غوته، "أنت على حق، إنَّ الفساد في عصره كشف وطور طبيعته نحو الأفضل". قلت، "لكن هل تلك الكتابات الرومانسية الصينية هي من أفضل أعمالهم؟" قال غوته، "لا أظن ذلك، فالصينيون لديهم الآلاف من الكتابات الرومانسية، وقد كانوا يكتبون منذ أن كان آباؤنا ما زالوا يعيشون في الغابة. وتابع، "أنا مقتنع أكثر فأكثر أنَّ الشعر هو الحيازة العالمية للبشرية. فهو يكشف نفسه في كل مكان، وفي كل الأوقات، في مئات ومئات من الرجال. هناك من يجعله أفضل قليلًا من الآخر، ويكتسب شهرة لفترة أطول قليلا من شخص آخر، وهذا كل شيء. يجب ألا يظن هير فون ماثيسون أنه الأفضل، ولا يجب أن أظن أنا أنني الأفضل. لكن يجب على كل واحد منا أن يقول لنفسه، إنَّ موهبة الشعر ليست نادرة على الإطلاق، و إنَّ المرء لا يحتاج إلى التفكير كثيرًا في نفسه لأنه كتب قصيدة جيدة. "في الواقع، نحن الألمان من المرجح جدًا أن نسقط بسهولة في هذا الغرور البدائي، عندما لا ننظر إلى ما وراء الدائرة الضيقة التي تحيط بنا. لذلك أفضل البحث في الدول الأجنبية، وأنصح الجميع أن يفعلوا الشيء نفسه. الأدب الوطني هو الآن مصطلح لا معنى له؛ فالأدب العالمي في متناول اليد، ويجب على الجميع السعي إليه. ولكن، بينما نقدر قيمة ما هو أجنبي، يجب ألا نلزم أنفسنا بأي شيء على وجه الخصوص، ونعتبره نموذجًا. يجب ألا نعطي هذه القيمة للصينيين، أو الصرب، أو كالديرون، أو نيبيلونغن. ولكن إذا أردنا حقًا نمطًا جيدًا، يجب أن نعود دائمًا إلى الإغريق القدماء لأنهم مثلوا في أعمالهم جمال البشرية باستمرار. والبقية يجب أن ننظر إليهم تاريخيًا فقط، ونستوعب داخل أنفسنا ما هو جيد، بقدر ما نستطيع". كنت سعيدًا لسماع غوته يتحدث مطولًا حول موضوع بهذه الأهمية. أجبرتنا أجراس الزلاجات المارة على التوجه إلى النافذة، حيث توقعنا أن يعود الموكب الطويل الذي ذهب إلى بيلفيدير هذا الصباح حول هذا الوقت. في هذه الأثناء، تابع غوته محادثته المفيدة. تحدثنا عن الكسندر مانزوني. وأخبرني أنَّ الكونت رينهارد رأى مانزوني في باريس من فترة قصيرة، وأخبرني أنه استُقبل استقبالًا جيدًا في المجتمع كمؤلف شاب من المشاهير، وأنه يعيش الآن بسعادة في منزله في حي ميلان، مع عائلته ووالدته. وواصل "لا يحتاج مانزوني شيئًا سوى أن يعرف كم هو شاعر جيد، وما هي الحقوق التي تخصه. إنه يتمتع بقدر كبير من الاحترام للتاريخ، ولهذا السبب فهو دائمًا يضيف ملاحظات إلى أعماله، ويبين مدى إخلاصه للتفاصيل، ورغم أنَّ حقائقه قد تكون تاريخية، إلا أنَّ شخصياته ليست كذلك. لم يسبق لأي شاعر أن عرف الشخصيات التاريخية التي رسمها - وإذا فعل، فبالكاد سيستطيع أن يستفيد منها، ويجب أن يعرف الشاعر الآثار التي يرغب في إنتاجها، وينظم طبيعة شخصياته تبعًا لذلك، إذا حاولت تقديم إغمونت كما قدمه التاريخ، أب لعشرات الأطفال، فإنَّ عقليته المتفتحة كانت ستبدو سخيفة للغاية. كنت بحاجة إلى أن يكون إيغمونت متناسقًا مع أفعاله الخاصة ورؤاي الشعرية؛ وهذا هو، كما تقول كلارا، إغمونت الخاص بي. "ما هي فائدة الشعراء إذا ما قاموا بتكرار سجل المؤرخ فقط. يجب أن يحاول الشاعر أكثر من ذلك، ويقدم لنا، إن أمكن، شيئًا أعلى وأفضل. جميع شخصيات سوفوكليس تحمل شيئًا من تلك الروح النبيلة للشاعر العظيم. وهو الشيء ذاته مع شخصيات شكسبير. هذا هو ما يجب أن يكون عليه الأمر. كلَّا، شكسبير يقدم ما هو أكثر، فهو يحول رجاله الرومان إلى إنجليز. وهو محق بفعل ذلك لأنه لو لم يفعلها بتلك الطريقة لما كان شعبه ليفهمه. تابع غوته، "هنا، مرة أخرى، كان الإغريق عظماء للغاية، لدرجة أنهم كانوا يهتمون بالإخلاص للحقائق التاريخية أقل من تناول الشاعر لهم. ولدينا، لحسن الحظ، مثال جيد في فيلوكتيتيس، وهو الموضوع الذي تمت معالجته بشكل بارع من قبل أعظم ثلاثة شعراء تراجيديا، وتمت معالجته بإتقان بواسطة سوفوكليس. لحسن الحظ أنَّ مسرحية هذا الشاعر الممتازة قد وصلتنا كاملة، بينما تم العثور على مقتطفات فقط من فيلوكتيتيس لأخيل ويوربيدس، رغم أنها كافية لإظهار كيف أنجز العمل. إذا سمح الوقت، فسأستعيد هذه المقتطفات، كما فعلت في فيتون ليوريبيديس؛ وستكون مهمة سارة أو مجدية بالنسبة لي. "في هذا الموضوع كانت المشكلة بسيطة للغاية، وهي إحضار فيلوكتيتيس، مع قوسه، من جزيرة ليمونس. ولكن طريقة القيام بذلك كانت عمل الشاعر، وهنا يمكن لكل واحد أن يظهر قوة اختراعه، ويمكن للمرء أن يتفوق على آخر. يجب أن يجلبه يوليسيس. ولكن هل سيعرفه فيلوكتيتيس أم لا؟ وإن لم يعرفه، فكيف يتخفى؟ هل يذهب يوليسيس بمفرده أم عليه أن يصطحب أحدًا، ومن سيكون؟ في أخيل، لا يوجد رفيق. في يوربيدس، الرفيق دايوميدس. في سوفوكليس، ابن أخيل. ثم، في أي حال سيجد فيلوكتيتيس؟ هل الجزيرة مأهولة أم لا؟ وإذا كانت مأهولة، فهل سيتعاطف أي من سكانها معه أم لا؟ وأفكار كثيرة أخرى، والتي تعود كلها إلى تقدير الشاعر، ومن خلال اختيار وإغفال واحد منها قد يظهر تفوقه وحكمته. هنا هي النقطة الكبرى، ويجب على شعرائنا الحاليين أن يفعلوا مثل القدماء. لا ينبغي لهم أن يسألوا دائمًا ما إذا كان قد تم استخدام موضوع ما من قبل، وأن يتوجهوا إلى الجنوب والشمال لإيجاد مغامرات لم يسمع بها من قبل، والتي غالبًا ما تكون بربرية بما فيه الكفاية، وتترك الانطباع بأنها حوادث فقط. لكن صنع شيء من موضوع بسيط ومن خلال معالجة بارعة يتطلب ذكاء وموهبة عظيمة، وهذه ما لا نجده عند هؤلاء الشعراء". بعض الأصوات في الخارج جذبتنا مرة أخرى إلى النافذة؛ لكنه لم يكن الموكب المتوقع من بلفيدير. ضحكنا وتحدثنا عن أمور تافهة، ثم سألت غوته عن مدى تقدم الرواية. قال، "لم أعمل عليها مؤخرًا، لكن هناك حادثة أخرى يجب أن تحدث في المقدمة. يجب أن يزأر الأسد عندما تمر الأميرة؛ التي قد تصدر عنها بعض الملاحظات الجيدة حول الطبيعة الهائلة لهذا الوحش العظيم". قلت، "إنها فكرة جيدة جدًا، وبذلك ستحصل على المقدمة التي تبتغيها، والتي لن تكون جيدة وضرورية في مكانها فقط، ولكنها ستعطي تأثيرًا أكبر وفكرة حول ما سيحدث لاحقًا. حتى الآن، بدا الأسد لطيفًا إلى حد ما، حيث لم يُظهر أي أثر للوحشية؛ ولكن من خلال الزئير على الأقل سيجعلنا نشك في مدى وحشيته، وسيزداد التأثير عندما يتبع برفق ناي الصبي. قال غوته، "هذا نمط جيد من التغيير والتحسين، حيث من خلال استمرار الاختراع سيتحول التزعزع إلى كمال، وذلك ما يتوجب فعله. لكن إعادة صنع وتغيير ما اكتمل بالفعل - على سبيل المثال، كما فعل والتر سكوت بعملي '' ميجنون '' وجعله سيئًا وغبيًا - هذا النمط من التغيير لا أستطيع أن أتحمله". مساء الخميس، 1 فبراير، 1827. أخبرني غوته عن زيارة ولي عهد بروسيا والدوق الأكبر له. قال، "كان في ضيفاتي الأمراء تشارلز وويليام من بروسيا أيضًا هذا الصباح. بقي الأميران والدوق الأكبر ما يقرب من ثلاث ساعات، وتحدثنا عن أشياء كثيرة، ومن خلالها كونت رأيًا كبيرًا حول ذكاء وذائقة ومعرفة وطريقة تفكير هؤلاء الأمراء الشباب". كان أمام غوته مجلد "نظرية الألوان"، وقال، "لا زلت أدين لك بإجابة لظاهرة الظلال الملونة؛ لكن بما أنَّ هذا يستلزم الكثير، ومرتبط بأشياء أخرى، فلذلك لن استطيع إعطاءك تفسيرًا منفصلًا، بل أعتقد أنه سيكون من الأفضل أن نقرأ كل "نظرية الألوان" معًا عندما نلتقي في المساء. هذا موضوع جيد للتحاور؛ وستستطيع فهم النظرية وتكوين رأيك الخاص، وستندهش من توصلك إليه. ما تعلمته سيبدأ في التبلور والإنتاجية داخلك؛ ومن ثم أتوقع أنك ستتملكها بشكل كامل في وقت قريب، والآن اقرأ القسم الأول". بهذه الكلمات وضع غوته الكتاب المفتوح أمامي. شعرت بسعادة غامرة بسبب نواياه الطيبة تجاهي. قرأت الفقرة الأولى حول الألوان الفسيولوجية". قال غوته، "ليس هناك شيء يحيط بنا ليس داخلنا بالفعل، والعين مثل العالم الخارجي، لها ألوانها. بما أنَّ النقطة العظيمة في هذا العلم هي الفصل المتفق عليه بين الموضوع والذات، فقد بدأت بشكل صحيح مع الألوان التي تنتمي للعين، بحيث يمكننا أن نميز بدقة في كل تصوراتنا ما إذا كان اللون موجودًا في محيطنا أو داخلنا، أو ما إذا كان فقط لونًا يبدو أنَّ العين أنتجته. أعتقد أنني قد بدأت في النهاية الصحيحة، من خلال التخلص من العضو أولًا عن طريق فحص كل تصوراتنا وملاحظاتنا. قرأت تلك الفقرات المثيرة للاهتمام التي تذكر أنَّ العين تحتاج إلى التغيير، حيث أنها لا تمعن النظر تلقائيًا أبدًا على لون واحد، ولكنها تحتاج دائمًا إلى لون أخر، وهذا هو ما ينتج الألوان نفسها. هذه الملاحظة قادت حديثنا لقانون عظيم يسود في كل الطبيعة، والذي تعتمد عليه كل الحياة وكل مباهجها. قال غوته، "هذا هو الحال مع كل حواسنا الأخرى، وأيضًا مع طبيعتنا الروحية العليا. ولأن العين هي حاسة بارزة، فإن قانون التغيير المطلوب هذا ملفت للنظر بشكل خاص فيما يتعلق بالألوان. قلت،"يبدو أن القانون نفسه يكمن في تأسيس أسلوب جيد، حيث نتجنب الصوت الذي سمعناه للتو. حتى على المسرح يمكن عمل الكثير بهذا القانون، إذا تم تطبيقه بشكل جيد. المسرحيات، وخاصة المأساوية، التي تسودها نبرة موحدة دون تغيير، دائمًا ما تكون مضجرة. وإذا عزفت الأوركسترا موسيقى حزينة كئيبة أثناء المقدمة، فإننا نتعرض للتعذيب بطريقة غير محتملة، وسنحاول الهرب من مشاهدتها بكل الوسائل الممكنة". قال غوته، "ربما، المشاهد الحية التي أدخلت إلى مسرحيات شكسبير ترتكز على "قانون التغيير المطلوب "، لكن لا يبدو أنه ينطبق على المسرحيات المأساوية التي كتبها الأغريق، حيث، على العكس، هناك نبرة رئيسية خلال العمل بأكمله". قلت، "المأسي الإغريقية ليست طويلة جدًا ولذلك فتلك النبرة ليست مضجرة فيها. ثم هناك تبادل للجوقة والحوار؛ والحس السامي فيها لا يمكن أن يصبح مرهِقًا، بما أن هناك حقيقة أصيلة فيه، وهي دائمًا ذات طبيعة مبهجة، تكمن دائمًا في جوهر العمل". قال غوته، "قد تكون على حق، وربما علينا أن نتفحص بعض الأعمال المأساوية الإغريقية التي يمكن أن تخضع لـ "قانون التغيير المطلوب". أترى كيف ترتبط كل الأشياء ببعضها البعض، وكيف يمكن لقانون يحترم نظرية الألوان أن يستخدم في تحليل مأساة الإغريق. يجب علينا فقط أن نحرص على عدم دفع مثل هذا القانون إلى أبعد من اللازم. وسيكون من الأفضل لو قمنا بتطبيقه فقط عن طريق المماثلة". تحدثنا عن الطريقة التي عمل بها غوته في نظريته عن الألوان، مستنتجًا الكل من القوانين الأساسية العظيمة، والإشارة إليها دائمًا بوصفها الظاهرة الفردية؛ ومن خلال هذه الطريقة، جعلها مفهومة للغاية ومُجهزة للعقل. قال غوته، "قد يكون هذا هو الحال، ويمكنك أن تمدحني بهذا الشأن، ولكن، ومع ذلك، فإن هذه الطريقة تتطلب طلابًا لا يعيشون في حالة تشتت ذهني، وقادرون على تناول هذه المسألة. تقاطع بعض الأشخاص الأذكياء للغاية مع نظريتي عن الألوان، لكن للأسف، لم يلتزموا بالطريق المستقيم، وقبل أن أدرك الأمر كانوا قد انحرفوا جانبًا، واتبعوا فكرة بدلًا من إبقاء أعينهم ثابتة بشكل صحيح على الموضوع. يمكن للعقل الجيد أن يقوم بمنجزات عظيمة عندما يبحث عن الحقيقة". تحدثنا عن الأساتذة الذين، بعد أن وجدوا نظرية أفضل، ما زالوا يتحدثون عن نيوتن. وقال غوته "هذا ليس أمرًا مستغربًا، هؤلاء الناس يستمرون في الخطأ لأنهم مدينون له بوجودهم. عليهم أن يتعلموا كل شيء مجددًا، وهذا غير مريح للغاية." قلت، "لكن كيف يمكن لتجاربهم أن تثبت الحقيقة عندما يكون أساس مذهبهم باطلاً؟" قال غوته، "إنهم لا يثبتون الحقيقة، وليس هذا غرضهم؛ النقطة الوحيدة مع هؤلاء الأساتذة، هي محاولة إثبات وجهة نظرهم. وبهذا الصدد، فهم يخفون كل هذه التجارب التي تكشف الحقيقة، ويظهرون آراءهم. ومن ثم، فيما يتعلق بالأكاديميين- لمَ يهتمون بالحقيقة؟ إنهم مثل البقية راضون تمامًا إذا تمكنوا من التقصي عن الموضوع تجريبيًا؛ - هذا هو الأمر برمته. الرجال جميعهم ذوو طبيعة غريبة، بمجرد أن تتجمد البحيرة، يتدفقون عليها بالمئات، ويستمتعون على سطحها الأملس؛ ولكن لا يفكر أي منهم في التساؤل عن مدى عمق تلك البحيرة، وما نوع الأسماك الذي تسبح تحت ذلك السطح الأملس؟ اكتشف نيبور للتو معاهدة تجارية قديمة جدًا بين روما وقرطاج، والتي يبدو من خلالها أن كل تاريخ ليفي الذي يحترم الحالة المتأخرة للشعب الروماني هو مجرد حكاية، وأن روما في فترة مبكرة جدًا كانت مدينة متقدمة جدًا وأكثر تقدمًا من ليفي؛ ولكن إذا كنت تتخيل أن هذه المعاهدة ستحدث إصلاحًا كبيرًا في طريقة تدريس التاريخ الروماني، فأنت مخطئ. فكر في البحيرة المتجمدة. تعلمت أن أعرف الجنس البشري، هكذا هو، وليس خلاف ذلك ". قلت، "ومع ذلك لا يمكنك أن تندم على كتابة نظريتك للألوان، حيث أنك لم تضع فقط أساسًا صلبًا لهذا العلم الممتاز، ولكنك أنتجت نموذجًا للمعالجة العلمية، والذي يمكن اتباعه دائمًا في علاج المواضيع المماثلة ". قال غوته، "أنا لست نادمًا على الإطلاق، على الرغم من أني أنفقت نصف حياتي في معالجة الموضوع. كان بإمكاني أن أكتب ستة أعمال مأساوية بدلًا عن ذلك، لكن هذا كل ما يهم، وسيأتي أناس بعدي لتطوير الموضوع. على كل حال، اعتقد أنك على حق، معالجة الموضوع جيدة، وتتبع نهجًا علميًا. بنفس الطريقة كتبت أيضًا نظرية موسيقية، واستند تحليلي للنباتات إلى نفس طريقة الملاحظة والاستنتاج". "تحليلي للنباتات كان فردانيًا جدًا. توصلت إليه كما توصل هيرشل لاكتشافاته. كان هيرشل فقيرًا لدرجة أنه لم يستطع شراء تلسكوب، لكنه اضطر إلى صنع تلسكوب لنفسه. ومن حظه أن التلسكوب محلي الصنع كان أفضل من أي تلسكوب آخر، ومن خلاله توصل إلى اكتشافاته العظيمة. جئت إلى علم النبات من خلال الطريق التجريبي. أنا الآن أعرف جيدًا بما فيه الكفاية، أنه فيما يتعلق بتكوين الجنسين، تطورت النظرية في تفاصيلها حتى الآن لدرجة أنني لم أمتلك الشجاعة لفهمها. هذا دفعني لمواصلة الموضوع بطريقتي الخاصة، وإيجاد ما هو شائع في جميع النباتات دون تمييز، وبالتالي اكتشفت قانون التحول. "إن مواصلة البحث عن مزيد من التفاصيل ليس غرضي؛ فأنا أترك هذا الأمر لأساتذتي في هذه المسألة. كان قلقي الوحيد هو تقليل الظاهرة إلى قانون أساسي عام. "اهتممت بعلم المعادن لسببين فقط. الأول، كنت أقدر فائدته العملية العظيمة، ثم فكرت في كتابة وثيقة توضح التكوين الأولي للعالم، والتي استندت في كتابتها على أعمال فيرنر. وبما أن هذا العلم قد انقلب رأسًا على عقب بوفاة هذا الرجل الممتاز، فإنني لن أمضي قدمًا فيه، ولكنني سأبقي على قناعاتي الخاصة بهدوء". "في نظرية الألوان، أعمل على تطوير تشكيل قوس قزح. هذه مشكلة صعبة للغاية، ومع ذلك، آمل أن أحلها. وبهذا الصدد يسعدني أن أناقش نظرية الألوان مرة أخرى معك، حيث أنها تصبح جديدة تمامًا مرة أخرى خاصةً مع اهتمامك بالموضوع. تابع غوته، "لقد تبحرت في كل قسم من العلوم الطبيعية تقريبًا؛ لكن، مع ذلك، كانت نزعاتي تنحصر دائمًا في أشياء من حولي، ويمكن فهمها على الفور من خلال الحواس. ولهذا السبب لم أشغل نفسي أبدا بعلم الفلك، لأن الحواس هنا ليست كافية، ويجب على المرء أن يلجأ إلى الأدوات والحسابات والميكانيكا، التي تتطلب حياة كاملة، ولم تكن في حقل اهتمامي. "إن كل شيء فعلته فيما يتعلق بالموضوعات التي ظهرت في طريقي، فقد كان يرجع لميزة أن حياتي كانت في وقت أكثر ثراءً بالاكتشافات الطبيعية الرائعة من أي وقت آخر. عندما كنت طفلًا، أصبحت على دراية باكتشاف فرانكلين الحديث للكهرباء. وخلال حياتي كلها، وصولًا إلى الساعة الحالية، هناك اكتشاف كبير يتبعه اكتشاف آخر، بحيث كنت مهتمًا بالطبيعة في سنوات حياتي الأولى، وظل اهتمامي بها يتنامى منذ ذلك الحين. "إن التقدم الذي لم أكن أتوقعه يتم الآن على مسارات قمت بفتحها، وأشعر وكأنني شخص يمشي نحو الفجر الصباحي، وعندما تشرق الشمس، يندهش من روعته". من بين الألمان، ذكر غوته بعض الأسماء بإعجاب ككاروس، ودولتون، وماير من كونيجسبرغ. تابع غوته، "سأكون راضيًا إذا لم يقم الناس مرة أخرى بإفساد الحقيقة أو حجبها عند اكتشافها؛ تحتاج البشرية لشيء إيجابيٍ يتم تسليمه من جيل إلى جيل، وسيكون جيدًا إذا كان الشيء الإيجابي واقعيًا أيضًا. وبهذا الصدد، سأكون سعيدًا إذا توصل الناس إلى فهم واضح للعلوم الطبيعية، ومن ثم تقيدوا بالحقيقة، ولم يتراجعوا مرة أخرى بعد أن تم كل شيء في المنطقة المفهومة. لكن البشر لا يمكن أن يعيشوا في سلام، ويحدث الارتباك دائمًا قبل أن يدرك المرء ذلك. "ها هم الآن يمزقون الكتب الخمسة لموسى، وإذا كان النقد مدمرًا لأي عمل فهو أشد ضررًا عندما يتعلق الأمر بالمسائل الدينية. هنا كل شيء يعتمد على الإيمان، الذي لا يمكننا العودة إليه عندما نفقده. "في الشعر، لا يكون النقد المهين مضرًا. نقد وولف هوميروس، لكنه لم يستطع أن يؤذي القصيدة. لأن هذه القصيدة لها قوة خارقة مثل أبطال الوهالا، الذين يمزقون بعضهم البعض في الصباح، ويجلسون لتناول العشاء معًا عند الظهيرة". كان غوته فكاهيًا للغاية، وسررت أن أسمعه يتحدث مرة أخرى حول مواضيع مهمة كهذه. قال، "سنحافظ على الطريق الصحيح بهدوء، ودع الآخرين يسيرون كما يشاؤون، فهذه هي أفضل خطة في النهاية". ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء الثاني عشر الأربعاء، 3 يناير 1827 على العشاء، تحدثنا عن خطاب كاننغ الممتاز حول البرتغال. قال غوته: "بعض الناس لا يفضلون هذا الخطاب؛ لكن هؤلاء لا....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء الثاني عشر الأربعاء، 3 يناير 1827 على العشاء، تحدثنا عن خطاب كاننغ الممتاز حول البرتغال. قال غوته: "بعض الناس لا يفضلون هذا الخطاب؛ لكن هؤلاء لا يعرفون ما يريدون - لديهم رغبة مخيبة في أن يكونوا ثائرين ضد كل ما هو عظيم. لا يعد ذلك معارضة، بل مجرد" ثورة" بسيطة؛ لا بد أنَّ لديهم شيئًا عظيمًا يريدون أن يكرهوه. عندما كان نابليون على قيد الحياة كانوا يكرهونه، وقد كان يناسبهم ذلك، وعندما انتهى كل شيء، كانوا يتذمرون من "الثورة" في التحالف المقدس(1)، ومع ذلك لا يعد أي شيء أكبر أو أكثر نفعًا للبشرية مبتدعًا، والآن حان دور كاننغ، فخطابه حول البرتغال جاء نتاج وعي كبير. إنه يفهم جيدًا مدى قوته وجلالة منصبه؛ ولديه الحق في التحدث بالطريقة التي يريدها. هذا أمر لا يستطيع بعض الناس فهمه؛ فما يبدو لنا عظيمًا، يبدو لهم فظًا. العظمة تزعجهم؛ فهم ليسوا مُعدَّين بعد لاحترامها، ولا يستطيعون تحملها". مساء الخميس، 4 يناير 1827 أشاد غوته كثيرًا بقصيدة فيكتور هوغو، قال غوته، "إنه رجلٌ ذو موهبة، وقد أثر عليه الأدب الألماني. ولكن ومع الأسف تأثرت فتوته الشعرية بحذلقة المدرسة الكلاسيكية؛ ولكنه الآن يملك دعم مجلة "غلوب" إلى جانبه، وقد أصبح متمكنًا من لعبته أكثر. أنا أميل إلى مقارنته مع ألساندرو مانزوني. إنه يهتم بالمواضيع أكثر، ويبدو لي بأهمية ألفونس دي لامارتين وآن دي لا فين. من خلال مراقبته بشكل حثيث، لاحظت هذا الأمر ولاحظت موهبته اليانعة التي تأتي من نفس المصدر. كلهم متأثرون بالفيكونت دوشاتوبريان الذي يملك حقًا موهبة في البلاغة الشعرية. ولتتحقق من صدق موهبته اقرأ القصيدة التي كتبها حول نابليون- Les Deux Isles". أعطاني غوته الكتاب وتوجه نحو الموقد. قرأت القصيدة. قال غوته: "ألم يتقن الصور؟ ألم ينجح في تناول موضوعه بحرية كبيرة؟"، عاد غوته نحوي. "انظر فقط إلى هذا المقطع - أليس جيدًا!" قرأ المقطع حول سحابة العاصفة، التي يندفع منها البرق إلى الأعلى ويضرب البطل. "هذا جيد لأنَّ الصورة صائبة: كما ستجد في الجبال، حيث عادة تكون العاصفة تحتنا، وحيث يضيء البرق نحو الأعلى". قلت، "أنا أثني على الفرنسيين لأنَّ شعرهم لا يستحضر أبدًا الأرض الصلدة للواقع. يمكننا ترجمة قصائدهم إلى نثر، دون فقدان أي شيء أساسي". يقول غوته، "هذا لأنَّ الشعراء الفرنسيين لديهم معرفة، في حين أنَّ شعرائنا الألمان البسطاء يظنون أنهم سيفقدون موهبتهم إذا عملوا من أجل المعرفة، على الرغم من أنه، في الواقع، يجب أن تستمد جميع المواهب غذاءها من المعرفة، وبالتالي يتم تمكينها لاستخدام قوتها. لكن دعهم يمرون؛ لا يمكننا مساعدتهم، وستجد الموهبة الحقيقية طريقها. لا يملك الكثير من الشعراء الشباب الذين ينقلون الآن تجارتهم موهبة حقيقية. يظهرون فقط عجزًا متحمسًا في إنتاجية الدولة العالية للأدب الألماني. تابع غوته،"تحول الفرنسيون من الأسلوب المتحذلق إلى أسلوب أكثر حرية ليس أمرًا مفاجئًا. حتى قبل الثورة، سعى ديدرو وعقول مثله إلى فتح هذا الطريق. كما إنَّ تهافت الأساليب القديمة وحكم نابليون كانا مؤاتيين لتحقيق الأمر؛ لأنه إذا لم تسمح سنوات الحرب بأي اهتمام شعري حقيقي تصبح اللحظة غير مؤاتية للحصول على إلهام. تشكلت العديد من العقول الحرة في تلك الفترة، والذين صاروا في أوقات السلام التي نعيشها الآن مفكرون متميزون ومواهب ذات أهمية". سألت غوته ما إذا كان الكلاسيكيون قد عارضوا بيرنغر العظيم. قال غوته: "إنَّ شعر بيرنغر قديمٌ وتقليدي، وقد اعتاد الناس على ذلك، إلا أنه كان في كثير من النواحي أكثر حرية من أسلافه، وبالتالي فقد تعرض لهجوم من قبل الكلاسيكيين المتحذلقين". تحولت المحادثة إلى الرسم، وإلى إخفاق مدرسة تقديس العصور القديمة. قال غوته، "أنت لا تتظاهر بأنك متذوق، لكنني سأريك صورة، على الرغم من أنَّ من رسمها هو أحد أفضل الفنانين الألمان الأحياء، فسوف تلاحظ للوهلة الأولى المخالفات الصارخة للقوانين الأساسية للفن، سترى أنَّ التفاصيل منفذة بشكل جيد، ولكنك لن تكون راضيًا عن الشكل الكلي، ولن تعرف ماذا تفعل بها؛ وهذا ليس لأنَّ الرسام ليس لديه موهبة كافية، بل لأنَّ عقله، الذي كان يجب أن يوجه موهبته، أصبح مظلمًا، مثله مثل كل المتعصبين الآخرين في العصور القديمة؛ ولذلك يتجاهل السادة المثاليين، ويعود إلى أسلافهم غير المثاليين، ويستخدم أعمالهم لتحقيق أنماطه. "اخترق رافاييل ومعاصروه الطبيعة والحرية بطريقة مميزة. والآن، بدلًا من أن يكون فنانونا شاكرين ويستخدموا هذه المزايا ويواصلوا السير على الطريق الصحيح، يعودون إلى حالة التقييد". هذا أمر سيء للغاية، ومن الصعب فهم مثل هذا التعتيم في التفكير. وبما أنهم لا يجدون في هذا المضمار أي دعم في الفن نفسه، فإنهم يسعون إلى الحصول على مثل هذا الدعم من ميولهم الدينية والمعاونيين، فبدون هذين المسارين لن يتمكنوا من إعالة أنفسهم في ضعفهم. تابع غوته، "هناك بنوة وأبوة خلال تاريخ الفن كله، فإذا رأيت سيدًا عظيمًا، ستجد دائمًا أنه استخدم ما كان جيدًا في أسلافه، وهذا ما جعله رائعًا. رجال مثل رافاييل لا ينطلقون من الأرض، فقد اتخذوا إلهامهم من التحف، ومن أفضل ما تم إنجازه قبلهم، لو لم يستخدموا مزايا وقتهم، فلن يكون هناك الكثير لقوله عنهم ". تحولت المحادثة الآن إلى الشعر الألماني القديم: وذكرتُ فليمنغ. قال غوته: "فليمنغ موهبة متواضعة جدًا، نثرية ووطنية إلى حد ما، ولا يمكن استخدام أعماله في الوقت الحاضر. إنه أمر غريب، رغم كل ما قمت به، لا تناسب أي واحدة من قصائدي كتاب الترتيلة اللوثرية". ضحكت ووافقت، بينما قلت لنفسي إنه في هذا التعبير الغريب، كان هناك أكثر مما يمكن رؤيته من النظرة الأولى. مساء الأحد 12 يناير 1827 وجدت حفلة موسيقية في منزل غوته. كان الفنانون من عائلة إبروين، وبعض أعضاء الأوركسترا. وكان من بين القلة من المستمعين كلٌ من المراقب العام روهر، و هوفراث فوغل، وبعض السيدات. كان غوته يرغب في سماع رباعية كتبها مؤلف شاب موسيقي شهير، وقد تم عزفها أولاً. عزف كارل إبروين، وهو صبي يبلغ من العمر اثني عشر عامًا، على البيانوبطريقة أرضت غوته بشكل كبير، وبشكل مثير للإعجاب، بحيث كان أداء الرباعية مثاليًا من جميع النواحي. يقول غوته، "إنه لأمر غريب أنَّ أحدث التحسينات التقنية والمكانيكية التي أدخلت على الفن كانت السبب في ظهور أحدث مؤلفينا الموسيقيين. لم تعد منتجاتهم موسيقية، بل تجاوزت مستوى المشاعر الإنسانية، لا يمكن للمرء أن يقدم لهم أي ردٍ من العقل والقلب. كيف تشعر؟ أسمع بأذني فقط". أجبته أنني أوافقه الرأي. قال، "ومع ذلك، فقد كانت لإليغرو شخصيته الخاصة؛ ذلك الدوران والدوامة المستمران استحضرا في ذهني رقص السحرة على قمة الجبل، وهكذا كان لدي صورة لاستيضاح هذه الموسيقى الغريبة". طلب غوته من مدام إبروين أن تغني بعض الأغاني، بعد توقف قصير ليتناول الضيوف المرطبات المرطبات. غنت الأغنية الجميلة، "في منتصف الليل"، بموسيقى زيلتر، والتي تركت انطباعًا عميقًا لدي الجميع. قال غوته، "هذه الأغنية، لا تزال جميلة، ولو سمعتها ألف مرة! هناك شيء أبدي، غير قابل للتدمير، في اللحن!" عندما غنت "ملك العفاريت"، وهي قصيدة كتبها غوته في عام 1782، عم التصفيق الأرجاء، والنغم "Ich hab gesagt der guten Mutter"، جعل الكل يلاحظون أنَّ الموسيقى تناسب الكلمات بخفة، بحيث لا يمكن لأحد حتى أن يتصورها بطريقة أخرى. كان غوته نفسه سعيدًا للغاية. وفي ختام هذه الليلة المبهجة، غنت مدام إبروين، بناءً على طلب غوته، بعض الأغاني من كتابه "ديوان"، بينما زوجها يعزف، المقطع الذي يقول "أريد استعارة سحر يوسف" سّر غوته بشكل خاص. وقال، "في بعض الأحيان يتفوق إبروين على نفسه". ثم طلب أغنية "أوه، حول الأجنحة الرطبة"، والتي كانت أيضا من نوع الذي يثير المشاعر العميقة. بعد أن غادر الباقون، بقيت لحظات مع غوته. قال، ''جعلتني هذه الأمسية أفكر أنَّ هذه الأغاني من كتابي 'ديوان' لم تعد لها أي صلة بي. لم تعد كل تلك العناصر الشرقية والمتحمسة تعيش في داخلي. لقد تركتهم ورائي مثل جلد ثعبان، لكن أغنية "في منتصف الليل"، على العكس من ذلك لم تفقد صلاتها بي، وظلت جزءًا حيًا مني، وما زالت تعيش معي. في كثير من الأحيان، يبدو إنتاجي الخاص غريبًا بالنسبة لي، واليوم مثلًا، قرأت مقطعًا بالفرنسية، وفكرت بينما أقرأ - "هذا الرجل يتحدث بمهارة كافية - وما كان المرء ليقوله بطريقة أخرى"، عندما نظرت إلى المقطع عن كثب، وجدت أنه مقطع مترجم من كتاباتي الخاصة! " مساء الاثنين 15 يناير 1827 بعد الانتهاء من "هيلينا"، شرع غوته خلال الصيف الماضي في تكملة "سنوات الهجرة". وكثيرًا ما تحدث معي عن تقدم هذا العمل. قال لي في أحد الأيام: "لكي أستخدم المواد التي أمتلكها بشكل أفضل، فقد قسمت الجزء الأول بالكامل إلى قطع، وعزمت على مزج الأشياء القديمة بالأشياء الجديدة، لكي أصنع جزأين جديدين. لقد أمرت بأن تتم طباعة كل شيء ليتم نسخه لاحقًا بالكامل. أقوم عادة بوضع علامة على الأماكن التي أريد إضافة موضوع جديد إليها، وعندما تراجع سكرتيرتي تلك العلامات، أملي عليها ما أود فعله، وبالتالي أجبر نفسي على عدم السماح لعملي بالتوقف". في يوم آخر قال لي: "لقد تم الآن نسخ جميع الأجزاء المطبوعة من" سنوات الهجرة" بالكامل، حيث هناك ورق أزرق وضعته كعلامة في الأماكن التي أقوم فيها بتقديم مواد جديدة، بحيث يكون دائمًا أمام عيني ما لم ينجز بشكل كامل بعد، ولكن مع تقدم العمل تبدأ الأوراق الزرقاء تدريجيًا وذلك يجلب إليّ فرحة كبيرة". قبل بضعة أسابيع، سمعت من سكرتيرته أنه يعمل على رواية جديدة، لذا امتنعت عن القيام بزياراتي المسائية، وشعرت بالرضا لرؤيته مرة واحدة في الأسبوع على العشاء. انتهى غوته من الرواية منذ بعض الوقت، وأطلعني هذا المساء على الأوراق الأولى. شعرت بالسعادة، وقرأت حتى وصلت للفقرة الهامة حيث يقف الجميع حول النمر الميت، ويحضر الرسول الأخبار التي تفيد بأنَّ الأسد قد استلقى تحت الشمس بجانب الأنقاض. أثناء القراءة، لم أستطع سوى الإعجاب بالوضوح الاستثنائي الذي جُلبت به كل الأشياء، بما في ذلك النقاط الدقيقة، أمام العينين. كان الخروج للصيد، والأطلال القديمة للقلعة، والمعرض، والطريق عبر الحقول إلى الأنقاض، مرسومة بشكل واضح، بحيث لا يمكن للمرء أن يتصورها بخلاف الشاعر المقصود. في الوقت نفسه، تمت كتابة كل شيء بالحماس وتمكن من الموضوع، بحيث لا يمكن لأحد أن يتوقع ما هو قادم، أو رؤية ما هو أبعد من السطر الذي أمامه. قلت، "لا بد أنك عملت بخطة محددة للغاية". أجاب غوته، "نعم، في الواقع كنت أريد العمل على هذا الموضوع منذ ثلاثين عامًا، وظللت أفكر فيه باستمرار منذ ذلك الحين. استمر العمل بشكل غريب بما فيه الكفاية. في ذلك الوقت، مباشرة بعد كتابي "هيرمان ودوروثيا"، أردت معالجة الموضع بشكل ملحمي، ووضعت مخططًا كاملًا بالمشاهد. لكن عندما بدأت في التفكير في كتابة الموضوع في الوقت الحالي لم أستطع أن أجد مخططي القديم، واضطررت إلى كتابة مخطط جديد، وقد كان مناسبًا للنموذج الذي تم تعديله، والذي كنت أعتزم تقديمه. والآن بعد أن انتهى عملي، عثرت على المخطط القديم مرة أخرى، لكنني سعيد أنني لم أعثر عليه في وقت سابق؛ لأنَّ ذلك كان سيربكني فقط. الأحداث وتطور العمل لم تكن مختلفة في الواقع، لكن التفاصيل كانت مختلفة تمامًا؛ فقد تم تصميمها بهدف المعالجة الملحمية، وبالتالي لن تكون قابلة للتطبيق على هذا النموذج النثرى". تحولت المحادثة لتتناول المحتويات. قلت، "كان المشهد جميلًا، حيث يقف أونوريو قبالة الأميرة وينحني على النمر الميت، ومن ثم تأتي المرأة الباكية مع صبيها، والأمير يأتي مع حاشيته من الصيادين، ويسرع لينضم إلى هذه المجموعة؛ هذا يشكل صورة ممتازة، وأود أن أراها مرسومة". قال غوته، "نعم، ستكون صورة جيدة. ومع ذلك، ربما، هذا الموضوع يكاد يكون غنيًا جدًا، والشخصيات كثيرة جدًا، بحيث يكون من الصعب جدًا على الفنان تجميعها، وتوزيع الضوء والظل. تلك اللحظة السابقة، حيث ينحني أونوريو على النمر، وتقف الأميرة قبالته على ظهر حصان، لقد تصورتها كصورة، ويمكن القيام بذلك". شعرت أنَّ غوته كان على حق، وأضاف أنَّ هذه اللحظة كانت تتضمن في الواقع جوهر الموقف برمته. لاحظت أيضًا أنَّ هذه الرواية لها طابع مميز تمامًا عن تلك الخاصة بـ "سنوات الهجرة"، نظرًا لأنَّ كل شيء يمثل العالم الخارجي - فكل شيء كان حقيقيًا. قال غوته: "صحيح، سوف تجد فيه بالكاد أي شيء من العالم الداخلي، وفي كتاباتي الأخرى هناك الكثير من الأشياء الداخلية تقريباً". قلت، "أنا الآن أشعر بالفضول لأعرف كيف سيهزم الأسد؛ أظن أنَّ هذا سيحدث بطريقة مختلفة تمامًا، لا أستطيع أن أتصور كيف سيحدث ذلك". قال غوته، "لن يكون من المناسب لك أن تخمن، ولن أكشف السر اليوم. مساء يوم الخميس سأعطيك النتيجة، حتى ذلك الحين، فليرقد الأسد في الشمس ". تحولت المحادثة إلى الجزء الثاني من "فاوست"، وخاصة ليلة الفالورجية الكلاسيكية، التي كانت موجودة حتى الآن فقط كرسومات تخطيطية، والتي أخبرني غوته أنه كان يعتزم طباعتها بهذا الشكل. كنت أنوي نصحه بأن لا يفعل ذلك؛ لأنني فكرت أنه لو تم طبعها، فسيتم تركها دائمًا في هذه الحالة غير المنتهية، لا بد أن غوته فكر في الأمر مرة أخرى، لأنه أخبرني الآن أنه قد قرر عدم طباعة الرسم التخطيطي. قلت، "أنا مسرور جدا بذلك؛ وأتمنى أن أراك تكملها في وقت قريب". وقال: "يمكن أن يتم ذلك في غضون ثلاثة أشهر، ولكن متى سأحصل على الوقت لذلك؟" لدي الكثير لأفعله خلال اليوم ومن الصعب عزل نفسي بشكل كافٍ. هذا الصباح، كان في ضيافتي وريث الدوق الأكبر؛ وغدًا، خلال ظهيرة ستزورني الدوقة الكبرى. يجب أن أتعامل مع مثل هذه الزيارات كنعم رفيعة؛ فهي تزين حياتي، لكنها تشغل عقلي. أجد نفسي مضطًرا للتفكير في ما لديّ من جديد لتقديمه لشخصيات كريمة كهذه، وكيف يمكنني أن أستضيفهم بطريقة ممتعة". قلت، "ومع ذلك، فقد انتهيت من ‘هيلينا‘ في الشتاء الماضي ولم تكن أقل اضطرابًا من الآن". أجاب، "لماذا يستمر المرء، ولماذا يجب أن يستمر؛ لكن الأمر صعب". قلت، "على كل حال فمخطّطك معدٌ بالكامل". قال غوته "المخطط اكتمل بالفعل، لكن الجزء الأصعب ما زال يتعين القيام به. وفي تنفيذ الأجزاء، كل شيء يعتمد كثيرًا على الحظ. يجب أن تكون ليلة البورجيس الكلاسيكية مكتوبة بقافية، ومع ذلك يجب أن يكون البناء ذا طابع عتيق بالكامل. ليس من السهل العثور على نوع مناسب من الآبيات؛ - ومن ثم الحوار!" قلت، "أليس هذا مدرجًا أيضًا في الخطة؟" أجاب غوته: "ما أريده موجود، ولكن كيف أريد تنفيذه هو ما أريد معرفته. بعد ذلك، فكر بما يمكن أن يقال في تلك الليلة المجنونة! خطاب فاوست إلى بروسربينا، عندما يستعطفها لتمنحه هيلاينا - إنه خطاب عظيم ذلك الذي دفع بروسربينا نفسها إلى البكاء! كل هذا ليس سهلًا، ولكنه لا يعتمد كثيرًا على الحظ الجيد، بل يعتمد تمامًا على المزاج والقوة في اللحظة الراهنة". الأربعاء 17 يناير 1827 في الآونة الأخيرة، وخلال فترات التوجس العرضي التي تمر بغوته، كنا نتناول الطعام في غرفة العمل، التي تطل على الحديقة. اليوم، تم وضع الطعام مجددًا في ما يسمى غرفة أوربينو، والتي نظرت إليها باعتبارها فأل خير. عندما دخلت، وجدت غوته وابنه: كلاهما رحب بي بطريقة ساذجة. كان غوته في مزاج سعيد للغاية، كما رأيت من خلال تعابير وجهه. من خلال الباب المفتوح للغرفة المجاورة، رأيت الأستاذ فون مولر ينحني على لوحة كبيرة. وسرعان ما دخل إلى حيث كنا نجلس، كان من دواعي سروري أن أرحب به كرفيق لطيف على الطاولة. كانت فراو فون غوته لا تزال غائبة، لكننا جلسنا إلى الطاولة بدونها. تحدثنا عن اللوحة بإعجاب، وقال غوته إنه عملٌ من الباريسي الشهير غيرارد، أرسله في الآونة الأخيرة كهدية. "اذهب والقِ نظرة سريعة قبل أن يحضروا الحساء". تابعت أمنيتيه ورغبتي، وسرّني رؤية العمل الجدير بالإعجاب وإهداء الفنان، الذي كرسه لغوته كدليل على تقديره. لم أستطع النظر مطولًا إلى اللوحة فقد وصلت فراو فون غوته، وسارعت إلى مكاني. قال غوته: "أليس هذا عملًا عظيمًا. قد تدرسه أيامًا وأسابيعَ قبل أن تتمكن من اكتشاف كل أفكاره وتطلعاته الغنية". كنا نتحدث بحيوية على الطاولة. أحضر المستشار رسالة من رجل مهم في باريس، كان يشغل منصب سفير هنا في وقت الاحتلال الفرنسي، وقد ظل على تواصل ودي مع الناس في فايمار منذ ذلك الحين. ذكر الدوق الكبير وغوته، وهنأ مدينة فايمار لقدرتها على الحفاظ على تحالف حميم جدًا بين العبقرية والسلطة العليا. جلبت فراو فون غوته نغمة رشيقة للغاية للمحادثة. كان الحديث يدور حول مشتريات معينة؛ وكانت تقوم بإغاظة غوته الصغير، والذي لم يستسلم للأمر. قال غوته، "يجب ألا نفسد السيدات الجيدات، إنهن على استعداد لكسر كل الحدود. تلقى نابليون في إلبا فواتير لقبعات نسائية اشترتها زوجته، وكان عليه أن يدفعها؛ ولكن في مثل هذه الأمور، فبإمكانه أن يفعل القليل جدًا باعتباره أمرًا كبيرًا. في يوم من الأيام، في التويلريين، عرض تاجر الأزياء بعض الأشياء القيمة على زوجة نابليون في حضوره، ولم يبد نابليون أي استعداد لشراء أي شيء، لكن الرجل حاول أن يقنعه أنه بهذه الطريقة يقدم القليل لزوجته. لم يرد نابليون، بل نظر إلى الرجل بطريقة حانقة، فقام الرجل بتجميع أشياءه دفعة واحدة، ولم يظهر وجهه مرة أخرى". سألت فراو فون غوته، "هل فعل هذا عندما كان قنصلًا؟" أجاب غوته، "ربما عندما صار إمبراطورًا لم تعد نظرته حانقة إلى ذلك الحد. لا يسعني إلا أن أضحك على الرجل، الذي اخترقته تلك النظرة، والذي رأى نفسه كما لو قُطع رأسه أو أُطلق عليه الرصاص". كنا في مزاج أكثر حيوية، وواصلنا الحديث عن نابليون. قال غوته، "أتمنى لو أنَّ لدي صورًا أو نقوشًا جيدة لكل أعمال نابليون، لتزيين غرفة كبيرة". قال غوته، "يجب أن تكون الغرفة كبيرة جدًا، ورغم ذلك فلن تكون كافية، فهناك أعمال رائعة كثيرة". بدأ المستشار محادثة حول كتاب لودين، "تاريخ الألمان"؛ وكان لدي سبب للإعجاب بالبراعة والذكاء اللذين أظهرهما غوته الصغير في استنتاج كل ما وجده المراجعون في الكتاب من الوقت الذي كُتب فيه، والآراء والمشاعر الوطنية التي حركت المؤلف. وصلنا إلى استنتاج أنَّ حروب نابليون شرحت لنا أولًا الحروب التي خاضها سيزر. قال غوته، "في السابق، لم يكن كتاب سيزر سوى تمرين للمدارس الكلاسيكية". تحولت المحادثة من التاريخ الألماني القديم إلى القوطية. تحدثنا عن خزانة كتب ذات طابع قوطي، ومن هذا المنطلق تم طرح الحديث عن الموضة الراحلة في ترتيب الشقق بالكامل على الطراز الألماني والقوطي القديم، وبالتالي العيش تحت تأثير الزمن القديم. قال غوته، "في منزل به العديد من الغرف التي يُدَخَلُ بعضها فقط ثلاث أو أربع مرات في السنة؛ ربما تمر بالمرء بعض الخيالات الجميلة؛ وأعتقد أنه لأمر جميل أن تمتلك مدام بانكوكي في باريس شقة صينية. لكنني لا أستطيع أن أثني على الرجل الذي يملأ الغرف التي يعيش فيها بهذه الأشياء الغريبة والعتيقة الطراز. لأنه نوع من التنكر، والذي لا يمكن أن يكون جيّدًا بأي شكل من الأشكال على المدى البعيد، ولكن على العكس من ذلك، سيكون له تأثير سلبي على الرجل الذي يقوم به. مثل هذه الموضة تناقض العصر الذي نعيش فيه، وتؤكد فقط على طريقة التفكير والشعور الفارغة والمفرغة التي تنشأ منها. من الجيد أن تذهب إلى حفلة تنكرية وأنت متنكر كتركي في إحدى الليالي الشتوية السعيدة، ولكن بماذا يجب أن نفكر في رجل يرتدي مثل هذا القناع طوال العام؟ يجب أن نفكر أنه مجنون، أو في طريقه ليصبح مجنونًا خلال وقت قريب". ووجدنا ملاحظات غوته في هذا الموضوع العملي للغاية مقنعة جدًا، وبما أَنَّ التوبيخ لم يلمس أيًا منّا على نحو طفيف حتى، فقد استمعنا إلى حديثه بسعادة. تحولت المحادثة الآن إلى المسرح، وبدأ غوته بإغاظتي لأنني ضحيت بأمسية يوم الاثنين الماضي لأجله. وقال موجهًا كلامه للباقين، "لأنه هنا لثلاث سنوات الآن، وتلك هي الليلة الأولى التي يتخلى فيها عن المسرح من أجلي. إنه لأمر جلل. كنت قد دعوته لزيارتي، ووعدني بالقدوم، لكنني شككت في أنه سيبقي على كلمته، خاصة بعد أن تجاوزالوقت الساعة السادسة والنصف ولم يكن قد حضر بعدْ. في الواقع، كان ينبغي عليّ أن أبتهج إذا لم يأت؛ لأني أستطيع أن أقول: هذا صديق مجنون، يحب المسرح أكثر من أصدقائه الأعزاء، ولا شيء يمكن أن يبعده عن تحيزه العنيد. لكن ألم أعوضك عن تفويت المسرح يومها؟ ألم أريك كل تلك الأشياء الجميلة؟"بهذه الكلمات ألمح غوته إلى الرواية الجديدة. تحدثنا عن عمل شيللر "مؤامرة" الذي تم عرضه يوم السبت الماضي، قلت، "لقد شاهدته للمرة الأولى، وقد كنت مشغولًا كثيرًا بالتفكير فيما إذا كان من الصعب التخفيف من هذه المشاهد الحادة للغاية. لكنني عرفت أنه لا يمكن عمل الكثير حول ذلك الأمر دون إفساد العمل بكليته". أجاب غوته، "أنت على حق - لا يمكن القيام بذلك، تحدث شيلر معي كثيرًا حول هذا الموضوع؛ لأنه لم يستطع أن يتحمل أول مسرحياته أيضًا، ولم يكن يسمح بعرضها أبدًا خلال ذلك الوقت الذي كنا ندير فيه المسرح معًا. كنا في حاجة إلى قطع، وكان بإمكاننا استخدام الجزء الأول من تلك المنجزات الثلاثة القوية لأجل ذخيرتنا المسرحية. لكننا وجدنا الأمر مستحيلًا؛ فكل الأجزاء كانت متشابكة بشكل وثيق مع بعضها؛ بحيث أنَّ شيللر نفسه يئس من تحقيق الخطة، ووجد نفسه مقيَّدًا للتخلي عنها، وترك القطع كما كانت". قلت، "إنه لأمر محبط، لأنه ورغم كل حدتها، فأنا أحبها أكثر ألف مرة من القطع الضعيفة، القسرية، وغير الطبيعية لبعض أفضل شعرائنا المأساويين المتأخرين. فالشخصية والفكر العظيمان موجودان في شيللر بحق". قال غوته، "نعم، شيللر قد يفعل ما يريده، لأنَّ كل ما ينتجه سوف يكون أعظم بكثير من أفضل الأشياء التي قد ينتجها هؤلاء الشعراء. حتى عندما قص أظافره، أظهر أنه كان أكبر من هؤلاء السادة الأفاضل". ضحكنا على هذا التشبيه اللافت. تابع غوته، "ولكنني أعرف أشخاصًا لا يمكن أن يكونوا راضين أبدًا عن تلك الأعمال الدرامية الأولى لشيللر. خلال صيف ما، في مكان للاستحمام، كنت أسير عبر طريق ضيق منعزل يؤدي إلى طاحونة، هناك قابلني الأمير، وفي نفس اللحظة، جاءت على ذلك الطريق بعض البغال المحملة بأكياس الوجبات، فاضطررنا إلى الخروج من الطريق ودخول منزل صغير. هناك، في تلك الغرفة الضيقة، بدأنا أنا والأمير في نقاش عميق حول الأشياء الإلهية والبشرية. تحدثنا أيضًا عن عمل شيللر "اللصوص"، وعبّر الأمير عن نفسه بهذا الشكل: "لو كنت إلهًا على وشك إنشاء العالم، ورأيت حينها أنَّ شيللر سيكتب في المستقبل عمله " اللصوص" لكنت تركت العالم غير منشأ. قال غوته: "لم أتمكن من كتم ضحكاتي، ما الذي يمكن أن تقوله ردًا على أمر كهذا؟ هذه كراهية شديدة، ولا يمكن لأحد أن يفهمها". علقت، "لا توجد مثل هذه الكراهية تجاه هذا العمل لدى شبابنا، لا سيما طلابنا. يمكن تنفيذ أكثر القطع الممتازة والناضجة لشيللر أو غيره، ولن ترَ سوى عدد قليل من الشباب والطلاب في المسرح. ولكن إذا تم تقديم أحد العملين "اللصوص" أو "مؤامرة"، فإنَّ المسرح سيكون ممتلئًا بالطلاب فقط". قال غوته، "هكذا كان الأمر قبل خمسين سنة، ومن المحتمل أن يكون كذلك بعد خمسين سنة. لا تدعونا نتخيل أنَّ العالم سوف يتقدم كثيرًا في الثقافة والذوق الرفيع وسيتجاوز الشباب عصر الفظاظة. إنَّ ما يكتبه شباب دائمًا ما يتمتع به الشباب أكثر، وحتى لو تقدم العالم بشكل عام، سيبدأ الشباب دائمًا من البداية، وسوف تتكرر عهود زراعة العالم في الفرد. ظل هذا الأمر يزعجني، وقد كتبت هذه الآبيات بسببه منذ وقت طويل: توقف ودع المشعل يشتعل، ولا تدع السعادة تضمحل؛ تهترئ المكانس القديمة دائمًا. ويولد الصغار كل يوم. "لا أحتاج إلا أن أنظر من النافذة لأرى المكانس التي تكتسح الشوارع والأطفال الذين يركضون، كرمز مريء لحال العالم، والذي يهتريء ويتجدد دائمًا مرة أخرى. يتم الحفاظ على ألعاب الأطفال وتحولات الشباب من قرن إلى قرن. فالأطفال هم دائمًا أطفال، وهم في كل الأوقات متشابهون. ومن ثم لا ينبغي لنا أن نطفئ نيران منتصف الصيف، أو نفسد اللذة التي يأخذها الصغار منها". مرت الساعات خلال هذه المحادثة المبهجة بسرعة. وذهبنا نحن الشباب إلى الغرفة العليا، بينما بقي المستشار مع غوته. مساء الخميس 18 يناير 1827 لقد وعدني غوته بأن يريني بقية الرواية هذا المساء. ذهبت إليه في السادسة والنصف، ووجدته وحيدًا في غرفته المريحة. جلست معه على المائدة، وبعد أن تحدثنا عن الأحداث التي حدثت في ذلك اليوم، نهض غوته وأحضر لي الأوراق الجديدة من الرواية. وقال "هنا قد تقرأ النتيجة". بدأت القراءة، بينما كان غوته يسير جيئة وذهابًا خلال الغرفة، ويقف أحيانًا في الموقد. وقد قرأت بهدوء لنفسي كالعادة. انتهت أوراق الليلة الماضية حيث كان الأسد مستلقيًا تحت الشمس خارج جدار الخراب القديم عند شجرة زان عتيقة، وبدأت الاستعدادات لإخضاعه. سوف يرسل الأمير الصيادين خلفه، لكن الغريب يرجوه أن لا يقتل أسده، فهو واثق من قدرته على إعادته إلى قفصه بوسائل أخف. قال، هذا الطفل سوف ينجز عمله بكلمات لطيفة ونغمات حلوة من مزماره. وافق الأمير، وبعد أن رتب الإجراءات الوقائية اللازمة، عاد إلى المدينة مع رجاله. وقف أونوريو مع عدد من الصيادين في ممر ضيق لكي يخيف الأسد من خلال إشعال النار إذا حاول المجيء نحوهم. الأم والطفل، بقيادة حراس القلعة، يصعدان إلى الأنقاض، على الجانب الآخر من الجدار الخارجي الذي يرقد قبالته الأسد. الهدف هو إغراء الحيوان القوي للقدوم إلى ساحة القلعة الفسيحة. تختبئ الأم والحارس في القاعة الخربة في الأعلى، بينما يذهب الطفل بمفرده خلف الأسد من خلال الفتحة المظلمة في جدار ساحة الفناء. ينتشر القلق. إنهم لا يعرفون ما حدث للطفل - ولا يخرج أي صوت من نايه. يوبخ الحارس نفسه بأنه لم يذهب أيضًا، ولكن الأم تبقى هادئة. في نهاية المطاف يسمعون مرة أخرى صوت الناي. يقتربون أكثر وأكثر. يعود الطفل إلى ساحة القلعة من خلال الفتحة الموجودة في الجدار، ويتبعه الأسد، الذي أصبح الآن مطيعًا، بخطوة ثقيلة. ينتشرون مرة واحدة حول الفناء. ثم يجلس الطفل في بقعة مشمسة، في حين يستقر الأسد بسلام بجانبه، ويضع أحد أقدامه الثقيلة في حضنه. دخلت الشوكة في مخلب الأسد. يخرجها الطفل بلطف، ومن ثم يخلع الرباط الحريري من عنقه ويربط للأسد مخلبه. غمرت السعادة الأم والحارس اللذين شهدا المشهد بأكمله من القاعة في الأعلى. يرقد الأسد بهدوء وسلام بينما يغني الطفل من خلال نايه أغنياته الساحرة لتهدئة الوحش، وتختتم الرواية بأكملها بغناء الأبيات التالية : الملائكة المقدسون احترزوا من الطفل الصالح والطيع. ودعموا كل عمل خيّر. وفحصوا كل الاندفعات البرية. الأفكار الورعة واللحن. ومعًا عملوا لأجل ما هو جيد. وجلبوا تحت قدمي الرضيع الأخشاب الصلبة ذاتها. قرأت وأنا مغمور بالعاطفة بسبب الحادثة الختامية. وما زلت لا أعرف ماذا أقول. لقد كنت مندهشًا ولكن لم أكن راضٍيًا. بدا الأمر كذلك. * أولئك الذين يعرفون مدى صعوبة الأصل لن يكونوا شديدي القسوة على الترجمة أعلاه. الكلمات الأصلية في طبعات كوتا لغوته هي كالتالي: Und so geht mit guten Kindern Sel'ger Engel gern zu Rath, Böses Willen zu verhindemi Zu befördern schöne That. So beschwören fest zu bannen Lieben Sohn ans zarte Knie Ihn des Waldes Hochtyrannen Frommer Sinn und Melodie. ما لم يتم إدراج بناء قسري أكثر من خلال الترجمة، فهذه الآبيات قد تبدو غير قابلة للتفسير إلى حد كبير. ولكن في المقطع الذي نقلته عن إيكرمان، وضعت الكلمة "liebem" في مكان "lieben"، وهذه القراءة، التي أظن أنها الصحيحة، تعطي إحساسًا مشابهًا في محاولتي لترجمتها. – المترجم إنَّ الخاتمة كانت بسيطة جدًا، مثالية جدًا وغنائية جدًا، كان من المفترض أن تظهر بعض الشخصيات الأخرى مجددًا، لإضفاء المزيد من الاتساع على النهاية. لاحظ غوته أن لديَّ شكًا وقال: "لو أنني جلبت مرة أخرى بعض الشخصيات الأخرى في النهاية، كانت الخاتمة لتصبح مبتذلة. ماذا يمكن أن يفعلوا أو يقولوا، بينما أنجز كل شيء. لقد قام الأمير ورجاله بالعودة إلى المدينة، حيث هناك حاجة لوجوده. وبمجرد أن علم أونوريو أنَّ الأسد بأمان، تابع طريقه مع الصيادين، كما أن الرجل سيأتي قريبًا من المدينة مع قفصه الحديدي وسيضع الأسد داخله. كل هذه الأشياء متوقعة، وبالتالي لا ينبغي أن تكون مفصلة. وإذا صارت كذلك فسنصبح مبتذلين. ما كان مطلوبًا هو نتيجة مثالية وليس نتيجة شعرية؛ لأنه وبعد الخطاب البائس الذي ألقاه الرجل، الذي هو في حد ذاته نثر شاعري، هناك حاجة إلى مزيد من الارتفاع، وكنت مضطرًا إلى اللجوء إلى الشعر الغنائي، وللأغنية كذلك. تابع "لإيجاد تشبيه لهذه الرواية، تخيل نباتًا أخضرَ يتصاعد من جذوره، يدفع بأوراق خضراء قوية من جوانب جذعه القوي، وفي النهاية ينتهي في زهرة. الزهرة استثنائية ومذهلة، وأوراق الشجر بأكملها وجدت فقط لأجل تلك الزهرة، وسوف تكون بلا قيمة بدونها. تنفست بهدوء خلال هذه الكلمات. يبدو أنَّ المقاييس سقطت من عيني، وبدأ الإحساس بتميز هذا التكوين الرائع يتحرك في داخلي. تابع غوته قائلاً: "كان الهدف من هذه الرواية هو إظهار كيف أنَّ الأشخاص الذين لا يمكن السيطرة عليهم والذين لا يقهرون غالبًا ما يتم تقييدهم بشكل أفضل من خلال الشعور بالحب والتعاطف من القوة. وهذا الهدف الجميل الذي وضعه الطفل والأسد سحرني لكي أتمكن من الانتهاء من العمل. هذا هو المثل الأعلى - هذه هي الزهرة. أوراق الشجر الخضراء للمقدمة الحقيقية للغاية موجودة فقط من أجل هذا المثل الأعلى، وتستحق فقط أي شيء بسببه. ما هو الحقيقي في حد ذاته؟ نحن نسعد به عندما يتم تمثيله بالحقيقة، بل قد يمنحنا معرفة أكثر وضوحًا بأشياء معينة، لكن المكسب المناسب لطبيعتنا العليا يكمن فقط في المثل الأعلى، الذي ينتقل من قلب الشاعر". شعرت بشكل ملموس أنَّ غوته كان محقًا، لأنَّ ختام روايته كان لا يزال يتحرك داخلي، وقد أنتج داخلي نبرة تقوى لم أحس بها منذ فترة طويلة. فكرت كم هي نقية ومكثفة مشاعر الشاعر، إنه يستطيع أن يكتب أي شيء جميل في عصره المتقدم. لم أكن أمتنع عن التعبير عن نفسي في هذه النقطة إلى غوته، ومن تهنئة نفسي بأنَّ هذا الإنتاج، الذي كان فريدًا في حد ذاته، أصبح الآن وجودًا مرئيًا. قال غوته، "أنا سعيد إنك راضٍ عن روايتي، وسعيد أيضًا لأنني تخلصت من موضوع حملته داخلي على مدى ثلاثين عامًا. حاول كلٌ من شيللر وهامبولد إثنائي عن الاستمرار في الأمر عندما أبلغتهما بخطتي سابقًا لأنهما لم يريا شيئًا فيها، ولأنَّ الشاعر وحده يعرف مقدار السحر الذي يستطيع أن يعطيه لموضوعه. لذلك لا ينبغي لأحد أن يسأل شخصًا آخر عندما ينوي كتابة أي شيء. إذا سألني شيللر عن كتابه "فالنشتاين" قبل أن يكتبه، فمن المؤكد أنني كنت لأثنيه عن كتابته؛ لأنني لم أكن لأفكر في مثل هذا الموضوع الذي قد يشكل عملًا دراميًا رائعًا. كان شيللر يعارض معالجتي لأحد موضوعاتي، والذي كنت ميالًا لكتابته بعد "هيرمان ودوروثيا" مباشرة، ونصحني بكتابة شيء آخر، وعلى العموم فقد نجحت في كتابته اعتمادًا على الشكل النثري؛ كثير من الأشياء تعتمد على الوصف الدقيق للمكان، وفي هذا يجب أن أكون مقيدًا بالموضوع المحدد". تحدثنا عن الحكايات الفردية وروايات "سنوات الهجرة"؛ وقد لاحظنا أنَّ كلًا منها كان متميزًا عن الأخرى بطابع خاص ونغمة. وقال غوته، "سأشرح السبب؛ لقد بدأت في العمل مثل الرسام الذي يتجنب بعض الألوان في بعض اللوحات، ويحبذ ألوانًا أخرى. وهكذا، بالنسبة إلى المشهد الصباحي فإنه يضع الكثير من اللون الأزرق على لوحته، والقليل من اللون الأصفر. ولكن، إذا كان ينوي رسم مشهد مسائي، فإنه يأخذ قدرًا كبيرًا من اللون الأصفر، ويبدأ في القضاء على اللون الأزرق تقريبًا. وقد تقدمت بالطريقة نفسها خلال إنتاجاتي الأدبية المختلفة، وهذا هو السبب في تنوع شخصايتها". فكرت أنَّ هذا كان مبدأ حكيمًا للغاية، وكنت سعيدًا بأنَّ غوته قاله. بعد ذلك، خاصة في ما يتعلق بهذه الرواية الأخيرة، أعجبت بالتفاصيل التي تم وصف المشهد بها. قال غوته: "لم أراقب الطبيعة أبدًا من أجل فوائد الإنتاج الشعري. ولكن رسوماتي المبكرة للمناظر الطبيعية ودراساتي الأخيرة في العلوم الطبيعية، قاداني إلى مراقبة متواصلة وثابتة للأشياء الطبيعية، فقد تعلمت بشكل تدريجي الطبيعة عن ظهر قلب حتى في أدق التفاصيل، حتى عندما كنت أحتاج إلى أي شيء كشاعر، كان ذلك الشيء في متناولي بسبب ما ذكرته سابقًا؛ لا أستطيع أن أقترف خطايا بسهولة ضد الحقيقة. لا يملك شيللر هذه الملاحظة للطبيعة. كانت مناطق سويسرا التي استخدمها في "حكاية ويليام" حاضرة في ذهنه بواسطتي. لكن كان لديه عقل رائع ، حتي أنَّ بإمكانه أن يصنع من الإشاعات شيئًا يتجاوز الحقيقة". تحولت المحادثة نحو شيللر بشكل كامل الآن: "تكمن موهبة شيللر الإنتاجية المثالية في الخيال؛ ويمكن القول بأن ليس هناك ند له في الآدب المكتوب باللغة الألمانية أو أي آدب آخر. لديه كل شيء يملكه اللورد بايرون تقريبًا. لكن اللورد بايرون هو سيده في معرفة العالم. أتمنى لو أنَّ شيللر عاش ليعرف أعمال اللورد بايرون، وأتساءل عما كان سيقوله لهذا العقل الفذ. هل نشر بايرون أي شيء خلال حياة شيلر؟ لا أعرف على وجه التحديد". أخذ غوته كتاب " معجم المحادثات" وقرأ المقال المتعلق باللورد بايرون، وقدم العديد من الملاحظات بينما يقرأ. بدا أنَّ بايرون لم ينشر أي شيء قبل عام 1807، ولذلك لم يكن بمقدور شيللر أن يقرأ أيًا من كتاباته". تابع غوته، "تطرح فكرة الحرية خلال جميع أعمال شيللر؛ على الرغم من أنَّ هذه الفكرة افترضت شكلاً جديدًا مع تقدم شيلر ثقافيًا واختلاف طبيعته. في شبابه كانت الحرية الجسدية هي التي شغلته، وأثرت عليه في وقت لاحق من حياته ، كانت الحرية مثالية: "الحرية هي شيء غريب ، وكل رجل لديه ما يكفي منها، إذا كان بإمكانه فقط إرضاء نفسه. ما الذي ينفعنا من الحرية التي لا نستطيع استخدامها؟ انظر إلى هذه الحجرة والحجرة التالية، من خلال الباب المفتوح، ترى سريري. الحجرتان ليستا كبيرتين كما أنهما تضيقان أكثر بالأثاث ، والكتب ، والمخطوطات ، والأعمال الفنية الضرورية ؛ ولكنهما كافيتان بالنسبة لي. لقد عشت فيهما خلال كل فصل الشتاء ، ونادراً ما كنت أدخل غرفتي الأمامية. ما الذي توجب عليّ فعله ببيتي الفسيح وحرية الانتقال من غرفة إلى أخرى ، بينما لم أجد أنه من الضروري استخدام هذه الغرف". "إذا كان لدى الرجل حرية كافية ليعيش بصحة جيدة ، ويعمل في حرفته ، فلديه ما يكفي؛ ويمكنه الحصول على الكثير من الأشياء بسهولة. ومن ثم، فكلنا أحرار في ظل ظروف معينة، والتي يجب علينا تحقيقها. المواطن حر مثل النبيل ، عندما يقيد نفسه في الحدود التي حددها الرب بوضعه في تلك المرتبة. النبيل حر مثل الأمير، لأنه لو حضر بعض الاحتفالات في المحكمة قد يشعر أنه على قدم المساواة مع الأمير. لا تتشكل الحرية من خلال رفض الاعتراف بأي شيء فوقنا ، بل باحترام شيء فوقنا. لأنه، من خلال احترامه ، نرفع أنفسنا إليه، ومن خلال اعترافنا، نوضح أننا نعرف داخل أنفسنا ما هو أعلى، ونستحق أن نصبح على نفس المستوى منه". "في رحلاتي ، التقيت في كثير من الأحيان بتجار من شمال ألمانيا ، كانوا يتصورون أنهم كانوا أندادي، إذْ كانوا يجلسون بوقاحة بجواري على الطاولة. لم يكونوا مميزين أبدًا بسبب تلك الطريقة التي اتبعوها في التعامل معي؛ رغم أنهم كانوا ليكونوا مميزين لو عرفوا كيف يقيمونني ويتعاملون معي". "هذه الحرية الجسدية خلقت لشيللر الكثير من المتاعب في سنواته الشابة ، وقد نجمت جزئيًا عن طبيعة عقله ، وبشكل أكبر من ضبط النفس الذي تحمله في المدرسة العسكرية. في الفترة الأخيرة، عندما صار لديه الحرية المادية الكافية، انتقل إلى الشكل المثالي، وأقول تقريباً إنَّ هذه الفكرة قتلته ، لأنها دفعته إلى فرض أشياء على طبيعته المادية وقد كان ذلك يضغط على قواه". -------------------- (1) كان الهم الوحيد للدول الكبرى هو ضمان الاستمرار والتمسك والالتزام بمقررات مؤتمر فينا وأن لا تكون نهاية عقد المؤتمر نهاية لمقرراتة لذلك خرج القيصر الروسي بفكرة التحالف المقدس ويقصد به قيام رابطة بين الدول الأوروبية تقوم على المحبة والعدل الذي نادى به المسيح لتحل محل المواثيق العسكرية والتحالفات السياسية التقليدية وبهذا تكون المسيحية القاعدة الأساسية للقانون الدولي في حل المشاكل والصعاب ويعتبر الملوك الموقعون على التحالف وكأنهم مكلفون من الإله بالدفاع عن السلام والنظام. وكان الهدف منه القضاء على أي محاولة للتحرر والديمقراطية قد تظهر في المستقبل وفي يوم 26 سبتمبر 1815 وقعت كل من روسيا وبروسيا والنمسا على التحالف أما بريطانيا فلم تتمكن من التوقيع لأن الوصي على العرش لم يحق له التوقيع لأن الملوك هم الذين يوقعون إلا أن بريطانيا أبدت تعاطفها مع هذا التحالف لكن وزير خارجيتها كاسلريه لم يكن مقتنعا بصواب فكرة التحالف لأنه :- كان يفهم جيدا معنى التحولات الجذرية التي أوجدتها الثورة الفرنسية في أوروبا مما يجعل هذا التحالف طارئا غير واقعي إضافة إلى ذلك أنَّ صاحب الفكرة هو الاسكندر الأول والذي كان معروفا بأطماعه التوسعية والرغبة في السيطرة على السياسة الأوروبية ولهذا سيكون أقل الموقعين قدرة على الالتزام به ووقف مترنيخ ضد هذا التحالف مع كاسلريه واستمر التحالف حتى 1826 ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء الحادي عشرالأحد، 25 ديسمبر 1825 ذهبت إلى غوته عند الساعة السادسة هذا المساء. وجدته بمفرده، وقضيت معه بضع ساعات مبهجة.قال لي: "لقد كان عقلي مثقلًا....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء الحادي عشرالأحد، 25 ديسمبر 1825 ذهبت إلى غوته عند الساعة السادسة هذا المساء. وجدته بمفرده، وقضيت معه بضع ساعات مبهجة.قال لي: "لقد كان عقلي مثقلًا مؤخرًا بأشياء كثيرة. الكثير من الأشياء الجيدة كانت تتدفق عليّ من كل الجهات؛ حتى إنَّ فعل الشكر البسيط منعني من الحصول على أي حياة عملية. التهاني التي وجهت إليَّ بسبب أعمالي جاءت من مختلف الجهات؛ وبما أنَّ الموقف كان مختلفًا في كل حالة، كان كل منها بحاجة إلى ردٍ مختلف، ثم جاءت اتفاقات بائعي الكتب التي لا حصر لها، والتي كان من الواجب أيضًا النظر فيها والتصرف بناءً عليها، بعد ذلك، جلب الاحتفال بتمثالي انتباهًا كبيرًا إلى حدٍّ ما، لدرجة أنني لم أرسل بعد كل رسائل شكري، ولا يمكنني الاكتفاء بالردود الجوفاء، لأنني أود أن أقول شيئًا مناسبًا للجميع. "لقد قدمت سابقًا ملاحظة، وسأنقلها إليك. "كل شيء نقوم به له نتيجة. لكن ما هو صحيح وحكيم لا يؤدي دائمًا إلى الخير، ولا العكس لما هو سيئ. كثيرًا ما يحدث العكس. منذ بعض الوقت، ارتكبت خطأ في إحدى هذه المعاملات مع بائعي الكتب، وكنت آسفًا لأنني فعلت ذلك. ولكن الآن تغيرت الظروف، حتى لو لم أكن قد ارتكبت ذلك الخطأ كنت سأرتكب خطئًا أكبر. مثل هذه الحالات تحدث بشكل متكرر في الحياة، ومن ثم نرى أنَّ رجال العالم الذين يفهمون هذا يذهبون للعمل بحرية كبيرة وجرأة". أدهشني هذا التصريح، الذي كان جديدًا بالنسبة لي، وبعد ذلك تحول الحديث إلى بعض من أعماله، وصلنا إلى مرثاة "الكسيس ودورا". قال غوته، "في هذه القصيدة ألقى الناس باللوم على الخاتمة القوية والعاطفية، وكانوا يودون أن تنتهي القصيدة برفق وبسلام، دون أن تشوبها الغيرة؛ لكنني لم أقتنع حينها أنهم كانوا على حق. الغيرة هي عنصر واضح في هذه العلاقة، والقصيدة ستكون غير مكتملة إذا لم يتم تقديمها على الإطلاق. أنا شخصيًا عرفت شابًا، في خضم علاقته العاطفية مع فتاة عزباء سهلة المنال، صرخ قائلاً: "لكن ألن تتصرف مع شخص آخر كما تصرفت معي؟" لقد اتفقت كليًا مع غوته، ثم ذكرت مواقف غريبة في هذه المرثاة، حيث هناك أحداث قوية جدًا في مساحة ضيقة جدًا، وكل ذلك تم تحديده بدقة، بحيث نعتقد أننا نرى الحياة الكاملة والبيئة المحلية للأشخاص المتورطين في الأحداث. قلت، "ما وصفته، يظهر كما لو كنت قد قدمت العمل من خلال تجربة فعلية". قال غوته، "أنا مسرور لأنَّ الأمر يبدو كذلك بالنسبة لك، لكن هناك قلة من الرجال لديهم خيال لوصف حقيقة الواقع، ومعظمهم يفضلون دولًا وظروفًا غريبة لا يعرفون شيئًا عنها، والتي قد يشكلها خيالهم بطريقة غريبة. "ثم هناك آخرون ممن يتشبثون بالواقع. فبينما يريدون الروح الشعرية بكليتها، فإنهم شديدو التعصب في طلباتهم. على سبيل المثال، في هذه المرثاة، كان البعض قد يجعلني أحضر لإلكسيس خادمًا لحمل أشيائه، دون أن يفكروا أنَّ كل ما هو شاعري ومثالي في الموقف سيتدمر". من "ألكسيس ودورا"، تحولت المحادثة إلى "ويلهلم مايستر"، قال غوته، "هناك نقاد غريبون في هذا العالم، لقد ألقوا اللوم عليّ لترك البطل في هذه الرواية يعيش أوقاتًا سيئة. لكن في هذا الظرف ذاته، اعتبرتُ هذه الأوقات التي اعتبروها سيئة كإناء، ومن خلال وضعي فيه كل ما وددت قوله عن المجتمع الصالح، اكتسبت هيئة شعرية، وكانت صفقة ناجحة. على العكس من ذلك، لو صورت المجتمع الصالح بما يدعونه المجتمع الصالح، لم يكن أحد ليقرأ الكتاب. "في التوافه الظاهرة في ‘ويلهلم مايستر‘، هناك دائمًا شيء أعلى في القاع، ولا شيء مطلوب سوى عيون ومعرفة للعالم، وقوة الفهم لإدراك العظمة في التفاصيل الصغيرة. بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون هذه الصفات، دعهم يكتفون بتلقي صورة الحياة كحياة حقيقية". ومن ثم أراني غوته عملًا إنجليزيًا مثيرًا للاهتمام، يصور جميع أعمال شكسبير في لوحات نحاسية. احتضنت كل صفحة قطعة واحدة مع بعض الآبيات المكتوبة تحتها في ستة تصميمات صغيرة، وبذلك تم عرض الفكرة الأساسية والمواقف الأكثر أهمية في كل عمل أمام الأعين. كل هذه التراجيديات والكوميديات الخالدة مرت أمام عقلي مثل مواكب الأقنعة. قال غوته "من المرعب أن ننظر إلى هذه الصور الصغيرة. هكذا نشعر أولًا بالثراء والعظمة اللامحدودين لشكسبير. لا يوجد دافع في حياة الإنسان لم يظهره أو يبديه!" بسهولة وحرية! لكننا لا نستطيع الحديث عن شكسبير. كل شيء غير مناسب. لقد تطرقت إلى موضوع "ويلهلم مايستر"، لكن هذا لا يعني الكثير. شكسبير ليس شاعرًا مسرحيًا. لم يفكر في المسرح؛ فقد كان المسرح ضيقًا جدًا لعقله العظيم. لا، كان العالم المرئي كله ضيقًا للغاية بالنسبة له". إنه غني جدًا وقوي جدًا. لا ينبغي لطبيعة منتجة أن تقرأ أكثر من واحدًا من أعماله الدرامية خلال عام، وإلا فلسوف تدمره بالكامل. لقد قمت بعمل جيد بالتخلص منه عن طريق كتابة "غويتز" و "إغمونت"، وكان من الجيد لبايرون أنه لم يكن له الكثير من الاحترام والإعجاب، بل اختار طريقه الخاص. كم من الألمان الممتازين تم تدميرهم بواسطته هو وكالديرون! يعطينا شكسبير التفاح الذهبي في أطباق فضية. نحصل على الأطباق الفضية من خلال دراسة أعماله؛ لكن لسوء الحظ، ليس لدينا سوى بطاطا لنضعها في ذلك الطبق". ضحكت، وسررت بهذا التشبيه الرائع. قرأ غوته بعد ذلك رسالة من زيلتر، يصف فيها تمثيل ماكبث في برلين، حيث لم تتمكن الموسيقى من مواكبة الروح والسمات الكبرى للقطعة المسرحية، كما حددها زيلتر من خلال العديد من التعليقات. من خلال قراءة غوته، اكتسبت الرسالة تأثيرها الكامل، وكثيرًا ما كان يتوقف عن القراءة لإبداء إعجابه مثلي، خلال بعض المقاطع. قال غوته "ماكبث هي أفضل مسرحية لشيكسبير، وهي التي يُظهر فيها أقصى قدر من التفهم لخشبة المسرح. لكنك سترى عقله دون قيود لو قرأت "ترويليوس وكريسيدا"، حيث يعالج مواد الإلياذة "Iliad" بأسلوبه الخاص". تحولت المحادثة إلى بايرون، والعيب الذي يظهره، عندما توضع أعماله بجانب البراءة المبهجة لأعمال شكسبير، واللوم المتكرر وغير العادل عمومًا الذي يجلبه على نفسه من خلال أعماله المنبوذة المتعددة. قال غوته، "إذا كان اللورد بايرون لديه الفرصة للعمل على جميع التناقضات في شخصيته، من خلال عدد من الخطابات القوية، كان سيكون أكثر نقاءًا كشاعر. ولكن ولأنه لم يتكلم علانية مطلقًا فقد احتفظ في نفسه بكل مشاعره ضد أمته، ولكي يحرر نفسه منها لم يكن لديه وسيلة أخرى للتعبير عنهم سوى في شكل شعري، لذلك يمكنني أن أدعو جزءًا كبيرًا من أعمال بايرون المنبوذة. "قمع الخطابات البرلمانية"، واعتقد أنَّ هذا لن يكون اسمًا سيئًا لها". ثم ذكرنا أحد شعراءنا الألمان الأكثر حداثة، الذي اكتسب اسمًا عظيمًا في الآونة الأخيرة، والذي تم رفض اتجاهه السلبي بالمثل. قال غوته، "لا يمكننا أن ننكر، أنه يتمتع بالعديد من الصفات الرائعة، لكنه يريد المحبة. إنه لا يحب قراءه وزملاءه الشعراء الآخرين بقدر ما لا يحب نفسه، وبالتالي قد نطبق عليه مقولة مكسيم الحواري على الرغم من أنني أتكلم بألسنة الرجال والملائكة، ولم أحب (الصدقة)، فقد أصبحت نحاسًا صافًا وصنّاعًا رنجيًا". لقد قرأت مؤخرًا قصائده - ولا أستطيع أن أنكر موهبته العظيمة، ولكن، كما قلت، هو قاصر في الحب، وبالتالي لن ينتج عنه أبدًا التأثير الذي يجب أن يختبره. سوف يكون مهابًا وسوف يكون محبوبًا لدى أولئك الذين يرغبون في أن يكونوا سلبيين مثله، ولكن ليس لديهم موهبته". مساء الأحد، 29 يناير 1826. كان الدكتور وولف من هامبورغ، المرتجل الألماني الأكثر شهرة هنا منذ عدة أيام، وقد قدم بالفعل دليلًا عامًا على موهبته النادرة. في مساء يوم الجمعة، قدم عرضًا رائعًا لعدد كبير من الحضور، وبحضور محكمة فايمار. في نفس المساء، تلقى من غوته دعوة ليأتي إليه في اليوم التالي ظهرًا. تحدثت معه مساء أمس، بعد أن ارتجل أمام غوته. كان مسرورًا للغاية، وأعلن أنَّ هذه الساعة ستغير حياته. لأنَّ غوته، ومن خلال بضع كلمات، قد فتح أمامه طريقًا جديدًا تمامًا، وضرب على الوتر الحساس. عندما كنت عند غوته هذا المساء، تحولت المحادثة على الفور إلى "وولف". قلت له، ''الدكتور وولف سعيد للغاية، لأنك أسديته نصيحة جيدة". قال غوته "كنت صريحًا معه تمامًا، وإذا كانت كلماتي قد تركت انطباعًا لديه وشجعته، فهذه علامة جيدة جدًا. إنه موهبة حتمية دون شك، لكنه يعاني من المرض العام في يومنا هذا - الذاتية - والتي من شأنها أن تعطل شفاءه، أعطيته مهمة: - قلت له، "صف لي عودتك إلى هامبورغ". كان جاهزًا على الفور، وبدأ على الفور في التحدث بأبيات شعرية رتيبة. لم أستطع سوى أن أبدي إعجابي به، ومع ذلك لم أتمكن من الثناء عليه. لم تكن العودة إلى هامبورغ هي التي وصفها، وإنما مشاعر ابن يعود لوالديه، علاقاته، وأصدقائه؛ كانت قصيدته ستقول الشيء ذاته عن العودة إلى مرسيبورغ أو يينا، كما في العودة إلى هامبورغ، لكن أليست هامبورغ مدينة غريبة ومميزة! وألم تكن لتوفر له حقلًا عظيمًا لتقديم وصف دقيق لو غامر لمعالجة هذا الموضوع بشكل صحيح!" لاحظت أنَّ هذا الاتجاه الشخصي كان خطأ الجمهور، الذي يصفق بكل عزيمة. قال غوته: "ربما يكون الأمر كذلك، لكن الجمهور سيشعر بالسعادة أكثر إذا أعطيته شيئًا أفضل. أنا متأكد من أنه من خلال موهبة وولف في الارتجال، يمكن للمرء أن يصف بأمانة حياة المدن العظيمة، مثل روما، نابولي، فيينا، هامبورغ، أو لندن، وبأسلوب حيوي، سيعتقد المستمع أنه رآها بأم عينه، الجميع سيكون مسحورًا. إذا انطلق إلى الهدف سينجح، لأنه يملك ما يلزم للنجاح؛ ولأنه لا يخلو من الخيال. فقط يجب عليه أن يحسم أمره في الحال، ويكافح لكي يفهم ذلك". قلت، "أنا أخاف أنَّ هذا سيكون أصعب مما نتخيل، لأنه يتطلب تجديدًا كاملًا لنمط تفكيره. وحتى لو نجح، فإنه سيصل، في جميع الأحوال، إلى لحظة أن يقف ساكنًا أمام إنتاجه، وسيتطلب الأمر تدريبًا طويلًا لكي يصبح الهدف ممكنًا". قال غوته: "إنَّ الخطوة كبيرة للغاية بالطبع، لكن يجب عليه أن يتحلى بالشجاعة وأن يتخذ قراره على الفور. لأنَّ هذه الأمور تشبه رعب الغطس في المياه - يجب علينا القفز في الحال، وسيصبح العنصر في صالحنا. تابع غوته، "إذا كان هناك شخص يتعلم الغناء، جميع الطبقات الصوتية التي تندرج ضمن بوصلته الطبيعية تكون سهلة بالنسبة له، في حين أنَّ تلك التي تقع خارج البوصلة هي في البداية صعبة للغاية. ولكن لكي يكون مطربًا، يجب عليه إتقانها، ويجب أن يتمكن من التحكم في طبقات صوته كلها. بالنسبة للشاعر - فهو لا يستحق الاسم بينما يتحدث فقط عن مشاعره الشخصية البسيطة؛ ولكن بمجرد أن يتفاهم مع نفسه، ويعبر عن العالم، يصبح شاعرًا. ومن ثم تصبح روحه ثرة، ويصبح بإمكانه أن يتجدد دائمًا، وتنمحي الطبيعة الذاتية عن مادته الداخلية الصغيرة، وتدمر بالطريقة المميزة. الناس يتحدثون دائمًا عن دراسة القدماء، ولكن ماذا يعني ذلك، عدا أنه يقول، حوّل انتباهك إلى العالم الحقيقي، وحاول التعبير عنه، لأنَّ هذا ما فعله القدماء عندما كانوا أحياء". نهض غوته ومشى جيئة وذهابًا، بينما بقيت جالسًا على الطاولة، كما يحب أن يراني. وقف لحظة أمام الموقد، ثم، مثل من تذكر شيئًا، عاد وإصبعه على شفتيه وقال، "سوف أخبرك بشيء الآن سوف تجده في كثير من الأحيان مؤكدًا من خلال تجربتك. كل العصور التي تكون في حالة من الانحطاط والانحلال ذاتية؛ من ناحية أخرى، كل العصور التقدمية لها ميل موضوعي، زماننا الحالي رجعي، لأنه ذاتي: لا نرى ذلك في الشعر فقط، ولكن في الرسم أيضًا، وفي أمور أخرى. إنَّ كل جهد صحي يكون موجهًا من الداخل إلى العالم الخارجي، كما سترى في كل العصور العظيمة، التي كانت بالفعل في حالة تطور، أنَّ كلها طبيعة موضوعية". أدت هذه التصريحات إلى محادثة مثيرة للاهتمام، حيث تذكرنا بشكل خاص الفترة العظيمة للقرنين الخامس عشر والسادس عشر. تحولت المحادثة الآن إلى المسرح، والطبيعة الضعيفة والعاطفية للإنتاج الحديث. قلت، "موليير هو قوتي وعزائي في الوقت الحاضر". "لقد ترجمت كتابه "Avare"، وأصبحت الآن مشغولًا بـ" Medicin malgre lui". موليير رجلٌ عظيم وأصيل". قال غوته، "نعم، رجل حقيقي. هذا هو المصطلح المناسب. لا يوجد شيء مشوه فيه. لقد فهم الكتابة وتحكم فيها منذ يومه، بينما سمح بعض كتابنا كإيفلند وكوتزبيو للكتابة بأن تتحكم فيهم، وكانوا محدودين ومحصورين في نفوسهم. قام موليير بتأديب الرجال من خلال رسمهم كما كانوا". قلت، "سأفعل أي شيء لأتمكن من رؤية مسرحياته تُمَثَلُ بكل نقاوتها! لكن مثل هذه الأشياء فد تكون قوية جدًا وطبيعية على الجمهور، بقدر ما أنا على دراية بها. أليس هذا الإفراط في الصقل ينسب إلى ما يسمى بالأدب المثالي لبعض المؤلفين؟" قال غوته، "لا، فلديه مصدره في المجتمع نفسه. ما سبب انخراط فتياتنا الصغيرات في المسرح؟ إنهن لا ينتمين إليه - إنهن ينتمين إلى الدير؛ المسرح للرجال والنساء الذين يعرفون شيئًا عن العلاقات الإنسانية. عندما بدأ موليير بالكتابة، كانت الفتيات في الدير، ولم يجبر على التفكير بهن، ولكن الآن لا يمكننا التخلص هؤلاء الفتيات الصغيرات، وبالتالي سيستمر عرض المسرحيات الضعيفة باعتبارها لائقة. كن حكيمًا وابتعد، كما فعلت أنا. لقد كنت مهتمًا جدًا بالمسرح فقط بينما كان لدي تأثير عملي عليه، وكان من دواعي سروري أن أحقق للمؤسسة درجة عالية من الكمال؛ وعندما كان هناك أداء، لم يكن اهتمامي الأكبر بالقطعة المسرحية بل ملاحظة ما إذا كان الممثلون يؤدونها كما ينبغي. وعندما كنت ألاحظ خطأ كنت أشير إليه كتابيًا، وكنت متأكدًا من أنهم سيتجنبونه في المرة القادمة. الآن لم يعد باستطاعتي ممارسة أي تأثير عملي في المسرح؛ ولا أشعر بالرغبة لدخوله؛ لأنني سأجبر على تحمل العيوب دون أن أتمكن من تعديلها؛ وهذا لن يناسبني. والأمر ليس أفضل مع قراءة المسرحيات. دائمًا ما يرسل إلى الشعراء الألمان الشباب أعمالًا تراجيدية. ولكن ماذا أفعل بها؟ لم أقرأ أبدًا المسرحيات الألمانية إلا لمحاولة معرفة ما إذا كان بوسعي أن أعالجها أو لا؛ وبكل احترام لم أبالِ بها أبدًا. ماذا أفعل الآن، في وضعي الحالي، مع أعمال هؤلاء الشباب؟ لا أستطيع كسب شيء لنفسي من خلال قراءة كيف يجب ألا يتم القيام بالأشياء؛ ولا يمكنني مساعدة الشعراء الشباب في مسألة انتهت بالفعل. لو أنهم أرسلوا لي خطة المسرحية بدلًا من إرسال مسرحياتهم المطبوعة، يمكنني على الأقل قول "افعلها" أو "اتركها" أو "افعلها بهذه الطريقة" أو "افعل ذلك" وربما يكون ذلك مفيدًا أكثر. "كل هذه الفوضى تنبع من أنَّ تلك الثقافة الشعرية منتشرة على نطاق واسع في ألمانيا لدرجة أن لا أحد الآن يصنع أبياتًا شعرية سيئة. إنَّ الشعراء الشباب الذين يرسلون لي أعمالهم ليسوا أدنى من أسلافهم، وبما أنهم يرون هذه الثناءات العالية، فإنهم لا يستطيعون فهم سبب عدم امتداحهم أيضًا. ومع ذلك لا يمكننا تشجيعهم، عندما توجد مئات المواهب من نوعهم؛ وعلينا ألا نفضل وجود ثغرات في حين أنَّ هناك الكثير من البقايا المفيدة التي يتعين القيام بها. إذا كان هناك شخص واحد يعلو فوق كل البقية، فإنه سيكون جيدًا، لأنَّ العالم لا يخدمه سوى الاستثنائيين". الخميس، ١٦ فبراير ١٨٢٦. ذهبت في السابعة مساء إلى غوته، ووجدته وحده في غرفته. جلست أمامه على المائدة، وأخبرته بأنني رأيت دوق ولنغتون في النزل، فقد كان يمر بالمكان في طريقه إلى سان بطرسبرغ. قال غوته، "فعلًا! كيف كان يبدو؟ أخبرني كل شيء عنه. هل يبدو كلوحته المرسومة؟" قلت، "نعم، ولكن بشكل أفضل، مع شخصية مميزة أكثر. إذا نظرت إلى وجهه، تصبح كل اللوحات تافهة. لا يحتاج المرء إلا لرؤيته مرة واحدة لكي لا ينساه أبدًا، إنه ذلك الانطباع الذي يصنعه! عيناه بنيتان، وأكثر تأثرًا بالذكاء؛ يشعر المرء بتأثير نظرته، وفمه يتكلم حتى عندما يكون مغلقًا؛ يبدو كرجل لديه الكثير من الأفكار، وكأنه عاش خلال أعظم الأعمال، فأصبح باستطاعته الآن التعامل مع العالم بهدوء ورصانة، ولم يعد هناك ما يزعجه في العالم. بدا لي قويًا ومتقنًا مثل شفرة دمشقية. من خلال مظهره يبدو في مرحلة متقدمة من الخمسينيات؛ مستقيم، نحيف، وليس طويل القامة أو قوي البنية. رأيته يدخل في عربة القطار ليغادر. كان هناك شيء غير عادي في تحيته أثناء مروره عبر الحشد، وبحركة طفيفة جدًا، لمس قبعته بإصبعه. استمع غوته لوصفي باهتمام. وقال: "لقد رأيت بطلاً، وهذا يقول شيئًا ما". تحدثنا بعد ذلك عن نابليون، وشعرت بالأسف لأنني لم أره قط. قال غوته: " كان ذلك يستحق العناء بحق. ياله من ملخص وافٍ للعالم!" قلت، "هل كان يبدو بشكل معين؟" أجاب غوته، "لقد كان يبدو بشكل معين، فقد بدا كما كان عليه، هذا كل شيء". أحضرت قصيدة رائعة جدًا لغوته، كنت قد تحدثت معه بشأنها في بعض الأمسيات من قبل، - قصيدة خاصة به، كتبت منذ زمن طويل لدرجة أنه نسيها تمامًا. تم طبعها في بداية عام 1776، في "داي سيشتاربن" (المرئي)، وهي دورية كانت تصدر في ذلك الوقت في فرانكفورت، وقد تم إحضارها إلى فايمار من قبل خادم قديم لدى غوته، وتحصلت عليها منه. لا شك فيه أنها أقدم قصيدة معروفة لغوته. كان موضوعها "نزول المسيح إلى جهنم". كان من الرائع ملاحظة مراقبة المؤلف الشاب لصورته الدينية، ربما كان غرض القصيدة مناسبًا لـكلوبستوك؛ لكن التنفيذ كان مختلفًا تمامًا؛ فقد كان أقوى، وأكثر حرية، وأكثر سهولة، وكان به طاقة أكبر وترتيب أفضل. وقد ذكّرني الحماس الاستثنائي بفترة من الشباب، مليئة بالسلطة والقوة. من خلال العوز للموضوع، كانت القصيدة تعود باستمرار الى نفس النقطة، وكانت طويلة بإفراط. لقد وضعت أمام غوته الورقة الصفراء البالية، وبمجرد أن رآها تذكر قصيدته. قال، '' ربما اقنعتني فراولين فون كلتنبيرغ بكتابتها: يظهر العنوان أنه تمت كتابتها برغبة، وأنا لا أعرف أي صديق آخر يمكن أن يطلب مثل هذا الموضوع. كنت حينها في حاجة إلى مواد، وكنت أسعد عندما أحصل على أي شيء يمكن أن أغنيه. في الآونة الأخيرة، وقعت قصيدة من تلك الفترة في يدي، كتبتها باللغة الإنجليزية، واشتكيت فيها من ندرة المواضيع الشعرية. نحن الألمان ضعفاء حقًا في هذا الصدد؛ إنَّ تاريخنا الأقدم يكمن في الغموض، والأخير لا يخلو من المصلحة العامة، من خلال الرغبة في سلالة حاكمة واحدة. حاول كلوبستوك كتابة أرمينيوس، لكن الموضوع بقي بعيدًا جدًا. لم يشعر أحد بأي اتصال به؛ لا أحد يعرف ماذا يصنع منه، وبالتالي لم يكن شعبيًا، أو يخلف أي نتيجة. لقد حالفني الحظ في عملي ''Goetz von Berlichlngen"؛ الذي كان، على أية حال، عظمة من عظامي، وقطعة من لحمي، ويمكنني أن أفعل به شيئًا. "بالنسبة لــ"فيرت" و "فاوست" كنت على العكس من ذلك مضطرًا للاستفادة من ذاتي، لأنَّ ما تم تقديمه لي لم يكن مقنعًا. لقد صنعت الشياطين والسحرة ذات مرة؛ كنت سعيدًا عندما استهلكت إرثي الشمالي، وتحولت إلى الإغريق. لو أنني عرفت في وقت سابق كم من الأشياء الممتازة كانت موجودة منذ مئات وآلاف السنين، ما كنت لأكتب سطرًا واحدًا، وكنت لأفعل شيئًا آخر". عيد الفصح، ٢٦ مارس ١٨٢٦. كان غوته في مزاج لطيف على العشاء اليوم، فقد تلقى شيئًا قيّمًا للغاية. مخطوطة لورد بايرون لعمله "ساردانابالوس". أراها لنا بعد العشاء، وفي الوقت نفسه طلب من ابنته أن تعطيه الرسالة التي أرسلها بايرون من جنوا. قال، "أترين يا عزيزتي، لديّ الآن كل ما جمعته والذي يتعلق بعلاقتي مع بايرون؛ حتى هذه الورقة القيّمة أتتني اليوم بطريقة مميزة، والآن لا أريد شيئًا سوى هذه الرسالة". ومع ذلك، فإنَّ المعجبة الودودة ببايرون لم تعد الرسالة. وقالت، "لقد أعطيتها لي يا أبي العزيز، وأنا لن أعيدها؛ وإذا كنت ترغب أن تكون كلها مجمعة مع بعضها فمن الأفضل أن تعطيني الورقة الثمينة التي وصلت اليوم، وسأحتفظ بهم جميعًا". استمرت المسابقة اللعوبة لبعض الوقت، ومن ثم تحولت إلى محادثة عامة نابضة بالحياة. بعد أن تركنا الطاولة، وصعدت السيدات، بقيت مع غوته بمفردنا. أحضر من غرفة عمله حقيبة حمراء، أخذها إلى النافذة، وأطلعني على محتوياتها. قال: '' انظر، لديَّ هنا كل شيء يتعلق بعلاقتنا أنا واللورد بايرون، هنا رسالته من ليغورن؛ هذه نسخة من إهدائه؛ هذه قصيدتي؛ وهنا ما كتبته لـ "محادثات ميدوين"، الآن، أنا لا أريد سوى رسالة جنوا، وهي لن تعيدها لي". بعد ذلك أخبرني غوته عن رسالة ودّية قد قُدمت إليه هذا اليوم من إنكلترا، مع الإشارة إلى اللورد بايرون، والتي أثارت حماسته بطريقة لطيفة للغاية. كان عقله الآن مليئًا تمامًا ببايرون، وقال ألف شيئًا مثيرًا للاهتمام عنه وعن أعماله ومواهبه. قال، "يمكن أن يفكر الإنجليز في بايرون كما يشاؤون؛ لكن من المؤكد أنهم لن يجلبوا أي شاعر في مكانته. إنه مختلف عن كل الآخرين، و أعظم بكثير منهم". الاثنين 15 مايو 1826. لقد تحدثت مع غوته اليوم عن القديس شوتزه، والذي تحدث عنه بلطف شديد. وقال: "عندما كنت مريضًا منذ بضعة أسابيع، قرأت كتابه" Heitere Stunden "(ساعات البهجة) بسرور كبير. لو كان شوتزه يعيش في إنجلترا، لكان قد صنع حقبة؛ لأنه مع هبته في من الملاحظة والتصوير، لم يكن ينقصه شيء سوى رؤية الحياة على نطاق أوسع". الخميس ١ يونيو ١٨٢٦. تحدث غوته عن "Globe"، وقال "المساهمون فيها هم رجال العالم، إنهم مرحون وواضحون في آرائهم وجريئون لدرجة كبيرة. إنهم مصقولون ولامعون في انتقادهم. في حين أنَّ أدباءنا الألمان يعتقدون دائمًا أنهم يجب أن يكرهوا أولئك الذين لا يفكرون مثلهم. اعتبر "Globe" واحدة من أكثر الدوريات إثارة للاهتمام، ولا يمكن الاستغناء عنها". الأربعاء 26 يوليو 1826. كان من دواعي سروري في هذا المساء أن أسمع غوته يقول الكثير عن المسرح. أخبرته أنَّ أحد أصدقائي كان ينوي معالجة عمل لورد بايرون "Two Foscari" لعرضه في المسرح. شكك غوته في نجاحه. قال: "إنه بالفعل أمر مغرٍ عندما يترك فينا عملًا قرأناه انطباعًا عميقًا بعد القراءة، ونعتقد أنه سيفعل الشيء نفسه على المسرح، وأنه يمكننا الحصول على مثل هذه النتيجة بأقل قدر من المتاعب. هذه ليست القضية على الإطلاق. فالقطعة التي لا تكون مكتوبة للمسرح في الأصل من خلال نية الشاعر ومهارته لن تنجح؛ ومهما فعلت معها، ستبقى دائمًا أمرًا لا يمكن التحكم فيه. لقد بذلت الكثير من الجهد في عملي "Goetz von Berlichingen!" لكنها لن تصلح كمسرحية، فهي طويلة جدًا، وقد أرغمت على تقسيمها إلى قسمين، بينما القسم الأخير مسرحي فعليًا، فالقسم الأول لا يبدو سوى أنه مقدمة. إذا قُدِم الجزء الأول مرة واحدة فقط كمقدمة، ثم كرر الجزء الثاني مرارًا وتكرارًا، فقد تنجح كمسرحية، الأمر نفسه مع "فالنشتاين"، لا تحتمل بيكولوميني "التكرار"، ولكن "موت فالنشتاين" يُرى دائمًا ببهجة". سألت كيف يجب أن يتم بناء قطعة مسرحية بحيث تكون مناسبة للمسرح. أجاب غوته، "يجب أن تكون رمزية؛ بمعنى أنَّ كل حادثة يجب أن تكون مهمة في حد ذاتها، وأن تؤدي إلى حادثة أخرى أكثر أهمية. عمل موليير "TartufFe"، يعد مثالًا رائعًا في هذا الصدد. لا تفكر إلا في مقدمة المشهد الأول! منذ البداية كل شيء ذو أهمية كبيرة، ويقودنا إلى أن نتوقع شيئًا أكثر أهمية وهو ما سيأتي. كما أنَّ بداية "Minna von Barnhelm" لسينسينغ مثيرة للإعجاب أيضًا؛ لكنَّ عملًا مثل "TartufFe" يأتي مرة واحدة فقط في العالم: إنه أعظم وأفضل شيء موجود من هذا النوع". ثم وصلنا إلى أعمال كالديرون. قال غوته، "في أعمال كالديرون، تجد نفس التكييف المثالي للمسرح. قطعه تناسب جميع المجالس؛ ليس هناك لمسة فيها غير موجهة نحو التأثير المطلوب. كالديرون عبقري ويملك إدراكًا عظيمًا بحق". قلت، "إنه لأمر فريد أنَّ دراما شيكسبير ليست قطعًا مسرحية، بما أنه كتبها كلها لمسرحه". أجاب غوته، "كتب شيكسبير تلك القطع من داخل ذاته مباشرة، لكن سنه والترتيبات القائمة للمسرح حينها لم تجعل أعماله مطلوبة؛ أجبر الناس على تحمل كل ما قدم لهم. ولكن إذا كتب شكسبير لمسرح مدريد، أو مسرح لويس الرابع عشر، كان من المحتمل أن يعدّ نفسه "لشكل مسرحي أكثر شدة، لكن، على أية حال، لا يتوجب أن نندم على الأمر، لأنَّ ما فقده شيكسبير كشاعر مسرحي اكتسبه كشاعر بشكل عام، فشيكسبير عالم نفسي عظيم، ونحن نتعلم من أعماله أسرار الطبيعة البشرية". ثم تحدثنا عن الصعوبات في إدارة المسرح. يقول غوته، "إنَّ النقطة المعقدة هي أن نتعامل مع الاحتمالات التي لا نميل إلى تحييدها عن قيمنا العليا. ومن بين القيم العليا: الحفاظ على مخزون جيد من التراجيديا والأوبرا والكوميديات الممتازة، والتي يمكن اعتبارها دائمة. لا يجب أن نكون ضالين بأشياء من هذا النوع، ويجب أن نعود دائمًا إلى مخزوننا. عصرنا غني جدًا بقطع مسرحية جيدة، بحيث ليس هناك ما هو أسهل للخبير من أن يكون مجموعة مسرحيات جيدة؛ لكن لا شيء أكثر صعوبة من الحفاظ عليها. "عندما أشرفت أنا وشيللر على المسرح، كان لدينا ميزة كبيرة في العرض خلال الصيف في لاوشستيدت. كان لدينا جمهور مختار، ولم نكن نعرض عليهم إلا الأعمال الممتازة؛ لذلك كنا دائمًا نعود إلى فايمار ونتدرب فيها على أفضل المسرحيات، كان من الممكن أن نكرر جميع عروضنا الصيفية في فصل الشتاء. لأنه وإلى جانب ثقة جمهور فايمار في إدارتنا، فحتى الأشياء التي لم يكونوا راضين عنها، كانوا مقتنعين بأننا تصرفنا خلالها وفقًا لوجهة نظر أعلى. استمر غوته، "عندما بدأت التسعينات، كانت فترة اهتمامي بالمسرح قد مضت، ولم أكتب أي شيء للمسرح، فقد أردت أن أكرس نفسي للشعر الملحمي. أعاد شيللر إحياء اهتمامي المنقرض، ومن أجل أعماله، شاركت مرة أخرى في المسرح. في الوقت الذي قضيته في عملي "كلافيجو"، كان بإمكاني بسهولة كتابة اثنتي عشرة قطعة مسرحية. لم تكن لدي رغبة في مواضيع، وكان الإنتاج سهلًا بالنسبة لي. ربما كان بإمكاني كتابة قطعة كل أسبوع، وأنا آسف لأنني لم أفعل ذلك". الأربعاء 8 نوفمبر 1826. تحدث غوته مرة أخرى عن اللورد بايرون بإعجاب. قال لي: "لقد قرأت 'Deformed Transformed' مرة أخرى، ويجب أن أقول، إنَّ موهبته تبدو أكبر من أي وقت مضى. كانت شياطينه تشبه عملي "Mephistophiles"، لكنه ليس تقليدًا - إنه عمل جديد، أصيل، قريب، حقيقي وروحاني وليس فيه أي بنية ضعيفة - لا يوجد مكان لا ترى فيه اختراعًا وفكرًا. ولولا هواجسه السلبية لأصبح مثل شيكسبير والقدماء". عبرت عن دهشتي. قال غوته، "نعم، صدقني. لقد درسته من جديد وأنا متأكد من هذا الرأي". في محادثة منذ فترة، كان غوته قد لاحظ أنَّ بايرون كان يملك الكثير من البراعة "empeiria"، لم أفهم جيدًا ما الذي يعنيه؛ لكنني لم أجرؤ على أن أسأله، وفكرت في الأمر في صمت. ومع ذلك، لم أتوصل إلى أي شيء من خلال التفكير، ووجدت أنه يجب عليّ الانتظار حتى تتحسن ثقافتي، أو تحدث بعض الظروف السعيدة، ليكشف لي عن السر . حدث أمر مماثل عندما ترك التمثيل الممتاز لـ "ماكبث" في المسرح تأثيرًا قويًا عليّ، وفي اليوم التالي تناولت أعمال بايرون لقراءة "بيبو". الآن، شعرت أنني لا أستطيع أن أستمتع بهذه القصيدة بعد "ماكبث"؛ وكلما قرأت أكثر، أصبحت مدركًا أكثر لما عناه غوته. في "ماكبث"، أبهرتني الروح، التي لا يمكن أن تأتي عظمتها وقوتها وسعادتها إلا من شكسبير. كانت هناك نوعية فطرية ذات طبيعة عالية وعميقة، ترفع الفرد الذي يمتلكها فوق كل البشرية، مما يجعله شاعرًا عظيمًا. وكل ما أُعطي لهذه القطعة من معرفة العالم أو التجربة، كان خاضعًا للروح الشعرية، وخدم فقط لجعل هذا الكلام خارجًا وغالبًا. لقد حكمنا الشاعر العظيم ورفعنا إلى وجهة نظره الخاصة. أثناء قراءة "بيبو"، على العكس من ذلك، شعرت بغلبة العالم التجريبي الشرير، الذي ربط العقل الذي قدمه لنا نفسه به. لم أجد الأفكار العظيمة الصافية لشاعر موهوب للغاية، ولكن من خلال الجماع المتكرر مع العالم، يبدو أنَّ طريقة تفكير الشاعر قد اكتسبت الطابع نفسه. بدا أنه على المستوى نفسه مع جميع رجال الفكر في عالم الطبقة العليا، حيث لم يميزه عنهم سوى موهبته الشعرية العظيمة، حتى يمكن اعتباره الناطق بلسانهم. لذا شعرت عند قراءة '' بيبو ''، أنَّ اللورد بايرون يملك الكثير من الخبرة، ليس لأنه جلب الكثير من الحياة الواقعية أمامنا، ولكن لأنَّ طبيعته الشعرية العالية بدت صامتة، أو حتى طردت من خلال طريقة تفكير تجريبية . الأربعاء 29 نوفمبر 1826 كنت قد قرأت الآن أيضًا عمل اللورد بايرون "Deformed Transformed"، وتحدثت مع غوته حول هذا الموضوع بعد العشاء. قال، "ألست محقًا؟ المشاهد الأولى عظيمة - شعرية عظيمة. الباقي، عندما يتحول الموضوع إلى حصار روما، لن أدعوه شعريًا، ولكن يجب أن نجزم أنه بارع إلى حد كبير للغاية (geistreich)". قلت، "لأعلى درجة، ولكن لا يوجد فن يتم توجيهه عندما لا يحترم المرء أي شيء". ضحك غوته وقال، "أنت لست مخطئًا تمامًا. يجب علينا، في الواقع، أن نعترف بأنَّ الشاعر يقول أكثر مما يجب قوله. إنه يخبرنا بالحقيقة، ولكنه أمر مزعج، وكنا لنحبه أكثر لو صمت. هناك أشياء في العالم يقوم بها الشاعر يجب أن تخفي بدلًا من أن تكشف؛ لكن هذا الانفتاح يكمن في شخصية بايرون، وسوف تقضي عليه إذا جعلته يغير طبيعته. قلت، "نعم، إنه بارع للغاية. على سبيل المثال، هذا المقطع جيد جدًا، "الشيطان يتحدث الحقيقة في كثير من الأحيان، أكثر مما يعتقد. لديه جمهور جاهل؟ "هذا جيد ومطلق مثل إحدى عباراتي في عملي "ميفيستيفيلز". قال غوته، "بما أننا نتحدث عن ميفيستيفيلز، سأريك شيئًا أحضره لي كودراي من باريس. ما رأيك في ذلك؟" وضع أمامي طباعة حجرية، تمثل المشهد الذي يهرب فيه فاوست وميفيستيفيلز من حبل المشنقة ليلًا على حصانين وهما في طريقهما لتحرير مارغريت من السجن. فاوست يركب حصانًا أسود اللون، يجمح بكل قوته ويبدو خائفًا من شبح تحت حبل المشنقة كما هو حال راكبه. كانا ينطلقان بسرعة كبيرة لدرجة أنَّ فاوست بالكاد استطاع البقاء على ظهر حصانه؛ أطاح تيار الهواء قبعته التي كان يربطها بأشرطة حول رقبته. حول وجهه المستفسر إلى ميفيستيفيلز، واستمع إلى كلماته. على النقيض من ذلك، فإنَّ ميفيستيفيلز كان يجلس هادئًا دون عائق، كمخلوق من مقام أعلى. لا يركب حصانًا حيًا، لأنه لا يحب ما هو حي؛ لم يكن يحتاج ذلك بالتأكيد، لأنَّ إرادته تحركه بالسرعة التي يطلبها. كان يركب حصانًا يبدو ككيس من العظام. بدا الحقل الأول الذي جاء إليه ذو لون مشرق، وبدا وكأنه فوسفوري وسط ظلام الليل. جلس المتسابق الخارق بسهولة وبإهمال ووجهه موجَّه نحو فاوست وهما يتحدثان. العنصر المقابل للهواء ليس موجودًا لأجله. لا يشعر هو ولا حصانه بأي شيء. لا تتحرك أي شعرة منهما. لقد عبرنا عن سرور بالغ لهذه التركيبة البارعة. وقال غوته "يجب أن أعترف أنني شخصيًا لم أفكر في ذلك تمامًا. هناك مشهد آخر. ما رأيك فيه؟ رأيت تمثيلًا لمشهد السُكر الجامح في قبو أورباخ، في اللحظة المهمة عندما يحترق النبيذ، وتظهر وحشية الشاربين بالطرق الأكثر تنوعًا. كل شيء بعاطفة وحركة؛ لا أحد سوى ميفيستيفيلز يحافظ على رباطة جأشه المعتادة. السباب الجامح والصراخ، والسكين المغروس في الرجل الذي يقف بجانبه لم تعن له شيئًا. لقد كان يجلس على زاوية الطاولة ويحرك ساقيه. إصبعه المرفوع كافٍ لإخضاع اللهب والعاطفة. كلما نظر المرء إلى هذا التصميم الممتاز، بدا ذكاء الفنان أكبر، والذي لم يصنع أي مشهد يشبه الآخر، فقد عبر في كل مشهد عن جزء مختلف من العمل. قال غوته، ''م. ديلاكروا رجل موهوب وعظيم، وقد وجد في "فاوست" عناصره السليمة. ينتقد الفرنسيون وحشيته، لكنها تناسبه جيدًا هنا. آمل أن يقرأ "فاوست" كاملة، وأتوقع متعة خاصة من مطبخ الساحرات ومشاهد بروكين. يمكننا أن نرى أنَّ لديه معرفة جيدة بالحياة، وقد منحته مدينة مثل باريس أفضل فرصة". لقد لاحظت أنَّ هذه التصاميم تؤدي بشكل كبير إلى فهم القصيدة. يقول غوته، "لا شك في أنَّ خيال مثل هذا الفنان يوجهنا للتفكير في المواقف الجميلة كما تصورها بنفسه. وإذا كان يجب أن أعترف بأنَّ م. ديلاكروا قد تفوق في بعض المشاهد على مفاهيمي الخاصة، فبالأحري سيجد القارئ كل شيء في الحياة الكاملة، ويتفوق على خياله". الاثنين 11 ديسمبر 1826. لقد وجدت غوته في مزاج سعيد للغاية. قال، "لقد قضى ألكسندر فون هومبولدت بضع ساعات معي هذا الصباح، جاء ليقابلني بحيوية كبيرة؛ ياله من رجل! أعرفه من وقت طويل لكنه لا زال يفاجئني من جديد. من الممكن أن يقول شخصًا ما أنه لا يملك القدر نفسه من المعرفة والحكمة الحية. لكنه يملك الكثير من الجوانب الخفية لم أجدها في أي مكان آخر. حالما تقترب منه يكون في البيت ليجود علينا بكنوزه الفكرية. إنه مثل ينبوع به العديد من الأنابيب التي تحتاج تحتها فقط إلى وعاء والتي تتدفق منها مياه منعشة لا تنضب، سيبقى هنا لبعض الأيام؛ وأشعر بالفعل أنه سيكون معي كما لو كنت أعيش لسنوات". الأربعاء 13 ديسمبر 1826. على الطاولة، أثنت السيدات على صورة لرسام شاب. وأضفن "أكثر ما يثير الدهشة هو أنه تعلم كل شيء بمفرده. يمكن أن يرى هذا بشكل خاص في الأيدي، التي لم تكن مرسومة بشكل صحيح وفني"، قال غوته، "نحن نرى أنَّ الشاب لديه موهبة؛ ومع ذلك، يجب أن لا تمدحنها، بل أن تلمنه، لتعلمه كل شيء بمفرده. لا يولد رجل موهوب ليتعلم كل شيء بمفرده، بل ليكرس نفسه للفن والإتقان الجيد، ذلك ما سيصنع منه شيئًا. لقد قرأت مؤخرًا رسالة من موزارت ردًا على بارون أرسل له أعماله، وقد كتبها على هذا النحو تقريبًا ــ "يجب أن تلام بسبب خطأين، لأنهما بوجه عام اثنان فقط؛ إما أنك لا تملك أفكارًا خاصة بك وتأخذ أفكار الآخرين، أو إذا كنت تملك أفكارًا خاصة بك، فأنت لا تعرف كيف تستخدمها". "أليست هذه الملاحظة؟ والملاحظة الرائعة التي قدمها موزارت حول الموسيقى، تنطبقان على جميع الفنون الأخرى؟" تابع غوته: "يقول ليوناردو دافنشي، ‘إذا لم يكن لدى ابنك الشجاعة الكافية ليعرض ما يرسمه بشجاعة جريئة، حتى نتمكن من استيعابه بأيدينا، فهو لا يملك موهبة‘. علاوة على ذلك، يقول ليوناردو دافنشي، ‘إذا كان ابنك سيد الكمال في المنظور والتشريح، أرسله إلى معلم جيد‘. قال غوته، "والآن، فنانونا الصغار لا يتعلمون الكثير حتى بعد أن يتركوا معلميهم. لقد تغيرت الأوقات كثيرًا". قال غوته، "إنَّ رسالتنا الشبابية تفتقر إلى القلب والفكر. اختراعاتهم لا تعبر عن شيء ولا تؤثر على شيء: فهم يرسمون السيوف التي لا تقطع، والأسهم التي لا تنطلق؛ وغالبًا ما أفكر أنَّ كل الثقافة قد اختفت من العالم". أجبته، "حتى الآن، يجب أن نفكر بطبيعة الحال أنَّ الأحداث العسكرية الكبرى في السنوات الأخيرة قد كان لها تأثيرها". قال غوته، "لقد حركت الإرادة أكثر من الذكاء، والعقل الشعري أكثر من الناحية الفنية، في حين فقدنا كل البساطة والحسية. دون هذين الشرطين الكبيرين، كيف يمكن للرسام أن ينتج أي شيء لكي نجد فيه أي متعة". قلت إنني بينما كنت أقرأ مؤخَّرًا في" سفرياته الإيطالية "، وجدت صورة من Correggio، تمثل"الفطام"، يقف فيها الطفل المسيح في حضن مريم وهو محتار بين ثدي والدته والكمثرى الموضوعة أمامه، ولا يعرف أيًا من الاثنين يجب أن يختار. قال غوته، "أوه، هذه صورة صغيرة لأجلك! فيها عقل،بساطة وحسية كلهم في آن. يملك الموضوع المقدس اهتمامًا إنسانيًا عالميًا، ويقف كرمز لفترة من الحياة علينا كلنا المرور بها. مثل هذه الصورة الخالدة تعيدنا إلى الوراء في الأزمنة الأولى للإنسانية، وإلى الأمام نحو الأزمنة الأحدث، وعلى العكس من ذلك، إذا تم رسم معاناة المسيح فستكون صورة لا تقول أي شيء على أي حال، لن تقول شيئًا ذا أهمية. تابع غوته، "لأكثر من خمسين عامًا شاهدت الرسم الألماني - لا، لم أشاهده فحسب، بل سعيت إلى ممارسة بعض التأثير عليه، والآن أستطيع أن أقول الكثير؛ بما أنَّ الأمر مطروح، لا يمكن توقع الكثير. يجب أن تأتي بعض المواهب العظيمة، التي ستلائم نفسها مع كل ما هو جيد في هذه الفترة، وبالتالي ستتفوق على الجميع. فالوسائل متوفرة، والطريق ممهد. لدينا الآن أعمال فيدياس أمام أعيننا، بينما في شبابنا لم يكن هناك شيء من هذا القبيل يمكن التفكير فيه. كما قلت للتو، لا نحتاج إلى شيء سوى موهبة عظيمة، وهذا ما آمل أن يأتي؛ ربما يكون بالفعل في مهده، وستعيش لترى عبقريته". الأربعاء، 20 ديسمبر 1826. أخبرت غوته بعد العشاء بأنني اكتشفت شيئًا مدني بالكثير من المتعة. كنت قد لاحظت في شمعة محترقة أنَّ الجزء السفلي الشفاف من اللهب يظهر ظاهرة مشابهة لظاهرة السماء الزرقاء، حيث أننا نرى الظلمة عبر وسط مضاء لكنه كثيف. سألت غوته عما إذا كان يعرف ظاهرة الشمعة هذه، وذكرها في كتابه "نظرية الألوان". قال، "بالتأكيد"، ثم قام بأخذ مجلد من "نظرية الألوان"، وقرأ لي فقرات وجدت فيها وصفًا لكل ما رأيته. قال، "أنا مسرور، أنك مهتم بهذه الظاهرة، دون أن تعرفها من خلال نظريتي، لأنك قد فهمتها الآن، ويمكن أن تقول إنك تمتلكها. وعلاوة على ذلك، فقد اكتسبت وجهة النظر التي يمكنك من خلالها المتابعة إلى الظواهر الأخرى، سأعرض عليك الآن واحدة جديدة". كان ذلك حوالي الساعة الرابعة: كانت السماء مليئة بالغيوم، وبدأ الشفق. قام غوته بإضاءة شمعة، وأخذها إلى طاولة بالقرب من النافذة. ثم وضعها على ورقة بيضاء، ووضع عصا صغيرة بحيث ألقى ضوء الشمعة ظلًا من العصا نحو ضوء النهار. قال غوته، "الآن، ماذا تقول عن هذا الظل؟" أجبت، "الظل أزرق". أجاب، "ها أنت تحصل على اللون الأزرق مرة أخرى. ولكن ماذا ترى على الجانب الآخر من العصا على جهة الشمعة؟" "ظل آخر". "من أي لون". أجبته، "الظل أصفر محمر"؛ '' ولكن من أين تستمد هذه الظاهرة؟" قال غوته، "هناك نقطة ما، انظر ما إذا كان بإمكانك العمل على حلها. هناك حل يمكن العثور عليه، لكنه صعب. لا تقرأ نظرية الألوان خاصتي حتى تفقد كل آمال في العثور على الحل بنفسك". قدمت هذا الوعد بسعادة كبيرة. قال غوته، "الظاهرة من الجزء السفلي من الشمعة، حيث توضع شعلة شفافة قبل حلول الظلام وتنتج لونًا أزرقَ، سأعرضها لك الآن على نطاق أوسع". أخذ ملعقة وصب فيها بعض الكحول وأشعل فيها النار. ظهرت تلك الشعلة مرة أخرى، ومن خلالها ظهرت الظلمة باللون الأزرق. إذا حملت الشعلة المحترقة قبالة الظلام، ازدادت كثافة اللون الأزرق؛ ولكن إذا حملتها قبالة الضوء، أصبح الأزرق أكثر خفوتًا أو اختفى تمامًا. لقد سررت بهذه الظاهرة. قالت غوته، "نعم، هذه هي عظمة الطبيعة، وهي بسيطة جدًا، وهي دائمًا تكرر أكبر ظواهرها على نطاق ضيق. نفس القانون الذي تكون به السماء زرقاء يمكن أن يلاحظ بالمثل في الشمعة أو عندما تشعل النار في ملعقة موضوع بها كحول، وأيضًا من الدخان المشرق الذي يرتفع من قرية بها جبال مظلمة في الخلفية". قلت، "لكن كيف يفسر تلاميذ نيوتن هذه الظاهرة البديهية؟" أجاب غوته، "لا يجب أن تعرف. فتفسيرهم غبي جدًا، بعض العقول الجيدة تتضرر بشكل لا يصدق عندما تفكر بغباء. لا تزعج نفسك بالنيوتونيين، كن راضيًا عن التعاليم النقية، وسوف تجدها كافية بالنسبة لك". قلت، "مثل هذا التفسير الخاطيء ربما يكون غير سار ومضر مثل تناول تراجيديا سيئة ورسم جميع أجزائها، وفضحها في عريها". قال غوته، "القضية هي نفسها بالضبط، ويجب ألا نتدخل في أي شيء من هذا القبيل دون ضرورة فعلية. أتلقى الرياضيات كعلم راسخ ومفيد، طالما يتم تطبيقها في مكانها الصحيح لكنني لا أستطيع أن أشيد بسوء استعمالها في أمور لا تنتمي إلى مجالها، حيث يصبح هذا العلم النبيل مجرد هراء. كما لو أنَّ الأشياء تصبح موجودة فقط عندما يتم إثباتها رياضيًا، يا إلهي! سيكون من الغباء أن لا يؤمن الرجل بمحبة عشيقته لأنها لا تستطيع أن تثبت ذلك رياضيًا، فهي تستطيع أن تثبت رياضيًا مهرها، ولكن ليس حبها. لم يكتشف علماء الرياضيات تحولات النباتات. حقق هذا الاكتشاف بدون رياضيات، واضطر علماء الرياضيات إلى تحمله. ولتفهم ظاهرة اللون، لا شيء مطلوب سوى مراقبة عادلة وذهن حاضر، ولكن هذه أشياء نادرة أكثر مما يتخيل الناس". سألت، "إلى أين وصل الفرنسيون والإنجليز في الوقت الحاضر فيما يتعلق بنظرية اللون؟" أجاب غوته، "كل من البلدين، له مزاياه وعيوبه. بالنسبة للإنجليز من الجيد أنهم يجعلون كل شيء عمليًا، لكنهم متحذلقون. لدى الفرنسيين أدمغة جيدة، ولكن معهم كل شيء يجب أن يكون إيجابيًا، وإذا لم يكن كذلك فإنهم يحاولون جعله كذلك. ولكن فيما يتعلق بنظرية الألوان، فإنهم في حالة جيدة، وواحد من أفضل رجالهم يقترب من الحقيقة. يقول إنَّ الألوان متأصلة في الأشياء نفسها؛ لأنه يوجد في الطبيعة مبدأ حمضي، كذلك يوجد أيضًا مبدأ اللون؛ اعترف أنَّ هذا الرأي لا يفسر الظاهرة، لكنه يضع الجسم داخل مجال الطبيعة، ويحرره من عبء الرياضيات". جلب غوته أوراق برلين وجلس لقراءتها. مد إحداها لي، ووجدت في الإخبار المسرحية، أنه تم عرض قطع مسرحية سيئة في دار الأوبرا والمسرح الملكي كالتي قُدِّمت هنا. قال غوته: "كيف سيكون الأمر خلاف ذلك؟ لا شك في أنه بمساعدة القطع المسرحية الإنجليزية والفرنسية والإسبانية الجيدة، يمكن تكوين مخزون كبير بما يكفي لتقديم قطعة جيدة كل مساء. ولكن ما نحتاجه هو شعور الأمة بحاجتها الدائمة لرؤية قطع مسرحية جيدة. الوقت الذي عاش فيه أخيل، وسوفوكليس، ويوربيدس كان مختلفًا. وكانت هناك عقول راجحة لاختيار ما هو أعظم وأفضل حقًا، لكن في أوقاتنا البائسة، أين تشعر بحاجة إلى الأفضل؟ أين القادرون على تقديرها؟ واصل غوته، "بعد ذلك، سيكون لدى الناس شيء جديد. في برلين أو باريس، يكون الجمهور هو نفسه دائمًا. يتم كتابة كمية من القطع الجديدة وإخراجها في باريس، ويجب أن تتحمل قراءة خمسة أو ستة أعمال قبل أن تجد بينها عملًا جيدًا. الوسيلة الوحيدة للحفاظ على المسرح الألماني في الوقت الحاضر، هي إحضار نجوم مشاهير لتقديم العروض، إذا كنت أدير المسرح الآن، كنت سأقدم كل النجوم البارعين في الشتاء. وبالتالي، لن يتم تمثيل جميع القطع الجيدة مرة أخرى فحسب، بل سيتم توجيه اهتمام الجمهور أكثر نحو التمثيل؛ وسيتم الحصول على قوة للمقارنة والحكم؛ وسيحافظ الأداء المتفوق للنجم المميز على بقية الممثلين في حالة من الإثارة ومحاولة التحسن. وكما قلت من قبل، استمر في عرض نجومك في أدوار بطولية، وسوف تندهش من الفائدة التي ستعود على المسرح والجمهور على حد سواء. أتوقع أن يحل وقت حيث سيقوم رجل ذكي يفهم هذه المسألة، بإنشاء أربعة مسارح في آن، ويملأها بالنجوم المعروفين. وأنا متأكد من أنه سيحافظ على مكانته بشكل أفضل مما لو كان لديه مسرح واحد فقط". الأربعاء، 27 ديسمبر 1826. لقد كنت أفكر ملياً عندما كنت في المنزل حول ظاهرة الظلال الزرقاء والصفراء، وعلى الرغم من أنَّ هذا الأمر ظل كلغز بالنسبة لي لوقت طويل، إلا أنَّ ضوءًا لمع أمامي بعد تأمل مستمر، وكنت مقتنعًا تدريجيًا بأنني فهمت الظاهرة. اليوم على العشاء، أخبرت غوته بأنني حللت اللغز. قال غوته، "هذا يقول الكثير، ستريني بعد العشاء". أجبت، "أفضل أن أكتب استنتاجي، لأنني أريد الكلمات الصحيحة للتفسير الشفوي". قال غوته، "يمكنك كتابتها لاحقًا، ولكن في اليوم يجب عليك حل المشكلة أمام عيني، وإثبات ذلك بفمك، حتى أتمكن من رؤية ما إذا كنت على الطريق الصحيح". بعد العشاء، عندما كان الضوء لا يزال ساطعًا، سألني غوته، "هل يمكنك إجراء تجربتك الآن" قلت، "لا"، قال غوته، "لمَ لا؟" أجبت، "الضوء ساطع جدًا". يجب أن ننتظر المغيب قليلًا حتى تلقي الشمعة الضوء الصحيح. قال غوته، "أه، هذا صحيح". حل المساء أخيرًا، وأخبرت غوته أنَّ هذا هو الوقت المناسب. أضاء شمعة، وأعطاني ورقة بيضاء وعصا. قال، "الآن ، ابدأ تجربتك وبرهانك"، وضعت الشمعة على الطاولة بالقرب من النافذة، ووضعت الورقة بالقرب منها، وعندما وضعت العصا في منتصف الورقة، بين ضوء النهار وضوء الشمعة، بدت الظاهرة هناك بكل جمالها. كان الظل نحو الشمعة أصفر اللون، والظل نحو النافذة أزرقَ مثاليًا. قال غوته، "الآن ، كيف يتم إنتاج الظل الأزرق؟" قلت، "قبل أن أشرح هذا، سأضع القانون الأساسي، الذي استنتجت منه الظاهرة. الضوء والظلام ليسا لونين، لكنهما النقيضان اللذان بينهما، وبتعديلهما، يتم إنتاج جميع الألوان. بجانب النقيضين "النور والظلام" ينشأ اللونان الأصفر والأزرق. الحدود الصفراء على الضوء يتم إنتاجها بقدر ما يرى الضوء من خلال شفافية باهتة؛ الحدود الزرقاء على الظلام، يتم إنتاجها بقدر ما يرى الظلام من خلال شفافية مضيئة. إذا وصلنا الآن إلى ظواهرنا، فإننا نرى أنَّ العصا، من خلال قوة ضوء الشمعة، تلقي ظلالا حاسمة. سيظهر هذا الظل كظلام أسود كبير إذا أغلقت الستائر وحجبت ضوء النهار؛ ولكن هنا يدخل ضوء النهار بحرية عبر النافذة، ويشكل وسيطًا مضاءً، أرى من خلاله ظل الظلام؛ وبالتالي، طبقًا لقانوننا، يتم إنتاج اللون الأزرق". ضحك غوته. قال، "حسنًا، هذا سيكون الأزرق، أليس كذلك؟ لكن كيف تفسر الظل الأصفر؟" أجبته، "من قانون الضوء الخافت. إنَّ الشمعة المحترقة تلقي على الورقة البيضاء الضوء الذي يحتوي على مسحة صفراء قليلاً. ولكنه مع ذلك، قوي بما يكفي لرمي ظل ضعيف، والذي، بقدر ما يمتد، يضعف الضوء؛ وبالتالي، طبقًا لقانوننا، يتم إنتاج اللون الأصفر. وإذا كنت أخفض من الخفة عن طريق جلب الظل قدر الإمكان إلى الشمعة، يتم إنتاج اللون الأصفر النقي الصافي؛ ولكن إذا قمت بزيادة الخفة بإزالة الظل قدر الإمكان من الشمعة، فإنَّ اللون الأصفر يزداد إلى أصفر محمر، أو حتى أحمر". ضحك غوته مرة أخرى، وبدا غامضًا جدًا. وقال، "الآن، هل أنا على حق؟ لقد لاحظت الظاهرة بشكل جيد، وقد وصفتها بشكل جميل جدًا، لكنك لم تشرحها. تفسيرك عبقري، لكنه ليس صحيحًا". قلت، "ساعدني، إذن وحل اللغز لأنني لست صبورًا للغاية". أجاب غوته، "يجب عليك أن تعرف الحل، ولكن ليس اليوم وليس على هذا النحو. سوف أعرض عليك لاحقًا ظاهرة أخرى ستجعل القانون واضحًا أمام عينيك. أنت تقترب من العلامة، ولا تستطيع المضي قدمًا في هذا الاتجاه، عندما تفهم القانون الجديد، ستتوجه إلى منطقة أخرى. تعال إليّ في أحد الأيام وتناول الطعام معي قبل ساعة، عندما تكون السماء صافية، وسوف أعرض عليك ظاهرة أكثر بساطة، سوف تفهم من خلالها القانون الذي يكمن في هذه الظاهرة". وتابع، "أنا سعيد للغاية لأنك تبدي هذا الاهتمام بالألوان، لأنه موضوع يمكن أن يمدك بفرحة كبيرة". عندما غادرت منزل غوته في المساء، لم أتمكن من إبعاد تفكيري عن هذه الظاهرة، وسيطرت على أحلامي للغاية؛ ورغم ذلك لم أتوصل إلى إدراك أوضح، ولم أتقدم خطوة واحدة نحو حل اللغز. قال لي غوته مؤخرًا، "أنا اتقدم ببطء في أوراقي حول العلوم الطبيعية، ليس لأنني أعتقد أنني أستطيع تطوير العلوم ماديًا، ولكن بسبب العديد من الزمالات الممتازة التي أحتفظ بها بسبب الأمر. من بين جميع المهن، فإنَّ تلك المتصلة بالطبيعة هي الأكثر براءة. كما هو الحال بالنسبة لأي اتصال أو مراسلات في مسائل جمالية دون شك. إنهم يريدون الآن معرفة أي مدينة تقع على نهر الراين تلك التي قصدتها عند كتابة "هيرمان ودوروثيا"، كما لو أنه لم يكن من الأفضل الاختيار حسب ما يتخيله المرء. إنهم يريدون الحقيقة - إنهم يريدون الواقعية. وبالتالي يتم تدمير الشعر". ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء العاشر---قال غوته ، "أوه! قد تكون هذه تسلية جميلة". قلت، "إنها طريقة عظيمة للتخلص من أمراض الشتاء". قال غوته، "لكن كيف يمكنها فعلها في هذا العالم،....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء العاشر---قال غوته ، "أوه! قد تكون هذه تسلية جميلة". قلت، "إنها طريقة عظيمة للتخلص من أمراض الشتاء". قال غوته، "لكن كيف يمكنها فعلها في هذا العالم، أيمكنك الحصول على الأقواس والسهام هنا في فايمار؟ " قلت، " بالنسبة للسهام، أحضرت معي نموذجًا ، عند عودتي من رحلتي إلى برابانت في عام 1814. الرماية باستخدام الأقواس والسهام هناك أمر اعتيادي. لا توجد بلدة، مهما كانت صغيرة، ليس لديها جمعية للرماية. يقيمون تلك الجمعية في مبانٍ عامة، مثل ملعبنا، ويتجمعون في وقت متأخر في فترة ما بعد الظهر، لقد كنت أشاهدهم بسعادة غامرة. يالهم من رجال أقوياء، ويالها من مناظر خلابة عندما يثنون القوس! لقد عرضوا قوتهم بمهارة، وكانوا رماة ممتازين! كان يطلقون أقواسهم عمومًا من مسافة ستين أو ثمانين خطوة على علامة ورقية على جدار الطين الرطب. يطلقون سهامهم بسرعة، واحدًا تلو الأخر، ويتركون السهام تلتصق. ولم يكن من النادر أنه ومن بين الخمسة عشر سهمًا، أن تصيب خمسةُ أسهمٍ المركزَ، الذي لم يتجاوز حجمه الدولار، بينما تكون بقية السهام قريبة منه. بعد أن يفرغ الرماة من رمي السهام، يذهبون ويسحبونها من الجدار الناعم، وتستمر اللعبة من جديد. كنت حينها في غاية البهجة برياضة الرماية، واعتقدت أنه سيكون من الرائع إدخالها إلى ألمانيا، وكنت غبيًا لدرجة رأيت الأمر ممكنًا. كثيرًا ما كنت أساوم على الأقواس؛ لكن لم يكن هناك أي منها يباع بأقل من عشرين فرنكًا ، وكيف يمكن لفقير مثلي أن يدفع هذه الأموال الكثيرة؟ لذلك فقد كيفت نفسي على شراء سهم، واعتبرت أن شراءه هو أهم ما يجب أن أركز عليه؛ اشتريت واحدًا من مصنع في بروكسل مقابل فرانك واحد، وأحضرته إلى المنزل، كجائزة فوزي الوحيدة". قال غوته، "هذا الأمر يشبهك تمامًا، لكن لا تفكر في أنه بإمكانك جعل أي شيء طبيعي وجميل شائعًا. سيتطلب ذلك وقتًا طويلاً، والكثير من العمل هو أمر ضروري على أي حال. ولكن يمكنني أن أتخيل بسهولة هذه الرياضة في برابانت، لأنها جميلة جدًا. الألعاب الترفيهية الألمانية التي نمارسها في ملاعبنا تبدو قاسية وعادية ، بالمقارنة مع الرماية". أضفت، "إنَّ جمال الرماية ، هو أنها تعرض الجسم بشكل متناظر، وتبين القوى بنسب متساوية. هناك الذراع الأيسر ، الذي يحمل القوس، متين، قوي، وثابت؛ هناك الذراع الأيمن، الذي يشد السلسلة بالسهم، ويجب ألا يكون أقل قوة، وفي الوقت نفسه يجب تثبيت القدمين والفخذين بقوة لتشكيل أساس ثابت للجزء العلوي من الجسم. العين موجهة دائمًا نحو الهدف ، وعضلات الرقبة كلها في توتر كامل ونشاط؛ ثم يأتي الشعور بالبهجة، عندما يسحب السهم من القوس، ويخترق العلامة المطلوبة! لا أعرف أي ممارسة بدنية يمكن مقارنتها بهذا". أجاب غوته: "سيكون الأمر مناسبًا جدًا لمؤسساتنا الرياضية. ولا ينبغي لي أن أتساءل عما إذا كنا سنحصل على رماة ماهرين بالآلاف في ألمانيا خلال عشرين سنة. وبصفة عامة، ليس هناك الكثير للقيام به مع جيل ناضج بالكامل، فيما يخص المجهود البدني أو العقلي، أو في مسائل الذوق أو الشخصية. كن ذكيًا بالقدر الكافي لبدء الأمر داخل المدارس، وقد تنجح". قلت "لكنَّ مدرسي الجمباز الألمان لا يتقنون استخدام الأقواس والسهام". قال غوته، "حسنًا، يمكن جمع العديد من مجتمعات الجمباز، وربما يمكن أن يتم إحضار رامٍ ماهر من فلاندرز أو برابانت. أو قد يرسلون بعض لاعبي الجمباز الصغار إلى نادي برابانت، بحيث يمكن تدريبهم مع الرماة الجيدين، وتعلم كيفية تقويس الأقواس وصنع السهام، وقد يدخل هؤلاء الشباب إلى مؤسسات الجمباز الألمانية كمعلمين متنقلين، ويقيمون بشكل مؤقت في مكان لبعض الوقت، مرة مع أحد المجتمعات، ومرة مع مجتمع آخر. تابع غوته، "لا اعتراض لدي على تمارين الجمباز الألمانية. على العكس، فقد كنت آسف لأنَّ الكثير من أمور السياسة تسللت إليهم، حتى إنَّ السلطات اضطرت إلى تقييد عملهم، أو حتى منعهم وإلغائهم. هذا يعني أننا قد ألقينا بالخيِّر مع السيئ، ولكن أتمنى أن يتم إحياء مؤسسات الجمباز لشبابنا الألمان الذين يحتاجون إليها، وخاصة الطلاب الذين يبذلون الكثير من الجهد الذهني والفكري دون بذل أي قوة جسمانية ضرورية، أخبرني بشيء أكثر عن قوسك وسهمك، هل حقًا أحضرت معك سهمًا من برابانت؟ أود أن أراه". أجبت، "لقد ضاع منذ فترة طويلة، لكنني أتذكره جيدًا لدرجة أنني أنني نجحت في استبداله، وقد استبدلته بعشرات الأسهم بدلًا من واحد. ولكن لم يكن الأمر سهلًا كما توقعت، لقد بذلت العديد من المحاولات العقيمة والعديد من الإخفاقات، ولكنني تعلمت الكثير من خلال هذه الطريقة بالذات، وكان أول شيء يجب أن أحضره هو السهم؛ كان علي أن أرى أنه كان مستقيمًا، وأنني لن أشوهه في وقت قصير؛ كان خفيفًا وقويًا بما يكفي لعدم الانقسام أثناء ضرب مادة صلبة، لقد حاولت صنعه من خشب الحور، ثم الصنوبر، ثم البتولا، ولكنها كانت جميعها غير فعالة بشكل أو بأخر، بعد ذلك قمت بعمل تجارب على خشب شجرة الليمون من ساق مستقيمة نحيفة، ووجدت بالضبط ما كنت أتمناه وأسعى إليه، وكان هذا السهم خفيفًا ومستقيمًا وقويًا، الشيء التالي الذي تعين عليّ القيام به هو صنع الطرف السفلي بطرف قرن؛ ولكن سرعان ما أصبح واضحًا أنَّ القرن كله لم يكن مناسبًا لهذا الغرض ، وأنه يجب قطعه من النواة حتى لا ينقسم عند توجيهه ضد أي سطح صلب. لكن الجزء الأصعب الذي كان لا يزال يتعين القيام به هو ريش السهم. لقد أخطأت مرات عدة، وأخفقت كثيرًا، قبل أن أنجح في الوصول به إلى أي كمال!" قال غوته، "لا يوضع الريش في السهم بل يلصق عليه، أليس كذلك؟'' قلت، "يتم لصقها عليه فعلًا، ولكن يجب القيام بذلك بقوة وبصورة جيدة بحيث تظهر كما لو كانت جزءًا من العمود، وكأنها نمت منه. يحتاج الأمر إلى التركيز على ما يمكن أن تستخدمه في اللصق. لقد وجدت أنَّ غراء السمك الذي يوضع في الماء لبضع ساعات ومن ثم تضاف إليه الكحول ويذوب إلى هلام على نار الفحم الرقيقة؛ ينتج أفضل صمغ. كذلك ليست كل أنواع الريش صالحة للاستخدام، الريش المستخرج من أجنحة جميع الطيور العظيمة جيد في الواقع ، لكنني وجدت أنَّ الريش الأحمر من أجنحة الطاووس، الريش الكبير في الديك الرومي، ولا سيما الريش القوي والرائع للنسر؛ كلها أفضل من أي شيء أخر". قال غوته: "أسمع كل هذا باهتمام كبير. من لا يعرفك ، لن يصدق أن نواياك كانت مفعمة بالحيوية للغاية. لكن أخبرني الآن ، كيف أتيت بقوسٍ؟" أجبت، "لقد صنعت بعضها بنفسي. ولكنني أخفقت بشكل فظيع في البداية أيضًا. استشرت صناعًا وخبراء. حاولت كل أنواع الخشب في هذا المكان، وفي النهاية وصلت إلى نتائج ممتازة. في اختيار الأخشاب ، كان عليّ أن أهتم بأنَّ القوس يجب أن ينحني بسهولة، وأنه يجب أن ينطلق بقوة وبسرعة، وأن تدوم مرونته. لقد أجريت أول تجربة لي مع شجرة الدردار، واخترت شجرة يبلغ عمر جذعها أقل من عشر سنوات، وسمكها يماثل ذراعًا متوسطة الحجم. لكنني وصلت إلى قلب الشجرة أثناء العمل وهو الأمر الذي لم يكن جيدًا لغرضي، حيث كان الخشب حوله خشنًا جدًا. لقد تم نصحي بأخذ ساق قوية بما فيه الكفاية وتقطيعها "Schlachten" إلى أربعة أجزاء. سأل غوته "Schlachten - تقطيع"، "ما الذي تعنيه هذه الكلمة؟" أجبت، "إنه مصطلح تقني يستخدمه صانعو العربات، وتماثل الكلمة كلمة spalten (قسم الشيء) ، بحيث يتم دفع الإسفين من خلال الجذع ، من نهاية إلى أخرى. الآن إذا كان الجذع ينمو بشكل مستقيم ، أعني إذا كانت الألياف ترتفع في خط مستقيم ، فإنَّ القطع التي يتم الحصول عليها عن طريق التقسيم ستكون مستقيمة وصالحة للقوس. ولكن إذا كان الجذع منحنيًا، فسيكون للقطعة اتجاه منحنٍ، ملتوٍ، وتكون غير صالحة للقوس، لأنَّ الإسفين يتبع الألياف". "ولكن ماذا ستكون نتيجة نشر مثل هذا الجذع إلى أربعة أجزاء؟ هل يمكن الحصول على قطع مستقيمة في كل مرة". أجبت، "ربما يحدث ذلك، إذا تم القطع خلال الجذع، لأنَّ هذا من شأنه أن يجعل الأجزاء مناسبة لاستخدامها للقوس". قال غوته، "لقد كنت أظن أنَّ القوس الذي يتم قطع الألياف خلاله سوف ينكسر. لكن استمر أكثر؛ هذا الموضوع يثير اهتمامي". قلت، "لذلك فقد صنعت قوسي الثاني بجزء مقسوم من شجرة دردار. لم تكن هناك ألياف مقسمة في الخلف ، كان القوس قويًا وثابتًا؛ لكنني اكتشفت أين الخطأ، فقد كان صلبًا ، بدلًا عن أن يثنى بسهولة". وأخبرني صانع العربات، "لقد أخذت قطعة من شتلات شجرة الدردار، الذي هو دائمًا خشب صلب للغاية، لكن خذ واحدة من النوع الأخر، وستجده أفضل". في هذه المناسبة ، تعلمت أنَّ هناك فرقًا كبيرًا في أنواع شجرة الدردار، وأنه في جميع أنواع الخشب، يعتمد الكثير منها على المكان والتربة التي تنمو عليها. تعلمت أنَّ خشب إيتيرسبيرغ قليل القيمة كخشب، على العكس من ذلك، فإنَّ الخشب في حي نوهرا يمتلك قوة رائعة، وحيث أنَّ حاملات فايمار لديها ثقة كبيرة في العربات التي صنعت في نهرا. في تجاربي اللاحقة، فقد اكتشفت أن كل الخشب الذي ينمو على الجانب الشمالي يكون أقوى بسبب الانحدار، وبه ألياف أكثر من ذلك الذي ينمو على الجانب الجنوبي. هذا مفهوم. بالنسبة للشجرة الصغيرة التي تنمو على الجانب الشمالي المظلم من الجرف، يجب أن تبحث عن الضوء والشمس من فوق؛ لأنها تتوق للشمس جدًا فإنها تكافح باستمرار لترتفع إلى أعلى، وتنشأ الألياف في اتجاه عمودي. إلى جانب ذلك لأنَّ المكان مظلل فهو مؤاتٍ أكثر لتشكيل ألياف أرقى، ويظهر ذلك بشكل لافت للنظر في تلك الأشجار التي تنمو في مثل هذه الظروف، بحيث يتعرض جانبها الجنوبي باستمرار لأشعة الشمس، بينما يكون جانبها الشمالي دائمًا في الظل . إذا ظهر مثل هذا الجذع أمامنا، يجب أن نلاحظ أنَّ نقطة القلب لن تكون بأي حال من الأحوال في الوسط، ولكن في الغالب في جانب واحد. وتنبع هذه اللامركزية للقلب من الظروف التي أصبح عليها الجانب الجنوبي، ومن خلال التأثير المستمر للشمس الذي أصبح أكثر قوة، وبالتالي فهي أوسع من تلك الموجودة على الجانب الشمالي المظلم. ومن ثم فإنَّ صناع الخزانات وكارتريهات السفر، عندما يحتاجون إلى خشب قوي، يختارون الأفضلية في الجانب الشمالي الأكثر تطورًا من الجذع ، الذي يسمونه الجانب الشتوي، والذي يثقون فيه بشكل كبير". قال غوته، "يمكنك أن تتخيل ، إنَّ ملاحظاتك مثيرة للاهتمام للغاية بالنسبة لي، فقد استغرقت نصف حياتي وأنا أشغل نفسي بطريقة نمو النباتات والأشجار. ولكن استمر في رواية قصتك. من المحتمل أنك صنعت آنذاك قوسًا من خشب دردار قاسٍ؟ أجبت، "نعم لقد فعلت ذلك، أخذت قطعة منقسمة بشكل جيد من الجانب الشتوي، وجدت فيها أليافًا رفيعة بشكل محتمل. كان القوس أيضًا سهل الثني ومرنًا جدًا. ولكن بعد استخدامه بضعة أشهر، ظهر انحناء كبير جدًا، وكان من الواضح أنَّ المرونة لن تستمر. "بعد ذلك قمت بتجربة على جذع شجر البلوط ، كان خشبًا جيدًا جدًا. لكن سرعان ما وجدت نفس الخطأ فيه. ثم جربت ساق شجرة الجوز، التي كانت أفضل؛ وأخيرًا جذر القيقب ذي الأوراق الناعمة - ماشهولدر، كما يطلق عليه، وهو الأفضل، والذي حقق كل شيء أرغب فيه". رد غوته، "أنا أعرف هذا النوع من الخشب، غالبًا ما يزرع في الوشيع. أستطيع أن أتخيل أنه جيد. لكني نادرًا ما وجدت جذعًا شابًا بدون عقدة؛ ولصنع قوس، ألا تحتاج إلى خشب خال تمامًا منهم؟" أجبت، "لا تخلو الساق النامية في الواقع من عقدة؛ ولكن عندما ينتظرها المرء لتصير شجرة، تنزع العقدة، أو إذا كانت تنمو في غابة، فإنها تختفي في الوقت المناسب. الآن، إذا كان الجذع يبلغ قطره حوالي اثنين أو ثلاث بوصات، عند إزالة العقدة، وإذا سمح له بالزيادة سنويًا، ولتشكيل خشب جديد من الخارج، عند انقضاء خمسين أو ثمانين سنة، سوف تكون العقد الداخلية مغلفة بحوالي ست بوصات من الخشب الخالي من العقد. مثل هذا الجذع سيظهر مظهرًا خارجيًا سلسًا جدًا؛ لكن لا يمكن للمرء معرفة العيوب الموجودة فيه. لذلك، يجب علينا، في جميع الأحوال، أن نكون حذرين مع لوح منشور من مثل هذا الجذع، و علينا الإبقاء على الجزء الخارجي ونقطع بضع بوصات من تلك القطعة التي تقع مباشرة تحت اللحاء، أي الجبيرة وما يلي ذلك، لأنَّ هذا هو دائمًا أصغر الأخشاب وأصعبها، والأكثر ملاءمة للقوس". قال غوته، "اعتقدت أنَّ خشب القوس لا ينبغي أن يُنشر، بل يجب أن يقسم، أو كما سميته Geschlachet". أجبت، "بالتأكيد ، عندما يكون تقسيمه أمرًا ممكنًا. أشجار الدردار، البلوط والجوز يمكن أن تقسم، لأنها غابات من الألياف الخشنة. ولكن ليس جذر القيقب، لأنه خشب من ألياف متشابكة دقيقة، بحيث لن ينقسم وفقًا لمسار الألياف، بل ينقسم تمامًا ضد بذوره الطبيعية. لذا يجب تقسيم خشب جذر القيقب بالمنشار، وذلك دون تعريض قوة القوس للخطر". قال غوته "همف! همف! لقد اكتسبت معرفة كبيرة من خلال هوسك الخاص. هذا النوع من المعرفة الحيوية هو الذي يتم تحقيقه فقط بطريقة عملية. ولكن هذه هي ميزة الشغوف الذي يسعى، لأنه يحملنا إلى الجذر العميق للموضوع. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ البحث عن الأخطاء والتخبط أمران جيدان، لأننا نتعلم من خلال الأخطاء والتخبط. وبالفعل، لا يتعلم المرء الشيء نفسه فحسب، بل يتعلم كل شيء متصلٍ به. ما الذي كنت سأعرفه عن النباتات والألوان إذا أعطيت لي نظريتي جاهزة الصنع، وعرفتها عن ظهر قلب؟ لكن من الحالة ذاتها، اضطررت إلى البحث عن كل شيء لنفسي والعثور عليه، وأحيانًا ارتكاب الأخطاء، أستطيع أن أقول إنني أعرف شيئًا عن هذين الموضوعين، وأكثر من مجرد النظر إلى الورق. لكن أخبرني أكثر عن قوسك. لقد رأيت بعض الأقواس الاسكتلندية، والتي كانت مستقيمة تمامًا، وغيرها والتي كانت منحنية. برأيك أيها الأفضل؟ " أجبت، "أظن أنَّ المرونة أكبر بكثير عندما تنحني أطراف القوس إلى الوراء. في البداية جعلتها مستقيمة، لأنني لم أفهم كيف أثني النهايات. لكن عندما تعلمت كيف أفعل ذلك، ثنيت النهايات، ووجدت أنَّ القوس ليس له مظهر أكثر جمالًا فحسب، بل أنه اكتسب المزيد من القوة أيضًا". قال غوته، "تشكلت المنحنيات بالحرارة، أليس كذلك؟" أجبت، "نعم ، بالحرارة الرطبة. عندما ينتهي العمل على القوس ويتم توزيع المرونة بشكل متساوٍ ولا يعود هناك موقع أقوى أو أضعف مما ينبغي أن يكون، أضع أحد طرفي القوس في الماء المغلي، حوالي ست أو ثماني بوصات من الماء، وأدعها تغلي لمدة ساعة تقريبًا، ثم أرقق النهاية الناعمة، بينما تكون ساخنة، بين كتلتين صغيرتين، السطح الداخلي الذي له شكل المنحنى الذي أود أن أعطيه لقوسي. وهو مضغوط هكذا أتركه على الأقل ليوم وليلة حتى يكون جافًا تمامًا، ثم أتابع العمل مع الطرف الآخر بنفس الطريقة". قال غوته ضاحكًا بغموض، "ما رأيك؟ أعتقد أنَّ لدي شيئًا لأجلك، والذي لن ترفضه. لنفترض أننا نزلنا للأسفل معًا، وأعطيتك قوس باشكير ذا انحناء أصلي بين يديك". هتفت بحماس وحيوية "قوس باشكير! و أصلي؟" وقال غوته، "نعم، أيها الصديق المجنون، قوس باشكير أصلي". "هيا بنا". ذهبنا إلى الحديقة، فتح غوته باب الغرفة في المنزل الخارجي الصغير، كانت الطاولات والجدران مكدسة بكنوز وأشياء لا حصر لها تثير الفضول. ألقيت نظرة عابرة فقط على هذه الكنوز؛ ووقعت عيني على القوس. قال غوته بينما يأخذه من الزاوية، من بين كل أنواع الأدوات الغريبة، '' ها هو"، وأرى أنه في نفس الحالة التي كان عليها عندما قدم لي في عام 1814 من قبل رئيس باشتشر، "ماذا تقول الآن؟" لقد سررت بحمل السلاح الثمين في يدي. يبدو أنه لم يصب بأذى فقد بدا صالحًا تمامًا. أخذت أديره في يدي ووجدت أنه لا يزال مطاطًا بشكل محتمل. قلت، "إنه قوس جيد، شكله مميز للغاية، وبالنسبة للمستقبل سيخدمني كنموذج". "ما هو الخشب الذي صنع منه في اعتقادك؟" أجبت، "كما ترى فهو مغطى بلحاء البتولا، جزء قليل جدًا من الخشب مرئي، والنهايات المنحنية وحدها تبقى مكشوفة. ولأنَّ لونها يتغير مع الوقت، فلا يمكن للمرء أن يميز ما هو الخشب. من النظرة الأولى، يبدو مثل شجر البلوط، وفي الثانية مثل شجرة الجوز. أعتقد أنها شجرة جوز، أو خشب يشبهها. ولكنها ليست من القيقب أو الماشهولدر. إنه خشب من الألياف الخشنة. إلى جانب ذلك، ألاحظ علامات على أنه قد تم تقسيمه '' geschlachtet ''. قال غوته "افترض أنك كنت لتجربه الآن، ولديك سهم هنا. ولكن كن حذرًا مع الطرف الحديدي، قد يكون مسمومًا"، ذهبنا مرة أخرى إلى الحديقة، ولويت القوس. قال غوته "الآن ، أين ستطلقه؟" قلت، "اعتقد أنني سوف أطلقه نحو الهواء في البداية" قال غوته، "اذهب ، إذن "،. صوبت السهم نحو الغيوم المشمسة في السماء الزرقاء. انطلق السهم جيدًا، ثم دار، واتجه نحو الأسفل، وانغرس في الأرض. قال غوته "الآن دعني أحاول". كان من دواعي سروري أنه هو أيضًا سوف يجرب التصويب. أعطيته القوس، وجلبت السهم. وضع غوته شق السهم على الخيط، وأمسك بالقوس جيدًا، لكنه احتاج بعض الوقت حتى يتمكن من إدارته بشكل صحيح. صوب نحو الأعلى، وشد الخيط. كان يقف هناك مثل أبولو، بروح شابة متحمسة، على الرغم من ذلك لم يصل السهم إلا إلى ارتفاع معتدل جدًا، ثم سقط على الأرض. ركضت وجلبت السهم. قال غوته: "مرة أخرى، كان يتوجه الآن على طول طريق الحصى في الحديقة، دعم السهم نفسه بنحو ثلاثين خطوة بشكل جيد، ثم سقط، وعلق على الأرض. لقد أسعدني غوته بشكل لا يصدق، باستعماله القوس والسهم. فكرت في الآبيات الشعرية التالية:- "هل ستجعلني الشيخوخة أترنح؟ هل أنا طفل مرة أخرى؟" أحضرت له السهم. توسلني أن أطلق السهم مرة واحدة في اتجاه أفقي ، وطلب مني أن أوجهه نحو بقعة في مصراع النوافذ في غرفة عمله. أطلقت السهم. لم يكن السهم بعيدًا عن العلامة؛ ولكنه توغل في الخشب اللين لدرجة أنني لم أتمكن من إخراجه مرة أخرى. قال غوته: "فلتدعه هناك، سوف يخدمني في تذكر رياضتنا". مشينا في الحديقة، مستمتعين بالطقس الجيد ثم جلسنا على مقعد وظهورنا قبالة الأوراق الشابة للوشيع السميك. تحدثنا عن قوس عوليس، عن أبطال هوميروس، ثم عن الشعراء اليونانيين التراجيديين، وأخيرًا حول الرأي المنتشر على نطاق واسع أنَّ يوربيدس تسبب في تراجع الدراما اليونانية. لم يوافق غوته بأي حال من الأحوال على هذا الرأي. قال، " أنا أعارض وجهة النظر التي تقول إنَّ أيَّ رجلٍ واحدٍ يمكن أن يتسبب في تراجع الفن تمامًا. لم يتسبب يوربيديس بتراجع الفن اليوناني التراجيدي أكثر مما تسبب به النحت الذي قام به أي نحات عظيم عاش في زمن فيديا وكان أقل شأنًا منه. فعندما تكون حقبة عظيمة، فإنها تستمر على طريق التحسن، ويكون الإنتاج الأدنى دون نتائج. ولكن يالها من حقبة عظيمة تلك التي كانت عصر يوربيديس! لقد كانت وقت الذوق التقدمي وليس الرجعي. لم يصل النحت لقمته حينها، وكان فن الرسم لا زال في مهده. "إذا كانت مقاطع من يوربيديس بالمقارنة مع مقاطع من سوفوكليس بها سقطات عظمية، فليس من الضروري أن يحاكي الشعراء الناجحون هذه الأخطاء، وأن يدللوا عليها. ولكن إذا كانت لديهم مزايا كبيرة ، وكان بعضهم يفضل مسرحيات سوفوكليس، لماذا لم ينجح الشعراء في تقليد مزاياهم؛ ولماذا لم يصبحوا عظماء على الأقل بنفس القدر الذي يتمتع به يوربيديس نفسه؟ " "ولكن إذا لم يظهر بعد الشعراء التراجيديين الثلاثة المشهورين أيُّ رابع أو خامس أو سادس مماثل لهم في العظمة، - فهذه مسألة يصعب تفسيرها بكل تأكيد؛ ومع ذلك، قد تكون لدينا تخميناتنا الخاصة، وقد نقترب من الحقيقة إلى حد ما. "إنَّ الإنسان كائن بسيط. ومع إنه غني ومتنوع ولا يسبر غوره، فإنَّ دورة أحواله سرعان ما تنتهي". إذا حدثت الظروف نفسها، كما حدث معنا نحن الألمان المساكين، والذين كتب لهم ليسنغ كتابين أو ثلاثة، وأنا نفسي ثلاثة أو أربعة، وشيللر خمس أو ست مسرحيات يمكن عرضها، فقد يكون هناك بسهولة مكان لشاعر تراجيدي رابع، خامس، وسادس. "لكن مع الإغريق ووفرة إنتاجهم، - فكل واحد من الشعراء الثلاثة الكبار قد كتب مائة، أو ما يقرب من مائة قطعة، والموضوعات المأساوية لهومر ، والتقاليد البطولية، التي كتب بعضهم عنها ثلاث أو أربع مرات، - مع مثل هذه الوفرة من الأعمال الموجودة، يمكن للمرء أن يتخيل أنه قد تم استنفاذ الموضوعات، وأنَّ أي شاعر سيتبع الثلاثة الكبار ، سيحتار في كيفية المضي قدمًا. "وفي الواقع، لأي غرض ينبغي أن يكتب؟ أليس هناك ما يكفي لفترة من الزمن؟ وألم تكن إنتاجات كــ schhole و سوفوكليس و يوربيديس، من ذلك النوع ومن ذلك العمق وربما سيتم سماعها مراراً وتكراراً دون أن تحترم أو توضع على ذلك الجانب؟ حتى الشذرات النبيلة القليلة التي وصلتنا كانت شاملة ومؤثرة للغاية، لدرجة أننا نحن الأوروبيين المساكين قد انشغلنا بها لقرون عديدة، وسنستمر في العثور على المغذيات والعمل داخلها لقرون لاحقة". الخميس ١٢ مايو ١٨٢٥. تحدث غوته بحماسة كبير عن ميناندر. "لا أعرف أي أحد بعد سوفوكليس، لكنني أحبه جداً. لأنه نقي تمامًا، نبيل، عظيم، ومبهج، وكياسته صعبة المنال. ومن المؤكد أنني أشعر بالأسف لأننا لم نتحصل سوى على القليل جدًا منه، ولكن هذا القليل لا يقدر بثمن، ومفيد للغاية للرجال الموهوبين. "النقطة العظيمة هي أنَّ ذاك الذي نتعلم منه يجب أن يكون متجانسًا مع طبيعتنا. الآن ، كالديرون، على سبيل المثال، وبكل عظمته، وعلى الرغم من اعجابي به، لم يترك أي تأثير عليّ سواء كان جيدًا أو سيئًا ولكنه كان سيشكل خطورة على شيللر - كان سيؤدي إلى ضلاله ؛ ومن ثم فمن حسن الحظ أنَّ كالديرون لم يكن معروفًا بشكل عام في ألمانيا حتى بعد وفاة شيللر، حيث إنَّ كالديرون عظيم جدًا في ما يتعلق بالتقنية والشكل المسرحي ؛ كان شيللر حيويًا وجادًا أكثر، وعازمًا في مقاصده ، ولكان من المؤسف أن يفقد أيًا من هذه الفضائل ، دون أن يحقق بأي حال عظمة كالديرون في نواحٍ أخرى ". تحدثنا عن موليير. قال غوته: "إن موليير ، عظيم جدًا ، وقد يندهش المرء من جديد في كل مرة يقرأه. إنه رجل فرداني - نصوصه تتقاطع مع المأساة؛ وتتخذ شكلًا عصابيًا؛ ولا أحد يمتلك الشجاعة لتقليدها. عمله "البخيل"، حيث تدمر الرذيلة كل التقوى الطبيعية بين الأب والابن، عظيم بشكل خاص، وبه إحساس عالٍ بالتراجيديا، ولكن عندما يتغير الابن، في إعادة صياغة ألمانية، إلى علاقة، يضعف الأمر كله، ويفقد فرادته. لقد خافوا من إظهار الرذيلة في طبيعتها الحقيقية، كما فعل؛ ولكن ما هو التراجيدي هناك، أو في أي مكان آخر، باستثناء ما هو غير مقبول؟ "أقرأ بعض القطع لموليير في كل عام، مثلما أتذكر من وقت لآخر النقوش التي تمثل السادة الإيطاليين الكبار. لأننا نحن الرجال الصغار لا نستطيع الاحتفاظ بعظمة مثل هذه الأشياء داخل أنفسنا؛ لذا يجب علينا العودة إليها من وقت لآخر، وتجديد انطباعاتنا. "الناس يتحدثون دائما عن الأصالة ولكن ماذا تعني؟ بمجرد ولادتنا، يبدأ العالم في العمل علينا، وهذا يستمر حتى النهاية. وبعدّ، ما الذي يمكن أن نسميه فردانيتنا عدا الطاقة والقوة والإرادة؟ إذا كان بإمكاني تقديم حساب لكل ما أدين به إلى أسلاف ومعاصرين عظماء، فلن يكون هناك سوى رصيد صغير لصالحي. "ومع ذلك، فإنَّ وقت الحياة التي نتعرض فيها لتأثير شخصي جديد ومهم هو مسألة اختلاف على أي حال. كان ليسينغ، وينكلمان، وكانط أكبر سنًا مني، وبينما أثر عليّ الاثنان الأولان في شبابي ، أثر عليَّ الأخير في سن متقدمة - كان هذا الظرف مهمًا جدًا بالنسبة لي، ومرة أخرى، كان شيللر أصغر سنًا مني بكثير، وانخرط في أحدث مساعيه، تمامًا بينما بدأت أشعر بالضجر من العالم، أيضًا، كما بدأ الأخوان فون هومبولدت وشليغل مسيرتهما تحت عيني، كان لذلك أهمية قصوى، واستمددت منه منافع لا توصف. بعد هذه الملاحظات التي تحترم النفوذ الذي كان يتمتع به الأشخاص المهمون، تحول الحوار حول التأثير الذي مارسه على الآخرين؛ وقد ذكرتُ بيغر، الذي بدت لي قضيته إشكالية، حيث لم يظهر اتجاهه الطبيعي البحت أي أثر للتأثير من جانب غوته. قال غوته، "كان لبيغر موهبة عظيمة بالنسبة لي، لكن كانت لشجرة ثقافته الأخلاقية جذور في تربة مختلفة تمامًا، واتخذت اتجاهًا مختلفًا تمامًا. لكن كل رجل يبدأ مثله، في الخط التصاعدي لثقافته: رجل في عامه الثلاثين، استطاع كتابة قصيدة مثل "Frau Schnips" من الواضح أنه اتخذ مسارًا مختلفًا قليلاً عني. فقد فاز لنفسه من خلال مواهبه الرائعة حقًا بجمهور راضٍ تمامًا؛ وليس لديه حاجة ليقلق نفسه بمعاصر لم يؤثر عليه على الإطلاق. "في كل مكان، نتعلم فقط من أولئك الذين نحبهم. هناك تصرفات مواتية تجاهي من قبل المواهب الشابة التي نشأت الآن، لكني نادراً ما أجدها بين معاصري. لا أستطيع بالكاد ذكر اسم رجل واحد كان راضيًا تمامًا عني، وحتى مع عملي "فيرتر"، وجد الناس الكثير من العيوب بحيث لو أنني محوت كل المقاطع التي تعرضت للرقابة، فبالكاد يمكن ترك سطر من الكتاب بأكمله. لا ضرر، لأنَّ هذه الأحكام الشخصية للأفراد، مهما كانت مهمة، قد تم تصحيحها على الأقل من قبل الجماهير. ومن لا يتوقع أن يحصل على مليون من القراء يجب أن لا يكتب سطرًا. على مدى عشرين عامًا، كان الجمهور متنازعًا حول فكرة من هو الأعظم، شيلر أو أنا ؛ ومن الجيد أنَّ هناك بعض الزملاء الذين بالإمكان مناقشتهم حول الأمر الاثنين 5 يونيو ، 1825. قال لي غوته إنَّ بريلير كان معه، وقد أخذ إجازة لأنه سيقضي عدة سنوات في إيطاليا. قال غوته، "ككلمة فاصلة فقد نصحته ألا يسمح لنفسه بأن يتشتت، بل أن يحصر نفسه بشكل خاص في بوسين وكلود لورين، وقبل كل شيء، دراسة أعمال هذين الرجلين العظيمين، لأنه من خلالها قد يرى بوضوح كيف نظرا إلى الطبيعة، واستخدماها للتعبير عن آرائهما ومشاعرهما الفنية. "بريلير موهبة مهمة ولا أخاف عليه. يبدو لي، إلى جانب ذلك، شخصية جادة جداً. أنا على يقين من أنه سيميل إلى بوسين بدلاً من كلود لورين، لكنني أوصيته بشكل خاص لدراسة هذا الأخير والسبب هو أنَّ تنمية الفنان تماثل تنمية كل المواهب الأخرى. نقاطنا القوية، إلى حد ما، تطور نفسها؛ ولكن جراثيم طبيعتنا التي ليست ممارسة يومية، وبالتالي أقل قوة، تحتاج إلى رعاية خاصة، لكي تصبح قوية بالمثل. "لذلك قد يكون لمطرب شاب، كما قلت مراراً وتكراراً، طبقات طبيعية معينة ممتازة جداً، والتي تحقق أي شيء تريده؛ في حين قد تكون طبقات أخرى في صوته أقل قوة ووضوحًا وكمالًا. ولذلك يجب عليه من خلال التمرين المستمر السعي لمساواتها مع الطبقات الأخرى. "أنا متأكد من أنَّ بريلير سينجح يوماً ما بشكل مثير للإعجاب في الأنماط، الأشياء الضخمة، وربما أيضاً الجامحة. وسواء كان سعيداً بنفس القدر بالأشياء البهيجة والرشيقة والجميلة، فهذا سؤالٌ آخر؛ وبالتالي فقد أوصيته بشكل خاص بكلود لورين لكي يتمكن من خلال الدراسة من اكتساب ما لا يكمن في الميل الفعلي لطبيعته. "هناك شيء أخر لفتُّ انتباهه إليه. لقد شاهدت العديد من دراساته حول الطبيعة: كانت ممتازة، وأعدت بحيوية وطاقة كبيرين؛ لكنها كانت جميعها مواضيع منعزلة، والتي يمكن أن يصنع منها القليل فقط عندما يبدأ المرء في اكتشاف ذاته. وقد نصحته بأن لا يحدد موضوعًا معزولًا في المستقبل، مثل الأشجار الفردية، أو أكوام الحجارة الأحادية، أو الأكواخ المفردة، وأن يضيف دائمًا خلفية وبعض الأشياء المحيطة. "وللأسباب التالية. في الطبيعة، لا نرى أي شيء معزول، بل كل شيء متعلق بشيء آخر موجود أمامه، إلى جانبه، تحته، فوقه. وأنا متأكد من أنَّ شيئًا واحدًا قد نعتبره فاتنًا بشكل خاص، غير أنه ليس الشيء وحده الذي ينتج هذا التأثير ، بل هو الرابط الذي نراه فيه، مع ما هو بجانبه، خلفه، وفوقه، وكل ذلك يساهم في هذا التأثير. "في أثناء المشي قد أرى شجرة بلوط، ذلك التأثير الفاتن هو ما يفاجئني. لكن إذا مثلتها وحدها، فربما لن تظهر لي كما كانت، لأنَّ ذلك التمثيل هو الذي ساهم في تعزيز التأثير الفاتن في الطبيعة. وهكذا، فإنَّ الخشب قد يبدو جميلاً من خلال تأثير سماء واحدة بعينها، وضوء واحد خاص، ووضع واحد بعينه من الشمس. ولكن إذا حذفت كل ذلك من خيالي، فربما سيظهر بدون أي قوة ، وكشيء غير مصحوب بالسحر المناسب. "علاوة على ذلك، لا يوجد في الطبيعة شيء جميل لا يتم إنتاجه (بمحفز) بما يتوافق مع قوانين الطبيعة. لكي تظهر حقيقة الطبيعة هذه أيضًا في الصورة، يجب أن يتم حسابها من خلال إدخال الظروف المؤثرة. "أجد حجارة متكونة بشكل جيد بجانب غدير، وأجزاء منها معرّضة للهواء ومغطاة بالطحلب الأخضر بطريقة خلابة. ليست رطوبة المياه فقط هي ما تسببت في تكوين الطحلب الأخضر ؛ ربما يكون تأثير الجانب الشمالي، أو ظل الأشجار والشجيرات قد تعاونوا في هذا التشكيل على هذا الجزء من الغدير، وإذا حذفت هذه الأسباب المؤثرة في صورتي، فستصبح دون الحقيقة، ودون القوة المقنعة الصحيحة. "وبالتالي، فإنَّ وضع الشجرة، ونوع التربة التي تحتها، والأشجار الأخرى خلفها وبجانبها، له تأثير كبير على تكوينها. فالبلوط الذي يقف معرضًا للرياح على القمة الغربية لتلة صخرية، سيكتسب شكلًا مختلفًا تمامًا عن البلوط الذي ينمو تحت الأرض الرطبة في الوادي المحمي. قد يكون كلاهما جميلاً في نوعه، ولكن سيكون لهما طابع مختلف تمامًا، ويمكنهما بالتالي، في منظر طبيعي فني، أن يمثلا فقط في الحالة التي يشغلونها في الطبيعة. وبالتالي، فإنَّ تحديد الأجسام المحيطة ، والتي يتم التعبير عنها خلال موقف معين ذات أهمية كبيرة للفنان، ومن ناحية أخرى، سيكون من الغباء محاولة تمثيل كل تلك الأخطاء الرهيبة التي لها تأثير ضئيل على شكل الأشياء الرئيسية، مثل تأثيرها الخلاب في الوقت الحالي. "لقد نقلت مضمون كل هذه التلميحات الصغيرة إلى بريلير، وأنا متأكد من أنها سوف تترسخ وتزدهر فيه - لأنه ولد كعبقري". السبت 11 يونيو 1825. تحدث غوته اليوم على العشاء كثيراً حول كتاب الميجور باري عن اللورد بايرون. أثنى على الكتاب كثيرًا، ولاحظ أنَّ اللورد بايرون بدا في هذا الكتاب كشخصية أكثر اكتمالاً، وأكثر وضوحاً لنفسه وآرائه، أكثر من أي شيء آخر مكتوب عنه. واصل غوته، "لا بد أنَّ ميجور باري رجل رفيع، رجل نبيل، وقادر تمامًا على وصف صديقه. أسعدني أحد المقاطع في كتابه عن بلوتارخ بشكل خاص؛ "إنَّ اللورد النبيل كان معدمًا من كل تلك الفضائل التي تتحلى بها الطبقة البرجوازية، والتي كان محرومًا من امتلاكها خلال فترة ميلاده وتعليمه وطريقة حياته. الآن كل قضاته المعارضين هم من الطبقة الوسطى، وهذا يضايقه بشدة، لأنهم ينهون عنه ما يبررونه لأنفسهم. الناس الطيبون لا يفهمون أنه وبسبب مكانته العالية يمتلك فضائل والتي لا يمكنهم تصورها". قال غوته، "هل أعجبك ذلك؟ لا نسمع شيئًا جيدًا كهذا كل يوم". قلت، "أنا مسرور لأسمع بشكل علني رأيًا لا بد أنَّ كل الرقباء والمنتقصين الأشرار من رجل أعلى منهم قد أهملوه وألقوا به بعيدًا". ثم تحدثنا عن مواضيع التاريخ العالمي فيما يتعلق بالشعر، وإلى أي مدى قد يكون تاريخ أمة واحدة أكثر ملاءمة للشاعر من تاريخ أمة أخرى. قال غوته: "يجب على الشاعر أن يمتلك شخصية خاصة، وإذا كان هناك أي شيء سليم فيه، فإنه يمثل" العالمي "إنَّ تاريخ اللغة الإنجليزية ممتاز للشعر، لأنه شيء أصيل، وصحي، وبالتالي عالمي. بينما التاريخ الفرنسي، على العكس، ليس للشعر، لأنه يمثل حقبة لا يمكن أن تأتي مرة أخرى. الأدب الفرنسي، وبقدر ما تم إيجاده من تلك الحقبة، يقف كشيء دون فائدة معينة، والذي لا بد سيشيخ مع مرور الوقت. قال غوته، "لا يمكن الحكم على حقبة العصر الأدبي الفرنسي الحالي. التأثير الألماني يتسبب في اختمار كبير هناك، وربما لن نعرف على مدى عشرين عامًا ما ستكون النتيجة". ثم تحدثنا عن الكُتَّاب الجماليين الذين يعملون للتعبير عن طبيعة الشعر والشاعر في تعريفات مجردة، دون التوصل إلى أي نتيجة واضحة. قال غوته، "ما الحاجة إلى تعريف كبير؟ الشعور بالحيوية من المواقف، والقوة للتعبير عنها، تصنع الشاعر". الأربعاء ١٥ أكتوبر ١٨٢٥. لقد وجدت غوته في مزاج عالٍ جداً هذا المساء، وكان من دواعي سروري أن أسمع منه الكثير من الملاحظات الهامة. تحدثنا عن حالة أحدث الأدبيات، عندما قال غوته التالي: "إنَّ قصور الشخصية في المحققين الأفراد والكتاب هو مصدر كل شرور أحدث أدبياتنا. "هذا الخلل يسبب الأذى للعالم على وجه الخصوص، لأنه ينشر الكذب بدلًا عن الحقيقة، أو يشغلنا بحقيقة هزيلة تحرمنا من شيء عظيم، من شأنه أن يكون أفضل. "حتى وقت قريب آمن العالم بشجاعة لوكريشا، - موتشوس سكايفولا، وأجهد نفسه ليتحمس ويُلَهَم من خلال هذا الاعتقاد. ولكن الآن يأتي نقدك التاريخي، ويقول إنَّ هؤلاء الأشخاص لم يعيشوا أبدًا ، ويجب اعتبارهم أساطير وحكايات خلقها عقل الرومان العظيم. ماذا سنفعل بحقيقة مثيرة للشفقة؟ إذا كان الرومان عظماء بما يكفي لاختراع مثل هذه القصص، فيجب أن نكون على الأقل قادرين على تصديقهم. "في الآونة الأخيرة ، كنت دائمًا مسرورًا بحقيقة عظيمة من القرن الثالث عشر، عندما كان الإمبراطور فريدريك الثاني يتعارض مع البابا وكان شمال ألمانيا مفتوحًا لكل أنواع الهجمات العدائية. توغلت جحافل آسيوية في الواقع حتى سيليسيا، وعندما أرعبهم دوق ليغنتس بهزيمة واحدة كبيرة. تحولوا إلى مورافيا، ولكنهم هُزموا هناك من الكونت ستيرنبرغ. كان هؤلاء الرجال البواسل يعيشون في قلبي كمنقذين عظماء للأمة الألمانية. ولكن الآن تأتي الانتقادات التاريخية، وتقول إنَّ هؤلاء الأبطال قد ضحوا بأنفسهم بلا جدوى، لأنَّ الجيش الآسيوي كان قد تم استدعاؤه لبلاده بالفعل، وكانوا سيعودون من تلقاء أنفسهم. وبالتالي، هناك حقيقة قومية كبيرة شلت ودمرت ، وبدا لي هذا الأمر بغيضًا للغاية ". بعد هذه الملاحظات على النقاد التاريخيين، تحدث غوته عن طبقة أخرى من الباحثين والأدباء. وقال، "لم أكن لأعرف أبدًا كم الرجال التافهين، أو مدى قلة اهتمامهم بالأهداف العالية جدًا، إذا لم أختبرهم من خلال أبحاثي العلمية. وهكذا رأيت أنَّ معظم الرجال لا يهتمون بالعلوم إلا بقدر ما يحصلون على لقمة العيش بها ، وأنهم يعبدون الخطأ عندما يوفر لهم الكفاف. "في الأدب أيضًا الحروف ليست أفضل. ففيه أيضاً الأهداف العالية والحب الأصيل للحقيقة والعمق، ولانتشارهم، ظواهر نادرة جداً. رجل يعتز ويتسامح مع شخص آخر، لأنه يعامله بالمثل. العظمة الحقيقية مكروهة بالنسبة لهم؛ سيحاولون إخراجها من العالم، بحيث لا تكون ذات أهمية. الموهبة العظيمة والتعلم العالمي قد يفعل الكثير لبلاده. لكن رغبته في شخصية تحرم العالم من مثل هذه النتائج العظيمة ، وتحرمه من تقدير البلاد. "نريد رجلاً مثل ليسينغ. لقد كان عظيماً في شخصيته كما في حزمه؟ هناك العديد من الرجال الأذكياء والمثقفين، ولكنهم لا يملكون هذه الشخصية؟ كثيرون يملكون الروح والمعرفة ، لكنهم أيضًا مليئون بالغرور؛ ورغم أنهم ربما يبدون وكأنهم مليئون بكثير من الفطنة أمام الجمهور قصير النظر، إلا أنه ليس لديهم خجل أو حساسية - لا شيء مقدس لهم. "لذلك كانت مدام دي غنليس على حق تمامًا عندما رفضت تحرر وألفاظ" فولتير. لأنه وبالنسبة للرجال المماثلين ورغم فطنتهم، لم يستمد العالم أي ربح منهم ؛ لأنهم وضعوا أساسًا للاشيء. لقد كانوا أشد الإصابات خطورة، لأنهم أربكوا الرجال، وسلبوهم دعمهم الضروري. "وبعدّ، ما الذي نعرفه، وإلى أي مدى يمكن أن نتقدم مع كل فطنتنا"؟ "لا يولد الإنسان لحل مشاكل الكون، ولكن لمعرفة أين تبدأ المشكلة، ومن ثم يكبح نفسه في حدود المفهوم. "لأنَّ كلياته ليست كافية لقياس أعمال الكون؛ ومحاولة تفسير العالم الخارجي من خلال المنطق، بوجهة نظره الضيقة، هو محاولة باطلة. لأنَّ منطق الرجل ومنطق الإله هما شيئان مختلفان جدًا". "إذا منحنا الحرية للإنسان، فهناك نهاية لمعرفيّة الرب؛ لأنه إذا كان الإله يعرف كيف سأتصرف، يجب أن أتصرف بهذا القدر. أعطي هذا فقط كعلامة على قلة ما نعرفه، ولإظهار أنه ليس من الجيد التدخل في الألغاز الإلهية. "علاوة على ذلك، يجب علينا فقط أن ننطق بثوابت أعلى بقدر ما يمكن أن تفيد العالم. أما الباقي فيجب أن نحفظه داخل أنفسنا، لأنه سينشر على أفعالنا بريقًا مثل أشعة الشمس الخفية". ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_جوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء التاسعالأربعاء، 20 أبريل 1825. أراني غوته هذه المساء رسالة من طالب شاب، والذي التمسه في خطة للجزء الثاني من "فاوست"، مع التصميم النهائي للعمل نفسه،....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء التاسعالأربعاء، 20 أبريل 1825. أراني غوته هذه المساء رسالة من طالب شاب، والذي التمسه في خطة للجزء الثاني من "فاوست"، مع التصميم النهائي للعمل نفسه، بلهجة بسيطة، مخلصة وصريحة. وهو يطرح بحرية رغباته ووجهات نظره. وأخيرًا، بدون تحفظ وبإيمان راسخ، قال إنَّ كل الجهود الأدبية التي بذلت في السنوات الأخيرة، جهود تافهة، ولكن به سيزهر الأدب الحديث مرة أخرى. إن قابلت شابًا يريد أن يرتب لاستمرارية احتلال نابليون للعالم، أو هاويًا للمعمار يحاول إنهاء كاتدرائية كولونيا، لن أكون أكثر دهشة، ولن أجدهم أكثر جنونًا وسخفًا من هذا الشاب الهاوي شعريًا، الذي يتوهم قدرته على كتابة جزء ثان من "فاوست" لمجرد أنَ له نزوة لفعل ذلك. أعتقد، حقيقة، أنه في الإمكان استكمال كاتدرائية كاتلونيا، أكثر من استمرار غوته في "فاوست". بالنسبة للموضوع الأول، وبأي حال من الأحوال، يمكن أن يتحقق رياضيًا، فهو يقف واضحًا أمام أعيننا، ويمكننا لمسه بأيدينا، ولكن، أي خط أو مقياس سينفع مع عمل عقلي غير مرئي، والذي يعتمد كلية على الخصوصية الذاتية للفنان، ولمادة العمل التي تتطلب أن تختبر حياة عظيمة فعلًا، ولتنفيذها، أن تمتلك مهارات فنية ضوعفت بفضل خبرة السنوات حتى لامست الكمال. من يعتقد أنَّ مثل هذه العمل، سهلٌ أو ممكنٌ، فهو بلا ريب صاحب موهبة متوسطة، لا يشك حتى في مدى علوه وصعوبته. إن أنهى غوته "فاوست" مع بعض النقص في عدد الأسطر، فإنَّ هذا الشاي لن بكون قادرًا على ملء تلك الفجوات الصغيرة. لن أتساءل من أين أتى شباب اليوم بفكرة أنهم ولدوا مع ما لم يتحقق حتى الآن سوى بالدراسة واكتساب الخبرات لسنين طويلة. ولكنني أعتقد أنني لاحظت أنَّ هذا التمادي شائع جدًا الآن في ألمانيا، تلك الخطى المتجرئة على كل الخطوات الثقافية التدريجية ، والتي تمنحنا أملًا ضعيفًا في روائع فنية مستقبلية. قال غوته:" سوء حظ هذه الدولة، أن لا أحد يستطيع العيش في سلام، على الجميع أن يسيطروا، ولا أحد يمكنه الاستمتاع بما تم إنتاجه من فن، بل الكل يريد أن ينتج بنفسه. ولن يفكر أحد في خدمة الشعر بطريقته الخاصة، ولكن الجميع سيقومون بالشيء نفسه المرة تلو الأخرى، بجانب أنه ليس هناك جدية في مقاربة الكلي، ولا الاستعداد لفعل كل ما يلزم من أجل الكلي، ، ولكن كل منهم يسعى إلى صنع ذاته الخاصة المدركة، وإظهارها بقدر المستطاع للعالم. تظهر تلك النزعات الزائفة في كل مكان، ويقوم الجميع بتقليد الفنان الموسيقي العصري، والذي لا يقوم باختيار تلك القطع الموسيقية التي تمنح الجمهور المتعة الموسيقية المحضة، بقدر أولئك الذين يكتسبون الإعجاب بفضل البراعة التي اكتسبوها. في كل مكان هنالك الفرد الذي يريد أن يتباهى بنفسه لمصلحته، لكن لا يوجد مكان يسعى فيه الفرد لجعل ذاته خاضعة للكلي. من هنا يكتسب الرجال أسلوب إنتاج أخرق، دون أن يلاحظوا. الأطفال يخلقون الشعر، ويستمرون حتى تصير هواية، وعند الشباب يمكنهم فعل بعض الأشياء، حتى تأتي الرجولة فتجعلهم يتبصرون لما يوجد من تميز، فينظرون بيأس إلى السنبن التي أضاعوها في مساعيهم الزائفة وغير المجدية. ولن يصل العديدون إلى معنى الكمال، ونتيجة لعجزهم الشخصي، سيستمرون بالقيام بالشيء نفسه بنصف الجودة حتى النهاية. من المؤكد أنه إذا استطاع الجميع ومنذ وقت مبكر إدراك مدى امتلاء العالم بالتميز بالفعل، ومقدار ما يجب القيام به لإنتاج شيء جديد يستحق أن يوضع بجانب ما أنتجه من قبل، آلاف الشباب الشعراء. نادرًا ما يشعر الإنسان بالشجاعة، والثبات والموهبة الكافية، للعمل بهدوء لتحقيق براعة مماثلة. العديد من صغار الرسامين لم يكن ليقدروا على حمل أقلام رصاصهم إن استطاعوا أن يشعروا، ويدركوا، ويفهموا في وقت مبكر كفاية، ما أنتج حقًا رسامٌ مثل رفاييل. ثم تحدثنا عن الإتجاهات الخاطئة بشكل عام. قال غوته:" كان ميلي نحو الرسم خاطئًا تمامًا، كوني لم أمتلك هذا النوع من الموهبة الطبيعية التي يمكن تطويرها. كان الإدراك المعين للمناظر الطبيعية المحيطة بي واحدة من صفاتي، لذا فمحاولاتي الأولى كانت واعدة جدًا. رحلتي إلى إيطاليا دمرت هذه المتعة عمليًا، دراسة طويلة أخذت مكانها، وضاعت موهبة الحب، وبما أنَّ الموهبة الفنية لا يمكن تطويرها فنيًا ولا جماليًا، فقد ضاعت جهودي في اللا شيء. واصل غوته:" يقال على نحو تبريري، إنَّ رعاية جميع الطاقات البشرية المشتركة أمر مرغوب فيه، و إنَّ القيادة انتهت أيضًا. لكن لا يولد الرجل لهذا، يجب على كل أحد تشكيل نفسه كوجود محدد، ويسعى- مع ذلك- لتحقيق تلك الفكرة العامة التي يشكل الوجود البشري مكوناتها. وهنا فكرت في ذاك المقطع من"فيلهيلم مايستر"، الذي يقول أيضًا إنَّ جميع الرجال، مجتمعون، ضروريين لتشكيل الإنسانية، ، وأننا حتى الآن نستحق الاحترام فقط بمقدار علمنا كيف نُقدر. فكرت أيضًا في "وندرجر" ، حيث نصح جامو الرجال بأن يتعلم كل منهم مهنة واحدة فقط، وأنَّ هذا هو الوقت المناسب لأخذ جانب معين. وأنه يحيي كل من فهم هذا ويعمل وبهذه الروح، من أجله والآخرين. ثم يأتي السؤال، ما هي المهنة التي على الرجل اختيارها، بحيث لا يتجاوز حدوده الملاءمة، ولا يفعل القليل جدًا؟. من كانت مهنته الإشراف على عدة إدارات، ليحكمها، وليوجه الآخرين، يجب عليه السعي لاكتساب بصيرة أنفذ في مختلف الأقسام. وبذلك، فإنَّ الأمير أو رجل الدولة المستقبلي لا يمكنه أن يكون متعدد الاهتمامات، ، لأنَّ التعدد يتطلب براعة. الشاعر أيضًا، يجب أن يسعى خلف معارف متعددة، لأنَّ موضوعه هو العالم كله، والذي يجب أن يلامسه ويعبر عنه. مع ذلك، لا ينبغي للشاعر محاولة أن يصبح رسامًا، فما تحتويه نفسه سينعكس على العالم من خلال الكلمات، تمامًا كما يرينا لها الممثل بأعيننا، من خلال عرض نفسه شخصيًا. يجب التمييز بين نفاذ البصيرة والنشاط العملي، ويجب علينا عكس ذلك في كل فن، عندما نخضعه للممارسة، وهو شيء عظيم وصعب جدًا، وإتقانه يتطلب حياة. وهكذا سعى غوته للتبصر في العديد من الأشياء، ولكنه عمليًا قيد نفسه إلى شيء واحد فقط، مارس فنًا واحدًا فقط، بطريقة ماهرة، فن الكتابة. والمسألة التي قال بها ذات طابع متعدد الجوانب كما يجب التمييز بين الثقافة والممارسة العملية، وهكذا ومن أجل رعاية الفنان يجب أن يمرس عينيه على إدراك المواضيع الخارجية. وإن أسمى غوته ميله العملي للرسم بالخاطئ، فميله ما زال صالحًا له كشاعر. قال غوته:" تُعزى الموضوعية في شعري للتدريب والانتباه الكبيرين للعين، ووجب علي أن أكون جديرًا بالمعرفة التي حققتها بهذه الطريقة. ولكن يجب أن نحرص على عدم وضع حدود ثقافتنا بعيدًا جدًا. قال:" الباحثون الطبيعيون هم الأكثر عرضة للخطر نتيجة ذلك، لأنَّ الثقافة العامة المتجانسة للملكات مطلوبة حقًا للملاحظة الكافية للطبيعة. ولكن ومن ناحية أخرى، يجب على الجميع السعي لحماية أنفسهم من التحيز ووجهات النظر الضيقة، مع احترام المعرفة الضرورية للفرع الخاص به. الشاعر الذي يكتب من أجل المسرح، يجب أن يمتلك المعرفة بالمسرح، ويزن وسائل سيطرته، ويعلم بشكل عام ما يجب القيام به، وما يجب تركه. ملحن الأوبرا أيضًا، يجب أن يمتلك بعض الفطنة الشعرية، حتى يستطيع التمييز بين ما هو جيد وما هو سيء، وعدم بذل جهده في شيء غير عملي. قال غوتة:" لم يكن يجب على "كارل ماريا فون ويبر" تلحين "يوريانث"، كان لا بد له أن يرى فورًا كم هي مادة سيئة لا تنتج شيئًا. لدينا الحق في توقع نفاذ البصيرة الكامل لدى أي ملحن، ينتمي إلى فنه وهكذا، الرسام أيضًا، يجب أن يقدر على التمييز بين المواضيع، التي تنتمي إلى دائرته، كي يعلم ما سيرسم، وما سيترك. وضح غوته:" ولكن كما يقال، الفن العظيم هو ذلك الذي يعزل المرء ويحده عن العالم الخارجي" وبناء عليه، وأنا معه ، سعيت باستمرار لحفظ نفسي من أي إلهاء، ، والتركيز فقط على فرع معين. وإن أظهرت ميلًا للنفاذ إلى أسرار العلوم الطبيعية، ينصحني بتركه، وأن أقتصر على الشعر في الوقت الراهن. إن أردت قراءة كتاب كان يرى أنه لن يطورني في مساعي الحالية، ينصحني بتركه حالًا، ، قائلًا إنه ليس له استخدام عملي مفيد لي. قال:" أنا نفسي أمضيت الكثير من الوقت في أشياء لم تكن تنتمي إلى الفرع الملائم لي. عندما فكرت في ما أنجزه "لوبيز دو فيغا" بدا أنَّ عدد إنجازاتي الشعرية ضئيل جدًا، كان يجب أن أحتفظ بالكثير لمهنتي الخاصة. قال:" إن لم أشغل نفسي كثيرًا بالأحجار، وقضيت الوقت في شيء أفضل، لكنت فزت بأروع ألماسة مزخرفة". لهذا السبب فهو يحترم ويشيد بصديقه "ماير"، لأنه كرس حياته كلها وحصريًا لدراسة الفن، وحصل بالتالي، وبلا شك، على أعلى درجة اختراق في فرعه. قال غوته:" نشأت أنا أيضًا مع هذا الميل، وأمضيت نصف حياتي تقريبًا في تأمل ودراسة الأعمال الفنية، لكني وباحترام تام لا أقف على قدم المساواة مع ماير. لذا لم أغامر مطلقًا بأن أريه صورة جديدة فورًا، أرى بنفسي أولًا إلى أي مدى أستطيع التقدم فيها، وحين أعتقد أنني ملم تمامًا بكل جمالياتها وعيوبها، أريها لماير، الذي يرى الموضوع بوضوح أكبر. والذي، ومن نواحٍ كثيرة، يعطي إضاءات جديدة. بالتالي أنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى ما يتطلبه أن تكون بارعًا في شيء واحد, لدى ماير نفاذ البصيرة في الفن الذي يعود إلى آلاف السنين. وقد يُسأل، إن كان غوته مقتنعًا تمامًا أنَّ الرجل يستطيع القيام بشيء واحد فقط بطريقة جيدة، لماذا وظف حياته في عدة اتجاهات مختلفة للغاية؟ سأجيب: إن رجع غوته إلى عالمنا الآن، ووجد المساعي العلمية والأدبية لوطنه الأم في ذروة ما لديهم الآن، وما قاموا بتحقيقه عبره هو تحديدًا، من المؤكد أنه لن يجد الفرصة لكل هذه الاتجاهات المختلفة، لكنه سيكرس نفسه لمجال واحد بكل بساطة. لم يكن من طبيعته النظر في جميع الاتجاهات، وأن يبدي آراءه حول الأمور الدنيوية، ولكن كان ضروريًا في ذلك الوقت أن يتحدث عن ملاحظاته. عندما جاء إلى العالم، جاء من أجل إرثين كبيرين، الخطأ ونقص الكفاءة، وقع في نصيبه أن يقوم بإزالتهما، ما يتطلب بذل الجهد في اتجاهات عديدة ما دامت حياته مستمرة إن لم تظهر نظرية نيوتن لغوته كخطأ كبير، ضارة جدًا للعقل البشري، فهل كان من المفترض أنه يملك نية كتابة "نظرية الألوان" وتخصيص جهد سنوات لمجرد موضوع جانبي كهذا؟، من المؤكد،لا. ولكن حبه للحقيقة وفي الصراع مع الخطأ حثه على جعل ضوئه النقي يشع وسط الظلمة. يمكن قول الشيء نفسه بخصوص معتقده عن تحول النباتات، والذي بسببه نحن مدينون له بنموذج مداواة علمي. من المؤكد أنَّ غوته لم يكن ليفكر أبدًا في كتابة هذا العمل، إن كان قد رأى معاصريه يسيرون نحو هذا الهدف. يمكن قول الشيء نفسه عن جهوده الشعرية المتنوعة. السؤال هو هل كان لغوته أن يكتب رواية، إن كان لعمل مثل "فيلهيلم مايستر" أن يوجد بالفعل بين أيدي أمته.المسألة هنا عن إن لم يكن قد كرس نفسه حصريًا للشعر الدرامي. ما الذي كان بإمكانه إنتاجه وتنفيذه إن قيد إلى اتجاه واحد، لم يكن ليُلحظ، ولكن من المؤكد جدًا وإن نظرنا إلى العموم، فإنَّ أي شخص ذكي سيتمنى لو أنَّ غوته لم ينتج كل هذه الأشياء التي أرضت خالقه ليقوده. الأربعاء، 27 أبريل 1825. مع اقتراب المساء دعاني غوته إلى نزهة في الحديقة المنخفضة. قال:" قبل أن نذهب سأقوم بإعطائك خطابًأ من "زيلتر"، استلمته بالأمس، حيث يتطرق إلى شؤون مسرحنا. كتب، بجانب أمور أخرى:" أنت لست رجل تأسيس الدراما لفيمار، استطعت أن أرى منذ مدة طويلة. من يجعل نفسه أخضرَ، ستأكله الماعز. يجب على الرفاق أخذ ذلك بعين الاعتبار، من يسد النبيذ بالفلين أثناء تخمره؟. نظر إليَّ وضحكنا، وقال:" زيلتر زميل أساسي، لكنه لا يفهمني تمامًا، وهو يطلق تفاسير خاطئة على كلماتي". لقد كرست حياتي كلها للناس ولنمائهم، فلماذا لا يجب عليَّ أيضًا تأسيس الدراما؟ ولكن، هنا في فيمار، في هذه البيت الصغير، الذي يقطنه عشرة آلاف شاعر وبضعة ساكنين، مثلما يقول الناس مازحين. كيف يمكننا الحديث عن الناس، وأكثر بكثير عن مسرح للناس؟ ستصبح فيمار في وقت ما في المستقبل، وبلا شك، مدينة عظيمة، ولكن علينا أن ننتظربضعة قرون حتى يشكل شعب فيمار كتلة كافية قادرة على تأسيس ودعم الدراما. تم إسراج الخيول، وقدناها حتى الحديقة المنخفضة. كانت أمسية هادئة ومعتدلة، على الأصح حارة، غيوم كبيرة بدت تتجمع في كتل عاصفة. مشينا صعودًا وهبوطًا في مسار الحصى الجاف، بجانبي وبهدوء، غوته، مهتاج وبوضوح، بأفكار شتى. وفي تلك الأثناء كنت أستمع إلى تغريد طائري الشحرور والسمان، واللذيْن، على قمم أشجار الدردار التي ما زالت بلا أوراق، يغنيان ضد العاصفة الآخذة في التجمع. يصوب غوتة نظراته حول المكان، ثم الغيوم، ثم نحو الخضرة التي تتفجر في كل مكان، على جانبي الطريق، وعلى المروج، وأيضًا على الشجيرات والأسيجة. قال:" أمطار رعدية دافئة، والتي تعد بها الأمسية، والربيع سيظهر مرة أخرى بكل روعته ووفرته. في الوقت الذي أصبحت فيه الغيوم أكثر تهديدًا، سُمع دوي رعد منخفض، وسقطت أيضًا، بضع قطرات من الأمطار، واعتقد غوته أنَّ من المستحسن العودة إلى المدينة. عندما وصلنا إلى مسكنه قال:" إن لم تكن لديك التزامات، فاصعد معي الدرج واقضِ ساعة أو نحو ذلك برفقتي". وهو ما قمت به بسرور. ما زالت رسالة زيلتر موضوعة على الطاولة. قال غوته:" من الغريب، الغريب جدًا، كيف أنَّ أحدهم وبسهولة، يمكن أن يقع في موقف خاطئ في ما يتعلق بالرأي العام. لا أعلم وقتًا قد كنت فيه ضد الناس بأي شكل، لكنني الآن مستقر ولمرة في ما يتعلق بالجميع، أنا لست صديق الشعب، في الواقع، أنا لست صديقًا للرعاع الثوريين، الذين يكمن هدفهم في السرقة، القتل والتدمير، والذين، وخلف قناع المصلحة العامة، يبقون أعينهم فقط، على أحقر الأهداف الأنانية. أنا لست صديق مثل أولئك الناس، أكثر من كوني صديق لويس الخامس عشر، أنا أكره كل عنف مدمر، أكره أولئك الذين يفعلون ذلك، وكذلك من يعطون أسبابًا له. لكن، هل أنا لست صديقًا للشعب بناء على ذلك؟ هل يفكر أي رجل عاقل بخلاف ذلك؟. وأنت تعلم كم أبتهج جدًا بأي تقدم، حين يعطينا المستقبل بعض الاحتمالات. لكن، وكما قلت، كل التحولات العنيفة تصطرع في ذهني، لأنها ليست متوافقة مع الطبيعة. أنا صديق للنباتات، أحب الورد، وكالزهرة الأكثر مثالية التي يمكن أن تنتجها الطبيعة الألمانية، لكنني لست بالحماقة الكافية كي أرغب أن تنتجهم حديقتي الخاصة الآن، في نهاية أبريل. إنني راضٍ أن وجدت الآن الأوراق الخضراء الأولى، راضٍ إن رأيت الآن كيف تتشكل ورقة بعد الأخرى. الجذوع، من إسبوع إلى آخر، وفي مايو، أُسَرُّ عندما ألمس البراعم، وفي يونيو، أسعد، عندما وأخيرًا، تظهر الورود نفسها بكامل روعتها وعبيرها. إذا لم يستطع شخص ما الانتظار فليذهب إلى أبنية النباتات الزجاجية. من المستبعد القول إنني خادم، عبدٌ للأمراء، وإن دل قولي على شيء، هل أخدم طاغية مستبدًا؟ هل أخدم شخصًا يعيش على كاهل الشعب، لمتعته الخاصة فقط؟ مثل هؤلاء الأمراء، ومثل هذه الأوقات كذبة. لقد ارتبطت ارتباطا وثيقا بالدوق الأكبر لمدة نصف قرن، وعملت معه خلال نصف قرن، ولكنني يجب أن أتكلم بجلاء، إن كان عليَّ القول إنني شهدت يومًا واحدًا، لم يفكر فيه الدوق الأكبر بالقيام بعمل شيء ما يخدم مصلحة الأرض، ومناسبة لتحسين أحوال الفرد. أما بالنسبة له شخصيًا، ما الذي ناله من مركزه الأميري، عدا التوتر والمتاعب؟ هل منزله أو ملابسه أو مائدته أفضل من أي رجل ثري؟ اذهب فقط لمدننا ذات المرافئ البحرية، وستجد أنَّ مطبخ وقبو أي تاجر كبير أفضل تعيينًا من هذا. واصل غوته:" وفي خريف هذا العام، سنحتفل باليوم الذي حكم فيه الدوق الأكبر، لمدة خمسين عامًا. ولكن عندما أفكر مليًا، ما الذي كانته حكومته هذه غير عبودية مستمرة؟ ما الذي كانته غير استعباد لتحقيق الغايات العظيمة، استعباد من أجل رفاهية شعبه؟ إن كنت مرغمًا على أن أصير عبدًا لأمير، فعلى الأقل عزائي أنني لا أزال عبدًا لشخص هو أيضًا عبد للمصلحة العامة. الجمعة، 29 أبريل 1825. تقدم العمل على مبنى المسرح الجديد في هذا الوقت بسرعة كبيرة جدًا، الجدران الأساسية قد ارتفعت بالفعل على كل جانب، ومنحت أملًا في مبنى جميل جدًا. لكنْ اليوم ولدى ذهابي لموقع البناء، رأيت، وبرعب، أنَّ العمل قد توقف، وسمعت أنَّ طرفًا آخر، معارض لخطة غوته وكودري قد نجح أخيرًا، وأنَّ كودراي قد استقال عن إدارة المبنى، وأنَّ مهندًسا آخر سيقوم بالعمل عليه وفقًا لتصميم جديد، ووفقًا للتعديلات وضع الأساس بالفعل. شعرت بالحزن العميق لما رأيت وسمعت، كوني ابتهجت مع الجميع لإمكانية رؤية مسرح في فيمار، المنجز وفقًا لرؤية غوته العملية لتنظيم داخلي حكيم، وفي ما يتعلق بالجمال، فقد تطابق مع ذوقه المصقول. لكنني حزنت أيضًا على غوته وكودراي، لأنهما سيشعران بالألم بسبب ما حدث. الأحد، مايو 1825. تناولت العشاء رفقة غوته. قد يكون من المتوقع أنَّ موضوع حديثنا الأول سيكون عن التغييرات في بناء المسرح، كنت أخشى، كما قلت، أنَّ هذا الإجراء غير المتوقع قد يجرح وبعمق مشاعر غوته، لكن لم يكن ثمة علامة على ذلك، وجدته لطيفًا وفي مزاج هادئ جدًا، ومتعاليًا تمامًا عن أي إحساس بالضعف. قال:" لقد هاجموا الدوق الأكبر بشأن النفقات، والتقليل الكبير في الإنفاق سيحدث إن عدلت خطة البناء، وقد نجحوا، وأنا راضٍ تمامًا. في النهاية، المسرح الجديد هو مجرد كومة جنائز جديدة، لحادث ما، عاجلا أم آجلًا، ستضرم فيها النار. أنا أواسى نفسي بهذا. بجانب أنَّ الضآلة بأكثر من ذلك أو أقل لا تستحق الذكر. سيكون لديك مسرح مقبول جدًا، إن لم يكن تمامًا مثل ما تمنيته وتخيلته، ستذهب إليه، وأنا سيتعين عليَّ الذهاب إليه أيضًا، ، وفي النهاية ستؤول الأمور إلى شيء جيد بما فيه الكفاية. قال:" وضَّح لي الدوق الأكبر وجهة نظره، ليس من الضروري أن يكون المسرح روعة معمارية، وهو ما لا يمكن إنكاره. وأضاف قائلًا، إنه مجرد دار بغرض الحصول على المال. وجهة النظر هذه تبدو للوهلة الأولى مادية نوعًا ما، لكن وبالأخذ بعين الاعتبار، ليس من دون مغزى اسمى. ليس المسرح من أجل دفع نفقاته فقط، بل من أجل جلب وتوفير المال، كل ما يتعلق به يجب أن يكون ممتازًا، يجب أن يحصل على أفضل إدارة، وأفضل الممثلين، والنصوص الجيدة يجب أن تقدم باستمرار، لسلطة الجذابة مطلوبة لتلون كامل المنزل كل مساء ولا تتوقف أبدًا. ولكن هذا يقول الكثير في بضع كلمات، ما هو مستحيل تقريبًأ. قلت:" رؤية الدوق الأكبر بشأن جعل المسرح يربح النقود، تبدو عملية جدًا، لأنه ينطوي على ضرورة البقاء باستمرار على قمة التميز.". قال غوته:" حتى شكسبير وموليير لم يكن لهما وجهة نظر أخرى، تمنى كلاهما وقبل كل شيء ان يكسبا المال عن طريق مسارحهما. ومن أجل تحقيق هدفهما الرئيسي، سعوا بالضرورة لأن يكون كل شيء جيد بقدر المستطاع، وأنه وبجانب المسرحيات القديمة الجيدة يجب أن يكون هناك بعض الحداثة الذكية للإسعاد والجذب. وكان حظر * تارتوف * صاعقة لموليير، لم تكن بنفس الوقع على موليير الشاعر كما هي على موليير المدير، الذي كان عليه النظر لمصلحة الفرقة الهامة، وأن يجد بعض الوسائل للحصول على الخبز، له ولممثليه. لا شيء أكثر خطورة على رفاهية المسرح من أن يكون المدير معينًا في الوظيفة، حيث أنَّ إيراد الخزينة قل أو كثرلا يؤثر عليه شخصيًا، ويستطيع العيش في طمأنينة لا مبالية، عالمًا أنه وحتى إن فشلت إيرادات الخزينة هذا العام، ففي النهاية سيستطيع تعويض نفسه من مصادر أخرى. وهي خصلة في الطبيعة الإنسانية تقترب من الاسترخاء حين لا يكون سير الأمور مدفوعًا بالربح والخسارة الشخصية. من غير المقبول الآن أنَّ مسرحًا في مدينة كفيمار عليه دعم نفسه، وأنه من غير الضروري مساهمة خزينة الأمير في دعمه. لكن ما زال لكل شيء حدود وأمد، وألف دولار سنويًا، قلَّت أو كثرت، بأي حال من الأحوال تعد أمرًا تافها، لا سيما وأنَّ انخفاض الإيرادات والتدهور يشكلان خطرًا طبيعيًا على المسرح، حتى إنَّ الخسارة ليست فقط في المال، بل وفي الشرف أيضًا. لو كنت الدوق الأكبر، سأود مستقبلًا، لدى أي تغيير في الإدراة أن أعين مبلغًا ثابتًا للمساهمة السنوية، وسأحسب متوسط الاشتراكات خلال السنوات العشر الأخيرة، ووفقًا لذلك، وسأقرر مبلغًا كافيًا كدعم مناسب. بمثل هذا الدعم يمكن الحفاظ على المسرح. وسأذهب خطوة أبعد بعد ذلك، وأقول، إن كان المدير ومساعديه قد فكروا، وبواسطة الإدراة الحيوية والحكيمة، أن يحصلوا على فائض في الخزينة بنهاية العام، يجب تقسيم الفائض كمكافأة بين المدير ومساعديه والأعضاء الرئيسيين للشركة. وسترى كيف سيكون النشاط هناك، وكيف ستوقظ المؤسسة من النعاس الذي لا بد أنها سقطت فيه تدريحيًا. تابع غوته:" تحتوي قوانيننا المسرحية على غرامات مختلفة، ولا يوجد هناك قانون واحد لتشجيع ومكافأة الجدارة المتميزة، وهذا خلل كبير. إن كان لدى كل فشل ثمة احتمالية خصم من راتبي، يجب أن يكون هناك احتمال مكافأة أيضًا، حينما أؤدي أفضل من المتوقع. سيرتفع المسرح عندما يقوم كل شخص بأداء أفضل من المأمول أو المتوقع منه. فراو فون غوته وفراولين أوليركي، دخلا الآن، برشاقة، مرتدييْن ملابس صيفية، بسبب الطقس الجميل. المحادثة أثناء العشاء كانت خفيفة ومبهجة، تحدثنا عن مختلف الأحداث السعيدة خلال الأسبوع، وحول خطط مماثلة أيضًا. قال فراو فون غوته:" إن كان لنا أن نستمر في الأمسيات الجيدة فسيكون من دواعي سروري أن أستضيف حفلًا للشاي في الحديقة، حيث يمكننا الاستماع إلى أغاني العندليب، ما رأيك يا أبي العزيز؟ قال غوته:" سيكون هذا لطيفًا جدًا". قال فراو فون غوته:" وأنت يا إكرمان كيف تشعر تجاه ذلك؟ هل يمكنني دعوتك؟". انضمت فرانكلين أوليركي إلى الحديث:" ولكن أوتيليا كيف يمكنك دعوة الطبيب؟ لن يأتي، وإن جاء سيكون كما لو أنه جالس على الشوك، ويستطيع المرء رؤية أنَّ عقله في مكان آخر، وسيكون سعيدًا كلما أسرع في الذهاب ".قلت:" سأتحدث بصراحة، أفضل وبلا شك نزهة حول الحقول مع دولان. الشاي، حفلاته ومحادثاته مخالفة تمامًا لطبيعتي، حتى إنني أشعر بعدم الارتياح عند التفكير فقط بها.قال فراو فون غوته:" ولكن يا إكرمان، في حفلات الشاي في الحديقة، ستكون في الهواء الطلق، وفي بيئتك تمامًا". قلت:" على العكس تمامًا، عندما أكون قريبًا جدًا من الطبيعة، بحيث أشتم كل عبيرها، ولكن لا يمكنني التمتع بها، أمر لا يطاق بالنسبة لي. كالبط الذي يوضع بجانب الماء ولكن يمنع من الغطس فيه". قال غوته ضاحكًا:" قد تقول أيضًا إنك تشعر كالحصان الذي يرفع رأسه في الإسطبل ويرى الخيول الأخرى تركض بجموح على السهول المنبسطة أمام عينيه، ويشتم بهجة وحرية الطبيعة المنعشة، ولكن لا يمكنه المشاركة. دع إكرمان وشأنه، فهو كما هو، لا يمكنك تغييره. ولكن أخبرني يا صديقي العزيز، كيف يمكنك شغل نفسك مع دولان في الحقول المفتوحة، في فترات الظهيرة الطويلة والجميلة؟ ". قلت:" نبحث عن بعض الأيكات المنزوية ونطلق عليها السهام من الأقواس". قال غوته:" قد تكون تسلية جيدة، ". قلت:" إنها طريقة رائعة للتخلص من إضطرابات الشتاء:. قال غوته:" ولكن كيف حصلت على أقواس وسهام هنا في فيمار؟". قلت:" بالنسبة للسهام، أحضرت نموذجًا معي، لدى عودتي من بعثة برابانت في 1814، إطلاق الأقواس والسهام هناك عام، . لاتوجد مدينة هناك مهما صغرت لا تمتلك مجتمع رماية. إنهم يجعلون مراكزهم في بعض المساكن العامة، كالبولنج الأرضي خاصتنا، ، ويجتمعون عادة في وقت متأخر من الظهيرة، شاهدتهم كثيرًا بسرور عظيم. مَن الرجال الناضجون الذين كانوا هناك، وما الطريقة التصويرية التي أحنوا بها القوس؟ كيف برزت قوتهم؟ وكم كانوا بارعين بامتياز في الرماية؟ كانوا عادة ما يطلقون من مسافة ستين أو ثمانين خطوة، على علامة من الورق على جدار طيني مبتل، يطلقون بسرعة الواحدة خلف الأخرى. لم يكن من النادر أنه ومن أصل خمسين سهمًا، خمسة سهام تضرب المركز، والذي هو في حجم الدولار، أما البقية فتكون في غاية القرب منه. وبعد أن يطلق الجميع، يذهب كل واحد منهم ويسحب سهمه من الجدار الطري، وتبدأ اللعبة من جديد. كنت مبتهجًا جدًا بهذه الرماية وكنت أعتقد أنه سيكون من الرائع جدًا أن تقدم في ألمانيا، وكنت غبيًا جدًا لاعتقادي أنه شيء ممكن. ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء الثامن لك أن تتخيل، عبرت خلال ذهني أفكار عدة من الماضي متسببة في بعض الانفعال، سنوات عدة من جهودنا أنا وشيللر، والتقدم الذي حققه العديد من التلامذة....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء الثامن لك أن تتخيل، عبرت خلال ذهني أفكار عدة من الماضي متسببة في بعض الانفعال، سنوات عدة من جهودنا أنا وشيللر، والتقدم الذي حققه العديد من التلامذة المفضلين، لذا، فإنني أعتزم بحكمة البقاء في الفراش اليوم. ثمنتُ ترويه، لم يبدُ لي ضعيفًا ومنهكًا، بل في مزاج لطيف وهادئ جدًا. ذلك المستلقي على الفراش بدا لي كخدعة حرب قديمة، وهو ما كان يحاول فعله في أي حدث استثنائي، كخشيته حشدًا من الزوار. سألني غوته أن يجلس على كرسي قبالة فراشه، وبقي هناك لبعض الوقت. وقال:" لقد فكرت فيك كثيرًا، ورثيت لحالك، ما الذي ستفعله بأمسياتك الآن؟". قلت:" أنت تعلم مدى حماسي وحبي للمسرح، عندما جئت إلى هنا قبل عامين، لم أكن أعرف شيئًا مطلقًا، باستثناء مسرحيتين أو ثلاث رأيتهم في هانوفر. كان كل شيء جديدًا بالنسبة إليّ، الممثلون والنصوص، ومنذها، بالرجوع إلى نصيحتك، منحت نفسي بكليتها إلى الانفعال بالموضوع، دون أن أفكر كثيرًا في انعكاسه. يمكنني القول بصدق، إنني وخلال هذين الشتاءين، مرت عليّ بالمسرح الساعات الأكثر نفعًا وعذوبة التي اختبرتها حتى الآن. علاوة على ذلك، كنت مفتونًا بالمسرح، ليس فقط أنني لم أكن أفوت عرضًا، بل أحضر البروفات حتى، كل هذا لم يكن كافيًا، كنت أدخل وأجلس على المقاعد الخالية إن صادفت الأبواب مفتوحة نهارًا لمدة نصف ساعة، متخيًلا المشاهد التي عرضت هنا في وقت ما. ضحك غوته وقال:" أنت مجنون، لكن هذا ما أحبه، أود لو أنَّ الله جعل كل الجمهور أطفالًا. أنت محق فعلًا، كل من هو شاب بما فيه الكفاية، ولم يفسد كلية، لن يجد مكانًا يناسبه أكثر من المسرح. لا أحد سيسألك شيئًا، لن تحتاج إلى فتح فمك، إلا لو اخترت العكس. ستجلس في الهدوء الخاص بك مثل الملك، وتدع كل شيء يمر أمامك، وتعيد خلق عقلك وإحساسك على محتويات قلبك. هناك شعرٌ، رسمٌ، غناءٌ وموسيقى وتمثيل. حينما ترتفع كل هذه الفنون، وسحر الشباب والجمال، إلى درجة جليلة، ويعملان في تناغم في ذات الأمسية، تصبح باقة لا يمكن لشيء آخر أن يضاهيها. لكن، حتى إن كان ثمة جزء سيء، وجزء جيد، فهذا لا يزال أفضل من النظر خارج النافذة، أو لعب الويست في حفلة خاصة وسط دخان السجائر. المسرح في فيمار، كما تشعر أنت، لا يزال جزعًا قديمًا من أفضل أوقاتنا، والذي علقت المواهب الجديدة نفسها عليه، وما زال بامكاننا أن ننتج شيئًا فاتنًا وساحرًا، والذي على الأقل سيعطي الظهور شكلا كاملًا من التنظيم. أجبت:" هل كان يمكن أن تتسنى لى رؤيتها قبل عشرين أو ثلاثين عامًا مضت؟". قال غوته:" بذلك الوقت بالتأكيد ساعدتنا مزايا عظيمة. بالأخذ في الاعتبار أنَّ الفترة المملة ذات النكهة الفرنسية لم يمض عليها وقت طويل، حينها لم يكن الجمهور قد أُفسد بالإثارة السريعة، وتأثير شكسبير كان في عذوبته الأولى، وأوبرا موزارت كانت جديدة، وأخيرًا، كانت نصوص شيللر تنتج هنا عامًا بعد عام، ومنحت لمسرح فيمار في غمار مجدها الأول، تحت إشرافه الخاص. خذ كل هذا بعين الاعتبار، وستكون قادرًا على تخيله. مع مثل هذه الأطباق قدمت وليمة جيدة للكبار والصغار، وطالما كان لدينا جمهوٌ ممتنٌ. لاحظت أنَّ كبار السن لا يشيدون كفاية بالمقام الرفيع الذي ناله مسرح فيمار في ذلك الوقت. ردَّ غوته :" لا أستطيع إنكار ذلك. مع هذا فالنقطة الأساسية كانت، أنَّ الدوق الأكبر ترك يدي حرة تمامًا، وكان باستطاعتي فعل ما أرغب. لم أكن أتطلع إلى ديكورات فخمة، وغرف ملابس براقة، ولكني تطلعت إلى نصوص جيدة، من التراجيدية وحتى الهزلية، كل الأصناف كانت موضع ترحيب، ولكن على كل قطعة أن تحوي شيئًا ما حتى تجد الدعم، كان من الضروري أن تكون عظيمة وذكية، مبهجة ورشيقة، وفي كل الأحداث أن تكون معافاة وتحوي جوهرًا. كل ما كان كئيبًا، ركيكًا وعاطفيًا، وكذلك كل ما كان مرعبًا، مروعًا ومهينًا للذوق، استُبعد تمامًا. كنت أخشى أنَّ ذلك يمكنه أن يفسد الممثلين والجمهور كليهما. بواسطة النصوص الجيدة، دفعت الممثلين نحو البحث عن التميز، والممارسة الدائمة للتفوق، يجب أن تصنع شيئًا من الرجل الموهوب. كنت أيضًا على اتصال شخصي بالممثلين، حضرت البروفات الأولى، وشرحت لكل منهم الجزء الخاص به، وكنت حاضرًا في البروفات الرئيسية، وتحدثت مع الممثلين حول أي تحسينات يمكن القيام بها، لم أتخلف عن حضور أي عرض، وفي اليوم التالي كنت ألفت الانتباه نحو الأشياء التي لم تبْدُ صحيحة. بتلك الوسائل عززت تطورهم في فنونهم. سعيت أيضًا إلى رفع تقدير المجتمع لطبقة المسرح بأكملها، من خلال تقديم الأفضل والواعد بحق لدائرتي الخاصة. هكذا أبين للعالم أنني أعتبرهم يستحقون التداخل معي اجتماعيًا. وكان نتيجة ذلك أنَّ بقية المجتمعات العليا في فيمار لم أبدو اهتمامهم، وأنَّ الممثلات والممثلين اكتسبوا الاعتراف المشرف في أفضل الدوائر. اكتسبوا نتيجة ذلك ثقافة داخلية وخارجية عظيمة. طالبي وولف، من برلين، ودوراند كانا من أرقى الدبلوماسيين في المجتمع. أولس وغراف، في أعلى مراتب الثقافة التي تشرف أفضل الدوائر. شيللر مثلي، سار بنفس الروح، كان لديه تداخل كبير مع الممثلات والممثلين، كان حاضرًا في كل البروفات، وبعد كل نجاح لأحد النصوص الخاصة به، كان من عادته دعوة الممثلين وقضاء يوم مرح برفقتهم، ويتناقشون حول كيف يمكن القيام بما هو أفضل في المرة القادمة. لكن شيللر عندما انضم إلينا، وجد أنَّ الممثلين والجمهور مصقولين بدرجة عالية، لا ننكر أنَّ هذا قد قاد نصوصه نحو النجاح السريع. كان من دواعي سروري سماع غوته يتحدث بتلك الطريقة الدقيقة عن موضوع طالما شغل اهتمامي، وما حدث نتيجة لسوء الحظ في الليلة الماضية، كان في مقدمة اهتماماتي. "الحريق الذي طال المسرح، الذي أثرت به أنت وشيللر خلال العديد من السنوات، تأثيرًا جيدًا جدًا، على نحو ما ينهي حقبة عظيمة، والتي لن تعود قريبًا إلى فيمار. لا بد أنك قد خبرت متعة عظيمة خلال إشرافك على المسرح، ونجاحه الرائع". قال غوته مع تنهيدة:" ومع الكثير من المتاعب والصعوبات". قلت:" يجب أن تجد صعوبة في الإبقاء على كل تلك الرؤوس المتعددة في نظام دقيق". قال غوته:" كثير من التعاملات تتم بصرامة، أكثر مما يجب، ولكن من خلال الفهم الواضح والعدالة المنصفة، التي لا تراعي أحدًا. كان عليّ أن أفطن إلى نوعين من الأعداء، قد يكونان خطيريْن بالنسبة إليّ؛ الأول كان حبي المتقد للموهبة، والذي يمكنه جعلي متحيزًا بسهولة، لن أذكر الأخر، لكن بإمكانك تخمينه. في مسرحنا لم يكن هناك عوز للسيدات الجميلات والشابات، الشغوفات بسحر العقليات العظيمة. شعرت بميل عاطفي تجاه الكثيرات منهن، وقد حدث في بعض الأحيان أنني قطعت نصف الطريق ولكنني ضبطت نفسي، وقلت: لا مزيد! أعرف موقعي، وما أدين له به، لم أقف كشخص عادي، بل كرئيس مؤسسة، نجاحها كان أكثر أهمية من المتع اللحظية. لا يجب أن أترك نفسي لأي علاقة عاطفية، فأنا ينبغي عليّ أن أكون كالبوصلة، والتي لا يمكن أن تشير إلى الوجهة الصحيحة عندما تكون تحت تأثير مغناطيس بجانبها. من خلال الحفاظ على نفسي نظيفًا، أظل سيد نفسي، وسيد المسرح أيضًا، ودائمًا ما أتلقى الاحترام الملائم، والذي بدونه كل السلطة ستقترب من نهايتها. أعجبني اعتراف غوته كثيرًا، كنت قد سمعت عنه سلفًا أشياء من هذا القبيل من آخرين، وابتهجت الآن بسماع هذا الاعتراف مباشرة من فمه، أحببته الآن أكثر. تركته بعد أن ضغطت على يده بود. عدت إلى مكان الحريق، حيث كانت النيران وأعمدة اللهب تتصاعد من كومة حطام كبيرة، كان الناس ما زالوا منشغلين بإخماد الحريق وسحب القطع. وجدت بجانب بقعة محترقة جزءًا من مخطوطة، تحتوي على مقاطع من "تاسو" لغوته. تناولت العشاء مع غوته ، خسارة المسرح كان الموضوع الوحيد للمحادثة. تذكر فراو فون غوته وفراولين اولريكا الساعات السعيدة التي استمتعوا بقضائها في البيت القديم. كانوا يبحثون عن بعض الآثار بداخل الأنقاض، والتي اعتبروها لا تقدر بثمن، والتي لم تكن في الأخير سوى حجارة وقطع سجاد محترقة، لكنها كانت من بقعة محددة من البلكونة حيث اعتادتا الجلوس. قال غوته:" المسألة الرئيسية هي أن نتعافى ذاتيًا، وأن ننتظم في أقرب وقت ممكن، أود أن نبدأ العروض الأسبوع المقبل، في القصر أو دار البلدية، لا يهم أيهما، يجب ألا نسمح بفترة توقف طويلة، حتى لا يسعى الجمهور للحصول على تسليات أخرى للياليهم الضجرة. لكن من الملاحظ أنه ليس ثمة الكثير من الديكورات المحفوظة. عاد غوته يقول:" لا ضرورة للديكورات الكثيرة، ولا حتى لنصوص ضخمة، ولا ضرورة على الإطلاق لتأدية نصوص كاملة، القليل فقط عظيم كفاية. النقطة الرئيسية هي أن نختار شيئًا لا يتطلب تغيرات كثيرة في المشهد، ربما عمل كوميدي، أو هزلي، أو أوبرا قصيرة، ثم استراحة ربما، لحن ثنائي، أو فقرة أخيرة من الأوبرا المفضلة، وسوف نتسلى كثيرًا. يجب أن نقدم القليل فقط في أبريل، أما في مايو فلديك "مغني الغابات". في الوقت نفسه، وخلال أشهر الصيف، سوف تشهد "بناء المنزل الجديد". هذه الحماسة تبدو لي رائعة جدًا. سأعترف لك، خلال ليالي الشتاء الطويلة، كان علي أن أشغل نفسي و"كودراي"، برسم خطط مسرح جميل لائق بفيمار. لقد أرسلنا من أجل التخطيطات الأرضية والأقسام الخاصة ببعض المسارح الألمانية الرئيسية، وبأخذ الأفضل، وتجنب ما يبدو معيبًا، أنجزنا تصميمًا يستحق النظر إليه. وحالما يعطي الدوق الأكبر الإذن سيكون البناء قد بدأ. هذه الحادثة وجدتنا مستعدين بشكل رائع". تلقينا تلك المعلومة من غوته ببهجة عظيمة. واصل غوته:" في البيت القديم كان يتم استضافة النبلاء في شرفة المسرح، أما الخدم والحرفيون الشباب، ففي الصالة. لم نحتط جيدًا للأعداد الكبيرة للطبقة الوسطى الغنية والأنيقة، فخلال العروض يحتل الطلاب القاعة السفلية، وهناك شخص محترم سيحتار أين يذهب. المقصورات الصغيرة في مؤخرة القاعة السفلية لم تكن كافية. وهذا ما عالجناه الآن بشكل جيد. لدينا صف كامل من الشرفات حول القاعة السفلية، وصف آخر من المرتبة الثانية بين الشرفة والصالة. وهكذا حصلنا على عدد كبير من الأماكن، دون القيام بتوسيع المسرح كثيرًا". استمتعنا كثيرًا بحديث غوته وأشدنا بمراعاته اللطيفة للمسرح والجمهور. من أجل عرض مساهمتي في المسرح المستقبلي، ذهبت بعد العشاء برفقة صديقي "روبرت دولان" لشمال فيمار، وعرضت عليه شرب قهوة في حانة. وبدأت في كتابة نص أوبرالي، بعد "اسيبيل" ميتاستاسيو. كان الشيء الأول هو كتابة البرنامج، وجمع المغنين المفضلين الذين ينتمون إلى مسرح فيمار، رجالًا ونساءً. وقد سرنا هذا كثيرًا، كنا وكأننا نجلس ثانية أمام الأوركيسترا. جلسنا نعمل بجدية، وأنهينا جزءًا كبيرًا. الأحد، 27 مارس، 1825. تناولت العشاء لدى غوته مع مجموعة كبيرة، أرانا تصميم المسرح الجديد، كان تمامًا كما أخبرنا عنه منذ عدة أيام، تَعِدُ الخطة بمبنى جميل بالفعل، داخليًا وخارجيًا. المسرح الجيد يتطلب زخارف جميلة، وأزياء أفضل من السابقة. رأينا أيضًا أنَّ المجموعة أصبحت تدريجيًا غير مكتملة، وأنَّ بعض الأعضاء الشباب المميزين يحب عليهم المشاركة، في الدراما والأوبرا. في ذات الوقت لم نشح بأنظارنا عن حقيقة أنَّ كل هذا سيأتي مع نفقات كبيرة، وهذا ما لن تسمح به الحالة الراهنة للخزانة. قال غوته:" أعلم أنه وبحجة هزل الخزانة سيتم إشراك بعض الأشخاص التافهين، والذين لن يكلفوا الكثير، ولكن لا يمكننا أن نتوقع إفادة الخزانة بمثل هذه الوسائل، لا شيء سيضرها أكثر من محاولة الاقتصاد في مثل هذه الأمور الأساسية. يجب أن يكون هدفنا مسرحًا ممتلئًا كل مساء؛ ومطربًا شابًا، أو شابة، بطلاً فطنًا، وبطلة شابة بموهبة مميزة وبعض الجمال، سنفعل الكثير من أجل هذه الغاية. إن ظللتُ على رأس الإدارة؛ فسوف أعمل لصالح الخزينة، ويجب أن تدرك أنني لن أقوم بذلك بدون المال المطلوب. سُئل غوته عما يعنيه بذلك!. قال:" سأقوم باستخدام طرق بسيطة جدًا، ستكون لديَّ عروض يوم الأحد، وبذلك ستكون لديَّ أموال لأربعين ليلة إضافية على الأقل. سيكون صعبًا إن لم تتحصل الخزينة على عشرة أو خمسة عشر ألف دولار سنويًا. كانت حيلة عملية جدًا. بالنسبة لطبقة العمال الكبيرة، والتي عادة ما تكون مشغولة حتى وقت متأخر من الليل خلال أيام الأسبوع، فإنَّ الأحد هو اليوم الوحيد للاستجمام، حينها سيفضلون مباهج أكثر نبالة من عزف ورقص، مع جعة، في نزل القرية. الفكرة الشائعة أيضًا، أنَّ جميع المزارعين ومُلاَّك الأراضي، فضلًا عن موظفي الدولة، والمواطنين الأثرياء بالمدن الصغيرة، يرون أنَّ الأحد يوم محبب للذهاب إلى مسرح فيمار. بجانب أنه وفي الوقت الحالي، يوم الأحد في فيمار كئيب وممل جدًا لكل من لا يذهب إلى جلسة، أو لم يكن عضوًا في دائرة أسرية سعيدة، أو مجتمع مختار، الأشخاص المتوقعون لا يدرون إلى أين يذهبون. ومازال بعض الناس يقولون إنه من الواجب وجود أماكن يمكنهم في مساءات الأحد أن يستريحوا فيها، وينسون إزعاج الأسبوع. فكرة غوته الخاصة بعروض يوم الأحد، ووفقًا للعرف السائد في جميع المدن الألمانية الأخرى، تلقى الاستحسان والترحيب التام. كان هناك فقط شك يكاد لا يذكر عما إذا كان قصر فيمار سيصرح به. قال غوته:" قصر فيمار أفضل وأذكى من أن يعارض أي تنظيم يصب في مصلحة المدينة والمؤسسات الهامة. وسيقوم القصر بالتأكيد بتقديم تضحية صغيرة بتبديل حفلات الأحد الخاصة به إلى يوم آخر. لكنْ إن لم يكن ذلك مقبولًا، فعلينا أن نجد لأيام الأحد بعض القطع الفنية التي لا يود القصر رؤيتها، ولكنها تناسب العامة، وسوف تمتلئ الخزانة بشكل مُرْضٍ". تحولت المحادثة بعد ذلك إلى الممثلين، وقيل الكثير عن استخدام وسوء استخدام سلطاتهم. قال غوته:" وجدت من خلال خبرتي الطويلة أنَّ النقطة الأساسية هي، ألا تسمح بتنفيذ أي مسرحية أو أوبرا، ما لم ير المرء ببعض اليقين نجاحها في مقبل السنوات. لا أحد يقدِّر بما فيه الكفاية نفقات السلطة المطالبة بتنفيذ خمس مسرحيات، أو حتى أوبرا . نعم يا أصدقائي، يتطلب الأمر الكثير لكي يبرع المغني تمامًا في جزء عبر جميع المشاهد والأفعال، وأكثر بكثير حتى تقوم الجوقات بما يجب القيام به. أنا مرتعب من الخفة التي يتعامل بها الناس مع الأوبرا، من نجاح الشيء الذي لا يعرفون عنه شيئًا، والذي سمعوا عنه من خلال بعض الأخبار غير المؤكدة في الصحف. نمتلك في ألمانيا وسائل إنتاج محتملة إلى حد بعيد، وبدأنا في بذل العناية الواجبة. أي أوبرا جديدة يتم إنتاجها والإشادة بها أقوم بارسالها إلى أي مدير إنتاج أو إلى أعضاء موثوقين بالمسرح. حضورهم أي عرض فعلي، ربما يكون مقنعًا إلى أي مدى الأوبرا الجديدة المشاد بها جيدة، سواء كانت قدرتنا كافية أو لا. إنَّ نفقات هذه الرحلة ستكون تافهة بالمقارنة بالمصلحة العظيمة المستمدة منها، والأخطاء الكارثية الممكن تفاديها بواسطتها. بعد ذلك، عندما يتم صنع مسرحية أو أوبرا جيدة، ينبغي أن تعرض على فترات قصيرة، تمكنها من الاستمرار بقدر أرباحها، واستمرارها بملء المسرح. هذه الخطة قابلة أيضًا للتطبيق على المسرحيات أو الأوبرا القديمة الجيدة، الموضوعة جانبًا منذ وقت طويل، والتي تطلب الآن دراسة جديدة لكي يتم عرضها بنجاح. مثل هذه العروض ينبغي تكرارها على أوقات قصيرة، بقدر ما تثير اهتمام الجمهور. الرغبة الدائمة في الحصول على ما هو جديد، على مشادة مسرحية أو أوبرا جديدة، والتي تم عرضها بجهد مفرط لمرة واحدة أو مرتين على الأكثر، أو حتى السماح بمرور ستة أو ثمانية أسابيع بين الإعادات. في الوقت الذي تصبح فيه العروض الجديدة ضرورية، سيكون ذلك ضررًا حقيقيًا للمسرح، وسوء استخدام لا يغتفر للمواهب المشاركة فيه. اتضح أنَّ غوته يعتبرها مسألة مهمة جدًا، كان هو الحال في كثير من الأحوال. تابع غوته:" في إيطاليا، يقومون بعرض المسرحية لمدة أربعة أو ستة أسابيع، والأطفال الإيطاليون يرغبون في أي تغيير. والمثقف الباريسي يرى المسرحيات الخاصة بشعرائه العظام، الذين يعرفهم عن ظهر قلب، ويمتلك الأذن المدربة التي تتأكد من كل مقطع. هنا، في فيمار، منحوني شرف عرض "إيفيجيبنا" و"تاسو"، لكن لكم مرة؟ بالكاد مرة واحدة خلال ثلاث أو أربع سنوات. الجمهور وجدهم مملين، فالممثلون غالبًا لم يكونوا جاهزين للعب أدوارهم، والجمهور لم يكن جاهزًا لسماعهم، لكن من خلال التكرار والإعادة دخل الممثلون أكثر في روح نصوصهم التي اكتسبت مزيدًا من الحياة، فالكثير من التدريب، وتدفق الأداء من قلوب الممثلين، ستكون نتيجته أنَّ الجمهور بدون شك لن يبقى غير مبالٍ وغير متحمس طويلًا. كانت لديَّ نظرية سابقًا، أنَّ بإمكاننا تأليف دراما ألمانية، حتى أنني تخيلت أني أشارك بها، ووضع بعض أحجار أساس لمثل هذا الصرح. كتبت "إيفيجينا" و"تاسو" وفكرت، مع أمل طفولي، هذا قد يؤدي إليه. لكن لم تكن هناك عاطفة أو إثارة، بقي الحال على ما هو علي. إن كنت قد أنتجت تأثيرًا، ولاقيت استحسانًا، لكنت كتبت عشرات القطع مثل " إيفيحينيا" و"تاسو"، لم يكن هناك عجز في المواد. لكن كما قلت، كان الممثلون ينتظرون أداء مثل هذه القطع مع كثير من الحياة والروح، وكان الجمهور بانتظار سماعهم وتلقيهم وجدانيًا. الأربعاء، 30 مارس، 1825. ذهبت هذا المساء إلى حفل شاي كبير لدى غوته، حيث وجدت شابًا أمريكيًا بجانبه شاب إنجليزي. وكان من دواعي سروري رؤية الكونتيسة جوليا فون إغلوفستين، والتحدث معها في مواضيع مختلفة. الأربعاء 6 أبريل 1825. اتُبعت نصيحة غوته، وتم أداء عرض في ذلك المساء في الصالة الكبيرة ل"تاون هاوس"، تألَّف من بعض القطع الصغيرة، والتي انسجمت مع المساحة الصغيرة والنقص في الديكور. الأوبرا الصغير "العمالة المنزلية" كانت جيدة على المسرح. ولاقت الرباعية الأوبرالية المفضلة "كونت فون غليتشن" استحسانًا ملحوظًا. مغني التينور الأول كان السيد مولتك، والذي غنى أغنية مشهورة من "داي زوبرفلوت"، ثم استراحة بين العروض، بعدها جاءت الخاتمة الرائعة مع العرض الأول ل"دون خوان" وكان التأثير قويًا، وبفخامة اختتمت هذه الليلة البديلة على المسرح. الأحد، 10 أبريل 1825. تناولت العشاء مع غوته. حيث قال:" لدي أنباء عظيمة لك، الكونت الأكبر قد أعطى الموافقة على تصميمنا للمسرح الجديد، وأنه سيتم وضع الأساسات فورًا". سررت جدًا بهذه المعلومة. قال غوته:" يجب علينا أن نكافح جميع أنواع العقبات، ونحن في النهاية سعداء من خلالها. ندين بالشكر الجزيل للمستشار الخاص " شفايتزر"، والذي وقف_ كما كان متوقعًا منه_مع قضيتنا بحسن نية وإخلاص. وقع التصميم بخط يد الدوق الأكبر، ولن يخضع لمزيد من التغيير. ابتهج، فسوف تحصل على مسرح جيد جدًا. الخميس، 14 أبريل، 1825. هذه الأمسية لدى غوته. حيث كان الحديث عن المسرح والإدارة المسرحية. سألته عن القاعدة التي اتبعها في اختيار الأعضاء الجدد للمجموعة. قال:" لا أستطيع القول إنه كانت لدي أساليب مختلفة من الإجراءات، إذا صادفت سمعة جيدة لممثل جديد، أجعله يؤدي، وأرى مقدار مناسبته للآخرين، ما إن كان أسلوبه يشوش على طاقمنا، أم كان يسد العجز. إن كان شابًا لم يطأ المسرح من قبل، فإنني آخذ بعين الاعتبار صفاته الشخصية، إن كان يمتلك السحر والجاذبية، وفوق كل هذا ما إذا كان يستطيع السيطرة على نفسه. بالنسبة للممثل الذي لا يمتلك ثقة بنفسه، والذي لا يمكنه الظهور أمام شخص غريب تحت الأضواء، عادة ما يفتقر إلى الموهبة. مهنته تتطلب إنكار الذات المستمر، والإبقاء دائمًا على قناع خارجي". فإن راقني ظهوره وأسلوبه سأجعله يقرأ، لأرى قوة ومساحة حضوره ومقدراته الفكرية. أعطيه مقاطع رفيعة لشاعر عظيم، لأرى إن كان بارعًا في الشعور والتعبير عن كل تلك العظمة، ثم أعطيه شيئًا عاطفيًا وعاصفًا، لاختبار قوته. ثم ننتقل إلى شيء يمكن ملاحظته بالإحساس والفطنة، شيء ساخر وبارع، لأرى كيفية تعامله مع هذه الأشياء، وإن كان يملك ما يكفي من الطلاقة. ثم أعطيه شيئًا يعكس ألم قلب جريح، ومعاناة روح عظيمة، لأعلم إن كان يملك قوة التعبير عن الانفعال. إن أرضاني في جميع ما سبق، سيعطيني أملًا راسخًا في جعله ممثلًا عظيمًا. إن كان بارعًا في بعض الأشياء أكثر من الأخرى، سأرى الطريق الذي يلائمه أكثر، كما أنني سأكون ملمًا بنقاط ضعفه، وقبل كل شيء سأسعى للعمل معه على تعزيز وصقل قدراته. وإن لاحظت بعض الأخطاء في اللهجة، ما يسمى بالريفية، سأحثه على وضعها جانبًا، وأوصيه بالتداخلات الاجتماعية والصلات الودية مع بعض أعضاء المسرح، الذين لا يعانون من تلك المشكلة. ثم أسأله ما إن كان يجيد الرقص والمبارزة، وإن لم يكن يجيدهما، أسلمه لبعض الوقت لأساتذة في الرقص والمبارزة. إن تطور بشكل يكفي لظهوره، أعطيه بعض الأجزاء التي تناسب فرادته، ولا أبتغي شيئًا سوى أن يبرز شخصيته، إن بدت طبيعته نارية جدًا، أعطيه شخصية باردة، إن كان هادئًا ومملًا، أعطيه شخصية نارية وطائشة. هكذا قد يتعلم أن ينحي شخصيته جانبًا، ويظهر شخصية غريبة. تطرق الحديث إلى المسرحيات التي كتبها غوته، من بين أشياء أخرى، الملاحظة التالية جديرة بالاهتمام: قال:" إنه لخطأ كبير الاعتقاد أنَّ مسرحية متوسطة الجودة، يمكن أن يقوم بها ممثلون متوسطون. مسرحية من الفئة الثانية أو الثالثة يمكن أن تحسن بصورة لا تصدق من خلال توظيف قوى من الدرجة الأولى، وتنتج شيئًا جيدًا فعلًا. لكن إن أديت مسرحية من الفئة الثانية أو الثالثة بواسطة ممثلين من الدرجة الثانية أو الثالثة أيضًا، لا أحد سيندهش إن فشلت تمامًا. الممثلون من الدرجة الثانية ممتازون في المسرحيات العظيمة، لديهم نفس تأثير الشخصيات ذات الظل الجزئي على الصورة، إنهم يعملون بشكل رائع ليظهروا قوة أكبر من أصحاب الأضواء الكاملة. السبت، أبريل 1825. تناولت العشاء لدى غوته، برفقة "دي إلتون" الذي تعرفت عليه الصيف الماضي في بون، وكان من دواعي سروري أن ألتقي به مرة أخرى. إنه، ومثل غوته تمامًا، يمتلك قلبًا عظيمًا، هناك أيضًا علاقة ممتعة جدًا بينهما. هو ذو أهمية عالية في مجاله العلمي، لذا فغوته يثمن ملاحظاته، ويحترم كل ما ينطق به. بالإضافة إلى ذلك فهو ودود وفكه، وقليلون يمكن أن يضارعوه في البلاغة وغزارة تدفق الأفكار، ولا يمكن أن تمل سماعه. في مساعي غوته لتحري الطبيعة والتي شملت الكل الأعظم، يقف في موقف غير مريح لكل فيلسوف ذي نزعة طبيعية، والذي يكرس حياة كاملة لموضوع محدد. وهذا الأخير برع في مملكة من التفاصيل اللانهائية، بينما يعيش غوته أكثر في التأمل في عظمة القوانين الكونية. ومن ثم فإنَّ غوته، الذي هو دائمًا على مسار التوليف العظيم، والذي من رغبته في معرفة الحقائق المفردة، يفتقر إلى تأكيد حسه الداخلي، ويستولي عليه كل اتصال مهم مع فلاسفة الطبيعة. لأنه يجد فيهم ما يريده هو نفسه؛ يجد فيهم ما يعالج أوجه قصوره. سوف يبلغ الثمانين بعد بضع سنوات؛ لكنه لم يكن متعبًا من الاستفسارات والتجارب. لم يصل في أي من اتجاهاته إلى نقطة ثابتة، دائمًا ما ينشد الأبعد، ما زال يتعلم ويتعلم، وهذا ما هو عليه الرجل ذو الشباب الأبدي الدائم. تلك الأفكار قد أوقظت اليوم بواسطة حديثه المفعم بالحيوية مع "دالتون". تحدث دالتون عن "رودينتيا" وعن تكوين وتعديل هياكلهم العظمية، ولم يكن غوته حريصًا على سماع الحقائق الجديدة. ---- حوارات غوته 1825 الإثنين، 10 يناير، 1825 اهتمام غوته المستمر باللغة الإنجليزية؛ جعلني أرغب في تعريفه ببعض الشبان الإنجليز المتواجدين في المدينة. في الخامسة بعد ظهر اليوم، كان بانتظاري وبصحبتي السيد أتش، المهندس الإنجليزي، الذي تحدثت عنه سابقاً بالكثير الطيب. وصلنا في الساعة المُحددة لنا، وقادتنا الخادمة إلى شقة ساحرة وجذابة، يمضي فيها غوته عادة أوقات الظهيرة والمساء. ثلاثة لمبات كانت تشتعل على المنضدة، لكنه لم يكن في الغرفة؛ حيث سمعناه يتحدث في الصالون المجاور. سمَّر السيد أتش نظرته نحو غوته لفترة، ولاحظ أنه بجانب الصور والخريطة الكبيرة لجبال تُزيّن الجدران، توجد خزانة للكتب مليئة بالملفات. أخبرته أنها تحتوي على الكثير من الرسومات الخاصة بفنانين مشاهير، وطبعات منقوشة لأفضل الصور من تنويعة مدارس الرسم المختلفة، والتي جمعها غوته بالتدريج خلال حياة طويلة، والمتعة التي أتاحها له التأمل المستمر. أتى غوته بعد انتظارنا لبضعِ دقائق، وألقى علينا تحيّة ودودة. ثم خاطب السيد أتش: أفترض أنَّ بإمكاني التحدث بالألمانية، فكما سمعت أنك متمكن من لغتنا. رد السيد أتش ببضع كلمات مهذبة، ثم طلب منا غوته الجلوس. لا بد أنَّ أخلاق السيد أتش وهيئته قد تركا انطباعاً جيداً لدى غوته؛ وظهر ذلك في الجمال الحقيقي للحلاوة والهدوء المتسامح اللذيْن أبداهما تجاه الأجنبي. "لقد فعلت حسناً بمجيئك إلى هنا لتعلم الألمانية"، أخبره غوته، "ستكتسبها بسهولة ويسر، ليس فقط معرفة اللغة، بل وجميع العناصر الأخرى، تربتنا، المناخ، أسلوب الحياة، الأخلاق، العادات الاجتماعية والدستور، وتحملها معك إلى إنجلترا". ردّ السيد أتش نالت بأنَّ "اللغة الألمانية تنال اهتماماً عظيماً الآن، حتى أنه من النادر جداً أن يوجد إنجليزي من أسرة كريمة لا يتحدث الألمانية". قال غوته بأسلوب غاية اللطف: "ومع ذلك، نحن الألمان سبقنا أمَّتكم بنصف قرن في هذا المجال. لقد انشغلتُ بدراسة اللغة والأدب الإنجليزي لخمسين عاماً؛ لذا أنا على معرفة جيّدة بكل كُتابكم، وأساليب عيشكم، وإدارتكم للبلاد. بالتالي لن أشعر بكوني غريبًا في حال ذهبت إلى إنجلترا. ولكن كما قلتُ لك، فعل شبابكم خيراً بمجيئهم إلينا وتعلمهم لغتنا؛ ليس فقط لأنَّ أدبنا يحوز الاهتمام في جوهره، لكن ليس بإمكان أحد الإنكار أنَّ المعرفة الجيدة للألمانية قد تغنيك عن تعلم العديد من اللغات الأخرى. مثلاً أنا لا أتحدث الفرنسية، إنها لغة محادثات، ولا غنى عنها في السفر لأنَّ الجميع يفهمها. وفي جميع البلدان يمكننا التفاهم عبرها عوضاً عن استخدام مترجم جيّد. لكن، بالنسبة لليونانية واللاتينية والإيطالية والإسبانية، يمكننا أن نقرأ أفضل أعمال تلك الأمم في ترجمات ألمانية ممتازة. وما لم يكن لدينا أهداف أخرى من تعلُّم تلك اللغات، إذن لن نحتاج إلى إنفاق كثير وقت في دراستها وتعلُّمها، لأنَّ الطبيعة الألمانية لها من الكرم ما يجعلها تمنح التكريم لكل ما تنتجه الأمم الأخرى، وأن تلائم نفسها مع الخصوصية الأجنبية؛ كما إنَّ المرونة العظيمة التي تمتاز بها لغتنا، تجعل الترجمات الألمانية صادقة تماماً وكاملة، ولا يمكن إنكار أنه مع الترجمة الجيدة يمكنك التقدم كثيراً. فريدريك العظيم لم يكن يعرف اللاتينية، لكنه قرأ شيشرون في الترجمة الفرنسية، ونال الفائدة ذاتها التي حصلنا عليها نحن الذين قرأناه في لغته الأصلية. بعدها انعطف الحديث إلى المسرح، حيث سأل غوته السيد أتش إن كان يمضي وقتاً كثيراً في المسرح. فأجابه "كل مساء، وهو ما أكسبني الكثير في فهم اللغة". "الجدير بالملاحظة أنَّ الأذن، والفهم عموماً يحدث عند بداية الكلام"؛ قال غوته، "من هنا سرعة إدراك المرء لجميع ما يسمع، لكن دون وسائل تمكنه من التعبير. قال السيد أتش "يومياً أختبر صحة هذه الملاحظة. أفهم جيداً كل ما أسمعه وأقرأه، حتى أنه يتنابني شعور ما عندما يتم استخدام تعبير خاطيء بالألمانية. لكن عندما أتحدث لا شيء يتدفق، لا أستطيع التعبير عن نفسي كما أتمنى. في المحادثات الخفيفة مثلاً، لدى الملعب، وعند المزاح مع السيدات، أو الدردشة في الحفلات الراقصة، وما شابهها، أنجح بشكل جيّد، لكن متى حاولتُ الإدلاء برأي في موضوع مهم، أن أقول شيئاً مميزاً وذكياً، تخونني القدرة". "لا تدع ذلك يثبط عزيمتك"، أخبره غوته، "لأنَّ من الصعب بما فيه الكفاية التعبير عن مثل هذه الأمور غير المألوفة في اللغة الأم". ثم سأل عمّا قرأه السيد أتش في الأدب الألماني. رد السيد أتش "قرأت لكُ إيغمونت، واستمتعتُ كثيراً بها، بل أعدتُ قراءتها ثلاث مرات. أيضاً مسرحيتك توركواتو تاسو، التي منحتني الكثير من المتعة. والآن أقرأ فاوست، لكن أجدها صعبة إلى حدّ ما". ضحك غوته على هذه الكلمات. "حقّاً، لن أنصحك بقراءة فاوست. إنها مادة جنونية، وتتعدى كل إحساس مألوف. ولكن بما أنك فعلت ذلك بإرادتك الكلية، من دون أخذ نصيحتي، سوف ترى كيف ستتجاوز الأمر. فاوست غريب جدًا وفرداني، وقليون فقط يستطيعون التعاطف مع حالته الداخلية. هناك أيضاً شخصية ميفيستوفيلز، التي تتمتع بطابع صعب الإدراك، وهذا بسبب طبيعتها الساخرة، وأيضاً لأنها نتيجة حية للمعرفة واسعة النطاق بالعالم. لكن، سوف ترى الأضواء التي ستنفتح عليك بعد القراءة والفهم. أما تاسو، فهي أقرب بكثير للمشاعر المشتركة بين البشرية، كما أنَّ بناءها الشكلي جعلها سهلة الفهم". "ومع ذلك"، قال السيد أتش، "تظل تاسو صعبة بالألمانية، وأجد البعض يندهش لدى سماعي أنني أقرأها." ردّ غوته: "ما هو ضروري لفهم تاسو أن يتعدى المرء طفولته، وأن يحيا في مجتمع جيّد. مثلاً شاب يتبع لأسرة كريمة، مع ما يكفي من العقل والرقة، وثقافة كافية بالعالم الخارجي، مثل التي تنتج عن اتصال برجال بارعين من الطبقة العليا، لن يجد تاسو كتابة صعبة". دار الحديث بعدها ناحية إيغمونت. "قمت بكتابة إيغمونت في عام 1775"، قال غوته، "أي قبل خمسين عاماً. أنا شخص أتقيد بالتاريخ بأمانة، وأسعى إلى أن أكون دقيقاً قدر الإمكان. بعد عشر سنوات، عندما كنتُ في روما، قرأتُ في الصحف أنَّ المشاهد الثورية في هولندا، تلك التي وصفتها، كانت تتكرر كما هي. فأدركتُ حينها أنَّ العالم ما زال على حاله، وأنَّ على لوحتي أن تكون حيَّة داخله". بينما المحادثة المنسجمة في خضمها، حانت ساعة المسرح، فصرفنا غوته بطريقة ودودة. سألتُ السيد أتش بينما نحن في طريقنا إلى المنزل عن مدى رضاه عن غوته. أجابني: "لم أرَ شخصاً يملك مع كلّ تلك الجاذبية الساحرة، كثيرًا من الجلال الفطري، ومع ذلك تجده يظهر بمظهر الأقل شأناً، إنه رجلٌ ذو عظمة دائمة. الثلاثاء، 8 يناير، 1825 ذهبتُ إلى غوته في حوالي الخامسة. لم أكن قد رأيته منذ بضعة أيام. مررتُ به في مساء مبهج. وجدتُه جالساً في الغرفة التي ينجز فيها أعماله، يتجاذب أطراف الحديث مع ابنه عند ساعة الشفق، ومعهم هوفراث ريبهن، طبيبه. جلستُ معهم على الطاولة، تحدثنا لفترة في العتمة، ثم جِيءَ بالأضواء، تملكتني السعادة لرؤية غوته في كامل انتعاشته وبهجته. وكالعادة، استفسر باهتمام عمّا حدث لي مؤخراً، فأجبتُه أنني التقيتُ بشاعرة مؤخراً؛ وتمكنت في الوقت نفسه من الثناء على موهبتها النادرة. وافقني غوته الرأي، حيث كان مطلعاً على بعض إنتاجها. "إحدى قصائدها"، قال غوته، "التي تصف فيها مشاهد الريف قرب منزلها، تنمُّ عن خصوصية من طابع فريد. لديها نزعة ممتعة تجاه مواضيع العالم الخارجي، لكنها، بجانب ذلك، لا تفتقر إلى الطبيعة الداخلية القيّمة. في الواقع وجدنا الكثير من الأخطاء بشأنها، ولكن مع ذلك سنتركها وشأنها، ولن نزعجها في الطريق الذي ستبينه لها موهبتها". تحولت المحادثة الآن نحو الشاعرات بشكل عام. حيث من رأي هوفراث ريبين أنَّ الموهبة الشعرية للسيدات غالباً ما تبدو له كغريزة جنسية للفكر. قال غوته وهو ينظر ناحيتي ويضحك: "غريزة جنسية، فعلاً! كيف يفسر لنا الطبيب هذا!". قال ريبين: "لا أعلم إن كنتُ قد أعربتُ عن فكرتي بشكل صحيح، ولكنه شيء من هذا القبيل؛ عادة، لا تملك هذه الكائنات حظَّاً في الحب، وهن يطمحن الآن إلى التعويض من خلال النشاط الفكري. ومتى تزوجن في وقت مُبكر، وأنجبن الأبناء، فلن يشغل بالهن أبداً التفكير في الإنتاج الشعري. "أنا لا أبحث عن مدى صوابك في هذه الحالة"، قال غوته، "لكن في ما يتعلق بمواهب السيدات في المجالات الأخرى، أجدها دائماً تتوقف عند الزواج. عرف فتيات يرسمن بشكل جيد، لكنهن ما أن يصبحن زوجات وأمهات ينتهي كل شيء، ويصبحن مشغولات مع أطفالهن، ولا يلمسن القلم أبداً". "أما شاعراتنا"؛ استمر غوته بحيوية أكبر، "ربما يستطعن الكتابة ونظم الشعر متى رغبن، فقط إذا توقف رجالنا عن الكتابة مثل السيدات. وهو ما لا يسرني. انظر إلى المجلات الشهرية والسنوية؛ انظر كيف أصبحت أضعف وأقل قيمة. ما الذي سيجنيه تشيليني إذا نُشر له فصل في مورينغبلات؟". واصل حديثه بحيوية: "لكن دعونا ننسَ كل ذلك، ونبتهج بفتاتنا الشجاعة في هالي، التي، وبروح رجولية قامت بتقديمنا إلى العالم السيرفياني. هذه القصائد بديعة. بعضها يستحق أن يقارن بـ(نشيد سليمان). لقد أكملتُ مقالتي عن تلك القصائد، وذهبت إلى الطباعة مُسبقاً". وبهذه الكلمات قدم لي الأوراق الأربع الأولى من العدد الجديد من "كونست أوند ألترثوم"، حيث وجدت المقالة التي تحدث عنها. "وصفتُ، ببضع كلمات، هذه القصائد وفقاً لموضوعاتها الرئيسية، وأظنك ستسرُّ بالموتيفات القيّمة. روبين أيضاً لا يجهل الشعر، على الأقل في مغزاه وجوهره، وأعتقد أنه ربما يود لو تقرأ هذه بصوت عالٍ". قرأتُ ببطء مواضيع القصائد واحدة تلو الأخرى. كانت الحالات المشار إليها واضحة وشديدة التعبير، حيث، ومع كل كلمة، لاحت لعيني القصيدة بأكملها. وما يلي هو ما بدا لي أشدّ سحراً:- 1- حياء فتاة سيرفي، التي أبداً لم ترفع رموش عينيها الجميلة.2- 3- صراع عقل العاشق المُلتزم كإشبين أن يقود حبيبته لآخر.4- 5- مفجوعة على حبيبها، لن تصدح الفتاة بالغناء، خشية أن تبدو مُغتبِطة.6- 7- تذمُر من فساد الأخلاق؛ كيف يتزوج الشباب بالأرامل، والرجال العجائز بالعذراوات.8- 9- تذمر من الشباب، كيف تمنح الأم ابنتها الكثير من الحرية.10- 11- حديث الفتاة البهيج الواثق مع الحصان النبيل، الذي يخون ميول سيده ومشاريعه.12- 13- العذراء لا يمكنها امتلاكه، ليس لها القدرة على العشق.14- 15- خادمة البار حسنة المظهر، حبيبها ليس من ضمن الضيوف.16- 17- إيقاظ نفيس وعذب للمحبوب.18- 19- ما هي الحرفة التي يجب أن يمتهنها زوجي؟20- 21- بهجة الحب فُقِدت بالثرثرة.22- 23- أتى الحبيب من خارج البلاد، راقبها خلال النهار، وفاجأها ليلاً. ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات غوته | الجزء السابع لاحظت أنَّ تلك الدوافع البسيطة حركت داخلي بعض الأحاسيس القوية، كما لو أنني قرأت القصائد نفسها، ولم يكن لدي رغبة في معرفة التفاصيل. قال....
اقرأ المزيد ... محادثات غوته | الجزء السابع لاحظت أنَّ تلك الدوافع البسيطة حركت داخلي بعض الأحاسيس القوية، كما لو أنني قرأت القصائد نفسها، ولم يكن لدي رغبة في معرفة التفاصيل. قال غوته: أنت محق تمامًا. الأمر كذلك فعلًا، لقد لاحظت الأهمية الكبيرة للدوافع، والتي لا يفهمها أحد. نساؤنا لا يملكن فكرة عنها. يقلن القصيدة جميلة، وهن يقصدن بهذا المشاعر، الكلمات والأبيات، فقط. لا أحد يرى أنَّ القوة الحقيقية للقصيدة تكمن في الظرف وفي الدافع “(1)Motiv” في الألمانية، وهذا الدافع، مفردة صعبة جدًا وغير قابلة للسيطرة. ولذلك السبب كُتبت آلاف القصائد التي لم تكن تحوي دافعًا، والتي فقط من خلال المشاعر والأبيات الرنانة تعكس نوعًا من الوجود. الهواة، وخاصة النساء، يملكون أفكارًا ضعيفة عن الشعر. غالبًا ما يعتقدون أنهم إن استطاعوا التغاضي عن الجزء التقني، سيكونون جوهريين، وبارعين، لكنهم مخطئون تمامًا . أعلن عن وصول بروفيسور ريمر، غادر ريبين، وجلس ريمر معنا. المحادثة ما زالت تدور حول قصائد حب صربية. كان ريمر مطلعًا على الموضوع، وقدم ملاحظة وفقًا لما ذكر أعلاه، ليس فقط أنَّ تلك القصائد يمكن صنعها، لكنْ هذه الدوافع نفسها قد استخدمت بالفعل بواسطة الألمان، دون أن يعرفوا أنها استخدمت في صربيا أيضًا. ذكر بعض القصائد الخاصة به، وقمت بذكر بعض قصائد غوته، والتي خطرت ببالي أثناء القراءة. قال غوته:" يبقى العالم دائمًا على حاله، المواقف متكررة، شخص واحد يحيا، ويحب، ويشعر كالآخرين، لماذا يجب على الشاعر ألا يكتب كالآخرين؟ مواقف الحياة متشابهة، لماذا إذن يجب على هذه القصائد أن تكون مختلفة؟" قال ريمر:" هذه التشابه الشديد في الحياة يجعلنا قابلين لتقدير أشعار الأمم الأخرى. إنْ لم يكن الأمر على هذا النحو، ينبغي ألا نعرف أبدًا ما سيكون عليه الشعر الأجنبي". قلت:" لهذا السبب يدهشني دائمًا المثقف الذي يعتقد أنَّ الشعرية ليست صنيعة الحياة للشعر، بل صنيعة الكتب للشعر. يردد دائمًا:" لقد حصل عليها من هنا، لقد حصل عليها من هناك". إن وجدوا، على سبيل المثال، بعض المقاطع لدى شكسبير، والتي يمكن أنها توجد أيضًا لدى القدماء، فسيقولوا لقد حصل عليها حتمًا من القدماء. من ثم، هناك مشهد في أحد أعمال شكسبير، حيث نرى فتاة جميلة، الأم والأب يباركان للفتاة التي هي ابنتهما، وللشاب الذي سيأخذها معه إلى المنزل بوصفها زوجته. ولأنَّ الشيء ذاته يمكن أن يكون صُوِر لدى هوميروس، فشكسبير، بالتأكيد، قد أخذه من هوميروس. كم غريب هذا!. وكأنَّ على المرء أن يبحث بعيدًا لأجل أشياء كهذه، وكأنها ليست أمام ناظريه، لا يشعر بها، ولا يرددها يوميًا". قال غوته:" نعم، شيء سخيف للغاية". قُلت، "لورد بايرون أيضًا ليس حكيمًا منه أن يأخذ فاوست كأجزاء، ويعتقد أنك وجدت جزءًا هنا، والآخر هناك". قال غوته، "الجزء الأعظم من تلك الأشياء الرائعة التي استشهد بها اللورد بايرون، لم أقرأها قط، وأكثر بكثير لم أكن أفكر حتى بها عند كتابة (فاوست). لكن اللورد بايرون عظيم كشاعر فقط، لكن بمجرد أن يفكر، فهو طفل. إنه لا يعلم كيف يحمي نفسه ضد الهجمات الغبية نفسها التي وقعت عليه من قبل مواطنيه. وجب عليه أن يعبر عن نفسه بصورة أقوى ضدهم. "ما كُتب هنا هو لي"، كان يجب عليه أن يقول: "وسواء أحصلت عليه من كتاب، أو من الحياة، لا يهم، ما يهم هنا هو ما إذا قمت باستخدامه بشكل صائب". استخدم والتر سكوت مشهدًا من "إغمونت" الخاص بي، وكان يملك الحق في فعل ذلك، ولأنه قام به بشكل جيد ، فقد استحق الثناء. وقد قام أيضًا بنسخ شخصية ميغنون الخاصة بي في إحدى رواياته الرومانسية، ولكن هل ملكت نفس القيمة! هذا سؤال آخر. الشيطان المتحول(2) للورد بايرون، هو استمرارية لميستوفوليس، وهو سليم تمامًا أيضاً، وإن أغرته نزوة الأصالة، وغادر النموذج، فهو بالتأكيد سيزداد سوء. وهكذا، مفيستوفوليس الخاص بي قد غنى أغنية من شكسبير، لماذا لا ينبغي عليه؟ لماذا أكلف نفسي عناء تأليف واحدة خاصة بي، بينما قالت أغنية شكسبير المطلوب تماماً. وأيضاً، إن كانت مقدمة "فاوست" تشبه عملًا لهوميروس، فهذا ليس أمرًا خاطئًا أيضًا. فمن الأفضل أن يتم الإشادة بي من أن يتم انتقادي. كان غوته في أحسن مزاج، طلب زجاجة نبيذ، وصب لريمر ولي، أما هو فقد شرب مياه مارينباد. ويبدو أنه قد حدد هذا المساء ليراجع مع ريمر مخطوطة متابعة سيرته الذاتية، ربما من أجل إدخال بعض التحسينات هنا وهناك، في موضوع أسلوب التعبير قال غوته:" دع إيكرمان يبقى ويسمعها أيضاً، تلك الكلمات التي كنت سعيدًا جدًا بسماعها. وضع المخطوطة أمام ريمر، الذي بدأ القراءة، بدءًا من العام 1795. وكنت قد استمتعت بقراءتها خلال الصيف بالفعل؛ والتفكير مرارًا وتكرارًا بتلك السجلات التي لم تنشر بعد، لتلك السنوات وصولًا إلى آخر السنوات. ولكن أن أسمعها الآن تقرأ بصوت عال وفي حضور غوته، فتلك متعة جديدة كليًا. اهتم ريمر بشكل خاص بأسلوب التعبير، وقد حصلت على الفرصة للإعجاب ببراعته العظيمة، وغنى كلماته وعباراته، ولكن في عقل غوته، عصر الحياة الذي تم توصيفه أعيد إحياؤه، فقد استرسل في ذكرياته، وفي ذكر أشخاص وأحداث منفردة. ملأ القصة المكنوبة بالتفاصيل التي قدمها لنا شفويًا. كانت أمسية رائعة. تحدث عن أكثر معاصريه البارزين، لكن الحديث كان يعود دائمًا لشيللر، والذي كان متشابكًا جدًا مع تلك الفترة، من 1795 وحتى 1800. كان المسرح هدفًا لجهودهم الموحدة، وأفضل أعمال غوته تنتمي إلى تلك الحقبة. كانت ''فيلهليم ميستر" قد اكتملت، و "هيرمان و دورثيا" أكمل مخططها وبدأت كتابتها، "سيلليني" ترجم هورين*، و"شينين" كتبه كل من شيللر وموسنماناش. كل يوم يجلب معه نقاط التقاء. تحدثنا عن كل ذلك المساء، كان لدى غوته فرصة كاملة لتبادل الأراء الأكثر إثارة للاهتمام. قال:" هيرمان و دوروثي" تقريبًا، هي الوحيدة من ضمن قصائدي الكثيرة، لا زالت ترضيني حتى الآن، أقرؤها باهتمام كبير. أحبها أكثر بالترجمة اللاتينية، هناك تبدو لي نبيلة، كما لو أنها عادت إلى هيئتها الأصلية. كانت "ويلهيلم ميستر"، غالبًا موضوعًا للمناقشة. لامني شيللر على إضافة عناصر مأساوية لا تنتمي للرواية، لكنه كان مخطئًا كما نعلم جميعًا، في رسالته الموجهة إليَ، هناك وجهات نظر وآراء أهم فيما يتعلق بـ "ويلهيلم ميستر"، لكن هذا العمل هو أحد أكثر الإنتاجات المتقلبة، أنا نفسي نادرًا ما أقول إنني أملك مفتاحه. الناس يسعون إلى نقطة مركزية، وهذا أمر صعب، حتى إنه غير سليم. يجب أن أفكر في حياة متعددة وغنية، جُلبت قرب أعيننا. ذلك سيكون كافيًا في حد ذاته، دون أي اتجاه جلي، والذي هو بعد هذا كله، من أجل الفكر فقط. لكن إن تم الإصرار على أي شيء من هذا النوع، يمكن العثور عليها في كلمات فريدريك، في النهاية، مخاطبًا البطل، عندما قال:" أنت تبدو لي مثل شاول، ابن كيش، الذي خرج للحصول على حمار والده، فوجد مملكة. في الواقع، يبدو أنَّ العمل كله لا يقول شيئًا أكثر من أنَّ ذلك الرجل، على الرغم من كل حماقاته وأخطائه، قادته يد أعلى، ليصل إلى بعض الأهداف السعيدة في النهاية". ثم تحدثنا عن الدرجة العالية من الثقافة، خلال الخمسين عامًا الماضية، والتي أصبحت عامة بين الطبقات الوسطى الألمانية. لم يُعْزِ غوته هذا الاستحقاق كثيرًا لــ "ليسينج" كما ل"هيردر" و"ويلاند". قال:" ليسينج رفيع الإدراك لحد بعيد، ووحده المساوي له في العظمة قد يستطيع فعليًا التعلم منه. كان خطرًا. "جاء على ذكر صحافي، كان قد شكل نفسه على ليسينج، وفي نهاية القرن الماضي كان قد لعب دورًا في الواقع، لكن بعيدًا عن النبالة، لأنه كان أدنى منزلة من سلفه العظيم. قال:" الطبقة العليا الألمانية كلها، مدينة لويلاند من أجل أسلوبه. لقد تعلموا الكثير منه، والقدرة على التعبير عن النفس ليست أقلها. على ذكر "هدايا المائدة"(3)، أشاد بتلك الخاصة بشيللر، والتي دعاها بالساخرة واللاذعة، أما خاصته فدعاها بالبسيطة والمتواضعة. قال:" لطالما قرأت تيركرايس (ذودياك) الخاصة بشيللر بإعجاب، التأثير الجيد الذي أحدثته " هدايا المائدة" على الأدب الألماني في ذلك الوقت فوق التصور. وذكر بهذه المناسبة العديد من الأشخاص الذين وجهت إليهم " هدايا المائدة"، ولكنْ أسماؤهم ضاعت من ذاكرتي. بعد أن قمنا بالقراءة والتحدث حول المخطوطات حتى نهاية العام 1800، مقاطعين بملاحظات لا حصر لها من قبل غوته، قام بوضع الأوراق جانبًا، وتناولنا القليل من العشاء الموضوع في نهاية المائدة التي كنا نجلس حولها. أكلنا، ولكن غوته لم يكد يلمس الطعام، لم أره يتناول الطعام في المساء أبدًا. كان يجلس معنا، يملأ أكوابنا، يتشمم الشموع، ويبهجنا فكريًا بالمحادثات الأكثر إثارة. ذكراه عن شيللر كانت مفعمة بالحياة، حيث أنَّ الحديث اللاحق من تلك الأمسية كلها كرس له فحسب. تحدث ريمر عن مظهر شيللر الشخصي. بناء أطرافه، مشيته في الشارع، وكل حركاته، قال:" كان متفاخرًا، لكن عيناه كانتا رخوتين". قال غوته: "نعم، كل ما يتعلق به كان باعثًا على الفخر، وملوكيًا، فقط العينان رخوتان، موهبته كانت تشبه هيئته الخارجية. استولى بقوة على موضوع عظيم، وقولبه وعالجه على هذا النحو وذاك. لكنه رأى موضوعه، كما كان، من الخارج فقط، القليل من التطوير الداخلي لم يكن مشمولًا في عالمه. كانت موهبته غير منهجية. لهذا لم يقرر أبدًا- لم يستطع- أن ينتهي. كثيرًا ما قام بتغيير جزء مباشرة قبل البروفة. وعندما بدأ العمل بجرأة، لم يبذل جهودًا شاقة في ما يتعلق بالدوافع. أتذكر المصاعب التي عانيتها معه، عندما أراد أن يجعل "جيسلر"، في "تيل"، يقوم بقطف تفاحة بشكل مفاجئ من الشجرة، وأن يقوم بالتصويب عليها، وهي موضوعة فوق رأس الصبي. كان هذا ضد طبيعتي تماماً، حثثته على إعطاء دافع أقل لتلك الوحشية، بجعل الصبي يتبجح ببراعة والده أمام جيسلر، وأنه يستطيع إصابة تفاحة فوق الشجرة، من على بعد مائة خطوة. لم يكن شيللر يريد فعل شيء من هذا القبيل البداية، لكنه استسلم إلى حججي ومقاصدي في النهاية، وقام بما نصحته به. من ناحية أخرى، ولاهتمامي العظيم بالدوافع، قمت بإبقاء عملي "يوجين" بعيدًا عن المسرح، فــ "يوجين" لم تكن غير سلسلة من الدوافع، وهذا لا يمكنه النجاح على خشبة المسرح. صنعت عبقرية شيللر خصيصًا للمسرح، مع كل قطعة يحرز فيها تقدمًا، يصبح منجزًا أكثر. لكن، ومن الغريب قول هذا، حبه اليقيني للفظائع، التصق به منذ "روبرس" والذي لم يغادره تمامًا حتى في "برايم". أتذكر تمامًا، في مشهد السجن في "إيغمونت" حين قرأت له الجملة، كان شيللر ليجعل "ألفا" يظهر في الخلفية، ملثمًا ومتلحفًا بعباءة، مستمتعًا بتأثير جملته على "إيغمونت". وهكذا، كان "ألفا" ليظهر نهمه للثأر والحقد. لكنني احتججت، ومنعت هذا الظهور، كان رجلًا عظيمًا وغريبًا. كل أسبوع يصبح مختلفًا وأكثر اكتمالاً، في كل مرة رأيته فيها، بدا لي أنه اكتسب سموًا أعلى في المعرفة والبصيرة. ستظل خطاباته أروع تخليد له حصلت عليه. كانت أيضًا من بين أعظم كتاباته. أحتفظ بخطابه الأخير كأثر مقدس بين كنوزي. "ذهب وجلبه". وقال لي:" اطلع عليه وأرجعه إلي". ". كان خطابًا رائعًا جداً، كتب بيد جريئة. كان يحوي آراء عن مذكرات غوته حول "ابن أخ رامو"، والتي ظهرت في الأدب الفرنسي في ذلك الوقت، والذي أعطاه لشيللر ليطلع عليه. قرأت الخطاب لريمر بصوت عال. قال غوته:" أرأيت كم هو شديد الذكاء ومتسق في أحكامه، كتابته تخون أي أثر للضعف. كان جليلاً، وقد تركنا في قمة عظمته. تاريخ هذه الرسالة 24 أبريل 1805. وقد رحل شيللر في التاسع من مايو. نظرنا إلى الرسالة بالدور، وسعد كلانا بالأسلوب الواضح، وروعة خط اليد. منحنا غوته بضع كلمات أخرى من الذكريات الرقيقة عن صديقه، حتى قاربت الساعة الحادية عشر، فغادرنا. الخميس، 24 فبراير 1825. قال غوته:" إن كنت لا أزال مشرفًا على المسرح، لكنت قدمت "دوق البندقية"، هذا المساء. القصة طويلة في الواقع، وستتطلب بعض التقصير، لكن ينبغي ألا يُقصّ شيء، ويجب أن تؤخذ أهمية كل مشهد، ويعبر عنها بإيجاز. هكذا سيتم تقريب قطع القصة لبعضها، دون إضرارها بالتعديلات، وستمتلك تأثيرًا قويًا دون أي خسارة جمالية جوهرية. رأيُ غوته، قدم لي رؤية جديدة لنقدمها على المسرح، لمئات الحالات المشابهة، كنت مسرورًا بشدة بتلك الحكمة، والتي مع ذلك تستدعي ذهنًا متقداً، وشاعرًا يعي موهبته. تحدثنا مطولًا عن لورد بايرون، وقمت بذكر ما قاله بخصوص محادثته مع "ميدوين"، إنَّ هناك شيئًا بالغ الصعوبة بخصوص الكتابة للمسرح. قال غوته:" النقطة القوية بالنسبة للشاعر أن يضرب المسار الذي تذوقه الجمهور وأثار اهتمامه. إذا انسجمت اتجاهات أفكاره مع الجمهور، فسيكتسب كل شيء. أصاب هوالد هذا الطريق مع رائعته "الصورة"، ومن هنا حصل على الاستحسان العالمي. ربما لم يكن لورد بايرون محظوظًا جداً، لأنَّ اتجاهاته تختلف كثيرًا عن الجمهور. عظمة الشاعر ليست المسألة المهمة على الإطلاق. على النقيض من ذلك، فإنَّ الشاعر الذي يسمو قليلًا عن العامة غالبًا ما يحصل على الاستحسان الكلي نتيجة لهذا السبب تحديدًا. واصلنا حديثنا عن بايرون، كان غوته معجبًا بموهبته الاستثنائية. قال:" هذا ما أسميه إبداعًا لم أره عند أي أحد في العالم بدرجة أكبر منه. طريقته في التخلص من عقدة دراماتيكية أفضل ما يمكن للشخص توقعه". قلت:" هذا هو ما أحسه تجاه شكسبير، خاصة عندما ورط فاليستاف نفسه في هذه الشبكة من الأكاذيب، وقد سألت نفسي عما يجب أن أفعله لمساعدته على التحرر، لأجد شكسبير قد تخطى كل نظرياتي. والشيء المشابه الذي وصفت به لورد بايرون أعلى ثناء يمكن أن يمنح له. مع ذلك، فالشاعر الذي يقوم بدراسة واضحة للبداية والنهاية لديه أفضلية إلى حد بعيد لدى القراء". وافقني غوته، وضحك مفكرًا أنَّ لورد بايرون في الحياة العملية لن يستطيع أن يكيف نفسه، ولن يسأل حتى عن قانون. وأخضع نفسه في النهاية لأغبى القوانين، قوانين الوحدات الثلاث. قال غوته:" إنه لا يفهم الغرض من هذا القانون أكثر من بقية العالم. الشمولية هي الغاية، والوحدات الثلاث جيدة فقط في أنها تفضي إلى هذه النهاية. إن كانت مراعاته تعوق فهم العمل، فمن الحماقة معاملته كقانون، ومحاولة التقيد بها. حتى الإغريق، الذين أخذت منهم القاعدة، لم يقوموا باتباعها دائمًا. في "فيتون" يوريبيس، وقطع أخرى. هناك تغيير في المكان، ومن الواضح أنَّ الأداء الجيد لموضوعاتهم كان أهم بالنسبة لهم من الطاعة العمياء للقانون، والذي هو في حد ذاته ليس ذا شأن عظيم. تحيد نصوص شكسبير بقدر الإمكان عن وحدتي الزمان المكان، لكنها مفهومة، لا أكثر. ولهذا لم يجد الإغريق خطأ بخصوصها. سعى الفرنسيون إلى إتباع القوانين الثلاثة بشكل صارم، لكنهم أخطأوا بشأن الشمولية، نظرًا إلى أنهم يحلون قانونًا مسرحيًا، ليس بالمسرح، لكن بالرواية. خطر على ذهني "الأعداء" لهاولد. مؤلف هذه الدراما وقف طويلًا في ضوئه الخاص، عندما حافظ على وحدة المكان، أخطأ ضد الشمول في الفعل الأول، وقد ضحى كليًا بما يمكن أن يمنح النص أعظم تأثير، لنزوة، وهذا ما لن يشكره عليه أحد. من ناحية أخرى فكرت ب"جوتز فون بيرليشينغن"، والذي ينحرف قدر الإمكان عن وحدتي الزمان والمكان. لكن، وكما كل شيء يقدم لنا بوضوح، ويوضع أمام أعيننا. هو حقًا درامي ومفهوم مثل أي قطعة في العالم والتي كانت طبيعية أيضًا من خلال وحدتي الزمان والمكان، ومنسجمة مع مقاصد الإغريق. فقط عندما يكون الموضوع محدودًا جدًا في نطاقه يمكنه أن يطور نفسه بكل تفاصيله أمام أعيننا في وقت معين، لكن ومع عمل كبير، يجري في عدة أماكن، لا يوجد سبب يجعلنا نتقيد بمكان واحد، خصوصًا أنَّ ترتيبات المسرح المتوفرة حاليًا لا تشكل عقبة أمام تغيير المشهد. واصل غوته حديثه عن لورد بايرون. قال:" مع هذا الميل الذي دائمًا ما يقوده إلى اللا متناهي، السيطرة التي يفرضها على نفسه بالتقيد بالوحدات الثلاث جعلته جيدًا جدًا. إن كان يعلم كيف يتحمل الضبط الأخلاقي أيضًا، ذلك لن يكون دماره. ويمكننا القول بجدراة، أنه دمر بواسطة مزاجه الجامح. لكنه وبخصوص شخصه، كان في عتمة مفرطة. عاش باندفاع من أجل اللحظة، وسواء أكان يعلم أو فكر فيما يفعله بالسماح لنفسه بكل شيء، وعدم مسامحة الغير. هو بالضرورة وضع نفسه في موقف سيء، وجعل من العالم عدوًا له". قام في البداية بإهانة رجال الأدب الأكثر تميزًا بواسطة "الشعراء الإنجليز والنقاد الإسكوتلنديين"، ولكي يسمح له بمجرد العيش، اضطر للرجوع خطوة إلى الوراء. في أعماله اللاحقة، واصل في طريق العداوة والتعييب، الكنيسة والدولة لم يسلما منه، وسلوكه الطائش قاده خارج إنجلترا، وسيقوده خارج أوروبا أيضًا في الوقت المحدد. كل مكان كان ضيقًا جدًا بالنسبة له، ومع الحرية الشخصية الأكثر مثالية شعر أنه مقيد، وأنَّ العالم سجن بالنسبة له. لم تكن حملته الإغريقية ناتجة عن إدراكات ثورية، لكن عدم فهمه للعالم دفعه نحوها. " التخلي عما هو موروث، ووطني، لم يتسبب فقط في الهلاك الشخصي للرجل البارز، ولكن دوره الثوري، والتحريض العقلي المستمر واللذان تم المزج بينهما، لم يتيحا لموهبته التطور العادل. علاوة على ذلك، فإنَّ نفيه الدائم، أضر حتى بأعماله الممتازة. وليس فقط لأنَّ سخط الشاعر سيصيب القارئ، لكن نهاية كل هذا العداء هي النفي، والنفي لا شيء. ما الذي سأكسبه إن أسميت السيء سيئًا؟ إن أسميته بالسيء أكون قد أتيت قدرًا كبيرًا من الأذى. وذلك الذي يعمل بجد ولا تثنيه الحواجز يجب ألا يزعج نفسه أبدًا بالمنجز الرديء، ولكن أن يقوم بما هو جيد، لأنَّ النقطة العظيمة هنا ليست الهدم، بل البناء، وفي هذا وجدت الإنسانية الفرح النقي. سررت بهذه الكلمات النبيلة، والحكمة القيمة. تابع غوته:"بالنظر إلى لورد بايرون كرجل، رجل إنجليزي، وكموهبة عظيمة، طبيعته الخيرة مردها فوق كل شيء إلى أنه رجل، وسيئاته مردها لكونه رجلًا إنجليزيًا، موهبته غير قابلة للقياس. يتساوى في هذا جميع الرجال الإنحليز، الارتباك وروح الحزب لن تسمح لهم أن يبلغوا الكمال في هدوء. لكنهم عظماء كرجال عمليين. وهكذا، فاللورد بايرون لن يستطيع أبدًا أن يبلغ انعكاسًا على نفسه، وعلى هذا النحو، فإنَّ بصيرته بشكل عام ليست ناجحة، كما وضحت عقيدته، "الكثير من المال، لا السلطة"، لأنَّ المال الكثير دائمًا ما يعجز السلطة. لكنه ينجح تمامًا حيثما أبدع، ومعه يمكننا القول بصدق إنَّ الإلهام يدعم منزلة التأمل. كان ملتزمًا دائمًا بنظم الشعر، وكل ما أتى من الرجل، خاصة من قلبه، كان رائعًا. لقد أنتج أفضل أشيائه، كالنساء اللاتي ينجبن أطفالًا جميلين، دون التفكير حول ما حدث، أو كيفية حدوثه. إنه موهبة عظيمة، موهبة فطرية، وأنا لم أرَ أبدًا قوة شعرية حقيقة لدى أي رجل أعظم مما لديه. في إدراك الخارجي، وتغلغله الواضح في مواقف ماضية، أنه عظيم تمامًا كشكسبير؛ لكن كشخصية صرفة، شكسبير هو الأسمى. هذا ما أحسَّ به بايرون، ولهذا لم يقل الكثير عن شكسبير، رغم حفظه لمقاطع كاملة، عن ظهر قلب. ربما يمكنه إنكاره طوعاً، لأنَّ بهجة شكسبير في طريقته، وهو قد أحس بذلك وعرف أنه لا يماثلها. البابا الأعلى الذي لا ينكره، ليس لديه سبب ليخاف منه، على العكس، لقد ذكره، وأظهر له الاحترام وقتما استطاع لأنه يعلم بما فيه الكفاية أنَّ البابا هو مجرد إحباط لشخصه. لم يكن غوته يمل موضوع بايرون، وأنا أشعر أنني أستطيع الاستماع إليه بلا انقطاع. بعد بضع استطرادات، شرع بالتالي:- منزلة شكسبير العالية كنظير إنجليزي أضرت ببايرون، لأنَّ كل موهبة مرهقة بالعالم الخارجي، وتحديدًا عندما يوجد مثل هذا الأصل العالي، والثروة العظيمة جدًا. الطبقة الوسطى المعينة واعدة أكثر للمواهب، لذا نجد كل الفنانين والشعراء الكبار من الطبقات الوسطى. ولع بايرون بالمطلق لم يكن ليصبح خطيرًا جدًا مع أصل أكثر تواضعًا، ووسائل أقل. نتيجة لما كان عليه، كان باستطاعته وضع كل نزوة قيد الممارسة، وهذا ما ورطه في متاعب لا حصر لها. بجانب أنه كيف لمثل هذه الرتبة العالية أن تستلهم الخشية والاحترام من أي رتبة أخرى. تحدث عن كل ما شعر به، وهذا جعله في صراع لا ينقطع مع العالم. تابع غوته:" من المدهش الملاحظة كيف أنَّ جزءًا كبيرًا من حياة الغني الإنجليزي انقضت في المبارزات والفرار. لورد بايرون بنفسه قال، إنَّ والده أنجب من ثلاث نساء، لقد عاش على الدوام في حالة مع الطبيعة، ومع أسلوب حياته، كانت ضرورة الدفاع عن النفس تطفو أمام عينيه يومياً. لذا فمسدسه استمر في إطلاق النار، وكان يتوقع أن يتم ارداؤه في أية لحظة. لم يستطع العيش وحيدًا، لذا، ومع كل غرابته كان متسامحًا جدًا مع زملائه، في إحدى الأمسيات قرأ واحدة من قصائده الجيدة في وفاة السير جون مور، ولم يدر أصدقاؤه النبلاء ما يصنعون معه، لم يحركه الأمر بل قام بإبعاده مرة أخرى. كشاعر، أظهر نفسه فعليًا وديعًا كالحمل، بينما قد ينسبه آخرون إلى الشيطان. الثلاثاء، 21 مارس 1825 الليلة الماضية، بعد الثانية عشرة بقليل، استيقظنا بصوت تنبيه الحريق، سمعنا صرخات، المسرح مشتعل، أرتديت ملابسي مرة واحدة، وأسرعت إلى مكان الحادث. كان الرعب العالمي كبيرًا جدًا، قبل بضع ساعات فقط كنا مبتهجين جدًا بالتمثيل القدير لــ " لاروش" في " يهودي كيمبرلاند"، وسايدل قوبل بضحكات عالمية مهتاجة على دعابته الجيدة ونكاته. والآن، المكان الذي كان في الآونة الأخيرة مسرحًا للمتع الفكرية، دُمر بفظاعة. يبدو أنَّ الحادث الذي تسبب به جهاز التدفئة، كان قد بدأ في الأسفل وسرعان ما انتشر إلى المسرح. كما أنه زاد بصورة رهيبة بالكم الهائل للمواد القابلة للاشتعال، ولم يمض وقت طويل حتى اندلعت ألسنة اللهب من خلال السقف، وسلكت طريقها خلال العوارض الخشبية. لم يكن هناك نقص في إعدادات إطفاء الحريق، وكان المبنى محاطًا بكمية من المولدات التي صبت كمية هائلة من المياه على النيران، ، لكن دون جدوى. ظلت ألسنة اللهب تتصاعد، وألقت نحو السماء المظلمة كتلًا لا تنضب من الشرر المتقد، وجسيمات من المواد الخفيفة المحترقة، والتي في وقت لاحق ومع نسمات خفيفة، كانت تمر على جنبات المدينة. ضوضاء وصرخات ونداءات الرجال على سلالم الإطفاء كانت مدوية، بدوا عازمين على إخماد الحريق. في أحد الجوانب، وعند أقرب نقطة كانت تسمح بها النيران المشتعلة، وقف رجل يرتدي عباءة وقبعة عسكرية، يدخن سجارًا بكل هدوء. للوهلة الأولى يبدو كمتفرج متبطل، ولكن لم يكن الحال كذلك، بدأ يعطي في بضع كلمات أوامره لعدد من الأشخاص، والذين كانوا ينفذونها في الحال، كان الدوق النبيل " تشارلز أوغسطين"، والذي علم مبكرًا أنَّ المبني نفسه لا يمكن إنقاذه، لذلك أمر بإخلائه، وأن تؤخذ جميع المولدات الفائضة والمعرضة لخطر الحريق إلى المنازل المجاورة. " اتركوه يحترق، سيسمو ثانية مع ما هو أجمل. " لم يكن مخطئًا، كان المبنى قديمًا ودون وسائل حماية، وكف منذ وقت طويل عن أن يكون فسيحًا كفاية لاستيعاب أعداد الجماهير المتزايدة سنويًا. مع ذلك كان من المؤسف رؤية هذا المبنى مدمرًا بشكل لا يمكن إصلاحه، مع كل ذكريات الماضي اللامع والمحبب لفيمار. رأيت الكثير من الدموع في عيون جميلة، تدفقت من أجله. تأثرت بحزن أحد أعضاء الأوركسترا، الذي بكى على كمانه المحترق، وعند الفجر رأيت العديد من الوجوه الشاحبة، لاحظت العديد من الفتيات والنساء من الطبقات العليا، واللاتي شهدن الحدث طيلة الليل، ويرتجفن الآن جراء هواء الصباح البارد. عدت إلى المنزل لأخذ بعض الراحة، وعند الظهيرة قام غوته بدعوتي. قال لي الخادم إنه ليس على ما يرام، كان طريح الفراش. دعاني إلى جانبه. مد يده نحوي وقال:" جميعنا كُبِّدنا الخسارة، ما الذي بإمكاننا فعله؟ لقد جاء وولف الصغير بجانب سريري هذا الصباح، أمسك بيدي ونظر إليَّ وقال، إذن هكذا تحدث الأمور البشرية، ما الذي يمكن أن يقال بعد ذلك، عزيزي وولف قال كل ما يمكن قوله، والذي ظن أنه يمكن أن يريحني؟ المسرح، مشاهد مسرحية (الحب مجهود ضائع) لما يقارب الثلاثين عامًا يتناثر كرماد. وكما قال وولف، "إذن هكذا تحدث الأمور البشرية". لم أنم سوى لوقت قليل خلال الليل، من نافذتي الأمامية شاهدت ألسنة اللهب تتصاعد باستمرار نحو السماء".---------(1) بالألمانية (Motivs) مثل العديد من هذه الكلمات المشابهة التي لا يمكنها الحفاظ على ذات المعنى دائماً. وفقًا لتعريف المعجميين، فإنَّ المصطلح الألماني يعطي تقريبًا ذات المعنى في الانجليزية. والقصيدة بذلت لتكون حاثة "محفزة" إن نظمت بشكل جيد ككل، أي عندما ينتج دافع كاف تأثيرات مختلفة. لكن في المسلك أعلاه، فإنَّ معنى "الدافع" يبدو على الأحرى "موضوع" القصيدة.(2) "المسخ المتحول"، وحقيقة أنَّ هذه القصيدة لم تنشر حتى يناير 1824، مما يجعل من المحتمل أنَّ غوته لم يرها، وهو ما يمثل عدم دقة في التعبير.(3) هدايا المائدة (بالألمانية: Gastgeschenke) الاسم الأصلي للقصائد مأخوذ من الإغريقية (Xenien)، وهي مجموعة قصائد هجائية سياسية من تأليف الأديب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوته بالاشتراك مع الأديب الألماني الآخر ورفيقه فريدرش شيلر، نشر الأديبان القصائد ليردا على الانتقاد الذي تعرضت له صحيفة "دي هورن" (Die Horen) التي قامت على أساس الصداقة بين غوته وشيلر . ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات مع غوته | الجزء السادس مُحادثات غوته من صفحة 175- 196 | الكتاب الثالثيحتوي على خطة لمتابعة العمل على "فاوست"، وهو يعتبر حلقة منفصلة، لكنه مرتبط بالكتب الأخرى،....
اقرأ المزيد ... محادثات مع غوته | الجزء السادس مُحادثات غوته من صفحة 175- 196 | الكتاب الثالثيحتوي على خطة لمتابعة العمل على "فاوست"، وهو يعتبر حلقة منفصلة، لكنه مرتبط بالكتب الأخرى، وذلك في مسعاه للانفصال عن ليلي، والذي لا يزال يجب إنجازه. بخصوص خطة "فاوست"، سواء كانت الرغبة المواصلة أو التراجع فهي نقطة مشكوك بها، ولا يمكن حلها حتى نختبر الأقوال المتناثرة المتوفرة لدينا، وأن نعمل عقولنا على أن نتخيّل ما إن كان الأمل بالاستمرار في "فاوست" قد تم التخلي عنه أم لا. الكتاب الرابع ينتهي الكتاب الثالث بمحاولة الانفصال عن ليلي. بالتالي، يبدأ الكتاب الرابع ببراعة شديدة بوصول ستولبرغس وهوغويتز، والذي تذكر فيه الرحلة إلى سويسرا والابتعاد عن ليلي. تُعدُّ المخطوطة الكاملة لهذا الكتاب أكثر المسائل إثارة للاهتمام، وتثير الرغبة في التفاصيل الأكثر شمولًا. إنَّ التوق إلى ليلي، الذي ينفجر باستمرار، والذي لا يمكن قمعه، يضيء من خلال الكتاب كُله مع نار حب الشباب، ويعطي ضوءًا غريبًا، لطيفًا، وسحريًا لحالة المسافر. الكتاب الخامس هذا الكتاب الجميل منجز تقريباً؛ على الأقل جزءه الأخير وحتى الخاتمة، وهو يتعلق في محتواه الطبيعة المبهمة للقدر، وربما يمكن اعتباره منجزاً تماماً؛ فقط المقدمة هي التي تحتاج إلى قليل من العمل، وتوجد مسودة شديدة الوضوح بخصوصها. مع ذلك، فإنَّ التطوير هو الأكثر ضرورة، ومرغوب فيه، حيث نجد فيها أول إشارة لشؤون فايمار، وبالتالي فإنَّ إهتمامنا بهم يأتي أولاً. الاثنين، 16 أغسطس، 1824 محادثاتي مع غوتة في الآونة الأخيرة كانت وفيرة جداً، لكنني كنت شديد الارتباط بكثير من الأمور الأخرى، ما جعل من المستحيل كتابة أي شيء ذي أهمية من محادثته المُتخمة. الجمل المنفصلة التالية وُجدت مُدوَّنة في مذكراتي، إلا أنني نسيت الصلة بينها والمناسبة التي أدت إليها. الرجال مثل أواني السباحة، يصطدمون ببعضهم البعض. في الصباح نكون فطنين، ولكن أيضاً قلقين إلى أقصى حد، حيث أنَّ القلق هو صنف من الفطنة رغم أنه من النوع السلبي. أما الغباء فيأتي دون قلق. يجب ألا نصحب أخطاء شبابنا إلى الشيخوخة؛ الشيخوخة تجلب معها عيوبها الخاصة. بلاط الملوك يشبه الموسيقى، حيث على كل شخص الإبقاء على الإيقاع. قد يموت أفراد حاشية الملك من الملل ما لم يستطيعوا ملء وقتهم بالاحتفالات. ليس من الصواب نصح الأمير بالتنازل، حتى في أكثر الأمور تفاهةً. على الشخص الذي يدرِّب الممثلين أن يتحلَّى بصبر لا نهائيٍ. الثلاثاء، 9 نوفمبر، 1824 قضيت هذه الأمسية مع غوته. تحدثنا عن كلوبستوك وهيردر؛ أحب دائماً الاستماع إليه، لأنه يشرح لي مزايا هؤلاء الرجال. أخبرني غوته أنه "دون أولئك الرائدين العظام، لم يكن أدبنا ليصبح ما هو عليه الآن. عندما ظهروا كانوا سابقين لعصرهم، واضطروا إلى سحبه وراءهم؛ أما الآن فقد تجاوزهم العصر إلى حد بعيد، وأولئك الذين كانوا ذات يوم بغاية الضرورة والأهمية توقفوا عن أن يكونوا وسائل لغايات. والشاب الذي سيتَّخد من كلوبستوك وهيردر معلميْن له في وقتنا الحاضر سيكون متاخراً عن أقرانه. تحدثنا عن "مسيح" كلوبستوك، وأناشيده، لامسنا مزاياه وعيوبه. واتفقنا على أنه ليس لديه ملكة الانتباه للعالم المرئي وإدراكه، أو تصوير الشخصيات، من ثم فهو يريد الخصائص الأكثر جوهرية للشاعر الملحمي والمسرحي، أو ربما ما يمكن أن يقال عن الشاعر بشكل عام. قال غوته: "استحضر النشيد الذي يجعل فيه ربة الشعر الألماني في سباق مع نظيرتها البريطانية. في الواقع، عندما يفكر المرء في ماهية الصورة، حيث تركض الفتاتان، في اتجاهين متعاكسين، تطلقان سيقانهن، مثيرات الغبار، سيفترض المرء أنَّ كلبستوك البارع لم يرَ بعينيه هذه الصورة مثلما كتبها، وإلا لما كان ليرتكب مثل هذه الأخطاء. سألته عماهية شعوره تجاه كلبستوك في شبابه. قال غوته: "بجلّتُه، وبإخلاص غريب على شخصي؛ نظرت إليه على أنه عمي. بجلّتُ كل ما قام به، ولم أفكر مطلقاً في التفكير مليَّاً بشأنه، كما لم أجد خللاً به. احتفظتُ بجودة أعماله الرائعة في داخليتي، ومضيتُ في طريقي الخاص". عدنا إلى هيردر، وسألتُ غوته عما يظن أنه أفضل أعماله. فأخبرني "أنه كتابه المعنون أفكار عن تأريخ البشرية، إنه الأفضل بلا شك. لكنه بعد فترة أخذ الجانب السلبي ولم يعد مقبولاً جداً. قلتُ "بالنظر إلى مكانة هيردر الكبيرة، لم أستطع أن أفهم تواضع أرائه بخصوص بعض المواضيع. على سبيل المثال، لم أستطع مسامحته- خصوصاً في تلك الفترة من الأدب الألماني- بعد إرجاعه مخطوطة "غوتز فون بير ليشينجن "، دون الإشادة بأي من مزاياها، بل وبملاحظات مستهزئة. كان عليه أن يملك الأجهزة الضرورية لإدراك بعض الأشياء. أجاب غوته "نعم، موقف هيردر كان مؤسفاً بهذا الصدد"؛ وأضاف بحماس، "إن كانت روحه حاضرة في هذه المحادثة، فهي لن تفهمنا". قلتُ: من ناحية أخرى، يجب أن أشيد بيوهان هنريك ميرك، الذي حثك على طباعة "غويتز". قال غوته: "في الواقع، كان رجلاً غريب الأطوار لكنه مهم. فقد أخبرني أنه يجب عليَّ طباعة الكتاب، وأنه يستحق. لم يرغب في أن أجري أي تعديلات عليه، وقد كان محقاً، لأنه ربما سيكون مختلفاً، ولكن ليس أفضل". الأربعاء، 24 نوفمبر، 1824 في هذه الأمسية ذهبتُ للقاء غوته قبل التوجه إلى المسرح، ووجدته بخير حال ومبتهج. واستفسر عن الشبان الأنجليز في المدينة. أخبرته أنني اقترحت قراءة مع السيد دولان الذي ترجم أعمال "بلوتارخ" إلى الألمانية. قادنا هذا إلى الحديث عن التاريخ الروماني والإغريقي، وأعرب غوته عن نفسه على النحو التالي:- "لم يعد التاريخ الروماني مناسباً لنا. لقد أصبحنا إنسانيين جداً على ألا تجرح انتصارات قيصر مشاعرنا. كما أننا لسنا مسحورين بالتأريخ الإغريقي. عندما تنقلب تلك الشعوب ضد عدو أجنبي، فهذا شيء عظيم ورائع في الحقيقة، ولكن انقسام الدول، وحروبها الأزلية ضد بعضها البعض، حيث يحارب الإغريقي ضد الإغريقي، فهذا لا يطاق. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ تاريخ عصرنا عظيم وهام جداً، ومعارك ليبسيك وواترلو على ذات القدر من الأهمية. لقد صارت معركة ماراثون وما يشابهها في خسوف تدريجي، كما إنَّ أبطالنا الفرديين ليسوا أقل شأناً من نظرائهم؛ المارشالات الفرنسيين، فون بلوجر، ولينغتون يقفون وجهاً لوجه مع جميع أبطال العصور القديمة. ثم تحدثنا عن الأدب الفرنسي المتأخر، والاهتمام اليومي المتزايد للفرنسيين بالأعمال الألمانية. قال غوته: "إنه لأمر جيد أنَّ الفرنسيين قاموا بدراسة وترجمة كُتابنا؛ ولأنهم محدودون فيما يتعلق بالشكل والدوافع، فإنَّ قدرتهم على النظر إلى الوسائل تكمن في شكلها الخارجي فقط. بينما نحاول نحن الألمان بلوغ لا شكلانية معينة؛ ولكن فيما يتعلق بالموضوع نحن متفوقون عليهم. الإنتاج المسرحي لــ"كوتزيبو" و"إيفلاند" شديد الغنى فيما يخص الدوافع، حيث يمكنهم أن يقطفوا منها لفترة طويلة قبل أن تُستنفد. أما فلسفتنا المثالية، فهي على وجه الخصوص تجد صدى لديهم؛ لأن كل مثل أعلى قابل للتوظيف في خدمة الأهداف الثورية. يمتلك الفرنسيون الإدراك والروح، ولكنهم لا يمتلكون الأساس المتين، ولا التقوى. ما يخدم هذه اللحظة، ما يخدم مصالحه، يبدو صائباً بالنسبة للرجل الفرنسي، لذلك يشيدون بنا، ليس من خلال الاعتراف بمزايانا، ولكن فقط عندنا يتمكنون من تقوية ما يهمهم باستخدام آرائنا. ثم تحدثنا عن أدبنا الألماني، والعقبات التي تقف في طريق بعض شعرائنا الشباب المتأخرين. حيث قال غوته: "الخطأ الغالب بين غالبية شعرائنا الشباب هو أنَّ الذاتية ليست ذات أهمية بالنسبة لهم، وبالتالي لا يستطيعون إيجاد مادة لهم في هذا الموضوع. وفي أحسن الأحوال، يجدون فيها مجرَّد أدوات، مشابهة لهم، تتطابق مع ذاتيتهم الخاصة؛ أما أخذ المادة من أجل قيمتها الخاصة، عندما تكون منفرة للذاتية، ولمجرد شعريتها، فهذا ما لم يخطر لهم. مع ذلك، وكما سبق وقلت، إن كانت لدينا شخصيات هامة، شُكلت من خلال دراسات ومواقف حياتية عظيمة، فلربما سار الأمر معنا جيداً، على الأقل بقدر ما أولى شعراؤنا الغنائيون الشباب الاهتمام بالأمر. الجمعة، ديسمبر، 1824 وصلني مؤخراً مقترح لكتابة ملاحظات شهرية حول آخر إصدرارت الأدب الألماني لدورية بريطانية، وبشروط مرضية جداً. ملتُ كثيراً لقبول الاقتراح، ولكن اعتقدت أنه من الجيد التحدث أولاً إلى غوته بخصوص الموضوع. ذهبتُ إليه هذا المساء. كانت الستائر مسدلة، وكان يجلس أمام الطاولة، حيث وضع العشاء أمامه، وأشعلت لمبتين، أنارتا وجهه وتمثالًا نصفيًا ضخمًا يقف أمامه على الطاولة، وكان ينظر إليه. سألني غوته مشيراً إلى التمثال، بعد أن حياني بطريقة ودودة، "لمن هذا التمثال"؟ الذي يبدو أنه شاعر، وإيطالي"، أجبته "إنه دانتي"، قال غوته، "إنه مصنوع بشكل جيد؛ برأس دقيق الصنع، ولكنه غير مرض تماماً. يبدو عجوزاً ومنحنياً إلى الأسفل، ونكدًا؛ ملامحه رخوة ومسحوبة إلى الأسفل، كما لو أنه جاء تواً من الجحيم. لدي ميدالية صُكَّت أثناء حياته، يبدو كل شيء فيها أفضل بكثير. قام بجلب الميدالية. "هل ترى مقدار القوة في الأنف والشفة العليا المتورمة، الطاقة التي في الذقن ومزجها الجيد مع عظام الخد؟ الجزء المتعلق بالعينين والجبهة مماثل للتمثال؛ بينما الباقي أضعف ويبدو عجوزاً. مع ذلك لم أجد خطأ في العمل الجديد، والذي في مجمله، له مزايا عظيمة، ويستحق الإشادة. ثم استفسر غوته عما كنت أفعله وأفكر بشأنه مؤخراً. أخبرته أنَّ مقترحًا قد وصلني بشأن الكتابة لدورية إنجليزية بشروط مرضية جداً، وهي ملاحظات شهرية حول آخر إصدارات النثر الألماني (belles lettres)، وأنني أميل لقبول الاقتراح. وجه غوته حتى هذا اللحظة كان يرتدي تعبيرات شديدة الود، لكنه غام بعد هذه الكلمات، واستطعتُ، مع كل حركة يقوم بها قراءة عدم موافقته على مشروعي. قال "أتمنى أن يتركك أصدقاؤك بسلام. لماذا يجب أن تتعب نفسك بالأشياء التي تكمن تماماً في منأى عن طريقك، وتكون مناقضة لنزعاتك الطبيعية؟ لدينا الذهب، الفضة والأوراق المالية، لكل منها قيمتها الخاصة، ولكن لتحقيق العدالة لكل منهما، يجب أن نفهم التبادل. وهكذا الأمر مع الأدب. أنت تفهم العملة المعدنية وليست الورقية: ستكون انتقاداتك غير عادلة بهذا الشأن، بل ومُضرَّة. إذا رغبت في أن تكون عادلًا، ومنح كل شيء مكانه الملائم، عليك في البدء الاطلاع على أدبنا الأوسط، وأن تعُمل عقلك لتدرسه بوسائل ليست بالتافهة. يجب أن تنظر إلى الوراء وترى ما اقترحه الأخوة شليجل وقاموا به، وبعدها عليك أن تقرأ لجميع مؤلفينا المتأخرين، فرانز هورن، هوفمان وكلاورين، حتى هذا لن يكفي. عليك أيضاً أن تتناول كل الصحف اليومية، "مورغنبلات" و"أبند زيتونغ"، من أجل ألا يهرب منك شيء، وبالتالي سوف تضيع أفضل أيامك وساعاتك. ثم جميع الكتب الجديدة، التي سوف تنتقدها بأي مستوى من العمق، لا يجب أن تتفحصها فقط، بل عليك أن تدرسها. كيف ستستمتع بذلك؟ وأخيراً، إن وجدت أنَّ ما هو سيئ هو سيئ، لا يجب عليك قول ذلك، في حال لم تكن ترغب في التعرُّض لخظر خوض حرب مع العالم. "لا؛ مثلما أخبرتك، قم برفض الإقتراح؛ فهو ليس ما قُدِّر لك. احترس من تبديد طاقاتك، واسْعَ للتركيز عليها. إذا امتلكتُ ناصية الحكمة في الثلاثين عاماً الماضية، لأنجزتُ شيئاً مختلفاً تماماً. كم من الوقت أضعت على ما كتبه شيللر، مثل "دي هورن" و"روزنامة الشعراء". والآن عندما أنظر إلى مراسلاتنا، أشعر بهذا الأمر بشكل شديد القسوة، ولا يمكننا التفكير دون أن يصيبني الغمّ بسبب تلك المشاريع التي جعلت العالم يسيئ إلينا، والتي كانت دون طائل بالنسبة إلينا. يعتقد الموهبون أنَّ بإستطاعتهم القيام بكل ما يقوم به الآخرون، بينما الأمر ليس على هذه الشاكلة، فسوف يضطرون إلى الأسف على نفقات الخمول هذه. ما هو أفضل ما يمكنك فعله لتجعل شعرك مجعداً لليلة واحدة؟ فقط أن تضع ورقة على شعرك، وفي اليوم التالي سيكون مسترسلًا مرة أخرى. "النقطة المهمة هي أن تصنع ذخيرة لا تستنفذ، وهذا ما ستحصل عليه بدراسة اللغة الإنجليزية والأدب، والتي سبق أن بدأتها. حافظ عليها، واستمر في الاستفادة من المزايا التي أمتلكتها بمعرفة الشبان الإنجليز. لقد درست اللغات القديمة قليلاً أثناء شبابك؛ من ثم، اسْعَ إلى معقل الأدب الخاص بأمة تملك قدرة كبيرة مثل الإنجليز. بجانب ذلك، وفوق كل شيء فإنَّ أدبنا الخاص هو من نسلهم، من أين لنا برواياتنا، تراجيديتنا، سوى من غولدسميث، وفيلدينغ وشكسبير؟ أين ستجد ثلاثة أبطال أدبيين يمكن وضعهم في مستوى واحد مع اللورد بايرون، ومور، ووالتر سكوت؟. مرة أخرى، وطّد نفسك في الإنجليزية، إحشد طاقاتك من أجل ما هو جيد، وتخلَّ عن كل ما لا يجلب لك نتيجة ذات أهمية، ولا يلائمك. ابتهجتُ لجعلي غوته يتحدث، كنتُ راضيا تمام الرضا الذهني، وعزمتُ على الامتثال لنصيحته، بكل احترام. أعلن عن مجيئ المستشار فون مولر وجلس معنا. تحولت المحادثة مرة أخرى إلى تمثال دانتي الذي يقف أمامنا، عن حياته وأعماله، وبشكل خاص عن غموض هذا المؤلف، وعن كيف لم يقيض لمواطنيه فهمه، بحيث يكون مستحيلاً على الأجنبي اختراق ظلمة كهذه. التفت غوته ناحيتي، وبمظهر ودي وقال لي "بموجب هذا، يُمنع عليك دراسة هذا الشاعر من قبل أباك كاهن الاعتراف". يرى غوته أنَّ القافية شديدة الصعوبة هي السبب في غموضه. أما بالنسبة لبقية أعماله، فقد تحدث عن دانتي بتقديس بالغ، وقد لاحظتُ أنه غير راضٍ عن كلمة الموهبة وأسماها الطبيعة، كأنه يرغب في التعبير عن شيء أكثر شمولاً، وأكثر اكتمالاً من الإدراك المُسبق، أيْ عن بصيرة أعمق، ومدى أرحب. الخميس، 9 ديسمبر، 1984 هذا المساء ذهبتُ لرؤية غوته. رفع يده بودّ ورحَّب بي وأثنى على قصيدتي"Schellhom's Jubilee". أخبرته أنني راسلت انجلترا لرفض الاقتراح. "اشكر السماء، أنت الآن حرّ وفي سلام مرة أخرى. دعني أحذرك من شيء آخر. سيأتي المولفون الموسيقيون ويطالبونك بكتابة أوبرا، لكن عليك أن تكون حازماً وترفض الطلب، فهذ عمل لن يقود إلى شيء سوى إضاعة الوقت. ثم أخبرني أنه أرسل إعلان عرض مسرحية "باريا" إلى مؤلفها، المتواجد حالياً في "بون"، حتى يعلم الشاعر أنَّ عمله عُرض هنا. الحياة قصيرة، لذا يجب أن نفعل أشياء جيدة من أجل بعضنا". كانت صحف "برلين" موضوعة أمامه، وأخبرني عن حادثة فيضان بطسبيرغ الكبير، وناولني الصفحة لقراءتها، ثم تحدث عن وضع بطسبيرغ السيئ، ضاحكًا باستحسان على تعبير روسو القائل أن "ليس بإمكاننا كبح زلزال ببناء مدينة على مقربة من جبل مشتعل". "تعمل الطبيعة بطريقتها الخاصة"، قال غوته، "وكل ما يبدو لنا عرضياً هو في الحقيقة يعمل وفقاً لنظام". ثم تحدثنا عن العواصف العظيمة التي ضربت السواحل، وعن انفجارات الطبيعة العنيفة التي جاء ذكرها في الصحف، ثم سألت غوته عما إذا كان من المعروف أسباب ارتباط هذه الأشياء. "لا أحد يعلم"، أجاب، "نادراً ما تعترينا الشكوك بخصوص تلك الألغاز، وأقل من ذلك هو قيامنا بالتحدث عنها". أعلن عن وصول كودراي وبروفيسور ريمر. انضم إلينا كلاهما، ونوقشت مرة أخرى مسألة فيضان بطسبيرغ. قام م. كودراي برسم خريطة لتلك المدينة، وعرض لنا حالة نيفا وبقية أجزاء المنطقة. ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات مع غوته | الجزء الخامس الأحد، 2 مايو، 1824 وبَّخني غوته لعدم قيامي بزيارة بعض العائلات المرموقة. "ربما فاتتك هناك، خلال فصل الشتاء، العديد من الأمسيات المبهجة،....
اقرأ المزيد ... محادثات مع غوته | الجزء الخامس الأحد، 2 مايو، 1824 وبَّخني غوته لعدم قيامي بزيارة بعض العائلات المرموقة. "ربما فاتتك هناك، خلال فصل الشتاء، العديد من الأمسيات المبهجة، والتقاء ومعرفة العديد من الغرباء المثيرين للاهتمام؛ جميع النعم الضائعة تعود أسبابها إلى النزوات". "مع مزاجي المثير المتقلب"، قلتُ، "وميلي للتعاطف الواسع مع الآخرين، لا شيء يمكن أن يكون أكثر عبئًا وأذىً بالنسبة لي من الإفراط في انطباعات جديدة، فأنا لستُ ملائمًا للمجتمع العام، سواءً من خلال ثقافتي أو عادتي. كان وضعي في الأيام السابقة من هذا القبيل، أشعرُ وكأنني لم أكن حيَّا حتى تقرَّبتُ منك. كل الأشياء جديدة بالنسبة لي. كلُّ مساء في المسرح، كلُّ محادثة معك، تخلق حدثًا فريدًا في وجودي. جميع الأشياء التي تكون حياديّة تمامًا لأشخاص ذوي ثقافة وعادات مختلفة، تخلق انطباعًا عميقًا داخلي، وبقدر عظمة رغبتي في تثقيف نفسي، يستولى ذهني على كلّ شيء عبر طاقةٍ معينة، ويستمدُّ منها قدر الإمكان ما يستطيع من تغذية. ضمن هذه الحالة العقلية، أخذتُ نصيبي الكافي خلال هذا الشتاء، في المسرح وخلال تواصلي معك؛ ولن أكون قادرًا على منح نفسي للمزيد من الارتباطات والالتزامات، دون تعريض ذهني للإرباك". "رفيقٌ غريبٌ أنت"، قال غوته ضاحكًا. ''حسنًا، سأتركك تفعل ما يحلو لك؛ سأدعك لأسلوبك الخاص". "ثم"، واصلتُ، "عادة ما أحملُ معي أينما ذهبتُ ما أحبُّ وأكره، وحاجة ما لأن أحبُّ وأن أكونُ محبوبًا؛ أسعى إلى طبائع تنسجم مع طبيعتي، وأودُّ أن أمنح نفسي لهؤلاء الناس، وألًا تكون لديَّ علاقة بالطبائع الأخرى". "اتجاهك الطبيعي هذا"، أجاب غوته، "هو في الواقع ليس من النوع الاجتماعي، ولكن فيمَ سيكون استخدام الثقافة، إذا لم نحاول السيطرة على الاتجاهات الطبيعية لدينا. من شدة الحمق أن نأمل في انسجام الرجال الآخرين معنا؛ لم أتمنَّ ذلك أبدًا. دائمًا ما اعتبرتُ كلّ رجلٍ بمثابة فرد مستقل، وسعيتُ إلى دراسته، وفهمه بجميع خصوصياته، ولكنّي لم أرغب في كثير تعاطفٍ منه. مكَّنتني هذه الطريقة من التحاور مع كلّ رجل، وبالتالي وحدها هي ما تنتج معرفة عن شخصيات متنوعة، والبراعة اللازمة لطرق باب الحياة. ولأنه في صراع مع الطبائع المتعارضة مع خصيصته، وجب على الرجل أن يستجمع قواه للقتال في جبهته الخاصة، وهكذا يتم طرح جميع جوانبنا المختلفة وتطويرها، حتى يتسنى لنا أن نشعر بأنفسنا متناغمين مع جميع أعدائنا. عليك القيام بأمر مماثل؛ لديك قدرة على القيام بذلك أكثر مما تتخيّل؛ في الواقع، يجب عليك استغلال جميع الأحداث للانغماس في العالم الأكبر، سواء رغبتَ في ذلك أم لم ترغب". أصغيتُ باهتمام كبير لهذه الكلمات الطيبة الكريمة، وعزمتُ على التصرُّف وفقًا لها قدر الإمكان. نحو المساء، دعاني غوته للقيام بنزهة معه. يقع طريقنا فوق تلال فايمار العليا، وخلالها شاهدنا الحديقة في الاتجاه الغربي. كانت الأشجار مزهرة، وأغصان أشجار البتولا مكتملة الأوراق، والمروج كأنها سجادة خضراء، تسكب الشمس عليها ذهب الأصيل. تابعنا بأبصارنا مجموعات رائعة ومختلفة الألوان، ولم نتمكن من مشاهدة ما يكفي. اتفقنا على الإشارة إلى أنه لا ينبغي رسم الأشجار المليئة بالأزهار البيضاء، لأنها لا تعطي صورة، فقط مثلما أنَّ أشجار البتولا بأوراقها غير صالحة لمقدمة اللوحة، لأنَّ ورقة الشجرة الحساسة لا تتوازن كفاية مع الجذع الأبيض؛ لا توجد كتل كبيرة تحمل تأثيرات قوية لمزيج الضوء والظل. قال غوته: "لم يسبق لرويسدايل أن أدخل جذوع البتولا بأوراقها في مقدمة اللوحة، فقط جذوع بتولا مقطوعة خالية من الأوراق، فهذا الجذع مناسب تمامًا لمقدمة اللوحة، حيث يأتي شكلها المشرق بأقوى التأثيرات". بعد تداولنا لبعض الأحاديث الطفيفة حول مواضيع أخرى، جئنا لللحديث عن خطأ أولئك الفنانين الذين يخلقون فنَّاً دينيَاً، ويرون بضرورة جعل الفن دينًا. قال غوته: "علاقة الفنّ مع الدين تشبه علاقته مع شئون الحياة العليا، تنظر له فقط على أنه مادة، مع ادعاءات مماثلة لتلك التي يخلقها مع مادة حيوية أخرى. الإيمان والرغبة في الإيمان ليست الأعضاء التي يجب ضمنها فهم العمل الفنّي، بل على النقيض من ذلك، فإنَّ قوى وقدرات بشرية ذات طابع مختلف تمامًا مطلوبة. يجب أن يتعاطى الفنّ مع الأعضاء التي تمكننا من إدراكه، وإلا سيفقد تأثيره. قد تكون المادة الدينية موضوعًا جيّدا للفنّ، ولكن فقط من حيث احتوائها مصلحة إنسانية عامة. بهذا تُشكل العذراء مع الطفل موضوعًا ممتازًا، ويمكن معالجتها مائة مرة، بحيث تنظر إليها وتكرر النظر دائمًا بكل سرور". في غضون ذلك، كنا تجولنا داخل غابة ويبيشت، ودرنا حول قصر تيفورت لنعود إلى طريق فايمار، حيث شاهدنا مغيب الشمس. استغرق غوته في التفكير لبرهة من الزمن. ثم قال لي، مستعيرًا عبارة أحد القدماء- "لا تزال الشمس نفسها مستمرة رغم احتراقها". "في عمر الخامسة والسبعين"، واصل غوته غارقًا في البهجة، "لا بد لنا في بعض الأحيان من التفكير في الموت. ولكن هذا الفكر لم يكن أبدًا جالبًا للقلق، لأنني على قناعة تامة بأنَّ أرواحنا هي كائنات من طبيعة غير قابلة للتدمير الكامل، وأنَّ نشاطها يستمر من الأبديّة إلى الأبديّة، مثلما هو الحال مع الشمس، التي يبدو أنها تغرب فقط لعيوننا الدنيوية، بينما، في واقع الأمر، هي لا تغرب أبدًا، بل تضيء دونما توقف". في أثناء ذلك، كانت الشمس قد غرقت وراء إترسبرغ، فشعرنا بقشعريرة المساء في الغابة، وغذينا الخُطى نحو فايمار، ومن ثمّ منزل غوته. حثّني غوته على الدخول معه لفترة من الوقت، فاستجبتُ لذلك. كان في مزاج ساحر ولطيف للغاية. تحدث كثيرًا عن نظريته الخاصة بالألوان، وعن خصومه المتعنتين؛ مشيرًا إلى يقينه من أنه قد أضاف شيئًا لهذا العلم. "من أجل خلق تأثير في العالم"، قال، "هناك شرطان أساسيان، وهما امتلاك قدرة جيدة وميراث كبير. ورث نابليون الثورة الفرنسية؛ فريدريك الكبير الحرب السيليزية؛ لوثر جهالة الباباوات؛ وأنا أخطاء نظرية نيوتن. ليس لدى الجيل الحالي تصور عمّا أنجزته في هذه المسألة، ولكن الأجيال القادمة سوف تُسلّم بأنني لم أقع بأي حال من الحوال ضمن ميراث سيىء!". بعث لي غوته صباح اليوم حزمة من الأوراق تتعلق بالمسرح، وجدت بينها ملاحظات منفصلة، تحتوي على قواعد ودراسات أجراها مع وولف وغرونر لتأهيلهم حتى يصيرا ممثلين جيدين. وجدتُ هذه التفاصيل مهمة ومفيدة للغاية للممثلين الشباب، وبالتالي اقترحتُ جمعها معًا، وأن نخلق منها نوعًا من مبادىء للتعليم المسرحي. وافق غوته، واستفضنا في مناقشة الأمر. أتاح لنا ذلك الفرصة للتحدث عن بعض الممثلين البارزين الذين تشكلوا ضمن مدرسته؛ واغتنمتُ الفرصة لطرح بعض الأسئلة حول السيدة هيجندورف؛ فقال غوته: "قد أكون أثَّرتُ عليها، لكنها لم تكن تلميذتي لو شئنا الدقة. فقد وُلِدتْ، إذا جاز القول، من أجل التمثيل، وكانت بلا جدال، مستعدة، وحاذقة في كل شيء مثل بطة في سطح الماء. لم تكن بحاجة إلى تعليماتي، بل فعلت الصواب بشكل غريزي، وربما دون أن تعرف ذلك". ثم تحدثنا عن السنوات العديدة التي قضاها مشرفًا على المسرح، وبالتالي الوقت الكبير الذي فقده للعمل في الإنتاج الأدبي. "نعم"، قال: "ربما فوّتُ كتابة العديد من الأشياء الجيد، ولكن، عندما أفكر مليّا في الأمر، لا أجدني آسف على ذلك. لقد اعتبرتُ دائمًا أنّ كلّ ما فعلتُه هو مجرد شيء رمزي؛ وفي الواقع، لا يهمني ما إذا كنتُ قد صنعتُ قدورًا أو أطباقًا". الأربعاء 5 مايو 1824. بسعادة تامة، شغلت الورقات التي تحتوي على الدراسات التي استمر غوته في تقديمها للممثلين وولف وغرونر أيامي القليلة الماضية. وقد نجحتُ في أن أعطي هذه الإخطارات المنفصلة أسلوبًا ما، بحيث نشأ منها ما يمكن اعتباره بداية لمبادىء توجيهية للممثلين. خلال هذا اليوم تحدثتُ مع غوته عن هذا العمل، وخضنا في تنويعة من الموضوعات بالتفصيل. بدا لنا أنَّ الملاحظات المتعلقة بالنطق، بغضّ النظر عن النبرات الإقليمية، ذات أهمية خاصة. "من خلال ممارستي الطويلة"، قال غوته، "أصبحت لديَّ معرفة بالمبتدئين القادمين من جميع أنحاء ألمانيا. مثلًا، طريقة نطق الألمانية الشمالية لا ينقصها الكثير، فهي نقيّة، بل يمكن اعتبارها، في كثير من النواحي، كنموذج. وعلى العكس من ذلك، كثيرًا ما كان لديّ الكثير من المتاعب مع السويبين المحليين (Suabians)، النمساويين، والساكسونيين. كذلك مع مواطني بلدتنا الحبيبة، فايمار، فقد طرحوا أمامي الكثير للقيام به. وسط هؤلاء نشأت أكثر الأخطاء سخافة؛ لأنهم لا يُجبرون في المدارس هنا على التمييز، من خلال نطق واضح، بين (b) و(p)، أو (d) و(t). نادرًا ما يعتقد المرء أنَّ (b)، (p)، (d)، و(t) هي أربعة أحرف مختلفة؛ ولأنهم لا يتكلمون إلا على حرف (b) اللينة والقوية، و(d) القوية واللينة، بالتالي يبدو ضمنيًا أنَّ رباطًا حميمًا بين (p) و(t) غير موجود. مع هؤلاء الناس، تُنطق (Pein = ألم) مثل (Bein = ساق)، (Pas = طريق) مثل (Bass = جهير)، و(Teckel، لفظة إقليمية تعني جُحر) مثل (Deckel = غطاء)". قلتُ: "قام ممثل من هذه المدينة مؤخرًا، لم يميّز بشكل صحيح بين (t) و(d)، بارتكاب خطأ من هذا النوع، بدا لافتًا للغاية. وذلك أثناء تأديته دور عاشق مذنب بُجرم خيانة صغير؛ وعندما قذعته الشابة الغاضبة بشتى ألوان التوبيخ العنيف، نفذ صبره، وكان عليه أن يصرخ كُفّي عن هذا! (!O ende)؛ ولكنه لم يكن قادرًا على التمييز بين (T) و(D)، فهتف، يا بطة (!O ente) الشيء الذي أثار ضحك الجمهور". "هذه واقعة شديدة الغرابة"، قال غوته، "وسيكون من الجيّد ذكرها في ’مبادىء التعليم المسرحي‘". "في الآونة الأخيرة، أخطأت مغنيّة شابة، من هذه المدينة أيضًا"، واصلتُ في حديثي، "لم تستطع التمييز بين (t) و(d)، وبدل أن تقول، أنتظرُ منك مُبادرة (Ich will dich den Eingeweihten übergehen)؛ حيث نطقت (t) كأنها (d)، بدا كما لو أنها قالت، أنتظرُ منك إمعاء (Ich will dich den Eingeweiden übergeben). تابعتُ، "أيضًا، أحد الممثلين من هذه المدينة، الذي لعب دور خادم، أراد أن يقول لشخص غريب، سيدي ليس في المنزل، لديه مهام في المجلس (Mein Herr ist nicht zu Haus, er sitzt im Rathe)؛ ولكن بما أنه لم يتمكن من التمييز بين (t) (d)، بدا وكأنه قال: سيدي ليس في المنزل، فهو يجلس على عجلة (Mein Herr ist nicht zu Hausy er sitzt im Rade)". "ليست هذه بالحوادث السيئة"، قال غوته، "وسوف نسجلها. وهكذا، إذا أراد من لا يستطيع التمييز بين (p) و(b) الصياح أمرًا، اعتقله (Packe ihn an)، ولكنه، بدلًا من هذا، هتف، ابقِ عليه (Backe ihn an)، فسيكون موقفًا شديد الضحك. "بطريقة مماثلة"، قال غوته، "كثيرًا ما يتم نطق (ü) مثل (t)، الأمر الذي كان سببًا في وجود أخطاء فاضحة غير قليلة. كثيرًا ما سمعتُ من يقول، مقيم في صندق (Kistenbewohner)، بدلًا عن مُقيم في الساحل (Küstenbewohner)؛ وبدلًا عن لوحة على باب (Thürstück)، يقول صورة حيوانية (Thierstück)؛ وحافز (Triebe) بدلًا عن قاتم (Trübe)، وأنت تفقد (Ihr misst)، في مكان يجب عليك (Ihr müsst)؛ ومع ذلك، ليس دون ضحكة عميقة". "قابلتُني في الآونة الأخيرة في المسرح"، قلتُ، "حالة مُضحكة جدًا من هذا النوع، وذلك عندما تضطر سيدة، واقعة في موقف عصيب، لأن تتبع رجلًا لم يسبق لها أن رأته من قبل، وبدل مُخاطبته قائلة، لا أعرفك، ولكنني أضع كامل ثقتي في نبل محياك (Ich kenne Dich zwar nicht y aber ich setze mein ganzes Vertrauen in den Edelmuth Deiner Züge)؛ ولأنها تنطق (ü) مثل (t)، تقول: لا أعرفك، ولكنني أضع كامل ثقتي في نبل ماعزتك (Ich kenne Dich zwar nichts aber ich setze mein ganzes Vertrauen in den Edelmuth Deiner Ziege)، ما تسبَّب في ضحك شديد". "ليست هذه بالنوادر السيئة"، ردّ غوته، "وسوف نعمل على تدوينها أيضًا. واستمر في حديثه "في كثير من الأحيان نجد حيرة مماثلة في استخدام (g) و(k)، بحيث تُستخدم (k) في مكان (g)، و(g) في مكان (k)، وربما يرجع ذلك لعدم اليقين مما إذا كان ينبغي أن يكون صوت الحرف قويّا أو لينًا، وهو ناتج عن فقه لغوي شديد الرواج هنا. فربما سمعتَ في كثير من الأحيان، أو سوف تسمع، في وقت ما في المستقبل، في مسرحنا: بيت من ورق (Kartenhaus) بدلًا من منزل صيفي (Gartenhaus)، وصندوق (Kasse) بدلًا من ممر (Gasse)، واختيار (Klauben) بدلًا من إيمان (Glauben)، ويطوي (bekränzen) بدلًا من يلزم (begrenzen)، وفنّ (Kunst) بدلًا من نعمة (Gunst)". "لقد سمعتُ بالفعل شيئًا مماثلا"، قلتُ بدوري. "حيث كان على ممثِّل من هذه البلدة أن يقول: لقد مسّ حُزنك شغاف قلبي، (Dein Gram geht mir zu Herzen)، لكنه نطق حرف (g) مثل (K)، فقال بصوت واضح، لقد لمست بضائعك قلبي، (Dein Kram geht mir zu Herzen)". ''فوق ذلك"، أجاب غوته، "نسمع مثل هذا الاستبدال بين (g) و(k)، ليس فقط وسط الممثلين، ولكن حتى بين اللاهوتيين من أصحاب العلم. شخصيًا واجهتني حادثة من هذا القبيل. سوف أرويها لك. "قبل حوالي خمس سنوات، أثناء قضائي بعض الوقت في يينا، تقدّم نحوي طالب لاهوت في إحدى الصباحات بينما أقوم بغرس شجرة تنّوب، وبعد أن تحدث معي بشكل متناغم لبعض الوقت، طلب منّي وهو يهمُّ الذهاب طلبًا من نوع غريب للغاية. فقد توسّل لي بالسماح له بالتبشير في مقرِّي يوم الأحد القادم، فاكتشفتُ على الفور مآلات القصة، وأنَّ الشاب الطافح بالأمل كان واحدًا من أولئك الذين يخلطون حرفي (g) و(k). لذلك أجبتُه بطريقة وديّة، إنني لا أستطيع مساعدته شخصيًا في هذه المسألة، ولكنه سيكون على يقين من تحقيق هدفه، إذا كان جيّدا في تقديم طلبه لرئيس الشماسة كوته. الخميس 6 مايو 1824. عندما جئتُ إلى فايمار، في الصيف الماضي، لم أكن، مثلما قلت، عازمًا على البقاء هنا، فقد أردتُ فقط بناء علاقة معرفة شخصية مع غوته، ومن ثم زيارة منطقة الراين، حيث كنتُ أنوي العيش لبعض الوقت في مكان ملائم. ومع ذلك، تم اعتقالي في فايمار من قبل لطف غوته الاستثنائي، وأصبحت علاقتي معه عملية أكثر فأكثر، لأنه جذبني أكثر فأكثر لمصالحه الخاصة، وأعطاني عملًا شديد الأهمية للقيام به، وهو إعداد الطبعة الكاملة لأعماله. وهكذا، قمتُ خلال الشتاء الماضي، بجمع عدة أقسام من (ترويض زينيا) من مجموعة تضم أكثر الأوراق خلطًا، ونسقتُ مجموعة من القصائد الجديدة، و(مبادىء التعليم المسرحي)، والخطوط العريضة لأطروحة حول "الهواة" في مُختلف الفنون. ومع ذلك، لم أنسَ تصميمي لرؤية منطقة الراين. بل إنَّ غوته نفسه، قدّم لي النصح لتخصيص بضعة أشهر من هذا الصيف لزيارة لتلك المنطقة، حتى لا أحمل داخلي لسعة من رغبة غير مُشبعة. بيد أنه أكد لي رغبته في أن أعود إلى فايمار. وأشار إلى أنه ليس من الجيّد كسر الروابط التي تشكَّلت بشق الأنفس، وأنَّ كلّ مَن يملك قيمة في الحياة يجب أن يملك استمرارية. وفي الوقت نفسه، أسرّ لي بوضوح أنه قد اختارني وريمر، ليس فقط لمساعدته في إعداد طبعة جديدة وكاملة من أعماله، ولكن لأخذ المسؤولية الكاملة بخصوصها في حال توجّب عليه فجأة تلبية المُنادي، وهو ما قد يحدث بطبيعة الحال في هذه السن المتقدمة. أراني في هذا الصباح حزمة ضخمة من الرسائل، كانت موضوعة في ما يُطلق عليه غرفة المهملات. ''هذه هي جميع الرسائل التي تلقيتُها منذ عام 1780، من الرجال الأكثر تميزا في بلدنا". قال غوته، "يكمن ضمن هذه المجموعة كنزٌ غنيّ من الأفكار، والتي سوف يكون من واجبك في قادم الوقت نقلها إلى الجمهور. أملك الآن صندوقًا، سأضع فيه هذه الرسائل مع بقية بعض آثاري الأدبية. أتمنى منك، قبل أن تبدأ رحلتك، العمل على ترتيبها في نظام، كي أشعر بالأمان بخصوصها، ولا أكلف نفسي كثير عناء حولها". ثم أخبرني أنه يعتزم زيارة مارينباد خلال هذا الصيف، لكنه لم يكن ينوي الذهاب حتى نهاية يوليو/ تموز، لأسباب منحني ثقة معرفتها. وأعرب عن رغبته في أن أعود قبل مغادرته، حتى يستطيع تبادل الحديث معي. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد بضعة أسابيع، قمتُ بزيارة أصدقائي في هانوفر، ثم توقفتُ خلال شهري يونيو ويوليو في منطقة الراين، حيث، وخاصة في فرانكفورت، هايدلبرغ، وبون، خلقتُ الكثير من المعارف القيّمة بين أصدقاء غوته. ملحوظة: (رغم وجود هذا التصريح القصير ضمن محادثة السادس من مايو في المجلد الأول، سيقرأ بوضوح بعد يوم 26 مايو (ص 173 في النسخة الإنجليزية)، والتي تم أخذها من المجلد الذي يضم الملحق التكميلي) الثلاثاء، 18 مايو 1824. هذا المساء ذهبتُ إلى منزل غوته صُحبة ريمر. حدثنا غوته عن قصيدة إنجليزية، كانت الجيولوجيا موضوعها المحوري. وفي اللحظة، قرأ لنا ترجمة مرتجلة لها، تضمُّ الكثير من الروح والخيال، والفكاهة الجيّدة، بحيث انتصب كل موضوع فردي أمامنا، ممتلئًا بالحياة، كما لو كان من ابتداعه الخاص في اللحظة الراهنة. نشاهد بطل القصيدة. الملك فحم، في قاعته الرائعة بين الجمهور، جالسًا على عرشه، وعلى جانبه زوجته معدن البيريت (الذهب الكاذب)، في انتظار نبلاء المملكة. الذين دخلوا وفقًا لرتبتهم، وظهروا واحدًا تلو الآخر أمام الملك، يتقدمهم الدوق جرانيت، والماركيز صخر الأدواز، والكونتيسة رخام بلوري، وهلم جرا، الذين كانوا جميعًا موسومين بلقب نبيل ونكتة. تبعهم السير لورينزو الطباشيري، وهو رجل صاحب ممتلكات كبيرة، ويحظى بتقدير جيد لدى المحكمة. اعتذر إنابة عن الدته، السيدة رخام، بسبب أنها تقطن في مكان بعيد نوعا ما. وهي سيدة مصقولة جدًا ومتميزة. سبب عدم مثولها أمام المحكمة، في هذه المناسبة، هو أنها تشارك في مؤامرة مع كانوفا (اسم لنحات إيطالي اشتهر باستخدام الرخام)، الذي يحب مغازلتها. أما توفا، فيبدو ثملًا، مع شعره الذي تزينه السحالي والأسماك. هانز الطيني ويعقوب الصلصالي يظهران في النهاية؛ والأخير هو المفضل من قبل الملكة، لأنه وعدها بمجموعة من الأصداف. وهكذا تستمر القصيدة لفترة طويلة في لهجة شديدة البهجة، ولكن، منعتني دقة التفاصيل من ملاحظة التقدم المُطرد للقصة. "مثل هذه القصيدة"، قال غوته، "مقصود بها مباشرة تسلية الناس في العالم؛ في الوقت الذي تنشر فيه مقدار من المعلومات المفيدة، التي لا يجب لأحد أن يحيا دونها تمامًا. وبالتالي نجد حماسًا متقدًا لتذوق العلم في أوساط الدوائر العليا. لا يعرف أحد مقدار الخير الذي قد ينتج في نهاية المطاف عن مثل هذا المُزاح المُسلِّي بخصوص الأمور الواقعية. يمكن أن يدفع العديد من الأشخاص الأذكياء نحو إجراء ملاحظات بأنفسهم، كُلّ في نطاقه المباشر. وغالبًا ما تكون هذه الملاحظات الفردية، المستمدة من الموضوعات الطبيعية التي نحن على اتصال معها أكثر قيمة كلما قل انتماء صاحب الملاحظة مهنيًا إلى قسم معين من العلوم". بالتالي، يبدو انك تُحذر"، قلتُ بدوري، "أنه كلما زادت معرفة المرء، قلَّت قدرته على الملاحظة". "بالتأكيد"، قال غوته، "وذلك عندما تترافق المعرفة التي يتم تمريرها عبر الأجيال جنبًا إلى جنب مع الأخطاء، فبمجرد انتماء المرء إلى عقيدة علمية ضيقة، يضيع كل تصوّر غير متحيّز وصائب، بحيث يرى الفولكاني (اعتقاد ساد في القرن الثامن عشر بأنّ الصخور تشكلت في النار. كانت بمثابة النظرية المنافسة للنيبتونية- المُترجم) دائمًا من خلال نظارات فولكانية، وكلّ نبتوني (الاعتقاد بأنّ الصخور نتجت عن البلورات المعدنية الموجودة في محيطات الأرض القديمة- المُترجم)، وكل أستاذ يتبنى نظرية السمو الأحدث، من خلال منظوره. وبالتالي، يكون التأمل في العالم، مع كل هؤلاء المنظَّرين المحصورين ضمن ميل ما، قد فقد براءته، ولم تعد الأشياء تبدو في نقائها الطبيعي. لذا، عندما يقدم هؤلاء الرجال المتعلمون تقريرًا عن ملاحظاتهم، وعلى الرغم من حبهم للحقيقة كأفراد، لن نتحصل على الحقيقة الفعلية في ما يتعلق بالأشياء نفسها، بل نتلقى دائمًا هذه الأشياء مع خليط ذاتي متين. "ومع ذلك، لستُ مُعتصمًا بفكرة أنَّ المعرفة الصحيحة غير المتحيزة هي عقبة أمام المراقبة، فأنا أكثر ميلًا لدعم الحقيقة القديمة، وهي أننا، إذا صغنا الموضوع بوضوح، فلدينا فقط عيون وآذان بسبب ما نعرفه. فالموسيقي المُحترف يسمع، في الأداء الأوركسترالي، كلّ أداة وكلّ نغمة في فرديتها، في حين يلتفُّ الشخص غير الملوث بالفنّ في تأثير هائل للكُلّ. بحيث يرى الرجل، الذي حصر عزمه على المتعة فقط، في المرج الأخضر أو المُزهر مجرد سهل ساحر، في حين تكتشف عينُ عالم النبات، تفاصيلَ لا نهائية من النباتات والأعشاب الأكثر تنوعًا". "لا يزال لكل شيء تدبيره وهدفه، وكما ورد في مسرحيتي (غوتس فون بيرلشينغن)، أنَّ الابن لا بتعرف على والده من خلال المعرفة المحضة، لذلك يحدث أن نجد في العلم أناسًا لا يستطيعون الرؤية أو السماع من خلال المعرفة والفرضية المُطلقة، بحيث يمارس هؤلاء الناس على الفور عمليات استبطان؛ تجدهم مُنهمكين من قبل ما يدور داخل ذواتهم، ويشبهون ذلك الرجل الذي من شدة تملّكه بالهوى، يمرُّ بجانب أعز أصدقائه في الشارع دون رؤيته. تتطلب الطبيعة نقاءً ما للعقل لا يمكن أن يشوش أو يشغل باله أي شيء. فالخنفساء على الزهرة لا تفلت الثمرة؛ فقد كرّست كلّ حواسها لمصلحة واحدة بسيطة، ولن يشغلها أبدًا في اللحظة نفسها إعجاب بشيء رائع يمكن أن يحدث في تكوين السُحُبْ ليصرف نظرتها في هذا الاتجاه". قلتُ من جانبي، " هذا يعني أنَّ الطفل وشبيه الطفل سيكون عاملًا مساعدًا جيدًا في العلم". هتف غوته "أسال لله، أننا كلنا لسنا أكثر من مجرد عمّال مساعدين، لأنه لمجرد أننا سوف نكون أكثر من ذلك، ونحمل معنا جهازًا كبيرًا من الفلسفة والفرضيات، نفسد كل شيء". ثم جاء وقتٌ توقفت فيه المحادثة، حتى كسر ريمر الصمت بذكر خبر وفاة اللورد بايرون. حينها قدم غوته شرحًا باهرًا لكتاباته، مشحونًا بتقريظ رفيع وإمتنانًا ناصعًا. واصل حديثه، " ومع ذلك ورغم وفاة بايرون في شبابه، لم يتكبد الأدب خسارة أساسية، بأن عرقل مزيدًا من التوسيع. وبمعنى ما، لم يعد بإمكان بايرون المضي أبعد من ذلك، فقد بلغ قمة قوته الإبداعية، وكل ما قد يفعله في المستقبل، لن يكون قادرًا على توسيع حدود موهبته؛ فقد أنجز في قصيدته العصيّة على الفهم، (رؤية الحكم) قصارى ما كان قادرًا عليه من جهد". ثم تناول الحديث الشاعر الإيطالي توركواتو تاسو وشبهه باللورد بايرون، حينها لم يتمكن غوته من إخفاء تفوق الإنجليزي، في الروح، وفهم العالم، والقوة الإنتاجية. "ليس بمستطاع المرء"، استمر في الحديث، "مقارنة هذين الشاعرين ببعضهما البعض، دون أن يفسد أحدهما الآخر. بايرون هو الشعلة المحترقة التي تسحق خشب أرز لبنان المقدس إلى رماد. نعم، استطاعت القصيدة الملحمية الأيطالية العظيمة الحفاظ على شهرتها لقرون، ولكن بعد ذلك، مع بيت واحد من قصيدة ’دون خوان‘، يمكن للمرء أن يُسمِّم كل قصيدة ’الاستيلاء على القدس‘". الأربعاء، 26 مايو، 1814. في تاريخ هذا اليوم أخذتُ إجازة من غوته، من أجل زيارة أصدقائي في هانوفر، ومن ثم المضي قدمًا إلى منطقة الراين، وفقًا لخطتي التي جلستُ طويلًا أخطط لها. كان غوته حار الحنو، وأخذني بين ذراعيه. "عند وصولك هانوفر يجب عليك عدم تفويت فرصة الذهاب إلى ريهبرغ، ولقاء شارلوت كيستنر، صديقتي القديمة من فترة شبابي، وإبلاغها عاطر مودتي. في فرانكفورت، سأوصي عليك لأصدقائي آل ويليمر، والكونت راينهارت، وآل سكلوسر. ثم على حدّ سواء، في هايدلبرغ وبون، سوف تجد أصدقاء لي شديدي الإخلاص، سوف تلقى منهم ترحيبًا حارًا. أنوي مرة أخرى قضاء بعض الوقت في مارينباد هذا الصيف، ولكن لن أذهب لحين عودتك. كان فراق غوته شاقًا جدًا بالنسبة لي؛ على الرغم من أنني مضيتُ مع قناعة راسخة برؤيته مرة أخرى، آمنًا ومُعافى في غضون شهرين. ومع ذلك، شعرتُ بغاية السعادة في اليوم التالي عندما نقلتني المركبة نحو بيتي الحبيب في هانوفر، والذي نحوه تتوجه رغباتي الحارة باستمرار. الثلاثاء، 10 أغسطس، 1824. عدتُ من جولتي في منطقة الراين منذ أسبوع. وقد أعرب غوته عن بالغ فرحته عند وصولي. وأنا، من جهتي، كان من دواعي سروري أن أكون معه مرة أخرى. كان لديه الكثير لقوله لي. لدرجة أنني كنتُ شديد الانفعال في الأيام القليلة الأولى، بينما كان قليله هو. كان قد تخلى عن تصميمه الذهاب إلى مارينباد، ولم يعد ينوي السفر هذا الصيف. "الآن أنت هنا مرة أخرى"، قال، "سأستمتع بأغسطس بالغ اللطف إذن". قبل بضعة أيام، سلمني غوته البداية لما سيستمر حاملًا عنوان (من حياتي: الشعر والحقيقة؛ 1811-1833)، الذي كتبه على أوراق كوارتو، وبِسُمْك نادرًا ما تجاوز اتساع الأصبع. كان هناك قسمٌ قد اكتمل فعلًا، ولكن الجزء الأكبر يتكون من مجرد مؤشرات. ومع ذلك، كان مقسّمًا بالفعل إلى خمسة كتب، وقد رُتِّبت الأوراق التي تحتوي على الجزء المُخطط، بحيث مع قليل جهد، يتمكن المرء من استطلاع المضمون العام. بدا لي الجزء الذي تم الانتهاء منه ممتازًا جدًا، وكذلك كان محتوى الجزء قيد التخطيط يبدو ذا قيمة كبيرة، وقد أسفتُ جدا لرؤية العمل الذي يعدُ بالكثير من الإرشاد والاستمتاع ببلوغ هذا الطريق المسدود، وآليتُ على نفسي أن أقوم بكل جهد لحثّ غوته على مواصلة واستكمال ذلك في أقرب وقت ممكن. حمل البرنامج الكُلِّي للكتاب في طياته الكثير من طابع الرواية. الكياسة، والحنو، وعاطفة الحب المتقدة، المبتهجة في أولها، مثالية في تطورها، ومأساوية في نهايتها، من خلال نكران ضمني ولكنه متبادل، يجري من خلال أربعة كتب، يجمعها في كُلّ منتظم. الفترة من حياة غوته المنصوص عليها هنا؛ هي من طبيعة شديدة الرومانسية، أو على الأقل، ستصبح كذلك مثلما تم تطويرها في طابعها الرئيسي. لكنها تكتسب دلالة خاصة وأهمية من الظرف الذي باعتباره الحقبة السابقة لحياته في فايمار، كان حاسمًا لمجمل حياته. لذلك، لو كانت هناك فترة من حياة غوته تحوز على أهمية، وتثير الرغبة في الوصف التفصيلي، فلن تكون سوى هذه. لدفع غوته وإثارة حماسة جديدة فيه نحو هذا العمل، الذي انقطع عنه ولم يمسه منذ سنوات، لم أكتفِ بمجرد التحدث معه حول الموضوع، بل أرسلتُ له الملاحظات التالية، بحيث يرى في وقت واحد ما تمّ إنجازه وما يتعيّن العمل عليه وترتيبه. ملاحظة من المُترجم الإنجليزي: } تم نشر الكتب الخمسة الأخيرة من (من حياتي: الشعر والحقيقة؛ 1811-1833)، ضمن أعمال غوته الصادرة بعد وفاته، ولكن لم يُراعَ فيها التنظيم الذي اعتمده إكرمان{. الكتاب الأول. يمكن اعتبار هذا الكتاب مكتملًا، وذلك وفقًا لمقصده الأصلي، وهو يحتوي على نوع من الشرح، بقدر ما يُعبّر عن الرغبة في المشاركة في الشؤون الدنيوية، التي يتم تحقيقها في نهاية حقبة بأكملها، من خلال الدعوة إلى فايمار. ومع ذلك، ولكي يكون وثيق الصلة مع الكُلّ، أقترح أنَّ العلاقة مع ليلي، التي تُسرد عبر الكتب الأربعة التالية، يجب أن تبدأ في هذا الكتاب الأول، وتستمر بقدرٍ ما حتى الرحلة القصيرة إلى أوفنباخ. وهكذا، أيضًا، فإنَّ الأهمية والمساحة التي سيحوزها الكتاب، ستجنبك الزيادة الكبيرة لما سيؤول إليه الكتاب الثاني. الكتاب الثاني. ستكون الحياة المثالية في أوفنباخ مُفتتح هذا الكتاب الثاني، الذي سوف يسرد علاقة الحب السعيدة، إلى أن يبدأ في نهايته بإظهار شخصية شكوكية، جادّة، وحتى تراجيدية. إنَّ التأمل في المسائل الجادّة، التي يعد بها تخطيط الكتاب بالإشارة إلى ستيلينغ، مُصاغة بشكل جيد هنا، والكثير الذي يمكن أن يكون ذا قيمة توجيهيّة يبدو واضحًا من المخطوطة، التي تشير إليها ببضع كلمات بسيطة. ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi محادثات مع غوته | الجزء الرابعالثلاثاء، 27 يناير، 1824. تحدث جوته معي عن الاستمرار في كتابة مذكراته، التي تشغل وقته وجهده في الوقت الحالي. وأورد ملاحظة بخصوص أنَّ الفترة....
اقرأ المزيد ... محادثات مع غوته | الجزء الرابعالثلاثاء، 27 يناير، 1824. تحدث جوته معي عن الاستمرار في كتابة مذكراته، التي تشغل وقته وجهده في الوقت الحالي. وأورد ملاحظة بخصوص أنَّ الفترة الأخيرة من حياته لن تروي بمثل الدقة التي سرد فيها أزمنة الشباب في مذكراته التي جاءت بعنوان "من حياتي: الشعر والحقيقة". وقال: "عليّ مُعالجة هذه الفترة في وقت لاحق بصورة أكثر بأسلوب سجلات الأحداث: بحيث تظهر أفعالي نحو الخارج أكثر من حياتي الداخلية. إنَّ الجزء الأهم من حياة الفرد هو ذلك الخاص بتطوره الذاتي، وقد لخَّصتها في مجلدات مفصلة في "من حياتي: الشعر والحقيقة". بعدها يبدأ الصراع مع العالم، والتي تثير الاهتمام فقط في نتائجها. "ثم ما هي حياة المثقف الألماني؟ فما قد يكون جيداً بالفعل في حالتي لا يمكنني مشاركته، وما يمكن مُشاركته لا يستحق العناء. إلى جانب ذلك، أين يوجد المُستمعون الذين قد يشعر المرء معهم بالرضا؟ "عندما أعود إلى الفترات الأولى والوسطى من حياتي، والآن في سن الشيخوخة، أفكّر في عدد قليل من أولئك الذين قضوا معي الطفولة، ودائماً أفكّر في الإقامة الصيفية في أماكن الاستحمام. عند وصولك، يمكنك خلق تعارف وأصدقاء من أولئك الموجودين بالفعل في المكان منذ حين، والذين سيغادرون في غضون أسابيع قليلة. الخسارة مؤلمة. ثم تتحول إلى الجيل الثاني، الذي تعيش معه فترة جيدة، وتكون أكثر حميميّة. ولكن هذا الجيل يمضي أيضاً، ويتركنا وحيدين مع الجيل الثالث، الذي يأتي في اللحظة التي نقرر فيها الذهاب، والذي ليس لدينا أمرٌ ذو شأن يجمعنا معه. "لقد سبق أن كنتُ ممن يبتسم لهم الحظ، حيث لم أشك أو أجد خطأ ضمن مسار حياتي. ولكن في الحقيقة، لم يكن هناك سوى الكدح والرعاية، ويمكنني القول إنه خلال سنوات حياتي السبعين لم أملك شهراً من الراحة الحقيقية، لقد كانت حياتي مثل حجرٍ يتدحرج باستمرار، حيث كان عليّ دائماً النهوض من جديد. سوف أقدّمُ ملاحظات واضحة عما أقوله الآن في سجل أحداث حياتي الذي أقوم بتدوينه. فقد كانت الادعاءات المتعلقة بنشاطي، من الداخل أو الخارج، كثيرة جداً. "كانت سعادتي الحقيقية تكمن في تأمل الشعر وإنتاجه. ولكن كيف كانت ظروفي الخارجية تشوشه، وتحدّ منه، وتعيقه! لو تمكنتُ من الامتناع عن الحياة العامة، والعيش أكثر في العزلة، كنتُ بالضرورة سأكون أكثر سعادة، وكنتُ لأنجز كشاعر أكثر مما قمتُ به بكثير. ولكن، بعد فترة وجيزة من كتابة مسرحية "غوتس فون برليشنغن" ورواية "آلام فرتر"، تحقَّقتْ لي الحكمة القائلة- ’إذا فعلت أي شيء من أجل العالم، سوف تحذر بشدة من فعل ذلك لمرة ثانية‘. "إنَّ الشُهرة واسعة الانتشار، والمكانة السامية في الحياة، هي أشياء جيّدة، ولكن، بالنسبة لمكانتي الاجتماعية وشهرتي، ما زلتُ مضطراً إلى أن أكون صامتاً حيال رأيي في الآخرين، ولا يجوز لي القيام بإطلاق إساءة. لن يكون هذا سوى أمرٍ مُثبطٍ للهمم، إن كان يعني أنني لا أملك أفضلية تعلُّم أفكار الآخرين دون أن يكونوا قادرين على تعلُّم أفكاري". الأحد، 15 فبراير، 1824. هذا المساء دعاني غوته لممارسة المشي قبل تناول وجبة الغداء. وعندما دخلتُ الغرفة وجدتُه يتناول وجبة الإفطار: بدا سعيداً وفي حالة ممتازة. "لقد حظيتُ بزيارة ممتعة"، قال مبتهجاً. "قبل قليل كان معي شابٌ واعدٌ من ويستفاليا، اسمه ماير، يكتب قصائد تنبيء بآمال عالية، إذ حقّق تقدماً لا يُصدَّق وهو لا زال في سنّ الثامنة عشر. "سعيدٌ أنا"، واصل حديثه مبتسماً "، إذ لستُ في عمر الثامنة عشر الآن. عندما كنتُ في الثامنة عشرة، كانت ألمانيا في سن المراهقة أيضاً، وكان يمكنك القيام بإنجاز شيٍء ما. أما الآن، فقد يتطلب الأمر صفقة كبيرة، وفي الوقت نفسه يتم حظر كل سبيل. "ألمانيا نفسها تقف عالية جداً في كل جانب منها، حيث بشق الأنفس نملك قدرة دراسة كل ما أنجزته؛ والآن يجب أن نكون يونانيين ولاتينيين، وإنجليزًا وفرنسيين ضمن مساومة جامعة. ليس هذا فحسب، فلدى البعض ولع مجنون في الإشارة إلى الشرق أيضاً؛ وبالتأكيد هذا يكفي لإرباك عقل كًلّ شاب! "ومن باب المواساة، جعلتُه يرى تمثال رأس الألهة جونو الهائل، كعلامة على ضرورة تمسُّكه بالإغريق، والعثور على السلوى هناك. إنه شاب جيّد، وإذا استطاع الاعتناء ونجح في عدم تبديد طاقاته، فسيكون له شأن. ومع ذلك، كما قلتُ من قبل، أشكر السماء أنني لست يافعاً في هذا الزمن الذي بلغ اكتماله. لم أكن لاستطع البقاء هنا. وحتى في حال لجأت إلى أمريكا، فسأكون قد تأخرتُ كثيراً، إذ لا وجود لكثير من الضوء حتى هناك". الأحد، 22 فبراير، 1824. تناولتُ وجبة العشاء مع غوته وابنه. قصّ علينا هذا الأخير بعض القصص الشيِّقة عن الفترة التي قضاها طالباً في هايدلبرغ. حيث كان يقضي كثيرًا من أوقات إجازته مع أصدقائه في رحلة على طول نهر الراين، وسرد لنا على وجه الخصوص عن ذكرى عزيزة مع صاحب منزل، قضى في منزله وعشرة طلاب آخرين إحدى الليالي، حيث قدَّم لهم النبيذ مجاناً، فقط لمجرد أنه شاركهم بهجة حفل طلابي لتناول الكحول "commerz". بعد العشاء، عرض علينا غوته بعض الرسومات الملونة لمناظر إيطالية، وخاصة من شمال إيطاليا، مع الجبال السويسرية المجاورة، وبحيرة لاغو ماغيور. كانت الجزر البوروميانية تنعكس على صفحة الماء. وبالقرب من الشاطئ توجد قوارب وأدوات صيد الأسماك، مما دفع غوته إلى القول إنَّ هذه هي البحيرة المذكورة في روايته "سنوات تجوال فلهلم". في الشمال الغربي، ناحية مونتي روزا، وقفت التلال المتاخمة للبحيرة في شكل كتل كثيفة سوداء مع مسحة زرقاء خفيفة، مثلما نراها في الوقت الذي يتلو غروب الشمس مباشرة. أبديتُ رأيي، أنه بالنسبة لي، أنا الذي وُلِدتُ في السهول، فإنَّ المهابة الكالحة لهذه الكُتَل وَلَّدت لدي شعوراً بعدم الارتياح، وأنني لا أرغب أبداً في استكشاف مثل هذه الخبايا البريّة. "هذا الشعور هو أمرٌ طبيعي"، قال غوته. "إنها الحالة الوحيدة المناسبة للإنسان الذي ولد ضمنها ومن أجلها. كُلّ من لا تدفعه الأشياء العُظمي للسفر، سيكون أكثر سعادة بكثير في المنزل. في البداية، لم تترك سويسرا انطباعاً كبيراً لديَّ، بل جعلتّني مشوشاً ومضطرباً. فقط بعد زيارات متكررة- فقط بعد سنوات، عندما زرتُ هذه الجبال لمجرَّد دراسة معادنها- تمكَّنتُ من الشعور بالراحة فيها". نظرنا بعد ذلك، في سلسلة طويلة من الصفائح النحاسية، للوحات فنانين حديثين في واحدة من صالات العرض الفرنسية. كانت الابتكارات التي تطرحها هذه اللوحات تشترك تقريباً في أنها ركيكة، ومن بين الأربعين قطعة، وجدنا بالكاد أربعة أو خمسة جيدة. مثل فتاة تُملي رسالة حُبّ؛ امرأة في منزل إيجار، لن يتخذه أحد للسكنى. "اصطياد سمك"؛ "وموسيقيين يقفون قبالة لوحة مادونا. لم تكن المناظر الطبيعية المرسومة بأسلوب نيكولا بوسان سيئة: وعند تمعُّنه في هذه المناظر، قال غوته " لقد أخذ هؤلاء الفنانون فكرة عامة عن مناظر بوسان الطبيعية، واشتغلوا عليها". لا يمكننا وسم صورهم بالجيدة أو السيئة: فهي ليست سيئة، حيث، من خلال النظر لكل جزء، يمكنك التقاط لمحات من نموذج ممتاز. ولكن، لا يمكنك الجزم بجودتها، لأنَّ الفنانين يريدون عادة الميزة الشخصية الكبيرة من فنّ بوسان. وهذا يشابه ما يحدث بين الشعراء، حيث، على سبيل المثال، يوجد أولئك الذين من شأنهم خلق بنية غاية السوء على نمط شكسبير الجليل". انتهينا، بعد الدراسة والتحدُّث لفترة طويلة، بتمثال روخ لغوته، الذي صنعه لأجل مدينة فرانكفورت. الثلاثاء، 24 فبراير، 1824 ذهبتُ إلى غوته في تمام الساعة الواحدة من نهار هذا اليوم. حيث أراني بعض المخطوطات التي كان قد كتبها للعدد الأول من المجلد الخامس من "عن الفن والعصور القديمة". ووجدتُ أنه كتب تذييلاً لكتابتي النقدية عن "باريا الألمانية"، في إشارة إلى كل من المأساة الفرنسية وثلاثيته الغنائية، وبهذا كان الموضوع، إلى حد ما، مُكتملًا. "لقد كنتَ على حق تماماً"، قال غوته: "للاستفادة من فرصة كتاباتك النقدية، في التعرّف على المسائل الهندية، طالما، في النهاية، نحن نحتفظ من دراستنا فقط بتلك التي نعمل على تطبيقها عملياً". وافقتُه الرأي، وقلتُ إنني قد خضتُ هذه التجربة في الجامعة، حيث بين كُلّ ما قيل في المحاضرات، كنتُ قد احتفظتُ فقط، بقدر استطاعتي، من خلال ميل طبيعتي، بما يملك تطبيق عملي. وعلى العكس من ذلك، كنتُ قد نسيتُ تماماً كل ما كنتُ غير قادر على اخضاعه للممارسة. ''سمعتُ محاضرات هيرين حول التاريخ القديم والحديث، وحالياً أجهل كلّ ما له علاقة بخصوص هذه المسألة. ولكن إذا قمتُ بدراسة فترة من التاريخ من أجل علاجها درامياً، فما أتعلمه سيبقى محفوظاً في أمان إلى الأبد". قال غوته: "إنَّ الأكاديميات تُقدِّم الكثير من الأشياء، والكثير جداً منها لا جدوى منه. ثم يطيل الأساتذة، كُلّ من ناحيته، كثيراً في موضوعه- إلى ما هو أبعد من رغبة سامعيهم. في السابق، كانت محاضرات الكيمياء وعلم النبات تنتمي إلى دراسة الطب، بحيث كان بإمكان الطبيب الاحاطة بها. أما الآن، أصبح كلاهما شديد الاتساع، إذ يتطلب كُلّ واحد منهما حياة؛ ولكن لازالت معرفتهما متوقعة من قبل الطبيب. لا شيء يمكن أن يُثمر من هذا؛ يجب إهمال شيء واحد ونسيانه من أجل الآخر. والحكيم هو من يضع جانباً كل الادعاءات التي قد تُبدِّد انتباهه، ويقتصر على فرع واحد، ويتفوق فيه". ثم عرض لي غوته نقداً قصيراً، كان قد كتبه لمسرحية اللورد بايرون "قابيل"، قرأتُه باهتمام كبير. قال غوته: "نحن نرى، كيف أثَّرت عقائد الكنيسة غير الملائمة على عقل حرَّ مثل بايرون، وكيف كافح خلال هذا المسرحية للتخلُّص من المذهب الذي أجبر عليه. لن يقوم رجال الدين الإنجليز بشكره، ولكنني سأفاجأ إذا لم يمضِ في معالجة موضوعات توجد في الكتاب المقدس وتملك أهمية مماثلة، وما إذا لم يتناول موضوعاً مثل تدمير سدوم وعمورة". بعد هذه الملاحظات الأدبية، وجَّه غوته انتباهي إلى الفن التشكيلي، من خلال عرض جوهرة عتيقة، كان قد أعرب بالفعل عن إعجابه بها في اليوم السابق. كنتُ مسحوراً بمراقبة سذاجة التصميم. رأيتُ رجلاً يتناول وعاءً ثقيلاً من كتفه ليُقدّم شراباً لصبي. ولكن الصبي وجد أنَّ الوعاء يميل بزاوية غير مريحة بالنسبة له؛ وبالتالي الشراب لا ينسكب؛ وبينما هو يضع كلتا يديه على الوعاء، كان يتوجه بنظره صوب الرجل، في ما يبدو أنه يطلب منه إمالة الوعاء قليلاً أكثر نحوه. "الآن، ما رأيك؟"، قال غوته، "نحن الحديثون نشعر بما فيه الكفاية بجمال مثل هذا الدافع الطبيعي تماماً، الساذج تماماً؛ لدينا المعرفة والفكرة التي تُمكنَّنا من أداء هذا الأمر، لكننا لا نستطيع القيام بذلك؛ الفهم هو دائماً أمرٌ سامي، وهذه النعمة الساحرة مرغوبة دائماً". من ثمّ، أمعنّا النظر في ميدالية براندت برلين، التي تُمثِّل الشاب ثيسيوس وهو يلتقط أسلحة والده من أسفل الحجر. كان للموقف الكثير مما يستحق الثناء، ولكننا راينا أنَّ أطراف الجسد لا تُبرز الجهد الكافي الذي يُمكنها من رفع هذا الثقل. كما يبدو من الخطأ أن يحمل الشاب السلاح بإحدى يديه بينما يرفع الحجر بالأخرى؛ فوفقاً لطبيعة الأشياء، سيقوم بدءاً بدحرجة الحجر الثقيل جانباً، ومن ثم يلتقط الأسلحة. "على النقيض من ذلك"، قال غوته، "سأريك جوهرة عتيقة، حيث عالج القدماء الموضوع نفسه بطريقة مُغايرة". نادى على ستادلمان لجلب صندوق يحتوي على مئات الجواهر العتيقة، التي أحضرها معه من روما، أثناء سفره لإيطاليا. حيث نظرتُ كيف عُولج الموضوع ذاته من قبل اليونانيين القدماء، وكيف كان مختلفاً! كان الشاب يضع جُلَّ قوته على الحجر، أيّ بما يساوي المهمة التي يرغب في القيام بها، وكذلك الوزن الذي كان بالفعل قد تمَّ التغلب عليه بوضوح، فقد أزيح الحجر عن موضعه، بحيث سيُلقى به في القريب على إحدى جوانبه. وكانت كُلّ القوى الجسدية للبطل الشاب مُوجَّهة إزاء الكتلة الثقيلة؛ عدا نظرته التي كانت مُثبَّتة على الأسلحة التي تقبع أسفل الحجر. سُرِرنا بالحقيقة الطبيعية العظيمة لهذه المُعالجة. قال غوته ضاحكاً، "يقول ماير دائماً ’ماذا لو لم يكن التفكير بهذه الصعوبة الشديدة‘، والأسوأ من ذلك هو أنَّ جميع سُبُل التفكير الموجودة في العالم لا تحملنا صوب الفِكر؛ يجب أن نكون على وفاق مع الطبيعة، بحيث تأتي الأفكار الجيّدة صوبنا مثل أطفال الله الأحرار، وهي تهتف، ’ها أنا ذي‘". الأربعاء، 25 فبراير، 1824. في هذا اليوم، أراني غوته قصيدتين شديدتي الروعة، ذاتيْ بعد أخلاقي كبير في توجههما، ولكن في دوافعهما العديدة تبدوان طبيعيتين وحقيقيتين دون تحفُّظ، وهي من النوع الذي يرتسم فيه العالم بصورة غير أخلاقية. ولهذا السبب، قال إنه سيحتفظ بهما لنفسه، ولا ينوي نشرهما. قال غوته: "هل بإمكان الفكر والثقافة العالية أن يصبحا ملكاً للجميع، وهل يستطيع الشاعر اللعب بنزاهة؛ نعم يمكنه أن يكون دائماً على صواب تام، وإن لن يضطر إلى الخوف في إطلاق أفضل أفكاره. ولكن، مثلما هو الأمر دائماً، يجب أن يبقى دائمًا ضمن مستوى معين؛ يجب أن يتذكر أنَّ أعماله سوف تقع في أيدي مجتمع مختلط، وبالتالي يجب أن يأخذ الحيطة خشية الانفتاح الكبير الذي قد يسيء لغالبية الناس الطيبين. الوقت شيء غريب؛ هو طاغية غريب الأطوار، وفي كل قرن له وجهٌ مختلفٌ في كلّ ما يقوله ويفعله. حيث ليس بمقدورنا أن نتحدث، بالقدر الملائم، عن أشياء كان يسمح بها الإغريق القدماء؛ كما لا يستطيع إنجليز عام ( 1820) تحمُّل ما يناسب معاصري شكسبير المُفعمين بالحيوية؛ لذا، كان من الضرورة اللازمة أن نجد في الوقت الحاضر شيئاً على شاكلة كتاب "مسرحيات شكسبير للعائلات". "بالتالي"، قلتُ، "هناك الكثير أيضاً بخصوص الشكل. إحدى هاتين القصيدتين مكتوبة في أسلوب ونظم شعر القدماء، لذا ستكون أقل هجومية بكثير من الأخرى. نعم ستثير أجزاء معزولة منها الاستياء، ولكن سيكون بمقدور المُعالجة طرح الكثير من العظمة والكرامة على مُجمل العمل. بحيث يبدو وكأننا نسمع صوتاً عتيقاً شديد القوّة، وأننا نقفل عائدين إلى عصر الأبطال اليونانيين. أما القصيدة الأخرى، فهي تجري في أسلوب ونظم ميسر أريوستو، لذا هي أشدّ خطورة بكثير، فهي تتعلَّق بحدث يخصُّ حاضرنا، ومكتوبة بلغة حاضرنا، ولأنها تأتي فعلياً لتميط اللثام عن حاضرنا، فإنَّ السمات الخاصة بالجرأة تبدو أمضى جسارة بكثير". "أنت على حق"، قال غوته. "فالآثار الغامضة والكبيرة تنتجها أشكال شعرية مختلفة. إذا تم وضع مضمون مرثيات روميش في قياس مع أسلوب بايرون في 'دون خوان'، سوف يكون الأمر في مجمله شائنًا". جاءتنا الصحف الفرنسية. كان غوته عظيم الاهتمام بحملة الفرنسيين العسكرية في إسبانيا تحت قيادة دوق بانجولم، والتي انتهت لتوها. "لا بد من أن أشيد بالبوربون على هذا التدبير"، قال غوته، "حيث لم يستولوا على العرش إلا بعد أن كسبوا الجيش، وهو الأمر الذي أنجز الآن. لذا يدين الجندي بولائه إلى ملكه؛ وذلك لأنه بسبب انتصارات الملك، وخيبة أمله في الحشد الإسباني الذي يرأسه عديدون، تعلَّم الفرق بين طاعة الواحد والكثرة. لقد حافظ الجيش على سمعته القديمة، وأظهر أنه يمتلك الشجاعة، ويمكنه القيام بالغزو دون نابليون". ثم عاد غوته بأفكاره إلى الوراء صوب التاريخ، وتحدث بإسهاب عن الجيش البروسي أثناء حرب السنوات السبع، الذي اعتاد مع قائده فريدريك الكبير على النصر الدائم، ما أدى لأن يصير مستهتراً، لدرجة أن خسر، فيما بعد، الكثير من المعارك بسبب الزهو والثقة الزائدة. كانت كل التفاصيل الدقيقة حاضرة في ذهنه، فلم أملك سوى الإعجاب بذاكرته الممتازة. "لقد كان لي أفضلية كبيرة بسبب أنني وُلِدتُ في وقت وقعت فيه أهم الأحداث التي أربكت العالم، والتي استمرت تحدث خلال حياتي الطويلة؛ فقد عاصرت أثناء حياتي حرب السنوات السبع، وانفصال أمريكا عن إنكلترا، والثورة الفرنسية، وجُلّ عصر نابليون، ثم سقوط ذلك البطل، والأحداث التي تلت ذلك. وبالتالي حصدتُ ثمرات وبصيرة تستحيل على الذين وُلدوا الآن وهم ملزمون بتعلُّم جميع هذه الأشياء من الكُتُب، التي لن يستوعبوها. "لا أستطيع التنبؤ بما ستحمله لنا مُقبل السنوات؛ ولكن أخشى أننا لن نحصل على الراحة في القريب؛ إذ ليس مُقدَّراً لهذا العالم بلوغ الرضا؛ ليست العظمة شيئاً نحصده من سوء استخدام السلطة؛ الجماهير ليست على هذا النحو؛ فعلى أمل التحسُّن التدريجي، سوف ترضى بالحالة المُعتدلة. ولحين يعود بمقدورنا تجويد الطبيعة البشرية، علينا أيضاً توقُّع حالة مثالية للأشياء؛ ولكن، والحال كما هو عليه، سيكون هناك تذبذُب دائم هنا وهناك؛ إذ يجب على جزء أن يعاني في حين يحصل الآخر على السكينة، وستواصل الحسد والأنانية أداء واجبهما مثل شياطين سيئة، وسيستمر النزاع الحزبي بلا نهاية. "الطريقة الأكثر معقولية هي أن يتبع كل شخص مهنته الخاصة التي وُلِدَ لأجلها، والتي تعلَّمها، وتجنُّب إعاقة الآخرين عن اتباع مهنتهم. دع صانع الأحذية يلتزم بقوالبه، والفلاح بمحراثه، واسمحوا للملك أن يعرف كيف يحكم؛ فهذا أيضاً من الأعمال التي يجب تعلُّمها، والتي لا يجب على من لا يفقه فيها حشر أنفه". قال غوته في معرض عودته إلى الصحف الفرنسية: "يمكن للليبراليين أن يتكلموا، فعندما يكونون منطقيين، نودُّ سماعهم؛ أما الملكيون الذين في يدهم السلطة التنفيذية- فيجب عليهم القيام بشيء. قد يكون بمقدورهم تسيير الجيوش، وقطع الرؤوس وشنق الناس- كل هذا لا بأس به؛ أما مهاجمة الآراء، وتبرير تدابيرهم الخاصة بقمع المطبوعات العامة، فلا يحقُّ لهم. فإذا كان للملوك شعبية، ربما عليهم أن يدلوا بدلوهم في الكلام. استمر قائلاً: "بالنسبة لي، كنتُ دائماً ذا نزعة ملكية. تركتُ للآخرين الثرثرة، وفعلتُ ما رأيتُه مناسباً. لقد فهمتُ سبيلي، وعرفتُ هدفي. وإذا ارتكبتُ خطأ باعتباري فردًا، يمكنني إصلاحه بصورة جيدة؛ ولكن في حال اشتركتُ في الخطأ مع ثلاثة أو أربعة آخرين، سيكون من المستحيل النجاح في إصلاحه، فحيث يوجد كثيرون توجد العديد من الآراء". كان غوته في حالة ممتازة في هذا اليوم. وأراني مجموعة السيدة شبيجل الأدبية، التي نشر ضمنها بعض الأشعار فائقة الجمال. حيث تُرِكت له مساحة خالية في المختارات لفترة استمرت سنتين، وكان فرحاً في قدرته على الإيفاء بهذا الوعد القديم. بعد أن قرأتُ "قصيدة للسيدة شبيجل". تصفحَّتً أوراق الكتاب، الذي ضمَّ العديد من الأسماء المُميّزة. في الصفحة التالية كانت قصيدة للشاعر تيدجه، كتبها بنفس روح وأسلوب عمله "أورانيا". وقال غوته: "أثناء نوبة حماسية، كنتُ على وشك كتابة بعض الأبيات أسفل تلك؛ ولكنني سعيد لعدم القيام بذلك. لم تكن هذه المرة الأولى التي استخدمتُ فيها عبارات طائشة، نفَّرتْ أناساً طيبين، وأفسدتُ تأثير أفضل أعمالي. "ومع ذلك"، واصل غوته، "اضطررتُ إلى تحمُّل الكثير من قصيدة تيدجه 'أورانيا'؛ ففي تلك الفترة، لم يكن من شيء يتمُّ التغنيّ به أو التلفُّظ به أكثر من قصيدة ’أورانيا’. أينما ذهبتْ، ستجد 'أورانيا' على الطاولة. كانت 'أورانيا' والخلود موضوعا جميع المحادثات. بأي حال من الأحوال، أودّ الاستغناء عن سعادة الاعتقاد في وجود مستقبل مُشرق؛ في الواقع، سأشارك لورينزو دي ميديسي، في قوله، إنَّ من ماتوا في هذه الحياة لا يأملون في أي حياة أخرى. ولكن هذه الأمور غير المفهومة تكمن في مكان بعيد جداً من أن تكون موضوعاً للتدبُّر اليومي، والتأمل الذي يُشتِّت الفكر. اسمحوا لمن يؤمن بالخلود أن يستمتع بسعادته في صمت، فهو لا يملك مُبرراً لإعطاء نفسه مكانة أسمى من الآخرين. قادتني ’أورانيا‘ تيدجه إلى ملاحظة أنَّ التقوى، مثل النبالة، لها أرستقراطيوها. فقد قابلتُ نساء غبيبات، ممَّن طمأنَّ أنفسهن بالاعتقاد، مع تيدجه، في الخلود، واضطررتُ لأن أكون موضع كثير من الاستجواب الكئيب حول هذه النقطة. فقد كانوا محبطين من قولي إنني سأكون غاية السرور، بعد انتهاء هذه الحياة، إذا كنا مُباركين بحياة أخرى، فقط أتمنى ألَّا اضطرَّ في ما يلي ملاقاة واحدٍ من أولئك الذين كانوا يعتقدون في الخلود في حياتنا هذي. حيث سيتوجَّبُ عليّ أن أكون معذباً! إذ من شأن الورعين الاحتشاد من حولي، والقول: "ألم نكن على حق؟ ألم نتوقع ذلك؟ ألم يحدث الأمر مثلما أخبرنا؟". وهكذا، سيكون هنالك ملل لا متناهٍ حتى في العالم الآخر. "هذا الانشغال بأفكار الخلود"، استمر غوته في الحديث، "هو من نصيب علِّية القوم، وخاصة السيّدات، اللائي ليس لديهنَّ ما يفعلنه. أمّا الرجل القادر، الذي يملك شيئاً منتظماً للقيام به في هذه الحياة، والذي ينبغي عليه الكدّ والكفاح والإنتاج يوماً بعد يوم، فهو يترك مستقبلاً في هذا العالم ذاته، ويكون نشطاً ومفيداً في هذا العالم. هذه الخواطر عن الخلود هي جيّدة لمن لم يحققوا نجاحاً كبيراً في هذه الحياة الدنيا؛ وأودُّ المراهنة أنه إذا كان تيدجه الصالح قد تمتَّع بمصير أفضل، لكان امتلكَ أفكاراً أفضل بالطريقة نفسها". الخميس 26 فبراير 1824. تناولتُ وجبة الغداء مع غوته. وبعد إزاحة غطاء المائدة، طلب من ستدلمان إحضار بعض محافظ النحاس ذات الحجم الكبير. كانت طبقة من الغبار قد تجمَّعت على الأغطية، وحيث لم تكن هناك قطعة قماش مناسبة في متناول اليد لإزالتها، استاء غوته كثيراً، ووبَّخ ستدلمان. "للمرة الأخيرة سأخبرك، إذا لم تذهب خلال هذا اليوم لشراء القماش الذي طلبتُه منك مراراً، سأذهب بنفسي في الغد. وسترى أنني سأفي بوعدي". ذهب ستدلمان. قال غوته: "لقد تكررت الحادثة نفسها مع بيكر، الممثل". وأخبرني في لهجة حية، "عندما رفض تمثيل دور الفارس في مسرحية ’فالنشتاين‘/ حذَّرتُه أنه في حال لم يقم بلعب الدور، سأقوم بنفسي بتمثيله. هذا العمل كان فعَّالاً؛ لأنَّ أهل المسرح يعرفونني جيداً بما فيه الكفاية، ويعلمون أنني لا أسمح بالتهريج في مثل هذه الأمور، وأنني مجنونٌ بما يكفي للوفاء بكلمتي في أي مسالة". ''وهل قمتَ حقاً بلعب ذاك الدور؟". سألتُه. "نعم"، قال غوته، "قمتُ بتمثيل دور الفارس، وتفوَّقتُ على السيَّد بيكر أيضاً، لأنني أعرف الدور أفضل منه". ثم قمنا بفتح المحافظ، وشرعنا في فحص الرسومات والنقوش. في مثل هذه الأمور، يبذل غوته جهداً كبيراً تجاهي، بحيث أرى نيّته في منحي قدراً عالياً من الذكاء في مراقبة أعمال الفنّ. لذا تراه يُظهر لي فقط ما يبلغ الكمال في نوعه، ويسعى لجعلي أتمكَّن من قصد وجدارة الفنان، بحيث أتعلم متابعة الأفضل مما يوجد في الفكر، والشعور بالأفضل. "هذا"، قال غوته، ''هو السبيل لصقل ما نُطلِق عليه الذوق". الذوق هو شيء يمكن الحصول عليه فقط من خلال التأمل، ليس ذاك الجيّد المُحتَمل، بل المُتَفوِّق بصدق. لذلك، أنا أعرض عليك فقط أفضل الأعمال. وعندما تتحصَّل على معرفة تامة بها، سيكون لديك معيار للبقية، وسوف تعرف كيفية تقييمها، دون المُبالغة في تقديرها. وسأريك الأفضل في كل فئة، حتى تدرك أنه لا وجود لفئة يجب تحقيرها، ولكن كُلٌّ واحد منها يمنح البهجة عندما يُحقِّق رجلٌ نابغة درجة سامية في هذه الفئة. على سبيل المثال، هذه القطعة التي تعود لفنان فرنسي، هي من الروعة، لدرجة لن تراها في مكان آخر، وبالتالي هي نموذج في أسلوبها". قدَّم لي غوته نقشاً، تطلَّعت فيه بفرح. رأيتُ غرفةً جميلة في منزلٍ صيفي، مع أبواب مفتوحة ونوافذ مشرعة على حديقة، يمكن للمرء أن يرى فيها أكثر الأجساد رشاقة. سيّدة مليحة، تبلغ من العمر حوالي الثلاثين، كانت تجلس وهي تحمل في يدها نوتة موسيقية، يبدو أنها كانت تتغني منها توَّاً. بجوارها، قليلاً إلى الوراء، كانت هناك فتاة صغيرة تقريباً في الخامسة عشر من عمرها. خلف النافذة المفتوحة وقفت سيدة شابة أخرى، تحتضن آلة العود، ويبدو من ملامحها أنها لا تزال تعزف عليها. في هذه اللحظة، يدخل شابٌّ مهذب، فتوجّهت نحوه عيون السيدات. ويبدو أنَّ دخوله قد أوقف سريان الموسيقى؛ منحت انحناءته الطفيفة فكرة أنه كان يُبدي اعتذاره، الذي كانت السيدات راضيات بسماعه. قال غوته: "أظنُّ أنَّ هذه روعة تشبه أعمال كالديرون؛ والآن بعدما رأيتَ الأفضل في هذا النوع، ما رأيك في هذه؟". مع هذه الكلمات، قدَّم لي بعض نقوش روس، الرسَّام الذي اشتهر بلوحاته عن الحيوانات. كانت جميع النقوش تضُمُّ رسوماً لخِراف، في مواقف ووضعيات متنوعة. تم تمثيل بساطة محياها، وصوفها البشع الأشعث بأقصى قدر من الإخلاص، كما لو كانت الطبيعة نفسها. قال غوته: "أشعر دائماً بعدم الارتياح، عندما أنظر إلى هذه الوحوش. فهي محدودة جداً في أفقها، بليدة، تُحدِّق ببلاهة، وحالمة، وتثير فيّ هذا النوع من التعاطف، بحيث أخشى أن أكون خروفاً، وعلى ما أعتقد أنَّ الفنان كان عليه أن يكون واحداً منها. ففي جميع هذه النقوش، يبدو أكثر من رائع كيف أنَّ روس كان قادراً على التفكير والشعور بالروح الصميمة لهذه المخلوقات، وذلك بجعل الخصيصة الداخلية تتبدى للعيان بهذه القوة عبر الحجاب الخارجي. هنا سترى ما تستطيع المواهب العظيمة فعله عندما تبقى ثابتة على المواضيع التي تتجانس مع طبيعتها. فقلتُ: "هذا الفنان، الذي رسم كلاباً وقططاً ووحوشاً ضارية بحقيقة مماثلة؛ ألا يمكنه، مع هذه الهبة العظيمة التي تُمكّنه من افتراض حالة ذهنية أجنبية لنفسه، أن يكون قادراً على وصف الخصيصة الإنسانية بدقة وإخلاص مماثلين؟". "لا"، قال غوته، "بالنسبة لكل ما يخرج عن مجاله، عدا الحيوانات الأليفة، آكلة الأعشاب، الخراف والماعز والأبقار، وما شابها، لن يكون مرتاحاً أبداً في تكرار رسمها؛ فقد كان هذا ميداناً مخصوصاً لموهبته، لم يغادره خلال مُجمل حياته. وفي هذا الميدان أنجز بجودة. لقد ولد وهو يحمل تعاطفاً مع هذه الحيوانات، ومُنِح هبة معرفة حالتها السيكولوجيّة، ومن ثمّ كانت لديه نظرة حسَّاسة لتكوينها الجسماني. أما المخلوقات الأخرى، فهي ليست مُكتملة الوضوح بالنسبة له، وبالتالي فهو لا يشعر بالنداء ولا الدافع لرسمها". أحيتْ ملاحظة غوته هذه الكثير مما كان متماثلاً في دواخلي، وطرحتها بحيويتها الكاملة في ذهني. وكان قد قال لي، قبل وقت ليس ببعيد، إنَّ معرفة العالم هي فطرية بالنسبة للشاعر الحقيقي، وهو لا يحتاج إلى كثير خبرة أو مراقبة متنوعة لتمثيلها بشكل مُلائم. "لقد كتبتُ ’غوتز فون بيرليشينغن’، قال غوته: "وأنا شابٌ في الثانية والعشرين؛ وكنتُ مندهشاً، بعد عشر سنوات، من حقيقة تخطيطي. من المعلوم أنني لم أكن قد اختبرتُ أو رأيتُ أي شيء من هذا النوع، وبالتالي كان عليَّ اكتساب معرفة الظروف الإنسانية المتنوعة عن طريق الحدس. "عموماً، قبل تعرُّفي على العالم الخارجي لم أستغرق سوى في رسم عالمي الداخلي. ولكن عندما وجدتُ، في الحياة الفعلية، أنَّ العالم كان يتطابق في الواقع مع ما كنتُ أحتضنه في خيالي، أصابني هذا بالغيظ، ولم أعد أشعر بالبهجة في تمثيله بالرسم. في الواقع، بإمكاني القول إنني لو كنتُ قد انتظرتُ لحين تعرُّفي على العالم قبل أن أقوم بتمثيله، لكان تمثيلي قد جاء على هيئة ساخرة. "هناك في كلّ خصيصة"، قال لي في وقت آخر، "ضرورة ما وتسلسل، والذي، جنباً إلى جنب مع هذه الميزة الأساسية أو تلك، يتسبب في ميزات ثانوية. الملاحظة تُعلِّمنا هذه بصورة كافية؛ ولكن لدى بعض الأشخاص ربما تكون هذه المعرفة فطرية. أما إذا كانت الخبرة والفطرة قد اتحدتا داخلي، فهو أمر لن استفسر بشأنه؛ ولكن ما أعرفه، أنه إذا تحدثتُ مع أي رجل لمدة ربع ساعة، سأجعله يتحدث لساعتين". تحدَّث غوته بصورة مماثلة عن اللورد بايرون، من حيث أنَّ العالم كان شفافاً بالنسبة له، وأنَّ بإمكانه الرسم مُستَخدماً الحدس. عبّرتُ عن بعض الشكوك حول ما إذا كان بايرون - على سبيل المثال- سوف ينجح في رسم جوهر حيوان من مرتبة أدنى، لأنَّ شخصيته تبدو لي من القوة بحيث يصعب عليه أن يمنحها، بأيّ من درجات الميل، لمثل هكذا موضوع. اعترف غوته بذلك، وأجاب قائلاً، إنَّ ملاحظتنا للاشياء تمضي فقط إلى حيث الأشياء تُماثل للموهبة؛ واتفقنا على أنه بقدر ما يتقيَّد الحدس أو يتمدد، يكون نطاق الموهبة التي تقوم بالتمثيل أكبر أو أصغر. قلتُ: "إذا كنتَ يا صاحب السعادة قد أكَّدتً على أنَّ العالم فطري بالنسبة للشاعر، فإنك تقصد بالطبع العالم الداخلي فقط، وليس العالم التجريبي للمظاهر والأعراف؛ وإذا كان بمقدور الشاعر تقديم تمثيلٍ ناجحٍ لهذا أيضاً، فإنَّ التحقيق بخصوص الواقعي سيكون بالتأكيد مطلباً أساسياً". "بالتأكيد"، أجاب غوته، "وهو كذلك؛ إنَّ منطقة الحبّ والكراهية والأمل واليأس، أو أيَّاً ما تطلقه على طبائع وعواطف الروح، هي فطرية في نفس الشاعر، وهو ينجح في تمثيلها. إلا أنه لا يُولد وهو يعرف بالغريزة كيف تُعقد المحاكم أو كيف يدار البرلمان أو مراسم التتويج؛ وإذا لم يسيء إلى الحقيقة، في الوقت الذي يُعالج فيه مثل هذه المواضيع، وجب عليه أن يلجأ إلى الخبرة أو التقاليد. وهكذا، استطعتُ في مسرحية "فاوست"، باستخدام الحدس، معرفة كيف يمكنني وصف ضجر بطلي الكالح من الحياة، والعواطف التي يثيرها الحبّ في قلب غريتشن؛ ولكن الأبيات التالية تتطلَّب بعض الملاحظات حول الطبيعة". يالها من كآبة، تلك التي يصنعها القرص الناقص للقمر الأخير مع التوهج الرطب الناشيء. "ومع ذلك"، قلتُ، "كل سطر من ’فاوست‘ يحمل علامات، إن لم أكن على خطأ، على دراسة متأنية للحياة والعالم؛ بحيث ليس بمُستطاع أحد أن يفترض، ولو للحظة، بخلاف أنَّ مُجمل العمل هو نتيجة تجربة واسعة". "ربما الأمر كذلك"، أجاب غوته؛ "ومع ذلك، ما لم يكن العالم موجوداً بالفعل في روحي من خلال الحدس، كان سيُفتَرَض عليَّ البقاء أعمى حتى مع عيني المُبصرة، وكان على جميع الخبرات والمُلاحظات أن تكون بمثابة عملٍ ميَّتٍ، وغير مُنتج. الضوء يوجد في الخارج، والألوان تُحيط بنا، ولكن ما لم يكن لدينا ضوء أو ألوان داخل أعيننا، لن يكون بمقدورنا إدراك الظواهر الخارجية". السبت، 28 فبراير 1824. قال غوته إنَّ هناك رجالاً على درجة عالية من الامتياز، لا يستطيعون القيام بأي شيء مُرتجل، أو سطحي، لأنَّ طبيعتهم تتطلب منهم التغلغل بهدوء وعمق في كل موضوع يؤخذ بمتناول يدهم. تجعلنا مثل هذه العقول، في كثير من الأحيان، نافذي الصبر، لأننا نادراً ما نحصل منهم على ما نريده في اللحظة التي نريد؛ ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها إنجاز أنبل المهام". أدرتُ دفة الحديث إلى رامبرغ. حيث قال غوته: "إنه فنان من طابع مختلف تماماً، وهو من أكثر المواهبة حيوية، وإنْ كان لا مثيل لقدرته على الارتجال. لقد طلب مني في درسدن أن أمنحه موضوعاً، فحدَّثته عن أغا ممنون لحظة عودته من طروادة، حين يترجَّل من عربته الحربية ويلمس عتبة منزله، مصاباً بشعورٍ كئيب. وستوافق معي أنَّ هذا الموضوع ذو طبيعة صعبة، ومع فنان آخر، لكان قد طالب بتداول أكثر تفصيلاً، ولكن قبل أن أكمل حديثي، كان رامبرغ قد شرع في الرسم. وبالفعل، شعرتُ بالإعجاب من أنه التقط على الفور موضوعه بشكل صحيح. ولا أستطيع إنكار أننى أرغب فى امتلاك بعض رسومات رامبرغ". تحدثنا بعد ذلك عن فنانين آخرين، ممن شرعوا يعملون بطريقة سطحية، وبالتالي تحوّلت أعمالهم إلى نزعة أسلوبية. قال غوته إنَّ "الأسلوبية في حالة توق دائم لإنجاز العمل، بحيث لا تتمتع بالصدقية أثناء إنجاز العمل. ومن ناحية أخرى، تجد الموهبة الحقيقية العظيمة أعظم سعادتها في التنفيذ. عمل روس بصورة دؤوبة في رسم شعر وصوف ماعزه وأغنامه، وترى من خلال تفاصيله اللانهائية أنه يتمتع بسعادة كبيرة في أداء عمله، وأنه لا يرغب في وضع حدٍّ له. "المواهب الرديئة لا تستمتع بالفن من أجل ذاته: بحيث لا تضع نصب أعينها أثناء إنجازها العمل شيئًا سوى الربح الذي يأملون في تحصيله من العمل. مع مثل هذه الآراء والميول الدنيوية، لم يُنتَج شيء عظيم في أيّ من الأزمنة السابقة". الأحد، فبراير 29، 1824. ذهبتُ إلى منزل غوته، حوالي الثانية عشرة، وكان قد دعاني إلى التنزُّه قبل تناول وجبة الغداء. وجدتُه يتناول وجبة الإفطار عندما دخلتُ، فاتَّخذتُ مقعدي قبالته، وحولت المحادثة نحو تلك الآثار التي تشغل تفكير كِلينا بخصوص الطبعة الجديدة لأعماله. وكنتُ قد نصحته بإدراج كل من "آلهة، أبطال، وويلاند" و"رسائل القسّ" في هذه الطبعة الجديدة. قال غوته: "لا أستطيع حسب وجهة نظري الحالية أن أحكم بشكل سليم على جدارة إنتاجات الشباب. ربما إذا رغبتم بإمكانكم أن تقرروا. لكنني لا ألوم تلك البدايات؛ في الواقع، كنت أحيا في الظلام، أكافح، بلا وعي من أجل ما كنتُ أسعى إليه بجدية؛ ولكن كان لي حِسٌّ بالصواب، صولجان إلهي، دلَّني على حيث يمكنني العثور على الذهب". لاحظتُ أنَّ هذا ما يجب أن يكون عليه الحال مع جميع المواهب العظيمة، وإلا، وعلى خلاف ذلك، حينما تستيقظ في عالم مختلط، لن تتمكَّن من إدراك الحق وتجنُّب الخطأ. في هذا الوقت، تم سرج الخيول، وانطلقنا متجهين صوب يينا. تحدثنا حول مواضيع مختلفة، وذكر غوته آخر ما تقوله الصحف الفرنسية. حيث قال: "ينتمي دستور فرنسا إلى شعب يحتضن في داخله الكثير من عناصر الفساد، وهو يقوم على أسس مختلفة تماماً عن الدستور الإنجليزي. كل ما يحدث في فرنسا يتم عن طريق الرشوة، بل إنَّ مجمل الثورة الفرنسية كانت موجهة بهذه الوسائل". ثم تحدث عن وفاة يوجين نابليون (دوق ليوشتنبرغ)، الذي وصلت أخباره ذلك الصباح، حيث بدا بالغ الحزن. "كان واحداً من تلك الشخصيات العظيمة"، قال غوته، "التي أصبحت أكثر وأكثر ندرة؛ لقد أصبح العالم مرةً ثانية أكثراً فقراً بسبب غياب رجل مهم. كنتُ أعرفه بصورة شخصية؛ ففي الصيف الماضي كنتُ معه في مارينباد. كان رجلًا وسيم الطلعة، في حوالي الثانية والأربعين، على الرغم من أنه يبدو أكبر سناً، وهو أمر لا يبدو مُدهشاً عندما نستدعي إلى الذهن كلّ ما مر به خلال مسيرة حياته، وكيف كانت الحملات والاتفاقيات ضاغطة باستمرار على حياته. أخبرني في مارينباد بإسهاب عن خطة لربط نهر الراين مع نهر الدانوب، عن طريق قناة- وهو مشروع عملاق، عندما نمعن النظر في العقبات التي تطرحها جغرافيا المنطقة. ولكن مع رجل خدم تحت إمرة نابليون، وشاركه في هزّ ثوابت العالم، لا شيء يبدو مستحيلاً. كان لدى تشارلمان نفس الخطة، حتى أنه شرع في التنفيذ، لكنه سرعان ما وصل إلى طريق مسدود. حيث لم تستطيع الرمال الصمود، وكان الركام يسقط باستمرار على كلا الجانبين". الاثنين، 22 مارس، 1824. هذا اليوم، قبل موعد الغداء، ذهبت مع غوته إلى الحديقة. تقع هذه الحديقة على الجانب الآخر من نهر إيلم، بالقرب من المنتزه، على المُنحدر الغربي من التلَّة، الشيء الذي يعطيها مظهراً شديد الجاذبية. الحديقة محمية من الرياح الشمالية والشرقية، لكنها مفتوحة على التأثيرات المُبهِجة للجنوب والغرب، ما يجعلها مسكناً شديد المُتعة، وخاصة في الربيع والخريف. أمَّا المدينة، التي تقع على الشمال الغربي، فهي قريبة بحيث يمكن للمرء بلوغها في بضع دقائق، ومع ذلك إذا تلفَّت المرء حوله، فلن يرى في أيّ مكان سقوف مباني، أو حتى أبراج، تُذكّره بهذا القرب؛ لأنَّ أشجار الحديقة الطويلة والمزروعة بكثافة تُغطّي كل ما يقع على الجانب الآخر. تمتد الحديقة التي تحمل اسم "النجمة"، يساراً، ناحية الشمال الجغرافي، على مقربة من طريق المركبات، الذي يبتديء من الحديقة مباشرة. نحو الغرب والجنوب الغربي، ينفتح المشهد على مرج واسع، من خلاله، على مسافة إطلاق قوس من سهمه، تعبر الرياح نهر إيلم بصمت. ترتفع حافة النهر على الجانب الآخر مثل تلة؛ على القمة والجانبين يمتدُّ متنزَّهٌ فسيح، تكسوه أوراق مُختلطة لأشجار النغت والمُران والحور والبتولا، التي تُحيط بالأفق على مسافة معقولة ناحية الجنوب والغرب. يمنح منظر الحديقة أعلى المرج، وخاصة في الصيف، شعوراً وكأن المرء قرب أجمة تمتد ملتوية لمسافة فراسخ. ويعتقد أنَّه مع كل لحظة تمضي ستلوح للعين ظبية تقفز على المروج. وهنا يشعر المرء وكأنه مغروسٌ بسلام في وحشة الطبيعة القاتمة، بسبب الصمت غير المنقطع في الغالب، إلا من نغمات الشحرور المنفردة، أو أغنية معلقة في كثير من الأحيان لطائر السمَّان. وبينما نحن في حلم العزلة العميقة، أيقظنا قرع ساعة البرج، وصراخ طواويس الحديقة، أو طبول وأبواق الجيش في الثكنات. لم يكن هذا بالأمر المزعج. فمثل هذه النغمات تُذكِّر المرء بمدينة حميمة في الجوار، يتوهم المرء أنه بعيد عنها أميال كثيرة. في بعض المواسم، تنقلب هذه المروج نقيضاً للوحدة. حيث يشاهد المرء في بعض الأحيان القرويين يذهبون إلى فايمار للتسوُّق، أو العمل، ثم يقفلون عائدين؛ وأحياناً ترى متسكعين من جميع الأنواع يتمشّون على طول انحناءات نهر إيلم، وخاصة في الاتجاه الصاعد نحو فايمار العليا، التي تزدحم بالزوار في أيام معينة من السنة. كذلك، يقوم موسم الحشائش بنفخ الروح في المشهد بشكل متناغم. في الأرض الخلفية، يرى المرء قطعان من الخِراف ترعي، وأحياناً تتحرك بفخامة؛ كما نشاهد البقر السويسري للمزرعة المجاورة. ومع ذلك، لم يكن هناك أيّ أثر لهذه الظواهر الصيفية، التي تنعش الحواس. على المروج، يمكنك مشاهدة بعض البقع الخضراء؛ لكن ليس لدى أشجار الحديقة ما تتباهى به سوى الأغصان ذات اللون البُنّي والبراعم. ومع ذلك فإنَّ أصوات عصفور الدوري، وأغنيات الشحرور والسمَّان المتقطعة، كانت تصدح مُعلنة مجيء الربيع. كان الجو لطيفاً وصيفياً؛ والرياح الجنوبية الغربية المعتدلة تهبّ. وكانت هناك سُحب رعدية صغيرة ومعزولة تعبر على طول السماء الصافية. وهناك في الأعلى قد يلاحظ المرء خيوطاً متناثرة من السحب البضاء. راقبنا السحب بدقة، ورأينا أنَّ الغيوم الضخمة للمنطقة السفلى كانت مُتفرَّقة كذلك؛ ومن ذلك استنتج غوته أنَّ مقياس الضغط الجوي سيرتفع. ثم تحدث غوته بإسهاب عن ارتفاع وهبوط البارومتر، الذي وصفه مُستخدماً الزيادة في المياه ونقصانها. وتحدث عن عمليات استنشاق وزفير الأرض، وفقاً للقوانين الأبدية؛ وعن الطوفان المحتمل، في حال استمرت "زيادة المياه". بجانب ذلك، تحدث قائلاً، إنه رغم امتلاك كل مكان لمناخه الخاص، فإنَّ مقياس الضغط الجوي في جميع أنحاء أوروبا متّحد بصورة كبيرة. كذلك تحدَّث عن أنَّ الطبيعة غير قابلة للقياس، وبسبب شذوذها الكبير هذا، كثيراً ما صعب على الناس معرفة قوانينها. في أثناء تثقيفه إيّاي بهذه المواضيع الهامة، كنا نسير صعوداً وهبوطاً في الحديقة على ممشى واسع مفروش بالحصى. وعند اقترابنا من المنزل، نادى الخادم لفتح البوابة، حيث أراد أن يريني البيت من الداخل. كانت الجدران البيضاء مُغطاة بشجيرات الورد، التي نمت على تعريشات وصلت حتى السطح. درتُ حول المنزل، وشاهدتُ باستمتاع عدداً كبيراً من أعشاش الطيور، من مختلف الأنواع، موجودة على فروع شجيرات الورد الموجودة في مكانها هناك منذ الصيف السابق، والآن بسبب أنَّ الشجيرات عارية من الأوراق، أصبحت مبذولة لتراها العين. كم كان استثنائياً مُشاهدة كيف أنَّ أعشاش طائر حسُّون التفاح وأنواعًا مختلفة من عصفور الشوك، قد بُنيت عالية أو منخفضة وفقاً لعادات الطيور. بعدها، أخذني غوته داخل المنزل، الذي لم أره منذ الصيف الماضي. في الطابق الأدنى، وجدتُ غرفة واحدة فقط قابلة للسكن، عُلَّقت على جدرانها خرائط ونقوش، إلى جانب بورتريه لغوته، في حجم كبير بعظمة الحياة، رسمه ماير بعد وقت قصير من عودة الصديقين من إيطاليا. يظهر غوته في اللوحة وهو في قمَّة قوَّته ورجولته، شديد السُمرة، وبالأحرى شجاعًا. لم يكن التعبير المرسوم على محياه شديد الحيوية، لكنه شديد الجدِّية؛ ويبدو وكأنَّ المرء يتطلَّع نحو رجل يكمن في عقله ثِقل مآثر المستقبل. صعدنا الدرج إلى الغُرف العليا. حيث توجد ثلاث غُرف، إحداها صغيرة الحجم. ولكن في العموم، كانت كلها صغيرة جداً، وغير مريحة. قال غوته إنه أمضى في السنوات السابقة جزءاً كبيراً من وقته بسرور في هذا المكان، حيث كان يعمل بهدوء شديد. كانت هذه الغرف باردة نوعاً ما، لذا عدنا إلى الهواء الطلق، الذي كان معتدلاً. وبينما نسير صعوداً وهبوطاً على الطريق الرئيسي، تحت شمس الظهيرة، تحوَّل مدار حديثنا إلى الأدب الحديث، وشيلينغ، وبعض مسرحيات الكونت بلاتن الجديدة. سرعان ما عدنا إلى الحديث عن المواضيع الطبيعية. كانت أزهار تاج القيصر والزنابق قد نمت بالفعل، كما كانت الخبيزة على جانبي الحديقة شديدة الاخضرار. الجزء العلوي من الحديقة، عند مُنحدر التل، كان مفروشاً بالعشب، ويوجد هنا وهناك عدد قليل من أشجار الفاكهة. امتدَّت المسارات على طول القمّة، ثم استدارت عائدة نحو الأسفل؛ الشيء الذي أيقظ فيّ الرغبة في الصعود والبحث عن نفسي. غوته، الذي صعد هذه المسارات من قبل، سبقني مُتقدماً، وكنتُ فرحا لرؤيته بهذا النشاط. في الأعلى وجدنا سياجاً يضمُّ إناث الطاووس، التي يبدو أنها آتية من حديقة الأمير. وأشار غوته إلى أنه كان مُعتاداً في فصل الصيف المجيء وجذب الطواويس بأن يقدم لها الطعام الذي تحبه. وأثناء نزولنا على مسار متعرج على الجانب الآخر من التلّ، وجدتُ حجراً، تحيط به الشجيرات، نُقشت على سطحه أبيات هذه القصيدة المعروفة: "هنا في الصمت فكَّر الحبيب مليَّاً في محبوبه". وشعرت كما لو كنتُ أقف على أرضٍ كلاسيكية. هناك بالقرب دغل كثيف لأشجار نصف نامية تتكون من السنديان، والتنوب، والبتولا، وأشجار الزان. أسفل التنوب، وجدت علامات تشير لوجود طيور جارحة. وبعدما أريتها لغوته، قال إنه كثيراً ما رأى مثلها في هذا المكان. من هذا استنتجتُ أنَّ هذه التنوب كانت مسكناً مُفضَّلاً لبعض أنواع البوم، التي كثيراً ما شُوهِدت في هذا المكان. اجتزنا الدغل، لنجد أنفسنا مرة أخرى على الطريق الرئيسي بالقرب من المنزل. كانت أشجار السنديان، والتنوب، والبتولا، والزان، التي اجتزناها للتوّ، متشابكة معاً، وتُشكِّل نصف دائرة في هذا المكان، أو قوساً يشبه مغارةً في هذا الفضاء الداخلي، حيث جلسنا على كراسي صغيرة، وُضِعت حول طاولة مستديرة. كانت الشمس شديدة السطوع، ورغم ذلك كان ظلُّ هذه الأشجار عديمة الورق مُناسباً. "أنا أعرف"، قال غوته، "لا ملجأ أفضل، من سخونة الصيف، من هذه البقعة. فقبل أربعين عاماً زرعتُ كل هذه الأشجار بيدي. وكان من دواعي سروري مشاهدتها تنمو، حيث أستمتع منذ فترة طويلة بظلها المُنعش. ولأنَّ أوراق شجر هذه السنديان والزان منيعة من أشعة الشمس القوية، أحبُّ في أيام الصيف الحارة الجلوس هنا بعد الغداء؛ حيث في كثير من الأحيان يسودُ نوعٌ من السكون في هذه المروج ومجمل الحديقة، يماثل ما أطلق عليه القدماء "سُبات الإله بان". سمعنا أجراس ساعة المدينة تعلن عن الساعة الثانية، فعدنا إلى المنزل. الثلاثاء، 30 مارس، 1824 هذا المساء، كنتُ وغوته وحيديْن في منزله. تحدثنا حول مواضيع مختلفة، وشربنا قنينة من النبيذ. تحدثنا عن الدراما الفرنسية، وكيف أنها تقف على النقيض من نظيرتها الألمانية. وقال غوته: "سيصعب جداً على الجمهور الألماني أن يصل لنوع من الحكم الصحيح، مثلما يفعل الجمهور في إيطاليا وفرنسا، فهناك عقبة ظرفية تخصنا، حيث تقوم خشبة المسرح عندنا بعرض مزيج من كل الأنواع. ففي المجالس نفسها، حيث شاهدنا هاملت بالأمس، سنشاهد ستابيرل (شخصية مسرحية هزلية) في اليوم التالي، وإذا عُدنا غداً سنسعد بأوبرا ’الناي السحري‘، وفي اليوم التالي سوف نكون مسحورين مع غرائب مخلوق محظوظ آخر. بالتالي، يصبح الجمهور مشوشاً في حكمه، حيث يجمع بين مختلف الأنواع التي لن يتعلم حقيقتها بطريقة تسمح له بتقديرها وفهمها. علاوة على ذلك، لدى كلّ واحد مطالبه الفردية ورغباته الشخصية، وبالتالي يعود إلى المكان حيث يجدها مُشخَّصة. فإلى الشجرة التي قطف منها ثمرة التين اليوم، سيعود مرة أخرى في الغد، وسيعلو الإحباط وجهه إذا وجد برقوقة نمت بدلاً عنها خلال ساعات الليل. أما الشخص الذي يحب البرقوق، فسيذهب إلى الأشجار الشوكية. "كان لدى شيلر هذه الفكرة الجذلة الخاصة ببناء مكان مُخصَّص للتراجيديا فقط، وإعطاء قطعة أرض في كل أسبوع للذكور فقط. لكن هذا المفهوم يفترض مسبقاً مدينة كبيرة جداً، ولا يمكن تحقيقها بوسائلنا المتواضعة". تحدثنا عن مسرحيات إيفلاند وكوتزيبو، التي أثنى غوته على أسلوبها. "بسبب هذا الخطأ الفادح، لا يستطيع الناس التمييز بإتقان بين ضروب الفنون، أما أعمال هؤلاء الرجال، فهي تتعرَّض في كثير من الأحيان للرقابة ظُلماً. وقد ننتظر وقتاً طويلاً قبل أن يأتي اثنان يملكان مثل هذه المواهب الشعبية مرة أخرى". أشدتُ بمسرحية إيفلاند "العجوز الأعزب"، والتي سعدتُ للغاية بمشاهدتها على المسرح. وقال غوته: "إنها بلا شك أفضل أعمال إيفلاند. "الوحيدة التي تجاوزت النثر إلى الخيال". أخبرني بعدها عن عملٍ، انتوى هو وشيلر أن يكون بمثابة استمرار لمسرحية إيفلاند "العجوز الأعزب"؛ وذلك في أثناء محادثة ضمّتهما، لكن دون أن يقوما بتدوين ذلك على الورق. كما حدثني غوته عن التقدم في عملهما هذا منتقلاً مشهداً تلو مشهد؛ كان أمراً بالغ اللطف والبهجة، ومنحني فرحة كبيرة. ثم تحدث غوته عن بعض مسرحيات أوغست بلاتين الجديدة. "في هذه الأعمال"، قال: "نرى تأثير كالديرون. فهي شديدة الذكاء، وبمعنى ما، كاملة؛ لكن ينقصها الثقل النوعي، ثقل وجود مغزى ما. كما أنها ليست من النوع الذي يثير في ذهن القارئ اهتماماً عميقاً دائمًا؛ وعلى العكس من ذلك، تلمس شغاف الروح ولكن بخفة عابرة. مثل قطعة الفلين التي، عندما تسبح في الماء، لا تترك انطباعًا، ولكن من السهل الحفاظ عليها تسبح على السطح. "تتطلَّب الألمانية جديّة ما، وعظمة معينة للفكر، وامتلاء من نوع ما للمشاعر. وعلى هذا الأساس نجد شيلر مُبجلاً جداً من قبل الجميع. لا أشكك في قدرات بلاتين؛ ولكن، ربما بسبب وجهات نظر خاطئة للفن، لم تستطيع أن تتجلى في المانيا. فهو يظهر ثقافة متميزة، وفكراً، وذكاءً نفاذاً، وكمالاً فنيّاً؛ ولكن هذه، لا سيما في ألمانيا، ليست كافية. "وفي العموم، تؤثِّر السمات الشخصية للكاتب على الجمهور أكثر من مواهبه كفنان. فقد قال نابليون عن بيير كورني، "لو كان حيَّاً، لقلَّدته منصب الأمير"، هذا رغم أنه لم يقرأ له قط. في حين أنه قرأ راسين، دون أن يمنحه مثل هذا الحديث. لافونتين أيضاً، ينظرُ إليه الفرنسيون بدرجة عالية من التقدير، ليس بسبب مزاياه الشعرية، ولكن لعظمة الشخصية التي أظهرها في كتاباته". ثم تحدثنا عن روايته "التجاذب الاختياري". حيث أخبرني غوته عن رجل إنجليزي مُتجوّل، كان يفترض أن يكون مُنفصلاً عن زوجته عندما يعود إلى إنجلترا. ضحك على مثل هذه الحماقة، وأعطاني عدة أمثلة عن أشخاص منفصلين، لكن بعد ذلك لم يستطيعوا ترك أحدهما الآخر. وأردف قائلاً: "كثيراً ما سألني الراحل راينهارد متعجباً، كيف أملكُ مثل هذه المبادئ الصارمة بخصوص الزواج، بينما كنتُ متسامحاً جداً في كل شيء آخر". تعبير غوته هذا كان لافتاً للنظر بالنسبة لي، لأنه أظهر بوضوح ما قصده حقاً من قبل عنما تحدث كثيراً عن إساءة فهم عمله (''التجاذب الاختياري"). ثم تحدثنا عن لودفيغ تيك، وعلاقته الشخصية مع غوته. وقال غوته: "أكنُّ مشاعر عظيمة ناحية تيك"؛ وأعتقد أنه، على وجه العموم، حسُن النية تجاهي. ولكن، هناك شيء ليس كما يُرام في علاقته بي. هذا الخطأ لا يأتي من ناحيتي أو ناحيته، ولكنه يعود لأسباب دخيلة تماماً. ''عندما بدأ الأخوة شليجل في صنع مكانة لأنفسهم، كنتُ في موضع قوي جداً بالنسبة لهم. ولتحقيق ترجيح معي، اضطروا للبحث عن رجلٍ ذي موهبة يضعونه في تعارض معي. ووجدوا هذه الموهبة لدى تيك. وبالتالي، عندما وضعوه على النقيض منّي، بدا ذا أهمية كبيرة في نظر الجمهور، وأضطروا حينها لإعطائه أكثر مما يملك. أدى ذلك إلى إنزال الضرر بعلاقتنا المتبادلة؛ فبالنسبة لتيك، دون أن يكون على وعي صائب بنفسه، وُضِع في موقف كاذب في ما يتعلق بي. "تيك هو رجل يمتلك موهبة فائقة الأهمية، ولا يمكن لأحد أن يكون أكثر حساسية منّي بخصوص مزاياه الاستثنائية؛ فقط عندما يرفعونه لمكانة تفوقه، ويضعونه في مستوى واحد معي، سيكونون على خطأ. يمكنني الحديث بصراحة حول هذا الأمر، لا يهمني، لأنني لم أصنع نفسي. قد أقارن نفسى فقط مع شكسبير، الذي لم يصنع نفسه بنفسه أيضاً، وهو مع ذلك كائن من رتبة أعلى، يجب أن يكون هو من أطمح نحوه بخشوع". هذا المساء، كان غوته ممتلئاً بالطاقة والمرح. جلب بعضاً من مخطوطات قصائده وقرأها بصوتٍ عالٍ. جلب لي سماعه سروراً من نوع خاص، إذ ليست فقط قوة القصيدة الأصلية ونضارتها هي ما أثارت حماستي بدرجة عالية، ولكن غوته نفسه، بأسلوبه في قراءتها، قدَّم لي جانباً عن نفسه غير معروف حتى الآن، رغم أهميته الشديدة. يا لها من تنويعة وقوة تلك الموجودة في صوته! يا لها من حياة وتعبير في محياه النبيل، كامل التجاعيد! ويا لها من عيون! الأربعاء، 14 أبريل، 1824. خرجنا للتمشَّي غوته وأنا. وناقشنا خلال ذلك أساليب كُتَّاب مختلفين. "في العموم"، قال غوته، "التأملات الفلسفية أصابت الألمان في مقتل، لأنها تميل إلى جعل أسلوبهم غامضًا وصعبًا، ومبهمًا. كل ما قوي ارتباطهم ببعض المدارس الفلسفية، ساءت كتابتهم. أما أولئك الألمان، المهتمون بشؤون الأعمال والحياة الفعلية، فقد حجزوا لأنفسهم كتابة عملية وذات جودة. بحيث يكون أسلوب شيلر أكثر نبلاً وإثارة للإعجاب كلما نأى عن التفلسُف، وهو الأمر الذي ألاحظه يومياً في رسائله شديدة المتعة، التي أنا مُنشغل بها حالياً. "هناك أيضاً بين النساء الألمانيات، كائنات تكتب بأسلوب ممتاز حقاً، وفي الواقع، في هذا الصدد يتجاوزن العديد من كتابنا الذكور المشهورين. "الإنجليز دائماً ما يكتبون بصورة جيدة؛ لأنهم وُلِدوا عمليين ومُفوَّهين، مع ميل نحو الحقيقي. "الفرنسيون، بدورهم، لا يزالون على صواب في طابعهم العام، وهم ذوو طبيعة اجتماعية، وبالتالي لا ينسون أبداً الجمهور الذي يخاطبونه، بل يسعون جاهدين ليكونوا واضحين، بحيث يقنعون القارئ- ولطيفين، حتى يُعجب بهم. "إجمالا، فإنَّ أسلوب الكاتب هو تمثيل مُخلص لعقله، لذا، متى رغب رجلٌ في الكتابة بأسلوب واضح، عليه في البدء أن يكون واضحاً في أفكاره؛ وإذا أراد أن يكتب بأسلوب نبيل، عليه أولاً امتلاك روحٍ نبيلة". من ثمّ تحدَّث غوته عن خصومه كسُلالة لن تنقرض أبداً. حيث قال إنَّ"عددهم بمثابة فيلق، ولكنهم يقعون ضمن درجة من التصنيف: أولاً، هناك خصومي من الأغبياء،- أولئك الذين لم يفهموا شخصيتي، وعثروا مع ذلك على عيوب فيّ دون معرفتي. هذه الجماعة كبيرة العدد أرهقتني كثيراً خلال مسيرة حياتي، ولكن يجب أن يُغفر لهم، لأنهم لا يدركون ما قاموا به. "تتألف الفئة الثانية الكبيرة من أولئك الذين يحسدونني. وهذا الحقد سببه حظوظي وحالتي الجليلة التي حققتها بسبب مواهبي. تراهم ينتفون شهرتي، ويرغبون في تدميري. لكن في حال كنتُ فقيراً وبائساً، فسوف يهاجمونني لا أكثر. "هناك العديد ممّن أصبحوا خصومي، فقط لأنهم انهزموا في أنفسهم. ضمن هذه الفئة هناك رجال من أصحاب الموهبة الرائعة، لكن لا يمكنهم غفران أنني ألقيتُ بهم في الظلال. رابعاً، هناك خصومي ممّن هم على صواب. أنا إنسان، وبهذه الصفة لديَّ أخطاء وعيوب بشرية، بالتالي لن تخلو كتابتي من وجود هذه الأخطاء. ومع ذلك، لأنني عازم باستمرار على تحسين نفسي، والسعي الدائم لرفع نفسي إلى مرتبة النبلاء، كنتُ في حالة من التقدم المستمر، وكثيرا ما حدث أنهم ألقوا باللوم عليَّ بسبب الأخطاء التي تركتها ورائي منذ فترة طويلة. لقد أصابني هؤلاء الناس أقلّ من غيرهم، لأنهم أطلقوا النار عليّ، بينما أنا على بعد أميال بعيدة. عموماً، عندما أنتهي من عملٍ ما، يصبح غير مهماً بالنسبة لي؛ لن يعود يشغل بالي، بل أشغل نفسي بخطة جديدة. ''فئة كبيرة أخرى تضم أولئك الذين يأتي خصامهم بسبب اختلافهم عني في وجهات النظر وطرق التفكير. يُقال بخصوص أوراق الشجرة، أنك لن تجد اثنتين متشابهتين تماماً، بالتالي، بين ألف رجل، من النادر أن تجد اثنين، ينسجمان تماماً في وجهات نظرهم وطرق التفكير. بوضع هذا في الاعتبار، فإنَّ وجود الكثير من المعارضين سيكون أقلّ إدهاشاً من امتلاكي لكثير من الأصدقاء والأتباع. كانت ميولي تتعارض مع ميول من عاصرتهم، التي كانت ذاتية تماماً؛ بينما في جهودي الموضوعية، وقفتُ وحيداً إزاء عوائقي. "كان شيلر، في هذا الصدد، ذا فائدة كبيرة بالنسبة لي، وبالتالي، قدَّمت لي بعض المفاهيم العامة ذات النوايا الحسنة وضوحاً كيما أفهم أنه يجب عليّ أن أكتب مثل شيلر. استجبتُ وقمتُ بتحليل مزايا شيلر، لأنني أعرفها أفضل منه. مضيتُ بهدوء قُدماً على طريقتي الخاصة، ولم أقلق نفسي بالنجاح، وأخذتُ بأقل قدر ممكن من ملاحظات خصومي". عدنا، وقضينا وقتاً لطيفاً على مائدة الغداء. تحدثت فراو فون غوته عن برلين، حيث كانت هناك مؤخراً. وتحدثت بحميمية خاصة عن دوقة كمبرلاند، التي أظهرت لها الكثير من اللطف. تذكَّر غوته هذه الأميرة باهتمام خاص، حيث قضت جزءاً من سنوات صباها مع والدته. في المساء، حظيتُ بمتعة موسيقى رفيعة المستوى في منزل غوته، حيث قام بعض المُغنين، تحت إشراف إبيروين، بأداء جزء من مقطوعة "المسيح" لهاندل. انضمت الكونتيسة كارولين فون إغلوفستين وفراولين فون فرويب مع مدام فون بوغويش ومدام فون غوته إلى المطربات الإناث، ومن ثم أشبعن بلطف التمنيات التي كان غوته قد أسرَّاها منذ فترة طويلة. جلس غوته على مسافة، مُستغرقاً بالكامل في الاستماع، وممتلئاً في هذه الأمسية السعيدة بالإعجاب بهذا العمل النبيل. الاثنين، 19 أبريل، 1824. زارنا اليوم، أعظم فقيه لغة في عصرنا، فريدريش أوغست وولف، من أهالي برلين، وهو في طريقه نحو جنوب فرنسا. وعلى شرفه، قدم غوته دعوة غداء لأصدقائه في فايمار، حيث حضرها المشرف العام رور، المستشار فون مولر، مدير البنية الفوقية كودراي، البروفيسور ريمر، وهوفراث رحبين، وشخصي. كانت المحادثة شديدة الحيوية. كان وولف ممتلئاً بالملاحظات البارعة، في حين أخذ غوته دور الخصم الدائم بطريقة دمثة. لاحقاً، أخبرني غوته: "لا أستطيع، في كل مرة التقي فيها وولف، ألّا افترض فيه شخصية ميفيستوفيلس (الشيطان الذي أغرى فاوست)، لا شيء يبرز كنوزه الخفية أكثر من ذلك". كانت المُلاحظات البارعة في المائدة سريعة الزوال، ووليدة اللحظة، بحيث أنتجت تكرارات. كان وولف شديد العظمة في التفاتاته البارعة وبديهته الحاضرة، ولكن مع ذلك بدا لي أنَّ غوته حافظ دائماً على تفوق ما عليه. طارت الساعات على المائدة كما لو كانت تملك أجنحة، وجاءت الساعة السادسة دون أن نلحظ ذلك. ذهبتُ مع غوته الابن إلى المسرح، حيث شاهدنا أوبرا "الناي السحري". بعدئذٍ رأيتُ وولف في المقصورة مع الدوق الكبير كارل أغسطس. ظلَّ وولف في فايمار حتى يوم 25 من الشهر، حيث سافر متجهاً صوب جنوب فرنسا. لم تكن حالته الصحية على ما يُرام، حيث لم يخف غوته قلقه الكبير عليه. ================ محادثات مع غوتهتأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: جون اوكسنفوردترجمة من الإنجليزية: سماح جعفر تقوم «القرية الإلكترونية» بتكليف من الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، بترجمة يوميات من حياة "جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع غوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة شاعر ألمانيا الكبير «غوته Goethe»، وتمت ترجمتها من الألمانية للإنجليزية بواسطة «جون أوكسنفورد»، وترجمها من الإنجليزية إلى العربية: «طارق زياد شعار»، وسوف نقوم بنشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم.*«يوهان بيتر إيكرمان» Johann Peter Eckermann 1792-1854: عمل كأمين خاص لجوته في الفترة الأخيرة من حياة الأخير. وسرعان ما أصبح كتابه محادثات مع غوته، ذو شعبية تخطت الحدود الألمانية، ولعب دوراً مهما في إحياء الاهتمام والتقدير لأعمال جوته في وقت لاحق. #محمد_أحمد_السويدي_ترجمة_محادثات_مع_غوته, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi || #محمد_أحمد_السويدي || #ترجمة || #محادثات_مع_جوته || الجزء الرابع (4)السبت، 28 فبراير 1824م.قال "غوته" إنَّ هناك رجالاً على درجة عالية من الامتياز، لا يستطيعون القيام بأي....
اقرأ المزيد ... || #محمد_أحمد_السويدي || #ترجمة || #محادثات_مع_جوته || الجزء الرابع (4)السبت، 28 فبراير 1824م.قال "غوته" إنَّ هناك رجالاً على درجة عالية من الامتياز، لا يستطيعون القيام بأي شيء مُرتجل، أو سطحي، لأنَّ طبيعتهم تتطلب منهم التغلغل بهدوء وعمق في كل موضوع يؤخذ بمتناول يدهم. تجعلنا مثل هذه العقول، في كثير من الأحيان، نافذي الصبر، لأننا نادراً ما نحصل منهم على ما نريده في اللحظة التي نريد؛ ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتم بها إنجاز أنبل المهام".أدرتُ دفة الحديث إلى رامبرغ. حيث قال غوته: "إنه فنان من طابع مختلف تماماً، وهو من أكثر المواهب حيوية، وإنْ كان لا مثيل لقدرته على الارتجال. لقد طلب مني في درسدن أن أمنحه موضوعاً، فحدَّثته عن أغاممنون لحظة عودته من طروادة، حين يترجَّل من عربته الحربية ويلمس عتبة منزله، مصاباً بشعورٍ كئيب. وستوافق معي أنَّ هذا الموضوع ذو طبيعة صعبة، ومع فنان آخر، لكان قد طالب بتداول أكثر تفصيلاً، ولكن قبل أن أكمل حديثي، كان رامبرغ قد شرع في الرسم. وبالفعل، شعرتُ بالإعجاب من أنه التقط على الفور موضوعه بشكل صحيح. ولا أستطيع إنكار أننى أرغب فى امتلاك بعض رسومات رامبرغ".تحدثنا بعد ذلك عن فنانين آخرين، ممن شرعوا يعملون بطريقة سطحية، وبالتالي تحوّلت أعمالهم إلى نزعة أسلوبية.قال غوته إنَّ "الأسلوبية في حالة توق دائم لإنجاز العمل، بحيث لا تتمتع بالصدقية أثناء إنجاز العمل. ومن ناحية أخرى، تجد الموهبة الحقيقية العظيمة أعظم سعادتها في التنفيذ. عمل روس بصورة دؤوبة في رسم شعر وصوف ماعزه وأغنامه، وترى من خلال تفاصيله اللانهائية أنه يتمتع بسعادة كبيرة في أداء عمله، وأنه لا يرغب في وضع حدٍّ له."المواهب الرديئة لا تستمتع بالفن من أجل ذاته: بحيث لا تضع نصب أعينها أثناء إنجازها العمل شيئًا سوى الربح الذي يأملون في تحصيله من العمل. مع مثل هذه الآراء والميول الدنيوية، لم يُنتَج شيء عظيم في أيّ من الأزمنة السابقة".الأحد، فبراير 29، 1824م.ذهبتُ إلى منزل غوته، حوالي الثانية عشرة، وكان قد دعاني إلى التنزُّه قبل تناول وجبة الغداء. وجدتُه يتناول وجبة الإفطار عندما دخلتُ، فاتَّخذتُ مقعدي قبالته، وحولت المحادثة نحو تلك الآثار التي تشغل تفكير كِلينا بخصوص الطبعة الجديدة لأعماله. وكنتُ قد نصحته بإدراج كل من "آلهة، أبطال، وويلاند" و"رسائل القسّ" في هذه الطبعة الجديدة.قال غوته: "لا أستطيع حسب وجهة نظري الحالية أن أحكم بشكل سليم على جدارة إنتاجات الشباب. ربما إذا رغبتم بإمكانكم أن تقرروا. لكنني لا ألوم تلك البدايات؛ في الواقع، كنت أحيا في الظلام، أكافح، بلا وعي من أجل ما كنتُ أسعى إليه بجدية؛ ولكن كان لي حِسٌّ بالصواب، صولجان إلهي، دلَّني على حيث يمكنني العثور على الذهب".لاحظتُ أنَّ هذا ما يجب أن يكون عليه الحال مع جميع المواهب العظيمة، وإلا، وعلى خلاف ذلك، حينما تستيقظ في عالم مختلط، لن تتمكَّن من إدراك الحق وتجنُّب الخطأ.في هذا الوقت، تم سرج الخيول، وانطلقنا متجهين صوب يينا. تحدثنا حول مواضيع مختلفة، وذكر غوته آخر ما تقوله الصحف الفرنسية. حيث قال: "ينتمي دستور فرنسا إلى شعب يحتضن في داخله الكثير من عناصر الفساد، وهو يقوم على أسس مختلفة تماماً عن الدستور الإنجليزي. كل ما يحدث في فرنسا يتم عن طريق الرشوة، بل إنَّ مجمل الثورة الفرنسية كانت موجهة بهذه الوسائل".ثم تحدث عن وفاة يوجين نابليون (دوق ليوشتنبرغ)، الذي وصلت أخباره ذلك الصباح، حيث بدا بالغ الحزن. "كان واحداً من تلك الشخصيات العظيمة"، قال غوته، "التي أصبحت أكثر وأكثر ندرة؛ لقد أصبح العالم مرةً ثانية أكثراً فقراً بسبب غياب رجل مهم. كنتُ أعرفه بصورة شخصية؛ ففي الصيف الماضي كنتُ معه في مارينباد. كان رجلًا وسيم الطلعة، في حوالي الثانية والأربعين، على الرغم من أنه يبدو أكبر سناً، وهو أمر لا يبدو مُدهشاً عندما نستدعي إلى الذهن كلّ ما مر به خلال مسيرة حياته، وكيف كانت الحملات والاتفاقيات ضاغطة باستمرار على حياته. أخبرني في مارينباد بإسهاب عن خطة لربط نهر الراين مع نهر الدانوب، عن طريق قناة- وهو مشروع عملاق، عندما نمعن النظر في العقبات التي تطرحها جغرافيا المنطقة. ولكن مع رجل خدم تحت إمرة نابليون، وشاركه في هزّ ثوابت العالم، لا شيء يبدو مستحيلاً. كان لدى تشارلمان نفس الخطة، حتى أنه شرع في التنفيذ، لكنه سرعان ما وصل إلى طريق مسدود. حيث لم تستطيع الرمال الصمود، وكان الركام يسقط باستمرار على كلا الجانبين".الاثنين، 22 مارس، 1824.هذا اليوم، قبل موعد الغداء، ذهبت مع غوته إلى الحديقة.تقع هذه الحديقة على الجانب الآخر من نهر إيلم، بالقرب من المنتزه، على المُنحدر الغربي من التلَّة، الشيء الذي يعطيها مظهراً شديد الجاذبية. الحديقة محمية من الرياح الشمالية والشرقية، لكنها مفتوحة على التأثيرات المُبهِجة للجنوب والغرب، ما يجعلها مسكناً شديد المُتعة، وخاصة في الربيع والخريف.أمَّا المدينة، التي تقع على الشمال الغربي، فهي قريبة بحيث يمكن للمرء بلوغها في بضع دقائق، ومع ذلك إذا تلفَّت المرء حوله، فلن يرى في أيّ مكان سقوف مباني، أو حتى أبراج، تُذكّره بهذا القرب؛ لأنَّ أشجار الحديقة الطويلة والمزروعة بكثافة تُغطّي كل ما يقع على الجانب الآخر. تمتد الحديقة التي تحمل اسم "النجمة"، يساراً، ناحية الشمال الجغرافي، على مقربة من طريق المركبات، الذي يبتديء من الحديقة مباشرة. نحو الغرب والجنوب الغربي، ينفتح المشهد على مرج واسع، من خلاله، على مسافة إطلاق قوس من سهمه، تعبر الرياح نهر إيلم بصمت. ترتفع حافة النهر على الجانب الآخر مثل تلة؛ على القمة والجانبين يمتدُّ متنزَّهٌ فسيح، تكسوه أوراق مُختلطة لأشجار النغت والمُران والحور والبتولا، التي تُحيط بالأفق على مسافة معقولة ناحية الجنوب والغرب..يمنح منظر الحديقة أعلى المرج، وخاصة في الصيف، شعوراً وكأن المرء قرب أجمة تمتد ملتوية لمسافة فراسخ. ويعتقد أنَّه مع كل لحظة تمضي ستلوح للعين ظبية تقفز على المروج. وهنا يشعر المرء وكأنه مغروسٌ بسلام في وحشة الطبيعة القاتمة، بسبب الصمت غير المنقطع في الغالب، إلا من نغمات الشحرور المنفردة، أو أغنية معلقة في كثير من الأحيان لطائر السمَّان.وبينما نحن في حلم العزلة العميقة، أيقظنا قرع ساعة البرج، وصراخ طواويس الحديقة، أو طبول وأبواق الجيش في الثكنات. لم يكن هذا بالأمر المزعج. فمثل هذه النغمات تُذكِّر المرء بمدينة حميمة في الجوار، يتوهم المرء أنه بعيد عنها أميال كثيرة.في بعض المواسم، تنقلب هذه المروج نقيضاً للوحدة. حيث يشاهد المرء في بعض الأحيان القرويين يذهبون إلى فايمار للتسوُّق، أو العمل، ثم يقفلون عائدين؛ وأحياناً ترى متسكعين من جميع الأنواع يتمشّون على طول انحناءات نهر إيلم، وخاصة في الاتجاه الصاعد نحو فايمار العليا، التي تزدحم بالزوار في أيام معينة من السنة. كذلك، يقوم موسم الحشائش بنفخ الروح في المشهد بشكل متناغم. في الأرض الخلفية، يرى المرء قطعان من الخِراف ترعي، وأحياناً تتحرك بفخامة؛ كما نشاهد البقر السويسري للمزرعة المجاورة.ومع ذلك، لم يكن هناك أيّ أثر لهذه الظواهر الصيفية، التي تنعش الحواس. على المروج، يمكنك مشاهدة بعض البقع الخضراء؛ لكن ليس لدى أشجار الحديقة ما تتباهى به سوى الأغصان ذات اللون البُنّي والبراعم. ومع ذلك فإنَّ أصوات عصفور الدوري، وأغنيات الشحرور والسمَّان المتقطعة، كانت تصدح مُعلنة مجيء الربيع.كان الجو لطيفاً وصيفياً؛ والرياح الجنوبية الغربية المعتدلة تهبّ. وكانت هناك سُحب رعدية صغيرة ومعزولة تعبر على طول السماء الصافية. وهناك في الأعلى قد يلاحظ المرء خيوطاً متناثرة من السحب البضاء. راقبنا السحب بدقة، ورأينا أنَّ الغيوم الضخمة للمنطقة السفلى كانت مُتفرَّقة كذلك؛ ومن ذلك استنتج غوته أنَّ مقياس الضغط الجوي سيرتفع.ثم تحدث غوته بإسهاب عن ارتفاع وهبوط البارومتر، الذي وصفه مُستخدماً الزيادة في المياه ونقصانها. وتحدث عن عمليات استنشاق وزفير الأرض، وفقاً للقوانين الأبدية؛ وعن الطوفان المحتمل، في حال استمرت "زيادة المياه". بجانب ذلك، تحدث قائلاً، إنه رغم امتلاك كل مكان لمناخه الخاص، فإنَّ مقياس الضغط الجوي في جميع أنحاء أوروبا متّحد بصورة كبيرة. كذلك تحدَّث عن أنَّ الطبيعة غير قابلة للقياس، وبسبب شذوذها الكبير هذا، كثيراً ما صعب على الناس معرفة قوانينها.في أثناء تثقيفه إيّاي بهذه المواضيع الهامة، كنا نسير صعوداً وهبوطاً في الحديقة على ممشى واسع مفروش بالحصى. وعند اقترابنا من المنزل، نادى الخادم لفتح البوابة، حيث أراد أن يريني البيت من الداخل. كانت الجدران البيضاء مُغطاة بشجيرات الورد، التي نمت على تعريشات وصلت حتى السطح. درتُ حول المنزل، وشاهدتُ باستمتاع عدداً كبيراً من أعشاش الطيور، من مختلف الأنواع، موجودة على فروع شجيرات الورد الموجودة في مكانها هناك منذ الصيف السابق، والآن بسبب أنَّ الشجيرات عارية من الأوراق، أصبحت مبذولة لتراها العين. كم كان استثنائياً مُشاهدة كيف أنَّ أعشاش طائر حسُّون التفاح وأنواعًا مختلفة من عصفور الشوك، قد بُنيت عالية أو منخفضة وفقاً لعادات الطيور.بعدها، أخذني غوته داخل المنزل، الذي لم أره منذ الصيف الماضي. في الطابق الأدنى، وجدتُ غرفة واحدة فقط قابلة للسكن، عُلَّقت على جدرانها خرائط ونقوش، إلى جانب بورتريه لغوته، في حجم كبير بعظمة الحياة، رسمه ماير بعد وقت قصير من عودة الصديقين من إيطاليا. يظهر غوته في اللوحة وهو في قمَّة قوَّته ورجولته، شديد السُمرة، وبالأحرى شجاعًا. لم يكن التعبير المرسوم على محياه شديد الحيوية، لكنه شديد الجدِّية؛ ويبدو وكأنَّ المرء يتطلَّع نحو رجل يكمن في عقله ثِقل مآثر المستقبل. صعدنا الدرج إلى الغُرف العليا. حيث توجد ثلاث غُرف، إحداها صغيرة الحجم. ولكن في العموم، كانت كلها صغيرة جداً، وغير مريحة. قال غوته إنه أمضى في السنوات السابقة جزءاً كبيراً من وقته بسرور في هذا المكان، حيث كان يعمل بهدوء شديد.كانت هذه الغرف باردة نوعاً ما، لذا عدنا إلى الهواء الطلق، الذي كان معتدلاً. وبينما نسير صعوداً وهبوطاً على الطريق الرئيسي، تحت شمس الظهيرة، تحوَّل مدار حديثنا إلى الأدب الحديث، وشيلينغ، وبعض مسرحيات الكونت بلاتن الجديدة.سرعان ما عدنا إلى الحديث عن المواضيع الطبيعية. كانت أزهار تاج القيصر والزنابق قد نمت بالفعل، كما كانت الخبيزة على جانبي الحديقة شديدة الاخضرار.الجزء العلوي من الحديقة، عند مُنحدر التل، كان مفروشاً بالعشب، ويوجد هنا وهناك عدد قليل من أشجار الفاكهة. امتدَّت المسارات على طول القمّة، ثم استدارت عائدة نحو الأسفل؛ الشيء الذي أيقظ فيّ الرغبة في الصعود والبحث عن نفسي. غوته، الذي صعد هذه المسارات من قبل، سبقني مُتقدماً، وكنتُ فرحا لرؤيته بهذا النشاط.في الأعلى وجدنا سياجاً يضمُّ إناث الطاووس، التي يبدو أنها آتية من حديقة الأمير. وأشار غوته إلى أنه كان مُعتاداً في فصل الصيف المجيء وجذب الطواويس بأن يقدم لها الطعام الذي تحبه.وأثناء نزولنا على مسار متعرج على الجانب الآخر من التلّ، وجدتُ حجراً، تحيط به الشجيرات، نُقشت على سطحه أبيات هذه القصيدة المعروفة:"هنا في الصمت فكَّر الحبيب مليَّاً في محبوبه".وشعرت كما لو كنتُ أقف على أرضٍ كلاسيكية.هناك بالقرب دغل كثيف لأشجار نصف نامية تتكون من السنديان، والتنوب، والبتولا، وأشجار الزان. أسفل التنوب، وجدت علامات تشير لوجود طيور جارحة. وبعدما أريتها لغوته، قال إنه كثيراً ما رأى مثلها في هذا المكان. من هذا استنتجتُ أنَّ هذه التنوب كانت مسكناً مُفضَّلاً لبعض أنواع البوم، التي كثيراً ما شُوهِدت في هذا المكان.اجتزنا الدغل، لنجد أنفسنا مرة أخرى على الطريق الرئيسي بالقرب من المنزل. كانت أشجار السنديان، والتنوب، والبتولا، والزان، التي اجتزناها للتوّ، متشابكة معاً، وتُشكِّل نصف دائرة في هذا المكان، أو قوساً يشبه مغارةً في هذا الفضاء الداخلي، حيث جلسنا على كراسي صغيرة، وُضِعت حول طاولة مستديرة. كانت الشمس شديدة السطوع، ورغم ذلك كان ظلُّ هذه الأشجار عديمة الورق مُناسباً. "أنا أعرف"، قال غوته، "لا ملجأ أفضل، من سخونة الصيف، من هذه البقعة. فقبل أربعين عاماً زرعتُ كل هذه الأشجار بيدي. وكان من دواعي سروري مشاهدتها تنمو، حيث أستمتع منذ فترة طويلة بظلها المُنعش. ولأنَّ أوراق شجر هذه السنديان والزان منيعة من أشعة الشمس القوية، أحبُّ في أيام الصيف الحارة الجلوس هنا بعد الغداء؛ حيث في كثير من الأحيان يسودُ نوعٌ من السكون في هذه المروج ومجمل الحديقة، يماثل ما أطلق عليه القدماء "سُبات الإله بان".سمعنا أجراس ساعة المدينة تعلن عن الساعة الثانية، فعدنا إلى المنزل._______________محادثات مع غوته - تأليف: يوهان بيتر إيكرمان، ترجمة من الألمانية للإنجليزية: «جون أوكسنفورد»، ترجمة من الإنجليزية: «عمار جمال».____________________________بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي ، قامت «#القرية_الإلكترونية » بترجمة يوميات من حياة شاعر ألمانيا الكبير "#جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع جوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة «غوته Goethe»، ننشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم. كما يمكنكم مطالعة الأجزاء السابقة من خلال منصتنا على جوجل بلس من هذا الرابطhttps://plus.google.com/collection/A-X9RE?hl=ar, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي ، قامت «#القرية_الإلكترونية » بترجمة يوميات من حياة شاعر ألمانيا الكبير "#جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع جوته»،....
اقرأ المزيد ... بتكليف ورعاية من الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي ، قامت «#القرية_الإلكترونية » بترجمة يوميات من حياة شاعر ألمانيا الكبير "#جوته"، المعنونة بـــ «محادثات مع جوته»، من تأليف: «يوهان بيتر إيكرمان*»، وهي عبارة عن يوميّات كتبها "إيكرمان" عن السنوات الأخيرة من حياة «غوته Goethe»، ننشرها على حلقات تباعاً هنا في الصفحة نأمل أن تحوز إعجابكم. كما يمكنكم مطالعة الأجزاء السابقة من خلال منصتنا على جوجل بلس من هذا الرابطhttps://plus.google.com/collection/A-X9RE?hl=arالجزء الرابع (3) - الخميس 26 فبراير 1824.تناولتُ وجبة الغداء مع غوته. وبعد إزاحة غطاء المائدة، طلب من ستدلمان إحضار بعض محافظ النحاس ذات الحجم الكبير. كانت طبقة من الغبار قد تجمَّعت على الأغطية، وحيث لم تكن هناك قطعة قماش مناسبة في متناول اليد لإزالتها، استاء غوته كثيراً، ووبَّخ ستدلمان. "للمرة الأخيرة سأخبرك، إذا لم تذهب خلال هذا اليوم لشراء القماش الذي طلبتُه منك مراراً، سأذهب بنفسي في الغد. وسترى أنني سأفي بوعدي". ذهب ستدلمان.قال غوته: "لقد تكررت الحادثة نفسها مع بيكر، الممثل". وأخبرني في لهجة حية، "عندما رفض تمثيل دور الفارس في مسرحية ’فالنشتاين‘/ حذَّرتُه أنه في حال لم يقم بلعب الدور، سأقوم بنفسي بتمثيله. هذا العمل كان فعَّالاً؛ لأنَّ أهل المسرح يعرفونني جيداً بما فيه الكفاية، ويعلمون أنني لا أسمح بالتهريج في مثل هذه الأمور، وأنني مجنونٌ بما يكفي للوفاء بكلمتي في أي مسالة".''وهل قمتَ حقاً بلعب ذاك الدور؟". سألتُه."نعم"، قال غوته، "قمتُ بتمثيل دور الفارس، وتفوَّقتُ على السيَّد بيكر أيضاً، لأنني أعرف الدور أفضل منه".ثم قمنا بفتح المحافظ، وشرعنا في فحص الرسومات والنقوش. في مثل هذه الأمور، يبذل غوته جهداً كبيراً تجاهي، بحيث أرى نيّته في منحي قدراً عالياً من الذكاء في مراقبة أعمال الفنّ. لذا تراه يُظهر لي فقط ما يبلغ الكمال في نوعه، ويسعى لجعلي أتمكَّن من قصد وجدارة الفنان، بحيث أتعلم متابعة الأفضل مما يوجد في الفكر، والشعور بالأفضل. "هذا"، قال غوته، ''هو السبيل لصقل ما نُطلِق عليه الذوق". الذوق هو شيء يمكن الحصول عليه فقط من خلال التأمل، ليس ذاك الجيّد المُحتَمل، بل المُتَفوِّق بصدق. لذلك، أنا أعرض عليك فقط أفضل الأعمال. وعندما تتحصَّل على معرفة تامة بها، سيكون لديك معيار للبقية، وسوف تعرف كيفية تقييمها، دون المُبالغة في تقديرها. وسأريك الأفضل في كل فئة، حتى تدرك أنه لا وجود لفئة يجب تحقيرها، ولكن كُلٌّ واحد منها يمنح البهجة عندما يُحقِّق رجلٌ نابغة درجة سامية في هذه الفئة. على سبيل المثال، هذه القطعة التي تعود لفنان فرنسي، هي من الروعة، لدرجة لن تراها في مكان آخر، وبالتالي هي نموذج في أسلوبها".قدَّم لي غوته نقشاً، تطلَّعت فيه بفرح. رأيتُ غرفةً جميلة في منزلٍ صيفي، مع أبواب مفتوحة ونوافذ مشرعة على حديقة، يمكن للمرء أن يرى فيها أكثر الأجساد رشاقة. سيّدة مليحة، تبلغ من العمر حوالي الثلاثين، كانت تجلس وهي تحمل في يدها نوتة موسيقية، يبدو أنها كانت تتغني منها توَّاً. بجوارها، قليلاً إلى الوراء، كانت هناك فتاة صغيرة تقريباً في الخامسة عشر من عمرها. خلف النافذة المفتوحة وقفت سيدة شابة أخرى، تحتضن آلة العود، ويبدو من ملامحها أنها لا تزال تعزف عليها. في هذه اللحظة، يدخل شابٌّ مهذب، فتوجّهت نحوه عيون السيدات. ويبدو أنَّ دخوله قد أوقف سريان الموسيقى؛ منحت انحناءته الطفيفة فكرة أنه كان يُبدي اعتذاره، الذي كانت السيدات راضيات بسماعه.قال غوته: "أظنُّ أنَّ هذه روعة تشبه أعمال كالديرون؛ والآن بعدما رأيتَ الأفضل في هذا النوع، ما رأيك في هذه؟".مع هذه الكلمات، قدَّم لي بعض نقوش روس، الرسَّام الذي اشتهر بلوحاته عن الحيوانات. كانت جميع النقوش تضُمُّ رسوماً لخِراف، في مواقف ووضعيات متنوعة. تم تمثيل بساطة محياها، وصوفها البشع الأشعث بأقصى قدر من الإخلاص، كما لو كانت الطبيعة نفسها.قال غوته: "أشعر دائماً بعدم الارتياح، عندما أنظر إلى هذه الوحوش. فهي محدودة جداً في أفقها، بليدة، تُحدِّق ببلاهة، وحالمة، وتثير فيّ هذا النوع من التعاطف، بحيث أخشى أن أكون خروفاً، وعلى ما أعتقد أنَّ الفنان كان عليه أن يكون واحداً منها. ففي جميع هذه النقوش، يبدو أكثر من رائع كيف أنَّ روس كان قادراً على التفكير والشعور بالروح الصميمة لهذه المخلوقات، وذلك بجعل الخصيصة الداخلية تتبدى للعيان بهذه القوة عبر الحجاب الخارجي. هنا سترى ما تستطيع المواهب العظيمة فعله عندما تبقى ثابتة على المواضيع التي تتجانس مع طبيعتها.فقلتُ: "هذا الفنان، الذي رسم كلاباً وقططاً ووحوشاً ضارية بحقيقة مماثلة؛ ألا يمكنه، مع هذه الهبة العظيمة التي تُمكّنه من افتراض حالة ذهنية أجنبية لنفسه، أن يكون قادراً على وصف الخصيصة الإنسانية بدقة وإخلاص مماثلين؟"."لا"، قال غوته، "بالنسبة لكل ما يخرج عن مجاله، عدا الحيوانات الأليفة، آكلة الأعشاب، الخراف والماعز والأبقار، وما شابها، لن يكون مرتاحاً أبداً في تكرار رسمها؛ فقد كان هذا ميداناً مخصوصاً لموهبته، لم يغادره خلال مُجمل حياته. وفي هذا الميدان أنجز بجودة. لقد ولد وهو يحمل تعاطفاً مع هذه الحيوانات، ومُنِح هبة معرفة حالتها السيكولوجيّة، ومن ثمّ كانت لديه نظرة حسَّاسة لتكوينها الجسماني. أما المخلوقات الأخرى، فهي ليست مُكتملة الوضوح بالنسبة له، وبالتالي فهو لا يشعر بالنداء ولا الدافع لرسمها".أحيتْ ملاحظة غوته هذه الكثير مما كان متماثلاً في دواخلي، وطرحتها بحيويتها الكاملة في ذهني. وكان قد قال لي، قبل وقت ليس ببعيد، إنَّ معرفة العالم هي فطرية بالنسبة للشاعر الحقيقي، وهو لا يحتاج إلى كثير خبرة أو مراقبة متنوعة لتمثيلها بشكل مُلائم. "لقد كتبتُ ’غوتز فون بيرليشينغن’، قال غوته: "وأنا شابٌ في الثانية والعشرين؛ وكنتُ مندهشاً، بعد عشر سنوات، من حقيقة تخطيطي. من المعلوم أنني لم أكن قد اختبرتُ أو رأيتُ أي شيء من هذا النوع، وبالتالي كان عليَّ اكتساب معرفة الظروف الإنسانية المتنوعة عن طريق الحدس."عموماً، قبل تعرُّفي على العالم الخارجي لم أستغرق سوى في رسم عالمي الداخلي. ولكن عندما وجدتُ، في الحياة الفعلية، أنَّ العالم كان يتطابق في الواقع مع ما كنتُ أحتضنه في خيالي، أصابني هذا بالغيظ، ولم أعد أشعر بالبهجة في تمثيله بالرسم. في الواقع، بإمكاني القول إنني لو كنتُ قد انتظرتُ لحين تعرُّفي على العالم قبل أن أقوم بتمثيله، لكان تمثيلي قد جاء على هيئة ساخرة."هناك في كلّ خصيصة"، قال لي في وقت آخر، "ضرورة ما وتسلسل، والذي، جنباً إلى جنب مع هذه الميزة الأساسية أو تلك، يتسبب في ميزات ثانوية. الملاحظة تُعلِّمنا هذه بصورة كافية؛ ولكن لدى بعض الأشخاص ربما تكون هذه المعرفة فطرية. أما إذا كانت الخبرة والفطرة قد اتحدتا داخلي، فهو أمر لن استفسر بشأنه؛ ولكن ما أعرفه، أنه إذا تحدثتُ مع أي رجل لمدة ربع ساعة، سأجعله يتحدث لساعتين".تحدَّث غوته بصورة مماثلة عن اللورد بايرون، من حيث أنَّ العالم كان شفافاً بالنسبة له، وأنَّ بإمكانه الرسم مُستَخدماً الحدس. عبّرتُ عن بعض الشكوك حول ما إذا كان بايرون - على سبيل المثال- سوف ينجح في رسم جوهر حيوان من مرتبة أدنى، لأنَّ شخصيته تبدو لي من القوة بحيث يصعب عليه أن يمنحها، بأيّ من درجات الميل، لمثل هكذا موضوع. اعترف غوته بذلك، وأجاب قائلاً، إنَّ ملاحظتنا للاشياء تمضي فقط إلى حيث الأشياء تُماثل للموهبة؛ واتفقنا على أنه بقدر ما يتقيَّد الحدس أو يتمدد، يكون نطاق الموهبة التي تقوم بالتمثيل أكبر أو أصغر.قلتُ: "إذا كنتَ يا صاحب السعادة قد أكَّدتً على أنَّ العالم فطري بالنسبة للشاعر، فإنك تقصد بالطبع العالم الداخلي فقط، وليس العالم التجريبي للمظاهر والأعراف؛ وإذا كان بمقدور الشاعر تقديم تمثيلٍ ناجحٍ لهذا أيضاً، فإنَّ التحقيق بخصوص الواقعي سيكون بالتأكيد مطلباً أساسياً"."بالتأكيد"، أجاب غوته، "وهو كذلك؛ إنَّ منطقة الحبّ والكراهية والأمل واليأس، أو أيَّاً ما تطلقه على طبائع وعواطف الروح، هي فطرية في نفس الشاعر، وهو ينجح في تمثيلها. إلا أنه لا يُولد وهو يعرف بالغريزة كيف تُعقد المحاكم أو كيف يدار البرلمان أو مراسم التتويج؛ وإذا لم يسيء إلى الحقيقة، في الوقت الذي يُعالج فيه مثل هذه المواضيع، وجب عليه أن يلجأ إلى الخبرة أو التقاليد. وهكذا، استطعتُ في مسرحية "فاوست"، باستخدام الحدس، معرفة كيف يمكنني وصف ضجر بطلي الكالح من الحياة، والعواطف التي يثيرها الحبّ في قلب غريتشن؛ ولكن الأبيات التالية تتطلَّب بعض الملاحظات حول الطبيعة".يالها من كآبة، تلك التي يصنعها القرص الناقصللقمر الأخير مع التوهج الرطب الناشيء."ومع ذلك"، قلتُ، "كل سطر من ’فاوست‘ يحمل علامات، إن لم أكن على خطأ، على دراسة متأنية للحياة والعالم؛ بحيث ليس بمُستطاع أحد أن يفترض، ولو للحظة، بخلاف أنَّ مُجمل العمل هو نتيجة تجربة واسعة"."ربما الأمر كذلك"، أجاب غوته؛ "ومع ذلك، ما لم يكن العالم موجوداً بالفعل في روحي من خلال الحدس، كان سيُفتَرَض عليَّ البقاء أعمى حتى مع عيني المُبصرة، وكان على جميع الخبرات والمُلاحظات أن تكون بمثابة عملٍ ميَّتٍ، وغير مُنتج. الضوء يوجد في الخارج، والألوان تُحيط بنا، ولكن ما لم يكن لدينا ضوء أو ألوان داخل أعيننا، لن يكون بمقدورنا إدراك الظواهر الخارجية".محادثات مع غوته - تأليف: يوهان بيتر إيكرمانترجمة من الألمانية للإنجليزية: «جون أوكسنفورد»ترجمة من الإنجليزية: «عمار جمال»-----, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi....
اعرض في فيس بوك